التعاون بين المكتبات
اولا – تعريفه :
هو اتفاق مجموعة من الافراد او الهيئات او المنظمات على تحقيق هدف معين على ان يتحقق من خلاله منافع ومكاسب وفوائد لصالح المجموعة المتعاونة ومن ثم يكون التعاون بمثابة نشاط يتفق عليه بين اكثر من طرف لتيسير سبل الافادة من كافة الموارد المتاحة لدى جميع الاطراف المتعاونة اى ان يتمثل الاقتسام المفيد والمتبادل للموردين بين مجموعتين اواكثر
او هو تمكين مجموعة من المكتبات ومراكز المعلومات من الاستفادة من معطيات البيانات الببليوجرافية وماهو متاح ومتوافر لديها من الخدمات والامكانات المادية والبشرية والتكنولوجية
او هو اشتراك مجموعة من المكتبات المتشابهة او غير المتشابهة فى نشاط معين فى الاجراءات التى توجد بها داخليا من بناء وتنمية المجموعات واعداد فنى فى انشطتها الخارجية من خدمات مكتبية بجميع انواعها وذلك بهدف توفير الوقت والجهد والعمل على تيسير مهمة المستفيد فى الحصول على ما يريد بايسر الطرق كلما امكن ذلك
اهمية التعاون بين المكتبات واسباب لجؤ المكتبات اليه
يتسم العصر الحا لى بالتطور السريع وخاصة فى مجال العلوم والتكنولوجيا وحركة النشر الكتب والمقالات العلمية مما ادى الى ما يعرف معصر تفجر المعلومات نظرا للكم الهائل من الانتاج الفكرى المنشور وغير المنشور بالاضافة الى اختلاف موضوعاتها وتعدد لغاتها وتطور الاشكال اشكال النشر والاوعية مما يحتم على المكتبات التعاون والتنسيق فيما بينهم للاستفادة من امكانات كل مكتبة ومحاولة السيطرة غلى الانتاج الفكرى بوجه عام ومن اهم الاسباب التى دعت الى لجؤ المكتبات الى التعاون هى :
*- التوالد السريع للانتاج الفكرى وما نتج عنه من تضخم للانتاج الفكرى وتفجر المعلومات او المعرفة وما الى ذلك مما ادى الى الزيادة الهائلة فى العلوم والمعارف المختلفة
*- توسيع مجال النشر والتقدم التقنى واساليب او وسائل التكنولوجيا الحديثة فى مجال النشر مما ادى بدوره الى الزيادة فى حجم الانتاج الفكرى وتعقد المشكلة
*- تعدد اشكال اوعية المعلومات وتنوعها من تقليدى والكترونى
*- الحاجة الى تجهيزات خاصة فيما يختص بالاوعية الغير تقليدية مما يضاعف من اعباء المكتبة وميزانياتها
*- زيادة اعداد المستفيدين من المكتبات وخاصة العامة والجامعية وتنوع اهتمامات هؤلاء المستفيدين
وكل ذلك دعى المكتبات الى اللجؤ للتعاون فيما بينهم سواء فى تكتلات او شبكات مكتبية للتخفيف من الاعباء الواقعة على عاتق المكتبات
اشكال التعاون بين المكتبات
للتعاون بين المكتبات اشكال ومستويات مختلفة وناخذ عدة اشكال رئيسية هى :
*- التبادل : وتبز فكرة التبادل بشكل واضح فى تبادل المطبوعات او الاوعية بين المكتبات المختلفة فهناك مطبوعات كثيرة لايمكن الحصول عليها الا عن طريق التبادل فهو مصدر هام من مصادر التزويد او تنمية المقتنيات ويمكن ان يتم التبادل على المستوى المحلى او المستوى الدولى .فالتبادل بين المكتبات يساعد على خلق نوع من الترابط بين الهيئات والمؤسسات المختلفة الى جانب ذلك ظهر وجه جديد لفكرة التبادل فيما يخص الفهرسة مثل الفهرسة المركزية ؛الفهرسة المشتركة و الفهرسة التعاونية وما الى ذلك وكلها مسميات تعنى مع بعض الفروق فهرسة الكتاب الواحد لعدد من المكتبات مره واحدة وتشترك جميعها فى تكاليف الفهرسة بنسب متفق عليها .ثم ظهرت فى القرن العشرين فكرة توزيع البطاقات الجاهزة للكتب التى اعدتها مكتبة الكونجرس
تكتلات المكتبات
وفى هذه التكتلات يتم تحديد مستويات هذه التكتلات واحجامها فالهدف الرئيسى للتكتلات هو التعاون فى تقديم الخدمات او العمليات مثل الفهرسة والتصنيف او تدريب الموظفين والمستفيدين من خلال المشاركة فى المصادر ومن فوائد هذه التكتلات ما يلى :
*- الحصول على عروض جيدة من مصادر المعلومات مقابل تكاليف اقل
*- خدمة المستفيدين من داخل المكتبة وخارجها فيستطعيون الدخول على موارد التكتل من داخل المكتبة من بيوتهم عبر الانترنت
*- الحصول على فرص متساوية مع بقية المستفيدين من اعضاء التكتل
*- القدرة على البحث فى عدد كبير من قواعد المعلومات من خلال محرك بحث واحد وواجهة استخدامية موحدة مما يوفر فى عملية تدريب المستفيدين
*- بعض التكتلات تقوم بانشاء قواعد بيانات محلية تعالج موضوعات هامة فى محيط هذه المكتبات
*- توفير معلومات حول التقنيات الحديثة المتعلقة بادارة المكتبات والتكنولوجيا الحديثة
*- مشاركة موظفى المكتبات فى جميع المستويات فى تبادل المعلومات حول المشاكل التى يواجهونها واهتماماتهم المشتركة
انواع التعاون بين المكتبات
هناك نوعان اساسيان للتعاون بين المكتبات وهما:
*-النظام المركزى :
ويعتمد هذا التظام على وضع المبادئ والاهداف والعناصر المتعلقة بالنظام ككل وتنفيذ هذه المبادئ على بقية المكتبات المشتركة ويمكن تطبيقه فى دوله واحدة او فى مجموعة من الدول المتعاونة بتكوين وحدة مركزية تكرس جهودها لتلبية احتياجات المستفيدين فى الدول الاعضاء
*- التظام اللامركزى :
ويقوم هذا النظام على اسلوب التنسيق بين المكتبات المتعاونة وتوزيع المهام والادوار فيما بينهم لتغطية المجالات الموضوعية التى تقع فى دائرة اهتمام كل مكتبة
مستويات التعاون بين المكتبات
ويمكن ان يتم التعاون بين المكتبات على المستوى المحلى او الوطنى (الاقليمى) او الدولى على ان يتم التعاون بين مكتبيين او اكثر من دول مختلفة
مجالات التعاون بين المكتبات
تتعدد مجالات التعاون بين المكتبات بتعدد وظائف المكتبات فالوظائف الاساسية التى تقوم بها اى مكتبة هى تنمية المقتنيات والعمليات الفنية وخدمات المعلومات :
*- التزويد او تنمية المقتنيات التعاونى :
تنمية المقتنيات يمكن ان تتم تعاونيا بين المكتبات من خلال طرق التنمية او التزويد التى تندرج كالتالى :
*- الشراء التعاونى :ويتم الشراء التعاونى خصوصا فى الاوعية غالية الثمن وهذا الثمن وهذا الشكل غالبا مايتم داخل المكتبات الاكاديمية وبعض المكتبات المتخصصة فيتم الاتفاق على اقتناء مجموعة معينة من الاوعية ثم تتخذ ترتيبات معينة يصبح من حق كل مكتبة داخلة التكتل الاستفادة بشكل او باخر من هذه الاوعية وعادة ما تكون الاعارة المتبادلة بين المكتبات هى الشكل السائد فى الاستفادة من هذه الاوعية
*- الشراء المركزى للاوعية :
والشراء المركزى يناسب بعض المكتبات التى تكون داخله فى تكتل معين او تابعة لهيئة معينة فتقوم المكتبة المركزيةاو المركز الرئيسى للهيئة بشراء الاوعية وتوزيعها على باقى المكتبات الداخلة فى التكتل وغالبا ما يكون ذلك فى المكتبات العامة مثل :مكتبات قصور الثقافة التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة
*- التعاون فى مجال العمليات الفنية :
وهناك اشكال جديدة للتعاون فيما يخص العمليات الفنية قهناك الفهرسة التعاونية والتصنيف التعاونى و التحليل الموضوعى و التكشيف وهكذا وتبرز الفهرسة التعاونية فى مقدمة هذه العمليات فالفهرسة هى سواء كانت وصفية او موضوعية هى من اهم العمليات الفنية على الاطلاق فالفهرسة التعاونية هى عملية انشاء التسجيلات الورقية ثم اعادة استخدامها وفق اسس تعاونية محددة والهدف هوتقليص حجم الفهرسة الاصلية التى يتم اعدادها داخل كل مكتبة فيمكن لمكتبة داخل التكتل ان تفهرس الوعاء وتوزعه على باقىمكتبات التكتل ولعل اشهر مثال عليها هى بطاقات الفهرسة الجاهزة التى كانت تنتجها مكتبة الكونجرس ثم ظهور تسجيلات مارك ثم تبادلها اليا على الانترنت
*- التعاون فى مجال خدمات المعلومات :
ان خدمات المعلومات هى الناتج الاساسى والهدف الاسمى لكل مكتبة وتقد تنوعت هذه الخدمات وتعددت على مر العصور فاصبحت هناك حاجة ملحة للتعاون بين المكتبات لتيسير تقديم هذه الخدمات فظهر لنا خدمات التصوير والاستنساخ وعن طريق التعاون يمكن تصوير مقالات دوريات وبحوث عديدة لايمكن الحصول على نسختها الاصلية بالاضافة الى توفير شراء الات واجهزة التصوير والاستنساخ
*- الاعارة بين المكتبات :
الاعارة بين المكتبات هى اجراء تعاونى يتبع للمكتبات المختلفة استعارة المواد المكتبية نت بعضها البعض من اجل استعمال اعضائها وروادها كما يتيح الحصول على نسخ مصورة كبديل للمواد المطلوب استعارتها والمواد التى لاتعار و المراجع والكتب الهامة وللاعارة بين المكتبات مميزات عدة فهى توفر الوقت والجهد للباحث وامين المكتبة على السواء وتؤدى الى تنمية المجموعات المكتبية وتوفير النفقات والاعباء المالية على المكتبات
*- الاشتراك التعاونى بالدوريات :
لايستطيع احد ان ينكر على الدوريات اهميتها فى مجال البحث العلمى فى كل التخصصات ومع ازدياد عددالدوريات الصادرة سواء تقليديا او اللكترونيا و ارتفاع اسعار الاشتراك بها لجات المكتبات فى الوقت الحالى الى الاشتراك التعاونى بالدوريات لتخفيف الاعباء
*- الخدمات المرجعية التعاونية :
حيث ان الاسئلة والاستفسارات المرجعية متكررة من جانب المستفيدين فيمكن لمجموعة من المكتبات او لمكتبة مركزية فى احدى الجامعات تكون هيئة او مركز للارشاد والتوجيه وللاجابة على هذه الاسئلة وهنا يمكن الاستفادة من الامكانات الوهيبة للانترنت فى تقديم هذه الخدمات
*- البريد الالكترونى :
مع ظهور وتطور وسائل الاتصال المختلفة كالتليفون والفاكسوما الى ذلك فقد اثرت هذه الوسائل على التعاونى بين المكتبات وبعضها البعض فى عملية التعاون بين المكتبات وتلقى الاسئلة والاستفسارات بين امناء المكتبات حول العمل المكتبى ومشكلاته واثرت ايضا فى تقديم الخدمات للمستفيدين فيمكن استخدامها فى تلقى الاسئلة والاستفسارات من المستفيدين وتقديم الخدمة المرجعية لهم وهكذا فان وسائل الاتصال الحديثة سهلت عملية التعاون بين المكتبات
*- متطلبات التعاون بين المكتبات :
*- الرغبة فى التعاون النابعة من ادراك قيمة هذه الانشطة واهميتها
*- وجود خططا تعاونية دقيقة وواضحة تحدد المسئوليات والادوار وتوزيعها على المكتبات المشاركة و توضح سبل تدفق المعلومات بينهم
*-توفير الامكانات التكنولوجية اللازمة اتنفيذ البرنامج التعاونى الى توفير القوى العاملة الكافية والقادرة على تنفيذ البرامج الموضوعة مع توفير فرص التدريب و التعليم المستمر لهم
*- قبول وموافقة قيادات المكتبات المشاركة فى هذه الخطط من اجل الدعم اللازم نحو هذه الخطط
*- ان تتمتع المكتبات المشاركة بالقدرة على تنفيذ البرامج الموضوعية والمسئوليا ت المنوطة بها باستقلالية كاملة و بالاعتماد على مواردها وامكاناتها الذاتية .
معوقات التعاون
*- اختلاف الاهداف من مكتبة لاخرى
*- مشكلات ادرية
*-مشكلات فنية :وتنتج نتيجة لعدم وجود تعاون فى التزويد والتبادل والاهداء
عدم وجود فهارس موحدة ولاقواعد ثابتة للوصف
عدم وجود خدمة اعارة متبادلة بين المكتبات
*-مشكلات مادية :ويكون من اهم معوقات التعاون فبعض الموارد المالية تنتج عن نقص فى الاوعية المزودةونقص فى الادوات الببليوجرافية ونقص الكوادر المؤهلة للتعاون
*- قلة المعلومات والخبرة :وتكون تعدم ادراك اخصائى المكتبة لاهمية التعاون بين المكتبات وفوائده العديدةبالاضافة الى قلة الخبرة فنجد ان مشكلة كعائق اللغة تواجه كثير من امناء المكتبات ممايكبل المكتبات الكثير من الخسائر
كان ظهور مركز مكتبات جامعة اوهايو علامة بارزة فى بداية المشاركة بين المكتبات اعتماد على النظم الالية ومع
) واكتسابه القدرة على تغيير ميثاقه بحيث اصبح يضم المكتبات العاملة خارج ولاية اوهايو فقد وجد oclc ) تطو
القائمون على مشروع ان المكتبات تفكر جديا فى التخطيط للجهود التعاونية على مستوى الولايات المتحدة باكملها
ومن ثم تشات شبكات تعاونية كثيرة بين المكتبات
نموذج شبكة المكتبات المصرية
وتعد اول فهرس موحد يضم مواقع المكتبات العاملة والمتخصصة والاكاديمية على مستوى محافظات مصر التى تستخدم النظم الالية على شبكة الانترنت ويالاضافة الى ربطها ببعض المكتبات الاجنبية الموجودة بمصر
وكان النظام المستخدم هو نظام الس والذى فرض على المكتبات الجامعية من جانب المجلس الاعلى للجامعات وقد ظهر فى الاونة الاخيرة تظام مكتبات المستقبل والذى والذى انشاته جامعة المنصورة ونظرا لتمييز النظام بعدد كبير من المميزات راى المجلس الاعلى للجامعات فرض هذا النظام على اغلب المكتبات الاكاديمية التابعة له وجارى الان التحول الى التظام الجديد لعمل فهرس موحد للمكتبات الجامعية فى مصر بالاضافة الى دليل المكتبات المصرية التابع لمجلس الوزراء المصرى والذى يضم عدد كبير من المكتبات العامة والاكاديمية والمتخصصة
نموذج مركز التمييز فى الخدمات المكتبية للجامعات الاردنية الرسمية (مركز مجره للتمييز )جاء هذا المشروع او المركز كاحد اركان مشروع تطوير التعليم العا لى بالاردن وكان من نتاج هذا المشروع :
*- وضع مواصفات لنظام معلومات متكامل يرتكز على مواصفات عا لمية لحوسبة نشطات المكتبات الجامعية
*- تاسيس تجمع مكتبى لادارة نظام المعلومات القادم
*- انشاء هيئة تضطلع بتنفيذ رؤى وخطط وبرامج التجمع
*- انشاء مركز مجره للتمييز على غرار مراكز التمييز فى الدول المتقدمة
ويهدف المركز الذى اخذ جامعة اليرموك على عاتقها انشاء هذا المركز يهدف الى المشاركةفى مصادر المعلومات المطبوعة والالكترونية الموجودة بمكتبات الجامعات الاردنية بالاضافة الى ترشيد وتوحيد اليات العمل وادواته بين المكتبات الاعضاء
الوظائف التى يضطلع بها هذا المركزهى:
*- ادارة نظام المعلومات مركزيا لتخفيف عبء الادارة على المكتبات
*- انشاء فهرس موحد لتسهيل الوصول الى مصادر المعلومات
*- تقديم المشورة والنصح فى مجالات اتمتة المكتبات ونظم المعلومات المتكاملة
*- تسهيل الاعارة المتبادلة بين المكتبات الاعضاء
*- تسويق الخدمات التى يقدمها المركز واعطاء دورات تدريبية فى مجال المكتبات والمعلومات وهكذا فيعد المركز نموذج فريد لفكرة التكتلات او الائتلافات المكتبية فى الوطن العربى ومما تقدم ندرك اهمية هذه التكتلات وضرورة التنسيق والتعاون بين مختلف المكتبات للارتفاع بمستوى مكتباتنا لمسايرة الواقع وعدم التخلف عن ركب التقدم السريع والمتطور دائما
وهكذا فقد عرضنا لموضوع التنسيق والتعاون بين المكتبات وتعرضنا فى هذا المقال الى تعريف التعاون والمصطلحات التى تدل عليه او المرادفة له واهميته واسباب لجؤ المكتبات اليه ثم اشكال التعاون وانواع التعاون ومستويات التعاون بين المكتبات ثم مجالات التعاون بين المكتبات سواء فى التزويد او العمليات الفنية او الخدمات ثم عرضنا متطلبات التعاون ومعوقاته وقدمنا بعض النماذج مثل مشروع مركز مكتبات جامعة اوهايو ثم نموذج شبكة المكتبات المصرية ثم نموذج مركز التمييز للخدمات المكتبية للجامعات الاردنية
المصادر :
*- امكانيات التعاون بين مكتبات كليات الدراسات الانسانية والاجتماعية بجامعة طنطا / محمد عرفه عبد المحسن .- شبين الكوم :م.ع عبد المحسن ؛2007 .- اطروحة ماجستير .
*- التعاون والتنسيق بين المكتبات الجامعية المصرية و المكتبات غير المصرية بمنطقة القاهرة الكبرى :دراسة لواقعها والتخطيط لمستقبلها / امل حسين عبد القادر على : شبين :ا.ج .عبد القادر ؛2006 ؛ دكتوراه