حوار  أحمد الجزار    ١٣/٨/٢٠٠٧
مشهد من فيلم سيريانا

بعد أن اشترك في الفيلم الأمريكي «سيريانا» وأثار ضجة.يعود عمرو واكد للاشتراك في فيلم أمريكي إنجليزي مشترك عن حياة صدام حسين، يلعب بطولته ممثل إسرائيلي اسمه «ايجار نائور» مما أثار ضجة وانتقادات شديدة لعمرو واتهامه بالعمل في أفلام تسيء للعرب، وموافقته التمثيل أمام ممثل إسرائيلي.

«المصري اليوم» اتصلت بعمرو واكد الموجود الآن في فرنسا، وكان معه هذا الحوار.

مشهد من فيلم «سيريانا»

* لماذا وافقت علي الاشتراك في فيلم عن صدام حسين؟

- بصراحة، عندما رشحت للاشتراك في الفيلم شعرت بالقلق لأن تاريخ صدام قريب ومؤلم، لكن عندما تقرر أمريكا وبريطانيا إنتاج عمل مشترك عنه فسيكون ذلك ضد صدام طبعاً ويتماشي مع الأجندة الأمريكية، لكنني عندما قرأت السيناريو وجدته متوازناً وحقيقياً، وجعلني أتعاطف مع صدام حسين، واكتشفت أن ما فعلته أمريكا معه غير منصف.

* وما هدف أمريكا وإنجلترا من إنصاف صدام الآن؟

- أعتقد أنهم يريدون الاعتراف بأن ما حدث في العراق غلطة كبيرة، وأن الحرب في العراق بلا فائدة، ويوجد تيار قوي في الولايات المتحدة ضد هذه الحرب، ويوجد عدد من المرشحين الجدد للرئاسة الأمريكية أعلنوا في خطاباتهم أن غلطة العراق لن تتكرر، بالإضافة إلي أن الفيلم تم تجهيزه منذ ٣ سنوات، لكنه تعطل بسبب ظروف إنتاجية، وكانوا يسعون لتقديمه قبل إعدام صدام لإعادة النظر في محاكمته، لكنهم فشلوا والسيناريو، إلي الآن، لم يتطرق لمقتل صدام، وفي النهاية النوايا لا يعرفها أحد.

* وهل يوجد دليل علي سوء النوايا أكبر من الاستعانة بممثل إسرائيلي لتجسيد شخصية صدام؟

- لم يكن ذلك هدفهم منذ البداية، فعندما بدأت الترشيحات كان الهدف الاعتماد علي ممثلين محترفين يجيدون اللغة الإنجليزية، علي أن يكون مجسد شخصية صدام قريب الشبه من الرئيس العراقي الراحل، وقد فشلت الشركة المنتجة في العثور علي ممثل به هذه المواصفات في الوطن العربي كله لدرجة أنهم فكروا في أن أجسد أنا الشخصية رغم بعد الشبه بيننا، ورشحوني لتجسيد فترة شبابه، وبالفعل حصلت علي الورق إلي أن عثروا علي هذا الممثل الإسرائيلي.

* وكيف تتورط في العمل مع ممثل إسرائيلي؟

- بصراحة، عندما سألت عن اسم وجنسية الممثل الذي سيجسد صدام حسين لم أعثر علي إجابة واضحة، ولو كنت أعرف جنسيته منذ البداية لاعتذرت عن الفيلم و«كبرت دماغي»، وبعد أن بدأت التصوير انتابتني حالة من القلق، وقلبي انقبض، ولم أعرف كيف سأواجه الناس بعد ذلك، لكن عندما اشتركت مع هذا الممثل في بروفة وجدته ممثلاً جيداً يحمل حباً وتعاطفاً كبيرين تجاه صدام حسين، بالإضافة إلي أن شكله عربي وهو من أب وأم عراقيين وليس إسرائيلياً أبيض، ولن يجسد ممثل عربي هذه الشخصية أفضل من هذا الرجل.

* ألم تشعر بتوجه محدد أثناء التصوير؟

- إذا حدثت أزمة حول هذا الفيلم ستكون بسبب الممثل الإسرائيلي لأن بلده يكره صدام، لكن بصراحة هذا الممثل يلعب الدور بطريقة تجعل كل من يراه يتعاطف مع صدام حسين رغم أنه ارتكب مجازر سياسية، وهناك جملة في الفيلم تقول: «لما أنت تقتل تكون جريمة قتل، ولما صدام يقتل يبقي قرار سياسي».

* لكن فكرة وجود خدعة أو توجه معين مازالت قائمة؟

- بصراحة، أنا خفت من هذه الفكرة، وكنت حريصاً علي متابعة هذا الممثل، لكن الحق يقال لم أره يريد أن يأخذ الدور إلي شكل خبيث أو سيئ، وأؤكد أنه يتشاجر يومياً مع فريق الإنتاج ليزيد من مساحة دوره وإضافة جمل لزيادة التعاطف مع صدام.

* ولماذا لم تعتذر عن الدور لمجرد وجود ممثل إسرائيلي؟

- عندما فكرت في ذلك سألت نفسي: ولماذا لا يعتذر هو عن الدور؟.. بالإضافة إلي أنه يوجد ممثلون من تونس والمغرب وإيران واستراليا والولايات المتحدة وإنجلترا وكندا والجزائر وفلسطين، فلماذا لم يعتذروا؟ ولماذا أجعل إسرائيل تقضي علي فرصة جيدة لي، وبصراحة لن أسمح لهم بذلك، وقررت أن أكمل حتي لا أتسبب في مشاكل سيترتب عليها الشك في أنني ممثل محترف.

* لكن ستترتب شكوك حول اشتراكك في الفيلم؟

- بعد أن قدمت «سيريانا» عرض علي الاشتراك في أكثر من ١٥ فيلماً عالمياً، لكنني رفضتها جميعاً لأنها غير منصفة، ولن أستطيع الدفاع عن اشتراكي فيها، أما تجربة صدام فأستطيع الدفاع عنها لأنني أحببت المشروع وتمنيت أن أكون جزءاً منه منذ بدايته، وأرجو مراعاة أنني لم أشارك الممثل الإسرائيلي في الإنتاج أو التأليف، ولم أختره، ولن أعمل مع إسرائيليين، والفيصل في التجربة شكلها النهائي.

* كيف يتناول الفيلم حياة صدام حسين في ٤ ساعات؟

- الفيلم ٤ أجزاء منفصلة متصلة: الأول يرصد تولي صدام الرئاسة والحرب ضد إيران، والثاني يرصد غزو الكويت، والثالث يرصد التفتيش عن الأسلحة النووية والعقوبات الاقتصادية، والأخير يرصد الحرب الأمريكية علي العراق.

* وهل يقدم الفيلم حقيقة علاقة صدام مع أمريكا؟

- كله موجود منذ بداية غزو صدام للكويت، وقد رصد الفيلم السبب الرئيسي وراء هذه الحرب وأكد أن الكويت كانت تسحب البترول من الأراضي العراقية عن طريق مواسير ومعدات تحت الأرض، وعندما أنذرها صدام لم تكف عن ذلك، واضطر إلي عقد اجتماع مع الرؤساء العرب ولم يسمع له أحد، ذهب إلي الولايات المتحدة لكنها رفضت التدخل وقالت له: «خذ حقك»، لكنه استغل ذلك بشكل خاطئ، وبدلاً من الحصول علي حقه احتل الكويت بالكامل، كما يذكر الفيلم أن الولايات المتحدة انقلبت علي صدام لأنه قرر رفع سعر برميل البترول إلي ٢٥ دولاراً.

* ما دورك في الفيلم؟

- أجسد شخصية حسين كامل زوج ابنة صدام وكان الذراع اليمني له ورئيس الجيش، وهو رجل قوي، لكن فجأة تحدث مشكلة بينه وبين عدي ابن صدام ويهدده بالقتل، لكن صدام لم يدافع عنه، فيضطر إلي الرحيل وأسرته إلي الأردن، ويعود إلي بغداد مرة أخري، ثم يقتل علي يد علي الكيماوي.

* وهل انتهيت من تصوير مشاهدك؟

- انتهيت من أكثر من نصف مشاهدي، والنتيجة التي خرجت بها أفضل من المكتوب في السيناريو.

* أين يتم التصوير؟

- التصوير بأكمله يتم في تونس.

* ما اسم الفيلم؟

- هناك اسمان «بين النهرين» و«منزل صدام»، ومن الممكن الاختيار منهما أو اختيار اسم ثالث.

<هل سىشترك أكثر من مخرج فى إخراج الفىلم؟>- تم الاتفاق علي تقسيم الفيلم بين مخرجين اثنين فقط، ويقوم بإخراج الجزء الأول «أليكس هولمز» وهو مؤلف السيناريو أيضاً، والأجزاء الثلاثة الباقية سيخرجها مخرج اسمه «جيم»، والفيلم من المقرر عرضه في التليفزيونات فقط.


  • Currently 100/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
34 تصويتات / 1590 مشاهدة
نشرت فى 13 أغسطس 2007 بواسطة saber

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

13,182