جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
محمود البدوى
فىبيت تشيكوف ومنزل تولستوى
يقول محمود البدوى بعد عودته من الرحلة التى قام بها إلى روسيا فى يناير 1973 :
" فى الصباح المبكر .. والثلوج تتساقط إتجهنا فى نشاط إلى منـزل " تشيكوف " وكنت منشرح الصدر فقد تحققت لى أمنية عزيزة .
ان أعظم كتاب القصة القصيرة فى العالم أجمع .. كان يعيش فى منزل صغير من طابقين فى قلب موسكو .
البيت يقع فى شارع جانبى ضيق .. ودخلت من بابه الصغير .. والثلج على العتبة إلى القاعة الخارجية وأرضها من الخشب ، أحسست بأنفاس تشيكوف العظيم وأقدامه فى هذه القاعة وهو يديرعينيه بنظرة إنسانية وخطوة متأنية .. ثم يدلف إلى حجرته الخاصة حيث يستقبل الزوار والمرضى ..
انها حجرة صغيرة بها مكتب بسيط .. لاتزال عليه الأدوات التى كان يستعملها تشيكوف فى حياته ..
وفى داخل هذه توجد حجرة أصغر منها .. بها سرير فردى من الحديد العادى ظل فى مكانه كما وضعه صاحبه ..
ولبساطة السرير وما يبدو عليه من خشونه .. فكرت كيف ينام عليه ويشعر بالراحة مثل هذا العبقرى .
وفى الطابق الذى كان للأسرة .. صالة رحبه نوعا .. وحجرتان أكثر اتساعا .. والأرض خشبية والنوافذ ليست متسعة .. وزجاجها على حاله كما هو ..
والبيت وهو من طابقين أشبه ببيت رجل متوسط الحال عندنا .. بناه بعد أن ادخر من قوت يومه على مدى السنين ..
ان تشيكوف الإنسان كان يعيش فى بساطة مطلقة .
وفى الطابق الثانى ترى صورته فى جزيرة فى جزيرة سخالين ونماذج من خطه .. وفى محفظته الخاصة التى كان يضعها فى جيبه صورة صديقه المارد الطويل " تولستوى " ..
كما شاهدنا صورة كبيرة لتشيكوف مع مكسيم غوركى معلقة على الجدران وصورة أخرى مع ممثلى مسرحياته .. ومع تولستوى فى يالتا ..
والفراشة فى بيت تشيكوف وهى فوق السبعين .. استقبلتنا كأنها أمه التى ربته واحتضنته .. وكانت تتحدث عنه بطلاقة وثقافة ولا تخفى عليها خافية من حياته .
منزل تولستوى
ومن منزل تشيكوف البسيط .. انتقلنا إلى منزل تولستوى الفخم ذى الرياش والكراسى المطعمه والمائدة الحافلة بالأطعمه والتى حولها أحد عشر كرسيا ولا يزال عليها طاقم المائدة الفاخر بأطباقه الصينية المزخرفة وأكوابه وسكاكينه المسكوفية ..
وشممنا ونحن ندخل غرفة المائدة رائحة الطعام الشهى الذى كان يقدمه لضيوفه فى هذه الأطباق ..
وهذا الكاتب الواسع الثراء كان يعنى ببيته عنايه فائقة .. ويعنى بالنظام إلى حد يروعك ..
فهناك :
غرفة مخصصة للزوجه ..
وغرفة للأولاد ..
وغرفة لمربية الأولاد ..
وغرفة لمربى الأولاد ..
وغرفة لكبرى بناته ..
وغرفة لنومه هو ..
وغرفة للجلوس ..
وغرفه لمكتبه الفاخر ..
وشاهدنا المعطف من جلد الدب الذى كان يلبسه فى جولاته .. "
وكان من عادته أن يخرج فى الصباح المبكر من سلم صغير مسروق ليحتطب الخشب ويوزعه على 11 مدخنة فى البيت ، وحبه للجياد .. جعله يحتفظ لنفسه بصورة كبيرة له وهو يمتطى جوادا مطهما ..
ساحة النقاش