شكرا لكم  وإن كنتم لا تستحقون

 




شكراً لكم وإن كنتم لاتستحقون ....!

سألني صغيري كم قتل اليهود من من حماس يا أبي ؟

فقلت له لم يقتلوا احداً من حماس، إن من طالتهم الرصاصات قد ارتقوا إلى ربهم، وأنعم عليهم بالشهادة، والذي يموت شهيداً ياولدي حي عند الله يرزقه، ويطعمه، ويكسوه، ويلبسه من حلل الجنة، قال ياأبي حين أكبر سأقتل اليهود، قلت له افعل ياولدي
وانتهى الحوار، وفي اليوم التالي أعاد سؤاله، فأجبته بمثل إجابتي ، لكنني توقفت قليلاً مع سؤاله، وهو الذي لم يتجاوز الخمس سنوات ونصف، وقلت شكراً لكم بني صيهون وإن كنتم لاتستحقون الشكر، لقد غرستم في ولدي دون قصد منكم حب الجهاد، وفطمتموه على كرهكم، لقد علمتم ولدي أن الشهادة أسمى مايطمح إليه الطامحون، شكراً لكم أنكم أيقظتم هذه الروح في قلوب الصغير قبل الكبير، ماخطر ببالي يوماً أن يسألني ولدي عن حماس، عن تلك الشجرة المورقة التي استمدت نهجها من معين صاف، بدأه رسول الله، ثم جدده شهيد الإسلام الإمام البنا في العصر الحديث، لم أكن أعرف كيف كنت سأشرح له هذه المعاني العظيمة، وكيف كنت سأحدثه عن الجهاد ضد الأعداء، وهو الغض الطري، الذي في مقتبل حياته، شكراً لكم أن وحدتم الأمة، وجمعتم كلمتها، وأيقظتم الإيمان المخدر في قلوب أبنائها، لقد اجتمعت الأمة ولأول مرة على طريق واحد، شجبت، استنكرت، تفاعلت، أعلنت عن أرواحها لتقدم رخيصة لترفع اللواء، شكراً لكم أن جعلتم عيوننا تذرف لحال إخواننا، لقد جعلتمونا نسترخص الموت في سبيل الله، أشعرتمونا بعز الإسلام، وبمعية الله ، وبفضله على من اصطفاهم لحمل اللواء حين سقطت كل الرايات، لقد ذكرتموني في انتفاضتكم الأولي حين قلنا حان قت الجهاد بالمال، وإذا بطفل صغير يتبعني خلف السيارة راكضاً وهو يقول، ياعم خذ هذا لإخواننا في فلسطين، وإذا به يناولني مايحمله في يده من( البسكوت)، ونظرت فإذا امرأة طاعنة في السن تنادي يابني، فقلت لها لبيك يا أماه، قالت خذ هذا لأولادنا في فلسطين، وإذا به طبق به مايقارب النصف كيلو من الأرز، فسالت دموعي، وقلت إن امة هذا حالها هي أمة لن تموت، حقاً هذه الأمة تمرض لكنها لن تموت، وتكبر لكنها لاتشيخ، وتهرم لكن ظهرها لاينحني، وتهادن لكنها لاتعطي الدنية في دينها، واليوم يتأكد صدق حدسي، إنها تلك اللحمة التي سطرتها ملاحماً سيذكرها التاريخ بأحرف من نور، لقد أيقظ اليهود معاني العزة في قلوب رجال أشداء، سطروا بجَلَدهم صفحات ناصعة البياض، الجثث تتناثر، والدماء تلطخ الجدران لكنهم صامدون ، وشامخون شموخ الجبال الشم الرواسي...
إن المرحلة وأحداثها توجب علينا تبعات جساماً:
1. حسن الصلة بالله عز وجل، فإن المحن تقرب من الله، بطول سجود، وصيام وقيام.
2. الدعاء، سهام الليل التي لا تخطئ طريقها، والإلحاح عليه سبحانه.
3. الثقة في نصر الله عز وجل وإن تباهى الأعداء بما يملكون من عتاد، فما عند الله يغني، ويكفي، ويقي.
4. التذرع بالأمل لأنه مفتاح النصر " {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }المجادلة21
({أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ }الحج39
5. إن معايير النصر الربانية على غير معايير البشر، فليس النصر بقوة عتاد وسلاح، إنما بمدد الله تعالى لعباده، قال تعالى (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ }البقرة249
6. الجهاد بالمال، ولا أقول التبرع، فهو واجب علينا يرتقي مرتبة الفرض لحاجة إخواننا الملحة إليه، فأروا الله من أنفسكم خيراً ({مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }البقرة245
وفي موضع آخر في سورة الحديد يقول سبحانه ({مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ }الحديد11
إن غاية المنى هى الفوز العظيم حين نقدم أنفسنا وأموالنا لله عز وجل، قال تعالى ({إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة111

اخر تحديث: 2009-01-10 23:25:22

 

<!--coloro:#FF0000--><!--/coloro--><!--sizeo:4--><!--/sizeo-->الأرض الحمراء<!--sizec--><!--/sizec--><!--colorc--><!--/colorc-->

 الأرض الحمراء



ما كنت أظن يوما أن للأرض ألوانا تتبدل

ما كنت أدري أن اللون الأحمر هو أحلى الألوان .. وأن التراب يسمو ويشرف فيطالب الناس أن يغيروا لونه فقد مل اللون الأسود والأصفر والأخضر...

ما كنت أعرف أن للتراب روحا تحيا وأن له لسان يصرخ وأن له قلب ينبض


ما ظننت يوما أن لجدران البيوت نفوس تختلج فيها المشاعر وتختلط بصرخات العزة ونداء المجد


حتى رأيت ذاك اللون تصطبغ به حبات التراب


ما أغلى هذه القطرات...


لشهور طويلة كنت أرقب جدران غزة ... أسمعها تهمس في أذني وتنادي شاكية .. قد خذلها الأخ والقريب وجاعت فيها المآذن مع الأطفال و عطشت فيها القباب مع الشيوخ وجادت فيها الدروب تلفظ أنفاسها مع ذاك المريض الذي جادت روحه ينتظر أن تصله حقنة الدواء..

كنت أسمع عتاب غزة... ونداء غزة... وهمسات الشكوى تمزق قلبي ..

كانت الهمسات تعلو حتى طرقت أسماع الصم ورأتها قلوب الضرير...

كنت أظنني أتوهم أصواتا وأختلق همسات... وكيف للجدران أن تتكلم وهي حجر أصم...



ثم صرخت الأرض في وجهي مع القطرات الحمراء... صرخت دون عتب أو شكوى...

كانت صيحاتها في هذه اللحظة صيحات فخر... وضحكات حب... ذلك لونها الذي تنتظره... وما أحلى القرمزي عندما يكون صباغه دم الشهداء...


رأيت الدماء تسيل... ورجل رفع يده ينطق الشهادة وعينه تبتعد وترى ما وراء الناس...

ورأيت آخر ينادى على من بلفظ الأنفاس الأخيرة

الشهادة يا أخي

لا تنسى النطق بالشهادة يا شيخ



كلمات هزت العروش وزلزلت القصور وهدمت الحواجز

كلمات أتت من بعيد من مشاهد قرأت عنها لكنني ما رأيتها... أكرمني الله لأراها كأنها لاتزال تتردد من أربعة عشر قرنا...

ورأيت الشهداء في اليرموك

عكرمة وصفوان .. وقد مر الساقي ليسقي الأول فيشير إليه أن اسقٍ أخي فينظر فإذا بالثاني قد مات... فيعود للأول فإذا به قد مات...


لله درك غزة... من أيت جئت... من بقاع القادسية أم من وادي اليرموك...

بل ربما من أجنادين... وما جنين عنك ببعيد..

لله درك...



ولا أظنني قادرا على وصفك بكلمات....

جفت سماء الكرامة وعطشت أرضها وأقفرت أحياؤها فوقفت تستسقي ... وهطلت قطرات السقيا حمراء قانية زكية فأحيت المارد وردت الروح وسمعنا معها الهدير... هدير الغضب ونبضات الإيمان


لله درك من شهيدة... والشهادة نصر وقد نصر الله صاحب الأخدود بشادة أكرمه بها...


وماذا أقول


يشهد الله أنني لا أجد الحروف ولا الكلمات

 


اخر تحديث: 2009-01-11 00:33:36

 

<!--coloro:#4169E1--><!--/coloro--><!--sizeo:5--><!--/sizeo-->أصحاب الشرفات<!--sizec--><!--/sizec--><!--colorc--><!--/colorc-->

 <!--sizec--><!--/sizec-->




<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->أصحاب الشرفات !<!--sizec--><!--/sizec-->



<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->ها نحن ذا نتكئ بدلال ... على سور شرفة الكون الفسيح<!--sizec--><!--/sizec-->

<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->فمنا من جلس يتأمل جمال الطبيعه , يتفكر في الخلق , و منا من هو مشغول بقراءة الجريدة أو شرب قدح القهوة , و منا من يعلوا صوته بالحديث مع جاره في الشرفه المقابله<!--sizec--><!--/sizec-->

<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->يتضاحكون و يتسامرون متخذين من شرفتهم ملجأ بعيدا عن هم العيال , و طلباتهم التي لا تنتهي<!--sizec--><!--/sizec-->

<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->و فجأه<!--sizec--><!--/sizec-->

<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->توقف الرجل الذي كان يقرأ الجريدة , و انقطع حديث الرجلين المتسامرين بعيدا عن هم العيال , و سقط فنجان القهوة من يد شاربه ليتحطم فلا يجد زجاجه أحدا يعينه !<!--sizec--><!--/sizec-->

<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->أما من كان يتفكر في الخلق , فقد زاد من تأمله , و ركز على مساحة معينه من الشارع المقابل<!--sizec--><!--/sizec-->

<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->حيث تركزت جميع الأبصار , حتى من لم يكونوا مطلين من على الشرفة قد خرجوا مسرعين<!--sizec--><!--/sizec-->

<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->...<!--sizec--><!--/sizec-->

<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->لتجتمع أنظار الجميع على مشهد مجموعة من الأشخاص , يرتدون زيا موحدا , يبدون من طريقة مشيتهم و نظراتهم الى أصحاب الشرفات , أنهم لا ينوون خيرا<!--sizec--><!--/sizec-->

<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->و بلا سابق إنذار أخرج أحدهم من جيبه سلاحا و ...<!--sizec--><!--/sizec-->

<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->و هاجم طفلا في الشارع<!--sizec--><!--/sizec-->

<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->فرمى الطفل عليه بالحجارة التي لم يجد غيرها في يده<!--sizec--><!--/sizec-->

<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->فرد عليه المهاجم بطلقة نارية إخترقت جمجمته ’ لترديه قتيلا , و دماؤة البريئة تفترش رصيف الشارع<!--sizec--><!--/sizec-->

<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->يعم الصمت لحظات ,,, قبل أن ...<!--sizec--><!--/sizec-->

<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->يصرخ أحد أصحاب الشرفات صائحا : أيها الحقير , تقتل طفلا أعزلا ...<!--sizec--><!--/sizec-->

<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->و صرخت سيدة أخرى تمتلك شرفة أخرى<!--sizec--><!--/sizec-->

<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->و لدهشتي رأيت من كان يقرأ الجريدة يعود لا مباليا إلى جريدته , يتفرس فيها , و كأنه لا يصدق ما يراه بأم عينه ! فإذا به يستجدي الحقيقة من الأوراق , كأن الأوراق ترى و تسمع !<!--sizec--><!--/sizec-->



<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->أما الموقف الوحيد الإيجابي فكان ن مجموعة من الشباب , يرتدون اللثام<!--sizec--><!--/sizec-->

<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->هؤلاء أخرجوا كل ما يملكونه من اثاث المنزل<!--sizec--><!--/sizec-->

<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->و أخذوا يقذفونه على المعتدي الأثيم , فتتهشم جمجمته<!--sizec--><!--/sizec-->



<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->هنا تصرخ السيدة نفسها<!--sizec--><!--/sizec-->

<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->و لكن هذه المره فرحا<!--sizec--><!--/sizec-->

<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->و يهتف الناس و يفرحون و يهللون مشجعين<!--sizec--><!--/sizec-->

<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->لكن بعضهم يسب هؤلاء الشجعان لأنهم شوهوا منظر الشارع بأثاث منزلهم المحطم !<!--sizec--><!--/sizec-->



<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->و ما كاد الشجعان يفرحون لنصرهم<!--sizec--><!--/sizec-->

<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->حتى أتت طائرة غريبة<!--sizec--><!--/sizec-->

<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->فقصفت منزلهم<!--sizec--><!--/sizec-->

<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->ليرتقي كل من فيه الى مراتب الشهداء<!--sizec--><!--/sizec-->



<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->إنتهت الحكاية مؤقتا , لكن لم تنته العبره<!--sizec--><!--/sizec-->

<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->فالعجيب في الأمر<!--sizec--><!--/sizec-->

<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->أن شرفات الكون الفسيح<!--sizec--><!--/sizec-->

<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->لها أبواب<!--sizec--><!--/sizec-->

<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->و ملحق بها سلالم<!--sizec--><!--/sizec-->

<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->ترى<!--sizec--><!--/sizec-->

<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->هلى في يوم من الأيام نستطيع<!--sizec--><!--/sizec-->

<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->أن نترك الشرفة المطلة على الحدث<!--sizec--><!--/sizec-->

<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->لنكون نحن ذاتنا<!--sizec--><!--/sizec-->

<!--sizeo:4--><!--/sizeo-->في قلب الحدث ؟؟؟

 


اخر تحديث: 2009-01-11 00:33:55

 

<!--sizeo:7--><!--/sizeo--><!--coloro:#FF0000--><!--/coloro-->دماء فوق الرماد<!--colorc--><!--/colorc--><!--sizec--><!--/sizec-->

 





 

<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->بسم الله الرحمن الرحيم

<!--sizeo:5--><!--/sizeo--><!--coloro:Red--><!--/coloro-->(دماء فوق الرماد)<!--colorc--><!--/colorc--><!--sizec--><!--/sizec-->
<!--colorc-->
<!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->-أمي<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->-ماذا تريد؟<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->-هل لابد من الخروج الآن؟<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->-بالتأكيد يا بني...لابد أن نحضر الخبز والدواء <!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->-الظلام حالك يا أمي...وغزة صارت كالقبر<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->-لا تقل قبرا...انها <!--coloro:Red--><!--/coloro-->غزة<!--colorc--><!--/colorc--> يا ولدي<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->-لابد أن نلتزم الدار ليلا وكفانا ضوء النهار وغدا سأحضر لك بنفسي الخبز يا أماه<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->-لا...لا...أخوك جائع..و مريض..لو أجّلنا الخبز لن نؤجّل الدواء<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->-حسنا...هيا بنا وسأحمل هذه الشمعة لعلها تضيء لنا الطريق<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->يا الله..انطفأت الشمعة....<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->-كل الشموع ستنطفيء يا بني....حافظ فقط على النور في قلبك ولا تخف وسر بجانبي<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->-ليتني قوي مثلك يا أماه<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->-آاااااااااه...البرد قارص يا ولدي..أقترب وتعال لأدفئك<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->-كيف تحتفظين بدفء كفك دائما يا أمي<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->-لا أدرى.....ولكنني هكذا كنت أسأل أمي...<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->-هل تبتسمين...<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->-نعم ..أبتسم<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->- لا...بل أنت تبكين...انني لا أرى وجهك...دعيني أتحسسه<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->-تذكرت أمي.<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->-رحمها الله...هيا يا أمي..هيا...فأنا معك<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->-بارك الله فيك يا بني...تعال من هنا..المخبز في هذا الطريق وها هم قد أشعلوا عجلات السيارات القديمة ليأنس الحي بضوئها<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->-........................<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->-ما هذا....نار...طلقات ..أمي...أمي أنا خائف<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->_آاااااااااااه<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->_أمي...أمي.....<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->_أركض يا حبيبي...أركض الى البيت<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->_أمي...ألا...ستكونين بخير...أصمدي<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->_هيا يا حبيبي....أنج بنفسك<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->_وكيف أنجو وأنت نفسي...ونفسي<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->_انهم يقتربون...أسمع صوت الدبابات...والكل يفر..أركض معهم<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->_أمي...لا...أنا أحبك...أمي<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->_يا بني كن قويا...لن تنقذني...ولن أنفعك الان....ان الرصاصة أصابت قلبي<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->_أمي....سأجرك الى البيت...نعم...سأجرك من ثيابك...فتحملي معي<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->_وبعد؟ألا ترى الظلام....حتى الطبيب لن يسعفني...فكل غزة في ظلام...<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->_أمي....أمي....<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->_بني...أشعر أن زيت السراج قد نضب...وها أنا لا أشعر الآن بأي ألم...فقط دعني أنظر الى وجهك...على ضوء هذا القمر<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->_أمي...أمي...<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->_تعال لأضمك...وأشمك...الله...كم أنت جميل يا ولدي..<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->بني...عش حياتك وأهنأ بها...وأخبر أخوك أنني أحبه...(أشهد أن لا اله الا الله...وأن محمدا رسول الله)<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->_أمي...أمي....أمي<!--colorc--><!--/colorc-->

<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->وظل الحبيب ينادي...ولم تسمعه وبدأ يجرها في الظلام من ثيابها ...يخشى عليها وهي لم تعد تخشى الرصاص!<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->جرها وجر معها ذكريات الطفولة وغرق في دروب غزة وتاه منه باب الدار..<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->وعندما كلت يداه انطرح مخبتا على صدرها باكيا وأمتلأ كفها بدموعه وظل دافئا..وكان لابد من ضمة أخيرة
وبدأ يودع وجهها...ويشم بعمق رائحة عنقها...وهو يردد((حتى لا أنسى رائحتك يا أمي...حتى لا أنساها ))<!--colorc-->
<!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->وانتفض المارد و أخيرا وقف وهتّك الوشائج..ومزق الصمت المهيب بزفرة حادة مقهورة..فتناثرت أشلاء حلم طفت على الأرض فوق الدماء التي هاجت وألتج من تحتها الرماد<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->آاااه يا أمي<!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->آااه يا غزة<!--colorc--><!--/colorc-->

<!--coloro:Blue--><!--/coloro-->لك الله
rotato

  • Currently 201/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
68 تصويتات / 470 مشاهدة
نشرت فى 9 أغسطس 2009 بواسطة rotato

ساحة النقاش

mero

rotato
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

116,979