خطة يوسف والأزمة المالية

ينظر الناس إلى سيدنا يوسف علية السلام على انه من أجمل وأوسم من خلق من البشر على مر التاريخ لكن هذه النظرة قاصرة لكثير من الناس لأنها أغفلت الجوانب الأخرى لشخصيته حيث الورع والتقوى ثم الإرادة والحكمة إضافة إلى العلم بعلوم الدنيا ناهيك عن معجزاته في صدق التأويل

لقد كان تأويل يوسف عليه السلام للرؤيا بقدوم سبع سنوات من الأمطار والازدهار الزراعي وكثافة الإنتاج يتبعهن سبع سنوات من القحط وانقطاع المطر دليل على صلاحه وحسن وصفاء سريرته ولم يكتفي يوسف عليه السلام بالتفسير دون النصيحة لأنه أرسل إلى الملك رسالة تتضمن خططا اقتصادية وبرامج علم ومقترحات تنظيمية لمدة خمسة عشر عاما يوصيه فيها بتنظيم الاستهلاك وتوظيف الفائض والإمكانات لتعظيم العوائد بشكل مدروس وفعال ، كي يتحصن بها من ويلات السنين العجاف ومواجهة فترة الكساد والمجاعة حتى يظل ينعم الشعب بتنمية مستدامة واقتصاد مستقر يعمه الرفاء والرخاء باستمرار ، فأوصاهم أن يخزنوا قسما من المحصول ليكون بذرا يبذر به الأرض يستقبل المطر في العام الخامس فيسقى زرعها وبذورها بالتالي تعود الدورة الاقتصادية إلى سابق عهدها وفى ذلك يكونوا قد فعلوا ديناميكية السوق كي يستمر الإنتاج والخير دون انقطاع

هكذا أصبح يوسف عزيز مصر لقد رسم يوسف خطة اقتصادية محكمة أنقذ فيهل البلاد والعباد من مرارة أصعب الظروف وأحلك الأيام ، فهو أول من أصل مفهوم الدورة الاقتصادية في مرحلتيها الرواج والكساد والطلب والعرض ، التوازن بين الاستهلاك والإنتاج وتداعيات الانكماش والتضخم وتنويع مصادر الدخل وتعظيم عوائد الإيرادات

ليس ذلك فحسب فيعتبر يوسف عليه السلم أول من أرسى قواعد الادخار الحكومي وأرسى أيضا مبادئ جديدة لوضع خطط استباقية لمواجهة الطوراىء لتجنب خطر الكوارث والإفلاس

ولعل كل ذلك يا أحبابي يدعونا إلى التفكير العميق تجاه رؤية سيدنا يوسف فمن قبل ألفى سنة قبل الميلاد وضع يوسف عليه السلام كل هذه الاحتياطات لمواجهة الأزمة الاقتصادية

فأين نحن الآن من هذه الخطط الاقتصادية التنظيمية للأجل الطويل من أجل حماية مواردنا من النضوب والعمل على حسن استهلاكها من أجل توفير مستقبل أفضل لأجيال المستقبل

-لابد أن نأخذ حذو سيدنا يوسف في رصد الدورة الاقتصادية واحتساب فتراتها للاستفادة من سنوات الرواج والكساد أيضا وتجنب الآثار السلبية في المستقبل لأن توجيه خطر الانكماش القائم إلى فرص استثمارية تجعلنا ننجو من الكثير والكثير من المشاكل والأزمات

لأننا لو انحرفنا عن طريق السلامة سوف ننزلق إلى منزلق مليء بالإخفاقات ومطبات كساد ولن نستطيع أن نكبح فرامل السقوط دون أن نبلغ حافة الشفير وسوء المصير   

 

  • Currently 50/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
17 تصويتات / 365 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

61,449