كم هو مؤلم أن تجد نفسك مخلوق بصحراء قاحلة
لا تحوي أي بصمة للإنسانية فيها ...
سوى أنفاسك المتعبة ...
ونحيب صدرك المخيف..
وصفير رياح يدخلك..
في دوامة تفكير مريبة..
لا تنتظر احدا...
ولا تشتاق لأحد ..
هناك أنت تسكن وحيدا ....
حيث لا صديق ولا حبيب ولا قريب..
تبكي وحدك...
وتمسح دمعك بحرارة الشمس
وتسهر ليلك تفكر بمستقبل مجهول ...
وماض ضائع
لاتعلم عنه شيئا ..
تضحك...!!!!
ولاتجد من يرد عليك بضحكة ..
أو حتى يبتسم لأجلك...
تنام وتلتحف سماء خالية من معالم الحياة
وتفترش أرضا مزخرفة بشتى أنواع الجروح..
تحلم وتشهد النجوم ...
وأوراق الأشجار الميتة على أحلامك..
ولكن:
تبقى تلك الأحلام سجينة خلف جدار الصمت ..
تبقى إلى أن توارى الثرى
بعد أن تجعدت وتساقطت آخر أوراق الحياة فيها...
حينها لايحضر مراسم دفنها سوى
حزنك ودموعك لأنهم
الوفيين لك في هذا الزمن الخائن...
لكن..
الأمَرّ من ذلك وقمة الألم
أن تجد في حياتك بعد الشقاء
أناسا تستريح داخل قلوبهم..
يفهمونك وتفهمهم من نظرة عين
أو حتى نبضة قلب بينكم..
تحلم أنت وهم....
وترسمون أحلامكم على أعالي قمم الجبال
وفوق جبين ناطحات السحاب..
يعلمونك كيف تنطق كلمة ( أحبك)
كيف تشتاق وكيف تنتظرمنه كيف تحب
وكيف تهدي أغلى ماتملك لمن تحب
تصرخ وتشتكي لهم...
عن ما بداخلك من الألم ..
تفرح لفرحهم ويفرحون لفرحك...
تعشق وجودهم وتتعود على رؤيتهم ليلا نهارا..
يهتمو بك وبأحلامك حتى وإن كان محالا تحقيقها..
وما إن تغفو عينك وأنت مبتسم وفرح لوجودهم في حياتك
إلا ويختفون بدون سابق إنذار ..
هكذا تصحو ولا تجدهم ...
رحلو و نسوا أن يعلموك النسيان
فتجد بدلا عنهم
ظلك ورفيق دربك المعتاد
الحزن الذي في يوم تخليت عنه ...
وحاولت طرده من حياتك
ولم تقدر وفاءه لك..
هاهو اليوم يعود لك ..
ويبقى بجانبك في محنتك..
آه ...كم أنت وفي أيها الحزن......
وكم يحمل قلبك من الطيبة
التي جعلتك تنسى كل مافعلت بك....
وتنسى تنكري لك ...!!!
أني أعتذر لك وأقبل يداك
لأنك الوحيد في هذه الدنيا
الذي تحبني ولم تفكر يوما بالابتعاد عني
ارجوك ياحزني علمني الجفاء ...
فأنا لم أستطع أن أعلم أحبابي كيف الوفاء
حينها تكون أنت في قمة الألم..
لأنك قد ذقت شهد الدنيا بوجودهم ...
وابتسمت لك الشمس في نهارهم..
وأضاء القمر سماء أناروها بأحلامهم
وطيبة قلوبهم..
لكن :
تظل تمطر عليك مخيلتك بآلاف الأسئلة
ما بهم وأين هم ؟
وماذا جرى لهم ؟
أو أن الدنيا منت عليك
وأخذتهم منك...
هل أنت ظلمتهم ؟
أم هم من ظلموك ؟
وهل كان حبهم تمثيلا وخداعا ؟
هل كان حبهم لك لأجل شيء وانتهى؟
أم كانو ليسوا من البشر؟
كانوا حلما كانوا سرابا
أم ماذا ؟
أرجوك ياحزني ويازماني أجبني
تلك أسئلة ستظل في دائرة المجهول لديك
لأنها أسئلة ولدت خلف أسوار الإجابة...
أما الآن فأنت وحيدا مرة أخرى
وليس معك سوى نبض قلبك البطيء
وحزنك المزمن...
ودموع عيونك الغزيرة...
التي تشق طريقها عبر وجنتيك
تشعر بحرارة الدمعة
وبألم الفراق ..
وتعيش في حيرة ..
يقتلك الحزن مئات المرات
وتخنقك رائحة الغربة..
وكأنها تسرق الهواء من داخل صدرك..
وتجذبك دقات عقارب الزمن لنهايته
ولكن:
اعلم أن هناك شيئين
لا نهاية لهما
الحـــب والحــزن
إهداء لمن دخلو حياتي فجأة ورحلوا منها أيضا فجأة
ولكن:
أرسل لهم ألف تحية...
فبسببهم ذقت لأول مره طعم شهد الدنيا
ورأيت أجمل مافيها بأيام معدودة ...
وساعات فرح لم أعلم أنها كانت مـؤقتة...
وبسببهم أنا الآن أبحث عن هذا الشهد...
بعد ما كنت يائسا من تذوقه
لحظة سأخبر الدنيا شيئا...
سأقول :
بما ان بك مثل من دخلوا حياتي ...
فبالتأكيد هناك من ينتظرني غيرهم
وسأدخل حياتهم أو يدخلون حياتي
المهم أن أبحث عن طعم شهدك..
بين أشواك المشاعر....
و أسقي بدمعي أغصان الحب المنتظر....
تحياتي لمن كانوا يوما ما في حياتي ..!