مفهوم الجودة

يمكن القول بأن جذور الاهتمام بالجودة تعود إلى سبعة ألاف عام منذ اهتم المصري القديم بها، وسجل هذا الاهتمام على معابده القديمة. فقد أوضحت النقوش الفرعونية هذه القضية، وتعتبر الجودة أحد فروع علم الإدارة الحديثة، ويرجع تاريخ استحداثها إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية، فقد بدأ ظهور إدارة الجودة الشاملة في الولايات المتحدة الأمريكية – إلا إنها نمت وازدهرت في اليابان كنظام إداري يهدف إلى تحسين وتطوير الأداء بصفة مستمرة وذلك من خلال الاستجابة لمتطلبات العميل.

ولتحديد المقصود بمفهوم إدارة الجودة الشاملة، لابد من توضيح مفهوم الجودة أو النوعية (Quality) والذي يشكل المحور الأساس لمدخل إدارة الجودة الشاملة

تعاريف الجودة بواسطة الرواد والأكاديميين


في محاولة شرح معنى إدارة الجودة ومراحل تطور مفاهيم الجودة لابد أولا من فهم معنى كلمة "الجودة", فالبرغم من شيوع استخدام هذه الكلمة، إلا انه لم يتم الاتفاق على معناها حتى الآن، ويبدو انه على كثرة ما نسمعها نصبح أكثر اختلافا في معناها (برايس , 1990)

وتعرف الجودة على أساس القيمة (Value based) وهذا التعريف يصف الجودة على أساس التكلفة والسعر، وطبقا لهذا التعريف فان المنتج الجيد هو الذي يقدم أداء أو متطلبات متوائمة مع السعر والتكلفة المطلوبة (Feigenbaum, 1993). ولكن عيب هذا التعريف انه يركز على جانب واحد فقط وهو تخفيض التكاليف على المنظمة.

وتعرف الجودة كذلك على أنها المطابقة للمواصفات. فخلال الحرب العالمية الثانية، كان الطلب كبيرا جدا على الأسلحة الجيدة وبكميات كبيرة جدا. وكان مفهوم الجودة المقرر هو مدى مطابقتها للمواصفات التي يحددها الجيش. وكانت المصانع في تلك الفترة تركز على القطع المطابقة للمواصفات حيث إن القطع غير قابلة للتبديل مما يعنى فشل كامل المنتج في حال تعطل أي قطعة.

ولكن هذا التعريف يبرز الجودة على أساس التصنيع مما يعنى وضع مواصفات للعملية عن طريق المنتج، وأي انحراف عن حدود العملية يعنى انخفاض الجودة (Shewhart, 1931). ويركز هذا التعريف على مواصفات المنتج للجودة ولا يركز على رغبة أو توقعات العميل.

لكن نجد أن عددا من رواد الجودة (مثل كروسبي، جوران، ديمنج وفيقنبوم) أكدوا على أن العميل هو الموجه لعملية التصميم والمواصفات.

وتعرف الجودة كذلك على أنها مقابلة أو تجاوز توقعات العميل. وهذا التعريف حاليا هو يعتبر أوسع التعاريف انتشارا.

ويعرف علي السلمي الجودة بأنها مجموع الصفات والخصائص للسلعة أو الخدمة التي تؤدي إلى قدرتها على تحقيق رغبات معلنة أو مفترضة[1].

وفي قاموس وبستر الجديد (Websters New Dktionary) تم تعريف الجودة على أنها " السمة الأساسية والمميزة لشيء ما، كما تعني درجة الامتياز لنوعية معينة من المنتجات [2].

وطبقا لقاموس أكسفورد الإنجليزي، (Oxford University Press, 1990) تعرف الجودة على أنها "الامتياز" ‘excellence‘أو ‘goodness‘وهي تعود إلى كلمة arete يونانية الأصل التي تعنى التفوق والأفضلية. (Garvin, 1988).

وتعرف الجودة بأنها المطابقة لمتطلبات أو مواصفات معينة بينما يعرفها المعهد الأمريكي للمعايير (American National standards institute) بأنها مجموعة السمات والخصائص الخاصة بالمنتج التي تجعله قادر على الوفاء باحتياجات العملاء.

ويعرف جيمس تيبول James Teboul الجودة بأنها المقدرة على إرضاء احتياجات العميل وقت الشراء وأثناء الاستخدام وبأفضل تكلفة، وتعمل على تقليل الخسائر وزيادة القدرة على المنافسة[3].

ونجد أن ذلك يتوافق مع تعريف Elizabeth Wolfe Morrison من أن جودة الخدمة وتحسينها حتمية استراتيجية لتحقيق احتياجات العميل وزيادة القدرة التنافسية[4].

ويري بسترفيلد (Bestsrfild, 1994)، أن الجودة تمثل وسيلة ضمان بقاء واستمرار ميزة التنافس للمؤسسة.

ويعرفها ميخائيل (Michael, 1997) بأنها قدرة المنشأة على معرفة احتياجات وتوقعات العميل، ويحكم على جودة المنتج بمقارنة توقعات العميل وبما سيحصل عليه من المنشأة.

أشار Fisher إلى أن الجودة مفهوم مجرد يعني أشياء مختلفة حسب طبيعة النشاط والصناعات وتعني كم يكون الأداء أو خصائص معينة للمنتج ممتازة خصوصا عند مقارنتها مع معيار موضوع من قبل المستهلك أو المنظمة[5].

وعرف إيفان Evans الجودة بأنها تحقيق ما يتوقعه العميل أو تحقيق ما يفوق توقعاته [6] وعرفها بانك Bank بأنها تحقيق الإشباع التام لاحتياجات العميل وذلك بأقل تكلفة [7].

وجاء التعريف الخاص بمفهوم الجودة في مواصفة ISO 9001 بأنه هي الوفاء بالمتطلبات وتشمل تلك المتطلبات (العميل – الأطراف المهتمة – الإدارة العليا .... الخ)

من هذه التعريفات السابقة يتضح لنا انه ليس هناك تعريف واحد للجودة يمكن أن يقال انه الأفضل أو الأصح. حيث يرى خبير الجودة الياباني ايشيكاوا (Ishikawa, 1985) أن تعريف الجودة له نطاق أوسع بكثير من هذه التعريفات الضيقة، الجودة نعنى جودة العمل، جودة المنتج، جودة الخدمة، جودة المعلومات، جودة العملية، جودة الأقسام، جودة العاملين بما فيهم المهندسين، العمال، المديرين، المديرين التنفيذيين، جودة النظام، جودة الشركة وجودة الأهداف.. (Ishikawa, 1985).

ويذكر جوتش وديفز أنه بالرغم من عدم وجود مفهوم واحد متفق على قبوله عالمياً، إلا أنه يمكن حصر بعض العناصر التي تشترك فيها تعريفات الجودة، وهي كما يلي[8]:-

تعمل الجودة على إشباع توقعات العميل أو ما يفوق ذلك
يمكن تعميم تطبيق الجودة على السلع – الخدمات – العمليات – الأفراد – البيئات
تتسم الجودة باستمرارية التغيير – فما هو مقبول اليوم كجودة قد لا يكون مقبولاً فيما بعد
الاستنتاج والخلاصة لتعريف مفهوم الجودة

ونستنتج من هذه التعاريف بأن (الجودة) تتعلق بمنظور العميل وتوقعاته وذلك بمقارنة الأداء الفعلي للمنتج أو الخدمة مع التوقعات المرجوة من هذا المنتج أو الخدمة وبالتالي يمكن الحكم من خلال منظور العميل بجودة أو رداءة ذلك المنتج أو الخدمة.

الكاتب: محمد احمد الشيتاني


منقول من مركز المهنيين العرب للتدريب والاستشارات

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 196 مشاهدة
نشرت فى 25 يوليو 2021 بواسطة sabercert

عدد زيارات الموقع

3,037