علي خطى النبى صلى الله عليه وسلم

من اجل خدمة الدين والمجتمع/رضوان ثروت الشاطر

علوم الإعجاز القرآني

يعتبر المسلمون القرآن هو كلمة الله ومعجزة بحد ذاتها.[1]، وإن فيه إعجاز أو معجزات، لكن البعض اختلفوا حول ماهية المعجزات حيث يؤمن البعض بشمولية القرآن للعلوم بينما يعده البعض الآخر إعجازا لغوياً لا صلة له بالعلوم ويصنفون فكرة الإعجاز العلمي ضمن العلوم الزائفة.[2]

الإعجاز مشتق من العجز۔

والعجز: الضعف أو عدم القدرة۔

والإعجاز مصدره أعجز: وهو بمعنى الفوت والسبق۔

والمعجزة في اصطلاح العلماء: أمر خارق للعادة، مقرون بالتحدي، سالم من المعارضة۔

وإعجاز القرآن : يقصد به: إعجاز القرآن الناس أن يأتوا بمثله. أي نسبة العجز إلى الناس بسبب اعتقاد المسلمين بعدم قدرة أي شخص على الآتيان بمثله۔

وقد تحدى القرآن المشككين بأن يأتوا بمثله أو بعشر سور من مثله، فعجز عن ذلك بلغاء العرب، وأذعنوا لبلاغته وبيانه وشهدوا له بالإعجاز[بحاجة لمصدر]، وما زال التحدي قائما لكل الإنس والجن[بحاجة لمصدر]۔

((أمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)). سورة هود آية 13

((قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً)). سورة الإسراء آية88

أو حتى بسورة قصيرة مثله فقال: ((أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)). سورة يونس آية 38

وبقي ذلك التحدي قائماً، منذ ذلك الوقت ليومنا الحاضر وقد أدرك أصحاب اللغة مقدار قوة الإسلوب القرآني وحلاوته، ولم يدركه إلا من كان مرهف الحس، وهذا الذي حدا بأحد المختصين أن يقول بأن الذي أحس به من ذلك الأسلوب معنى لا يمكن تفسيره، وقد قرر أيو سليمان الخطابي من قبلهِ عدم قدرة العلماء عن ابراز تفاصيل وجوه الاعجاز، فقال: ذهب الأكثرون من علماء النظر إلى وجوه الاعجاز من جهة البلاغة لكن صعب عليهم تفصيلها، وأصغوا فيه إلى حكم الذوق.

وقال العلامة ابن خلدون: الاعجاز تقصر الإفهام عن ادراكه وإنما يدرك بعض الشيء منهُ من كان له ذوق بمخالطة اللسان العربي وحصول ملكته، فيدرك من إعجازه على قدر ذوقه.

وكما أن الله أيد أنبياءه ورسله بالآيات المعجزات، فقد أنعم الله على رسوله محمد بمعجزات كثيرة رآها الذين عاصروه، فآمن من آمن وكفر من كفر، وترك محمد المعجزة الخالدة الباقية، كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، القرآن.

وظهرت آيات بينات في إعجاز القرآن من الناحية اللغوية والبلاغية بينها الكثير من علماء اللغة قديما وحديثا وكتبوا المتون وألفوا الأسفار، ولم تزل هذه المعجزة القرآنية باقية تتحدى كل البشر على أن يأتوا بمثله.

وظهرت مؤلفات إسلامية كثيرة في العصر الحالي بينت أوجه الاعجاز من الناحية العلمية وسميت بالإعجاز العلمي للقرآن لكونها تفسر الآيات من الناحية العلمية الحديثة كما يفهمها الناس الآن لكون العلم هو لغة العصر الحالي.


[ كل كلام بشري يبلى إذا تكرر، وبقدر ترديده بقدر ما يبلى، وتسقط مكانته، ولكن القرآن يعرف عنه بجدته الدائمة، التي لا يؤثر فيها ترديد أو تكرار، فكم كرر المسلمون ويكررون سورة الفاتحة وقصار السور كل يوم وكم أعادوا تلاوة القرآن وجميعهم يثبتون أنه لا زال جديداً على ألسنتهم، وهذه علامة إعجازية تخضع للتجربة من كل من يعرف اللغة العربية في أي زمان ومكان، وبث معانيه بكل اللغات، ولو أخذنا ببعض الآراء الحيادية في هذا الموضوع مثل رأي المستشرق المعروف (ليون) حيث قال: ((حسب القرآن جلالة ومجداً أن الأربعة عشر قرناً التي مرت عليهِ لم تستطع أن تخفف ولو بعض الشيء من أسلوبهِ الذي لا يزال غضاً كأن عهده بالوجود أمس)).


إن أي كلام من كلام البشر إنما يكون انعكاساً لشخصية قائلة، وعلمه ومزاجه ونفسيته، وكل كلام يحمل صفة وروح قائلة، لإنه أثر من آثاره. وقاريء القرآن المتدبر لمعانيه لا بد أن يقع في نفسه شعور بأن هذا القرآن (كلام الله) وإنه لا يمكن بحال من الأحوال أن يكون كلام بشر، والوجه الإعجازي في هذه المسألة أن للقرآن سراً خاصاً يشعر بهِ كل من يواجه نصوصه ابتداءً قبل أن يبحث عن مواضيع الإعجاز فيها، فسلطان العبارات القرآنية تشعرهُ بمعاني الإعجاز القرآني وراء هذه العبارات والتي يدركها العقل من التعبير، وإن هنالك عنصراً ينسكب من الحس بمجرد الاستماع لهذا القرآن فإن كان غامضاً على بعض الناس الذين لايتقنون اللغة العربية فهم يحسونه ويجعلهم يدركون بإن مصدره هو الله.

[عدل] الكلام الفريد

إن أي كلام من أي إنسان على وجه هذه الأرض يمكن إدماجه بغيره من الكلام فلا يستطيع أحد أن يميز كلامه الذي أدمج فيه؛ لأنه بالأمكان أن يقلد الناس كلام أي أديب أو شاعر، غير أن الوجه الإعجازي هنا إذا أخذنا سورة من القرآن وحاولنا إدماجها في أي كلام لابد أن تتميز وحدها وتظهر على ذلك الكلام، ولهذا قال عنه طه حسين في كتابهِ مرآة الإسلام : (إن القرآن ليس نثراً كما إنهُ ليس بشعر إنما هو قرآن ولا يمكن أن يسمى بغير هذا الاسم)، ليس شعراً وهذا واضح فهو لم يقيد بقيود الشعر، وليس نثراً لأنه مقيد بقيود خاصة به وحده لا توجد في غيره وهي التي يتصل بعضها بأواخر الآيات، بنغمة صوتية خاصة. وقد أدرك ذلك المستشرق الفرنسي الدكتور موريس فقال: (إن القرآن أفضل كتاب أخرجته العناية الألهية لبني البشر، وإنه كتاب لا ريب فيه). وكان مما قاله المستشرق جيمس متشز في مقاله : (لعل القرآن هو أكثر الكتب التي تقرأ في العالم، وهو بكل تأكيد أيسرها حفظاً، وأشدها أثراً في الحياة اليومية لمن يؤمن به).

[عدل] قوة تأثير الإعجاز القرآني

جرب بنفسك اقرأ شيءًا من كلام البشر في موضوع من الموضوعات ثم اقرأ ما تيسر لك من القرآن في نفس الموضوع عندئذٍ تشعر أنه ليس بوعظ ديني ولا إرشاد تربوي يمكن أن يضاهي هذا الكلام، ولقد أدرك هذهِ العلامة الإعجازية في القرآن المستشرقون وقال أحدهم وهو المستشرق(س.ل): (إن أسلوب القرآن جميل وفياض ومن العجب أنه يأسر بأسلوبهِ أذهان المسيحيين، يجذبهم إلى تلاوته سواء في ذلك الذين آمنوا أم لم يؤمنوا به وعارضوه). ويكفي المتأمل ما أحدثه القرآن من تأثير هائل في حياة العرب في الجاهلية حتى جعلهم من رواد العلم والمعرفة وسادوا العالم به.


  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 301 مشاهدة
نشرت فى 19 أكتوبر 2011 بواسطة remes

ابحث

تسجيل الدخول

remes
»

عدد زيارات الموقع

75,655