تتغير تصرفات نفس الرجل تجاه المرأة من مكان لاخر. مثلا نجد ان رجل من مملكة آل سعود ينظر الى مرأة في ملابسها السوداء، يلاحقها، يتحرش بها ، يحاول اعطائها رقم موبيله، بدون ان يعرف فيما اذا كانت صبية ام عجوز. عن ذلك تكلمت حتى حلقة تلفويونية تظهر عيوب المجتمع من الداخل، تسمى طاش ماطاش.
اتذكر شخصيا ذهابي مع بعض الاصدقاء الى محل احدهم الواقع في احد الاحياء الشعبية ببغداد. وقفنا امام باب المحل، عندما مرت بضعة نساء في عباءتهم. لاحظت نظرات الرجال التي اشبعتهم نظرا من جميع الجهات. تجاوزونا واصبح ظهرهم وحده مانراه. كان الرجال يتابعونهم بانظارهم ورقبتهم قد التوت الى اليمين.
الامر الغريب ان جميع هؤلاء الرجال يسكنون في منطقة اخرى من بغداد، منطقة غير شعبية، وظهور الفتيات بها بدون عباءة امر شائع ومع ذلك لم يحدث ان تصرفوا بهذا الشكل الغريب.
يتوجه الخطاب الديني ليلا نهارا الى المرأة محذرا، واصفا اياها بمصدر "الفتن" والانحراف، داعيا لها الى البقاء في البيت، من مصدر الحرص عليها. وفي الدول التي يحظى رجال الدين فيها بسلطة اكبر ، يقومون بفرض العمل بعشرات القوانين التي تضع المرأة تحت وصاية الرجل، وتلغي وضعها كمواطن وكبشر لتحولها الى مجرد "مشروع اغتصاب او قارورة للتناسل" بدون اي بعد عاطفي او روحي.
هذه الصورة الدونية عن المرأة تقوم بتربية سلوك غير واعي تجاه المرأة يقوم على كونها "اداة" جنس لااكثر. الاشارة الوحيدة المحترمة التي تصدر تجاه المرأة هي عندما تقوم بدور الام فقط.
المرأة سبب لكل المصائب ومن باب سد الذرائع وجب ابعادها وحجزها وحجرها. الى درجة ان المرأة التي ترغب ان تدخل الى الانترنيت يجب ان يكون معها محرم، لماذا؟ لان المرأة لايثق بها، انها الشيطان نفسه.
هذا الخطاب الديني المتخلف والمتتطرف، يؤثر بوعي او غير وعي على تصرف الرجال والشبان.
يكتب الصحفي محمد شعبان الموجي في صحيفة الاحرار المصرية موضوعا اسمه "المجاعة الجنسية" يتكلم فيه عن مفهوم جديد هو الاغتصاب النفسي. ومضمون هذا المفهوم ان المرأة التي نراها اينما كان، يجري اغتصابها "بفكرنا" وهي لاتدري، المرأة يجري اغتصابها مرات كثيرة كل يوم. ولذلك يجب ان تدرك المرأة ذلك وتقبل بالتنازل عن حريتها لتبقى بالبيت لحمايتها من الاغتصاب النفسي، اي لحماية الضحية من الجاني، يجب سجن الضحية، حتى ولو بسبب جرم "وهمي" لم يشعر به إلا الصحفي.
عندما تجري عملية اغتصاب في قطر، يظهر التفسير بان المرأة هي السبب، لماذا تذهب الى العمل؟ ان وجودها خارج البيت يؤدي الى ظهور الفساد، يؤدي الى ان الرجال يبدؤا بالتفكير بها كمشروع اغتصاب.
لماذا من حق الشباب ممارسة كل ذلك؟ لماذا يشجع المجتمع هذه الممارسات من الرجال؟ لماذا تبرر للرجال؟ لماذا لايدين الخطاب الديني ممارسات الرجال، وانما " وجود" المرأة؟ لماذا اصبحت هذه الممارسات مميزة للرجل الشرقي؟
لماذا يشجع الخطاب الديني النظر الى المرأة على انها للجنس فحسب، فتنة لاغير. وماذا عن النساء العجائز الذين لم يعدوا فتنة، وماذا عن الشذوذ البيلوجي الولادي الذي يكونوا منذ الولادة بمورثات مختلطة
XXY من اي جنس يعتبروا؟ ولماذا الاصرار على فرض تعامل من خلال الجنس، وليس من خلال المواطنة والانسانية؟
قد يدعي البعض ان "الدين" وليس رجال الدين، يدينون الممارسات السيئة الصادرة من الرجال بالضبط كما من النساء، غير ان هذا القول غير صحيح. اذ ان رجال الدين يطرحون ممارسات فعلية ضد المرأة، يوظفون خلالها كل اجهزة المجتمع والدولة من اجل تطبيقه، في حين تبقى الاجراءات ضد الرجل "توجيهيه" موكل بالرجل نفسه ان يطبقها او يرميها في سلة القمامة.
اما آن لنا ان نوقف هذه الانتهاكات الذكورية، التي يتواطئ معها رجال الدين الذكور باسم الدين؟
نشرت فى 14 سبتمبر 2011
بواسطة rezo2002
Alahlam elgamela alatool
تصنيفات
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,751
Beauty
" الجمال شىء مريح للنفس ،كما أن الحُب الصادق هـو غذاء للروح"
مـدير الموقع :-
REZO2002
ساحة النقاش