<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->أصحاب الشرفات !<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->ها نحن ذا نتكئ بدلال ... على سور شرفة الكون الفسيح<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->فمنا من جلس يتأمل جمال الطبيعه , يتفكر في الخلق , و منا من هو مشغول بقراءة الجريدة أو شرب قدح القهوة , و منا من يعلوا صوته بالحديث مع جاره في الشرفه المقابله<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->يتضاحكون و يتسامرون متخذين من شرفتهم ملجأ بعيدا عن هم العيال , و طلباتهم التي لا تنتهي<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->و فجأه<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->توقف الرجل الذي كان يقرأ الجريدة , و انقطع حديث الرجلين المتسامرين بعيدا عن هم العيال , و سقط فنجان القهوة من يد شاربه ليتحطم فلا يجد زجاجه أحدا يعينه !<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->أما من كان يتفكر في الخلق , فقد زاد من تأمله , و ركز على مساحة معينه من الشارع المقابل<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->حيث تركزت جميع الأبصار , حتى من لم يكونوا مطلين من على الشرفة قد خرجوا مسرعين<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->...<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->لتجتمع أنظار الجميع على مشهد مجموعة من الأشخاص , يرتدون زيا موحدا , يبدون من طريقة مشيتهم و نظراتهم الى أصحاب الشرفات , أنهم لا ينوون خيرا<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->و بلا سابق إنذار أخرج أحدهم من جيبه سلاحا و ...<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->و هاجم طفلا في الشارع<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->فرمى الطفل عليه بالحجارة التي لم يجد غيرها في يده<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->فرد عليه المهاجم بطلقة نارية إخترقت جمجمته ’ لترديه قتيلا , و دماؤة البريئة تفترش رصيف الشارع<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->يعم الصمت لحظات ,,, قبل أن ...<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->يصرخ أحد أصحاب الشرفات صائحا : أيها الحقير , تقتل طفلا أعزلا ...<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->و صرخت سيدة أخرى تمتلك شرفة أخرى<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->و لدهشتي رأيت من كان يقرأ الجريدة يعود لا مباليا إلى جريدته , يتفرس فيها , و كأنه لا يصدق ما يراه بأم عينه ! فإذا به يستجدي الحقيقة من الأوراق , كأن الأوراق ترى و تسمع !<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->أما الموقف الوحيد الإيجابي فكان ن مجموعة من الشباب , يرتدون اللثام<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->هؤلاء أخرجوا كل ما يملكونه من اثاث المنزل<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->و أخذوا يقذفونه على المعتدي الأثيم , فتتهشم جمجمته<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->هنا تصرخ السيدة نفسها<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->و لكن هذه المره فرحا<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->و يهتف الناس و يفرحون و يهللون مشجعين<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->لكن بعضهم يسب هؤلاء الشجعان لأنهم شوهوا منظر الشارع بأثاث منزلهم المحطم !<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->و ما كاد الشجعان يفرحون لنصرهم<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->حتى أتت طائرة غريبة<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->فقصفت منزلهم<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->ليرتقي كل من فيه الى مراتب الشهداء<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->إنتهت الحكاية مؤقتا , لكن لم تنته العبره<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->فالعجيب في الأمر<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->أن شرفات الكون الفسيح<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->لها أبواب<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->و ملحق بها سلالم<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->ترى<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->هلى في يوم من الأيام نستطيع<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->أن نترك الشرفة المطلة على الحدث<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->لنكون نحن ذاتنا<!--sizec--><!--/sizec-->
<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->في قلب الحدث ؟؟؟
|
ساحة النقاش