حقيبتك يا حاج
الحمد لله كتب على عباده الحج، وضمن مناسكه العج والثج، فغدت مشاعره بالتهليل تُرَج، وصلاة وسلام على أزكى من طاف وسعى، ونسك ورمى، وعلى آله الفحول، وصحابته العدول، أما بعد:
أيها الحاج: دعني أقدم تهانيّ ملئها الحب وصدق المشاعر على توفيق الله لك الحج هذا العام، وتيسيره أسبابه، فالله سبحانه وحده من بيده التوفيق، يقول الله على لسان نبيه شعيب: {وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ}1، وأعلم أن هذا اصطفاء واجتباء، فقد أكرمك بزيارة بيته يوم حرم الملايين منه، فقل: {الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى}2.
أيها الحاج:
لا بد وأنت تجهز حقيبة الرحيل أن تجعل في قاموس تجهيزاتك حقيبة خاصة بك سمها ما شئت لكني سأسميها: "حقيبة الحاج" باعتبار ما تستلزمه من أمور خاصة بالحج، وفي الحقيقة أن قليلاً من يلتفتون إلى ترتيب مثل هذه الحقيبة على الرغم من أهميتها، وضرورة تطلبها في موسم الحج، ومن صاحبها معه وجد فاعليتها، وما قدمت له من خدمات قطعت عنه مشواراً طويلاً، وهونت عليه كثيراً من المتاعب.
أشكال الحقيبة:
من المقترح أن يحمل معه حقيبتين:
* حقيبة الخصر - صغيرة يلفها حول خصره - كالكمر ونحوه وتحوي:
- الإثباتات من "جواز، وأوراق الحج" وذلك لطلب السلطات لها، وسؤالهم عنها بشكل دائم، فيكون حينها على أهبة متى طلبت منه.
- نقوده، وما يملكه من المال، بحيث يكون قريباً من متناول يده، ويأمن عليه مما لا يحمد عقباه، ولينتبه لها.
- جواله المحمول لتفادى سرقته، والاستحواذ عليه.
* حقيبة الأغراض - وتؤخذ باليد أو تجعل خلف الظهر -، وتحتوى على:
احتياجاته الإيمانية والروحانية في الحج، ولا غنى له عنها ومنها:
- المصحف الشريف، ويفضل أن يأخذ نسخة مفسرة، ليعيش مع القرآن بقلبه وقالبه.
- يحمل بعض الكتيبات المهمة:
كتيب في الأذكار مثل "حصن المسلم" للقحطاني.
كتيب في الحج والعمرة مثل: التحقيق والإيضاح لكثير من مناسك الحج والعمرة للشيخ ابن باز، أو منسك الحج والعمرة لابن عثيمين.
- يضع فيها سواكه ليستاك بين فترة وأخرى.
- أشرطة رقائقية حول الحج مثل: شريط لبيك للعريفي، أو عرفات عبر وعبرات لإبراهيم الدويش، أو دمعة على الحج للشنقيطي، وغيرها، وليخلُ بنفسه خلوات إيمانية تسيل بها دمعته، وتزيح القتم عن فؤاده، وتتأجج بداخله كوامن الرغبة والرهبة.
- سجادة للصلاة وخاصة إذا لم يتهيأ له مكان للصلاة، أو صادف المشاعر، وتعنت عليه الذهاب للمسجد.
احتياجات عامة:
- نظارة شمسية للوقاية من أشعة الشمس بالمشاعر.
- شاحن الجوال.
- ميدالية سوار المعصم وتشمل: "اسم الحاج، وجنسيته، وعنوان حملته، ومقر السكن، وتلفون أقرب الناس إليه في حالة حدوث مكروه"، وتفضل هذه الطريقة لكبار السن، والأطفال غير المدركين والمميزين، والنساء، فالطريقة عملية ومجربة وناجعة.
وهناك أمور تتطلب مراعتها:
- المظلة الشمسية، فطبيعة مكة أنها شديدة الحرارة، وقد تصل الحرارة في بعض أحوالها إلى 40 درجة أو 45 درجة، والمظلة واقية من لفحات الشمس المحرقة، أجارنا الله وإياك من حر جهنم.
- الخيمة المتنقلة، وتعظم حاجتها إذا كان معك أهلك، فهي بمثابة البيت، تستطيع أن تصنع فيها الكثير.
- ملحفة يستدفأ بها من البرد خاصة إذا نزل منى، أو مزدلفة، وصادف عام حجه ليالي شاتية، وهي تمتاز بخفة حملها، وسهولة نقلها، وتقوم بالغرض في حال الاحتياج إليها.
الاحتياجات الصحية:
من الحجاج من يتأهب ويستعد للحج بأخذ كافة الاحتياطات اللازمة التي تعينه على أداء مناسك الحج في أمن وصحة وسلامة، ومن الحجاج من يقصر في هذا الباب، ويهمل في أخذ ما يحتاجه من أمور تساعده، وتعينه على أداء مناسك الحج، ومن ذلك الحقيبة الطبية، أو الصيدلية المتنقلة التي تحتوي على أدوية يحتاجها الحاج أثناء أداء المناسك، وهناك نوعان من الأدوية يجب أن تحتويها حقيبة الحاج:
النوع الأول: الأدوية الخاصة ببعض الأمراض المزمنة التي يعاني منها الحاج:
- مثل من يعاني من ارتفاع الضغط، فيضع في الحقيبة الحبوب اللازمة لخفض الضغط.
- ومريض السكري يضع فيها حقن الأنسولين، أو الأقراص المنشطة للبنكرياس.
- ومن يعاني من الأزمات الرئوية يضع فيها رشاشات أو بخاخات؛ للتخفيف من ضيق التنفس.
- كذلك من يعاني من أمراض القلب يأخذ معه الأدوية اللازمة لذلك.
وهذه الأدوية لا بد أن تتوافر لدى الحاج بكميات كافية، وتؤخذ جميع التعليمات قبل تعاطيها من الطبيب المعالج قبل السفر إلى الحج.
النوع الثاني: الأدوية العامة التي قد يحتاجها الحاج للتعامل مع بعض الأعراض البسيطة بشكل طارئ ومؤقت، لحين عرض نفسه على أحد الأطباء، أو اللجوء لأحد المراكز الصحية، وأهم هذه الأدوية:
1- الأملاح التعويضية بالفم مثل: أملاح الصوديوم والبوتاسيوم، والتي قد يحتاجها الحاج أثر تعرضه لضربات الشمس، والإرهاق الحراري، أو نوبات الإسهال الشديدة، والتي قد تؤدي إلى الجفاف، وخاصة في كبار السن، وتوجد هذه الأملاح على هيئة مساحيق أو أقراص فوارة، مع مراعاة تجنب ملح الطعام، وأملاح الصوديوم لمرضى الضغط.
2- خافض للحرارة ومسكن للألم مثل "الباراسيتامول".
3- مضاد للسعال وطارد للبلغم، وكذلك أدوية الرشح والزكام خصوصاً وأن الطقس قد يميل إلى البرودة ليلاً في مثل هذه الأوقات من العام، مما قد يؤدي إلى نزلات البرد، وإن كان التطعيم من الأنفلونزا قبل السفر إلى الأراضي المقدسة يمكن أن يقلل لحد كبير من مخاطر العدوى.
4- مرهم للحروق الجلدية، وبعض الكريمات الملطفة للالتهابات وحروق الشمس مثل "فلامازين".
5- أدوية للحموضة والتهابات المعدة الخفيفة.
6- مسكنات للمغص وآلام الجهاز الهضمي مثل "البسكوبان".
7- شاش وقطن طبي، ومطهر للجروح مثل الديتول، أو صبغة اليود.
8-كريم عازل للاحتكاك لمن يعانون من الاحتكاك أثناء المشي.3
ملاحظة: هذه العلاجات ليس بالضرورة أن تملأ بها حقيبتك، وإنما تستعين بما تشعر أنك محتاجاً إليه في الحج، بحكم معرفة بالأعراض التي تطرأ عليك غالباً - والله يرعاك -.
تنبيهات مهمة:
- يحسن حمل بطاقة خاصة تبين تشخيص المرض لكل مريض مصاب بمرض معين؛ لتسهيل عملية إسعافه في حالة إصابته بمكروه إذا قدر الله، أو وجدت مضاعفات للمرض، ويفضل أن تكون سوار حول المعصم.
- يفضل أن يكون المرافق للمريض على علم بحالته؛ ليدلي بمعلومات يستعين بها الطبيب المشخص والمعالج.
- حمل تقرير مفصل يوضح التشخيص والعلاج والجرعات لكل دواء، لكل حاج لديه مرض يحتاج المتابعة والرعاية.
- أخذ كمية كافية من الأدوية التي يستخدمها أي مريض؛ لأنها قد لا تكون متوفرة في المشاعر.
- حمل نوتة بها بعض أرقام المستشفيات القريبة وأرقام الطوارئ كالدفاع المدني، والإسعاف، والشرطة وغيرها في حالة الحاجة إليها.4
جعل الله حجك مبروراً، وسعيك مشكوراً، وعملك مقبولاً، وتقبل منا ومنك صالح الأقوال والأعمال، وأعادك سالماً غانماً إلى أهلك.
والحمد لله رب العالمين. 1 سورة هود (88).
2 سورة النمل (59).
3 تم الاستفادة من عدة مقالات تطرقت لموضوع صحة الحاج في الحج.
4 منقول من مقال بعنوان "صحتك في الحج" د. شاهر بن ظافر الشهري.
نشرت فى 2 نوفمبر 2011
بواسطة rsaylmasia
رسائـــل ماســـــية
نحن موقع يبحث فى كل ما تحتاجه المرأة العربية لتتميز داخل و خارج منزلها و لتبنى و تحقق اسرة سعيدة لذا فأنتِ دائماً معنا على القمة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
242,896
ساحة النقاش