قبل الجوله الثانية من الانتخابات الرئاسية كتبت وحذرت وقلت وتوقعت وقد صدق ما توقعته، يومها اعلنت انى سأبطل صوتى متمنيا فى نفس الوقت نجاح مرسى ليس لانه الافضل فكلاهما عندى كانا فى نفس المرتبه ،انما تمنيت نجاحه لأن نجاح الآخر كان فيه اهانه بالغة الوضوح لدماء من رحل ، وقتها توقعت ان فى حاله نجاح شفيق وخرجت المظاهرات يوما ضد قراراته ستواجهها الاجهزة الامنية، ولكن فى حالة نجاح مرسى سيواجه المظاهرات جماعته وما حولها من التيارات الآخرى ،والحاله الثانية اشد خطورة من الاولى لان ذلك مرحله جديده على الوطن ان يتقاتل الناس من اجل السياسة، وحذرت من ذلك وتمنيت وقتها ان يضع مؤيدى مرسى ذلك فى اعتبارهم فى حالة نجاحه ،وبكل حزن اقول انه صدق ما توقعته وتجلى ذلك واضحا فى احداث الاتحاديه الدامية ،وهاهو المشهد يتكرر ولكن على نطاق اوسع ليعطى لنا اشارة فى منتهى الخطورة ان مصر قد تنزلق الى الهاوية بسبب هذا التفكير الاهوج غير المدروس بتكوين مليشيات بديله للشرطة فى حاله اضرابها لحماية ما يسمونه الشرعية ،فإن استمروا فى خطوتهم هذه قد يكون ذلك وبكل آسف نذيرا للحرب الاهلية ،فبدلا من تكوين تلك الميليشيات علينا صناعة مؤسسة امنيه محترمه تحترم حقوق الانسان وان نكف عن نفس النهج المباركى السابق وتصدير الحل الامنى لمواجهة الامور التى هى بالاساس لن تعالج الا بالحل السياسى. والسؤال الذى يفرض نفسه لماذا الان يذكرنا النائب الذى ليس بالعام بأى حال من الاحوال بالمادة القانونية التى تتيح الضبطية القضائيه للمواطنين وتسليم من يقوم بعمل اجرامى لمأمورى الضبط القضائى ،فكلنا لسنا بحاجه ان يذكرنا احد كيف سيكون موقف اى منا لو رأى سارقا فى الشارع على سبيل المثال او بلطجيا او مخربا او متحرشا ،فما فائدة التذكير الآن ؟؟ويآتى بعد هذا التذكير او اثنائه وكأنه امر مرتب ظهور تلك الافكار المدمرة بتكوين ميليشيات بديله للشرطة وانا هنا اؤيد ما نادى به وطرحه استاذنا الكبير عبدالحليم قنديل عندما قال اذا كنا سنستدعى تلك الماده من زمن الستينيات فعلينا ان نستدعى معها قرار حل جماعة الاخوان المسلمين الذى صدر فى نفس الحقبة الزمنية، فأنا اراه محقا فلماذا نسير على سطر ونترك الاخر؟ . الى داعمى ومكونى تللك المليشيات اقول : هل ذلك مرحله ستنتهى بحملكم السلاح ؟ واذا كان ذلك فهل تظنون انكم لو حملتموه سيكون بذلك قضى الامر؟؟؟ ألم يخطر ببالكم أن الوطن قد يكون اكبر الخاسرين ؟؟؟هل استبعدتم الصدام القبلى بينكم وبين العائلات بجذورها العميقة وفروعها الاصيلة فى الصعيد لأنها لن ترضى بأن يحل محل مؤسسات الدولة احد؟ هل استبعدتم ان تلك الخطوة قد تؤدى الى الصدام مع شباب الثورة المرابط فى القاهرة والاسكندريه والسويس ويحمل ارواحه على كفة يديه ولو حمل السلاح سيأكل الاخضر واليابس ؟ اسئلتى هذه يعلم الله انها ليست الا تذكرة للغافلين حتى يروا المشهد كاملا، افيقوا مما تفعلون وكفانا عبثا بأمن الوطن ،ارفعوا الغمامة من على اعينكم حتى تستطيعوا رؤيه وتوقع جميع الاحداث ،لا تنظروا فقط تحت اقدامكم من اجل وهم اسمه الشرعيه، فلو تحدثنا بالقانون الوضعى ونظرنا الى الديمقراطيات المحترمه سنجد هناك امرا اسمه انتخابات رئاسية مبكرة، واذا تحدثنا بالشريعه فما هذا الحرص الرهيب وهذا التكالب الفظيع على الاستمرار فى السلطه بعد كل هذه الاخطاء الكارثية؟؟ فالشرعية يا ساده لا تنتهى بالصندوق كما تريدوا اقناع الناس وخداعهم بهذا ،انما هى تبدأ به فهى عقد بين الناخب وبين من انتخبه فإذا اخل الاخير به بوعود كاذبة واضحة تبدا شرعيته فى التآكل وبعد اربع سنوات يآتى التغيير واذا تأزم الامر تجرى انتخابات مبكرة، اما فى حاله سقوط دم فهذا هو اوان الرحيل. - See more at: http://www.watanserb.com/201303191118/%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B1/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D9%88-%D9%86%D8%B0%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%87%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D9%85%D8%B5%D8%B1.html#sthash.k3DucYzo.dpuf