تعهد رئيس الوزراء الصيني وين جياباو السبت في ختام لقاء مع نظيره اليوناني جورج باباندريو في أثينا بدعم اقتصاد منطقة اليورو واليونان.

 

حصلت اليونان التي تواجه صعوبة في الخروج من اخطر أزمة مالية تواجهها، على دعم مالي كبير السبت من الصين التي ستبسط في المقابل هيمنتها على البنى التحتية للبلاد التي تنوي أن تجعل منها بوابتها للدخول إلى جنوب أوروبا ودول البلقان.

وأعلن رئيس الوزراء الصيني وين جياباو السبت في ختام لقاء مع نظيره اليوناني جورج باباندريو في أثينا أن "الصين ستبذل مجهودا كبيرا لدعم اقتصاد منطقة اليورو واليونان .. الصين ستساهم في شراء سندات يونانية جديدة" عندما ستعود اليونان إلى الأسواق المالية.

واضطرت اليونان إزاء أعباء دينها العام وارتفاع نسب الفوائد، إلى طلب مساعدة مالية من صندوق النقد الدولي ومنطقة اليورو في ايار/مايو، لكنها تنوي العودة إلى أسواق السندات الطويلة الأمد في 2011 بعد خطة تقشف أطلقتها.

وبذلك قدمت الصين دعما سياسيا كبيرا إلى الحكومة الاشتراكية برئاسة جورج باباندريو الذي يسعى منذ أسابيع لتجنيب اليونان إعادة جدولة ديونها.

ومنذ بضعة أسابيع، تتساءل الأوساط المالية هل يتعين على أثينا التوقف عن تسديد ديونها أو هل ستتمكن من إقناع المستثمرين الجديين بشراء سنداتها التي قورنت أحيانا ب "السندات الفاسدة".

وأكد جياباو "ألاحظ إن الآلية المشتركة بين الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي وكل التدابير المتخذة أسفرت عن نتائج ايجابية. وتتوافر لليونان قواعد قوية جدا في مجال البحرية التجارية والتجارة، مع الانتعاش الاقتصادي الدولي، والاقتصاد اليوناني سيلحق به وينهض".

وأضاف "اعتقد إن اليونان ستتجاوز وحدها صعوباتها بجهودها الذاتية".

من جهة أخرى، وقبل بضعة أسابيع من لقاء مجموعة العشرين في كوريا المخصص لإصلاح النظام المالي الدولي، وجه رئيس الوزراء الصيني دعوة إلى الاتحاد الأوروبي لبذل جهود مشتركة بهدف "العمل على وضع إصلاح للنظام المالي وتعزيز الرقابة على هذا النظام".

واجابه رئيس الوزراء اليوناني بأنه سيسهم "في دفع العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين بكل الوسائل".

وقال أن "الصين صديقة لليونان، وفي الأوقات الصعبة تتجلى الصداقة".

وشكر رئيس الوزراء اليوناني للصين "ثقتها" حيال الحكومة و"المجهود الذي يبذله الشعب اليوناني"، مشيرا إلى "الأجواء الممتازة" للعلاقات بين البلدين.

وأضاف باباندريو "انه تصويت على الثقة لأنكم زدتم الاستثمارات في بيرايوس (أول مرفأ يوناني بقرب أثينا) الذي سيصبح مركز العبور التجاري "للبضائع الصينية نحو أوروبا عبر الزيادة المبرمجة لحجم الحاويات الذي تعده مجموعة تشاينا اوشن شيبينغ كومباني (كوسكو)".

وقال رئيس الوزراء الصيني أن البلدين ينويان أن يضاعفا بحلول العام 2015 حجم مبادلاتهما التجارية إلى ثمانية مليارات دولار في الإجمال.

ووقع وين جياباو منذ وصوله ظهر السبت إلى أثينا اتفاقين-إطارين من اجل تنمية الاستثمارات الصينية في اليونان وتسريع المبادلات الثقافية بين البلدين.

ووقع احد عشر اتفاقا تجاريا خاصا آخر وخصوصا في قطاع النقل، لان بكين تعتبر اليونان بوابتها لدخول أوروبا ودول البلقان، وعلى صعيد تكنولوجيا الاتصالات والسياحة واستيراد المواد الأولية اليونانية البحت، مثل الرخام.

وينص اتفاق مع كوسكو على إنشاء مركز لوجستي كبير للبضائع قرب بيرايوس. وينص آخر على إنشاء مركز تسلية وسياحة في بيرايوس أيضا. من جهة أخرى، وقع مجهزو سفن يونانيون ستة طلبات لسفن، وخصوصا سفينتا شحن وناقلة نفط، سيتم تصنيعها في أحواض صينية لبناء السفن.

ووصل وين جياباو إلى اليونان برفقة عشرة وزراء وعدد من رجال الأعمال بينهم رئيس شركة كوسكو الصينية العملاقة للشحن البحري واي جيافو وحاكم البنك المركزي الصيني تشو سياوشوان، على أن يغادر اليونان صباح الاثنين متوجها إلى بروكسل ثم ايطاليا وتركيا.

وسيزور مساء السبت مرفأ بيرايوس الذي حصلت كوسكو على امتياز لتشغيله لفترة 35 عاما، يرافقه الصحافيون الصينيون واليونانيون حصرا.

 

  • Currently 54/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
18 تصويتات / 64 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

61,597