فضيحة جديدة.. الأمم المتحدة ضالعة في برنامج ظاهره الرحمة وباطنه تنصير العراقيين.!- معلومات خطيرة وخفايا المنظمات (الأمريكية) التي تدعمها حكومة العمائم القذرة \ هام للتوثيق
مقالاتي هي مجرد تذكرة للعراقيين وليس لحكومة فيشي في المنطقة الخضراء، التي لا نرجو منها اي صلاح . ولكنها تذكرة لفضح نفاق الأحزاب الدينية التي اجتمعت أمس متزاحمة على قصعة القوزي والتمن في قصر ضخامة الرئيس.
بشرتنا الأخبار أن منظمة الأمم المتحدة أطلقت اليوم برنامجا من خلال (برنامج الغذاء العالمي WFP ) بعنوان (النقود مقابل العمل) في العراق ، وكأن هناك عملا – غير السخرة- بدون نقود. وتحت هذا الاسم الغبي، الهدف المعلن هو مساعدة أفقر قطاعات المجتمع العراقي من أجل الحصول على لقمة يسدون بها رمقهم.
يشرح لكم ادوارد كالون وهو مدير في برنامج الغذاء العالمي "في حين ان هناك طعاما في المحلات ولكن ليس كل عراقي يستطيع شراءه. وهناك تقريبا مليون شخص مازالوا في حاجة الى المعونة الغذائية وهناك ملايين يعتمدون على مساعدات الحكومة "
والبرنامج يدشن في محافظة ديالى من اجل التحفيز على الاعمال العامة وتوفير العمل وتشجيع الامن الغذائي في احدى افقر المناطق في البلاد. وسوف يتم الاشراف على البرنامج الرائد وتقييمه كنموذج يمكن تعميمه في انحاء العراق.
يقول الخبر أن أنشطة (النقود مقابل العمل) تشمل تنظيف وتأهيل المجاري وقنوات الري، وزرع الاشجار وتأهيل المزارع وحملات نظافة . وسوف يدفع للمشاركين بالدينار العراقي مايعادل 10 دولارات في اليوم لمدة ثلاثة أشهر ، اما المشرفون فسوف يتقاضون مايعادل 13 دولار في اليوم .
ويزيد الخبر أن المستفادين سوف يستلمون اجورهم على اساس اسبوعي ولكن برنامج الغذاء العالمي يبحث امكانية استخدام التقنية الالكترونية مثل البطاقات الذكية من اجل تسهيل الدفع وتقليل مخاطر البرامج المستقبلية.
يقول كالون "مشاريع النقد مقابل العمل طريقة مبتكرة لتوفير تدفق النقد للمجتمعات الفقيرة التي يناضل أفرادها من اجل توفير لقمة العيش للعائلة . وهي مناسبة حين يكون الطعام متوفرا في السوق ولكن بعيد عن المنال" والمشروع سوف يستهدف 1444 عائلة .
والآن نأتي على بيت القصيد: تنفيذ البرنامج سوف تقوم به فيالق الرحمة Mercy Corps وهي شريك متعاون مع برنامج الغذاء العالمي ولديها خبرة في ادارة برامج البنى التحتية في المجتمعات المنكوبة.
البرنامج تقوده وكالة اللاجئين التابعة للامم المتحدة ، ومفوضية حقوق الانسان ومكتب رئيس الوزراء (هل المقصود رئيس وزراء حكومة فيشي؟) ومن المشاركين ايضا منظمة الفاو (الاغذية والزراعة) ومنظمة الهجرة الدولية و اليونيسيف والبنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية . والتمويل هو بحدود 618 الف دولار تقدمه الولايات المتحدة . انتهى الخبر.
من الواضح لأي غشيم أن هذا البرنامج رائع وسوف ينقذ اكثر من ألف عائلة لمدة 3 أشهر . بغض النظر عما سيحدث بعد ثلاثة أشهر.
لن أناقش كثيرا ولكني سوف أسأل اسئلة و لا أتوقع أن يجيبني أحد .. لا من حكومة فيشي ولامن مثقفي حكومة فيشي.
هل تدنى وضع العراقيين – بلد النفط والخير – الى هذا المستوى من العمل بالسخرة وسؤال اللئام؟
أليس من واجب حكومة فيشي ان ترعى شعبها ؟ فهو شعب يعيش في وسط العراق في منطقة زراعية معروفة بالخير هي ديالى ، ولا يعيشون في صحراء او على الحدود حتى تتدخل المنظمات (الانسانية) لتشغيل الناس مقابل لقمة عيشهم.
أليس هناك مرجعيات دينية تجني الخمس وكان ينبغي ان تقوم بواجبها في إغاثة الشعب العراقي (بغض النظر عن مذاهبه) بدلا من أن تقوم بذلك جمعيات تنصيرية مثل ميرسي كوربس؟
طالما أن البرنامج يتعلق بشكل كبير باللاجئين والمهجرين فماذا تفعل وزارة الهجرة والمهجرين في حكومة فيشي؟
هل من المعقول أن الولايات المتحدة بعد أن خربت العراق دولة وأرضا وصحرته وقطعت عنه المياه، وشردت أهله ، وتسببت في هذه الكارثة لا تجود الا بمبلغ يتجاوز قليلا نصف مليون دولار من اجل اغاثة الفقراء في العراق ؟
برنامج إغاثة بنصف مليون دولار ؟ الله يرحم المهجوم امير الكويت السابق.. لقد تبرع بمبلغ مليوني دولار لحديقة حيوان لندن!
هل مبلغ 10 دولار في اليوم كله، يكفي لسد الرمق؟ كيف حسبتها الولايات المتحدة؟ تعالوا نرى كم هي أقل الأجور في الولايات المتحدة نفسها :
عمال المزارع اجرهم 9.51 دولاربالساعة .
الحجاب والبوابون وقاطعو التذاكر = 9.43 دولار بالساعة
العاملون في مرافق الترفيه مثل مدن الالعاب والمنتزهات = 9.35 دولار بالساعة
الندل والعاملون في المطاعم والكافتريات = 9.23 دولار بالساعة
الكاشيرات في المحلات والمخازن = 9,15 دولار بالساعة
البائعون في المحلات = 9.13 دولار بالساعة
المساعدون في المطابخ والكافتريات = 9.13 دولار بالساعة
المساعدون في محلات الحلاقة (الذين يغسلون الشعر) = 9,08 دولار بالساعة
غاسلو الصحون = 8.81 دولار بالساعة
طباخو الوجبات السريعة = 8.76 دولار بالساعة
العاملون في اكشاك الوجبات السريعة = 8.71دولار بالساعة
أي أن العراقي الجائع سوف يكون اجره نظير الكدح طوال اليوم في أشغال شاقة كما هي مذكورة في الخبر ، مساويا لأقل أجر يتقاضاه العامل الأمريكي سيء الحظ في الساعة الواحدة وفي ظل ظروف أفضل .
لماذا تترك الأمم المتحدة لمنظمة تنصيرية مهمة تشغيل العراقيين مقابل لقمتهم؟ وأين المنظمات العراقية – دعك من المرجعية الدينية – اين الهلال الأحمر العراقي؟
إني اقرأ الخبر كما يلي:
طالما ان الولايات المتحدة والبنك الدولي وراء الموضوع فإن الغرض من هذا البرنامج الغريب والمريب هو كف يد الحكومة عن اعانة الشعب وادارة المجتمعات وإناطة ذلك بمنظمات امريكية ذات خلفيات مشبوهة لتنفيذ برامج مؤقتة وليست خططا ستراتيجية لإنقاذ الشعب العراقي ، كل ذلك من اجل :
1- خلق مجتمع عراقي متسول يقبل بأقل الأجور ويقبل بأوضاع مؤقتة من اجل لقمة العيش، سوف يصبح الشعب العراقي كله اذا عممت التجربة (عمال مسطر) يقفون على النواصي في انتظار فيالق الرحمة لتشغيلهم.
2- خلق طبقة متدنية ممتنة للمنظمة التنصيرية وما يترتب على ذلك من سهولة التخلي عن الدين الأصلي واعتناق الدين الجديد، لأن غريزة البقاء (بتوفير اللقمة) هي الأقوى لدى البشر.
3- اختيار ديالى لم يأت اعتباطيا، وانما لأن العراقيين يقولون (ثلثين الطك لأهل ديالى) .
4- التمهيد لتحويل العراقيين الى عمال سخرة وخدم يقبلون بأقل الأجور لسد رمقهم ، بالعمل لدى الشركات الأجنبية التي سوف تتولى نهب خيرات البلاد .
وأخيرا أعيد نشر ما كتبته لكم منذ أكثر من عام في 20 مارس 2009 حول فيالق الرحمة Mercy Corps ، التي دخلت العراق مع الاحتلال في 2003 ، كما فعلت في امريكا اللاتينية في الثمانينيات ، هي تدخل مع فرق الموت، تلك تقتل الناس وهذه تطبطب على الضحايا للقبول بواقع الإحتلال.
(دعوني احدثكم عن المنظمة (الانسانية الرحيمة ) Mercy corps والتي لا اعرف كيف اترجمها سوى (جنود الرحمة) وهم يتدخلون في نشاطاتهم ومساعداتهم (الانسانية) في تقديم الضروريات التي ينبغي على اية حكومة تقديمها (الماء- الصحة – التعليم – المرأة – البيئة – الرياضة – المؤن الغذائية) وخاصة بين المشردين واللاجئين العراقيين في داخل العراق وخارجه..
السؤال الذي يقفز الى الذهن. لماذا ياترى تقوم منظمة اجنبية (وليست تابعة للامم المتحدة) في تسهيل حياة المشردين والمهجرين في حين أن هناك وزارة عراقية خاصة بهؤلاء؟ ألا تستطيع هذه الوزارة ان تأخذ هي التبرعات (على افتراض ان الحكومة فقيرة) وتشغل الكثير من العاطلين او المتطوعين من الشباب لتوزيعها بين خيام المهجرين؟
لا أرى اي سبب يحول دون ان تقوم الحكومة بذلك الا اذا عطل الاحتلال عملها من اجل اتاحة الفرصة لمنظماته للعمل وسط المحرومين خاصة الشباب والاطفال والنساء لأغراض في نفس يعقوب؟
ماهو الذي في نفس يعقوب؟
سوف نفهم هذا اذا عرفنا ان منظمة (الرحمة) تعتبر من المنظمات المسيحية التبشيرية، وهي عضو في Evangelical Council for Financial Accountability (ECFA) وترجمة هذه (المجلس الانجيلي للمحاسبة المالية) يعني ان مجلس انجيلي (على مذهب بوش) هو الذي يحاسب المنظمة على صرفياتها. طيب من أين تأتي تبرعاتها؟
هنا بيت القصيد: الشركات المتبرعة والتي تسميها المنظمة (شركاءنا)، هم :
ستاربكس – وهي الشركة التي تدير مقاهي ستاربكس المشهورة والتي تتخذ من شعار يهودي شعارا لها، والتي تتبرع للكيان الصهيوني من ارباحها سنويا بمبلغ 2 مليار دولار، وقد صرح رئيس الشركة مؤخرا أنه سيضاعف التبرعات للكيان للوقوف بوجه العرب الأوغاد.
شركة نايك للأحذية – ذات العلاقة الصهيونية والتي أثارت ضجة منذ سنوات بوضع اسم الجلالة على نعل الحذاء.
شركة بوينج – وهي التي ساهمت مساهمة فعالة بتدمير العراق.
هؤلاء الشركاء هم الذين جعلوا من نسائنا أرامل وهم يحاولون الآن من خلال الست الخزاعي ، تبييض أموالهم وجرائمهم بامتصاص دماء أراملنا وأيتامنا.
وكانت منظمة (الرحمة) قد عملت في جنوب السودان لمدة 25 سنة تنصيرا وتبشيرا ، ثم انتقلت الى دارفور حتى قرر الرئيس البشير مؤخرا طردها مع 10 من المنظمات المريبة.
(هناك عدد من المنظمات التنصيرية الأوروبية والأمريكية كمنظمة ميرسي كوربس الإنجيلية التي قضت 25 عاماً بالتنصير في جنوب السودان والألمانية كمنظمة G.T.Z، ومنظمة OXFAM البريطانية، ومنظمة أطباء بلا حدود الفرنسية، ومنظمة العون الكنسي النرويجية التي ثبت تورطها في دعم التمرد حيث تقوم بأدوار في غاية الخطورة، وتستغل العمل الإغاثي في عمليات التنصير كما جاء على لسان وزير الداخلية السوداني، ولتحقيق أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية)- المصدر: الدكتور / نعيم كامل نايف شبير
لا مانع – بقدر تعلق الأمر بي- ان تقوم منظمات مسيحية او بأية ديانة بمساعدة البشر، فهذا ما تنادي به الأديان جميعا، ولكن على ألا يكون ذلك مقابل فتنة الناس عن دينهم الى أديان أخرى استغلالا لعوزهم. ثم هناك سبب مهم في رأيي، لقد حرمت امريكا منظمات الاغاثة والجمعيات الخيرية الاسلامية من العمل في المناطق المنكوبة بحجة انها (ارهابية) ، وضمن خطة (تجفيف منابع الارهاب) ، ولكن في الوقت نفسه سمحت لكل منظماتها التبشيرية بالعمل بدون أي تحفظ في بلاد دين اغلبيتها الاسلام.
ثم إني لا استطيع أن أفهم ، وأرجو لو كان احدكم يستطيع تبسيط الأمر لي حتى استوعبه. لماذا بموجب ديمقراطية أمريكا ، تُمنع الدولة من رعاية مواطنيها المنكوبين، وتناط المهمة بمنظمات أجنبية خاصة تتمول من حكومات وشركات اجنبية؟ وهل مساعدة ارملة هنا وثكلى هناك ومشرد هنا ولاجيء هناك، يغني عن ستراتيجية حكومية موحدة عادلة وشاملة تقوم بها الدولة للرفع من مستوى الفقراء والمحتاجين؟) انتهى الاقتباس من مقالتي القديمة .
وإضافة الى شركاء المنظمة الذين ذكرتهم اعلاه فإن بقية شركائها هم أغلب شركات النفط والسلاح التي شاركت في الحرب على العراق ، وهناك قائمة طويلة من المنظمات المريبة التي تشارك في تمويل فيالق الرحمة منها منظمات يهودية ، والمنظمة الاسلامية الوحيدة هي المركز الثقافي الاسلامي في فريزنو ، ويرأسه الامام السيد علي القزويني ، (نظير قريبه القزويني حنقباز الحلة الذي كتبت لكم عنه فيما مضى) وعنوان الموقع هنا.
وستجدون على الموقع شعار (وزارة الأمن الداخلي الأمريكي) وشعار (الحملة القومية لمحاربة الارهاب) ! وأعتقد ان هذا يكفي للتوضيح عن ماهية (الثقافة) التي ينشرها هذا المركز.
هذه هي إذن المسألة : الأمم المتحدة وهي لعبة أمريكا، تسعى لتنصير الشعب العراقي من خلال إذلاله وتجويعه في عقر داره، وهو شيء ليس بالجديد على هذه المنظمة المجرمة ، فما زالت ذكرى جريمة حصار التجويع والإفقار لمدة جيل كامل ، ماثلة في الأذهان .