تقول أ.منى أحمد، مستشارة بصفحة معا نربي أبناءنا:

أولا.. نشكرك كثيرا على ثقتك في موقعنا وندعو الله أن يوفقنا جميعا على أن نقوم برسالتنا كما يجب.

أحييك على شجاعتك وشعورك ببعض المسئولية تجاه مشكلة ابنتك، ولكن اسمحي لي هوني على نفسك يا عزيزتي، فكما أن كثيرا من مشكلات أبنائنا هي نتاج طبيعي لردود أفعالنا معهم، فإن من هذه المشكلات أيضا ما يحدث لأسباب عديدة ليس السبب الرئيسي فيها هو ردود أفعال الوالدين ولو على الأقل بنسبة بسيطة.

وتذكري عبارتك: (وكنت أحاول)، أي أنك بذلت جهدا سابقا مناسبا للظروف والمعلومات التي بين يديك حينها.

إذن فلنغلق الصفحة الماضية بعد شعورك وإدراكك هذا ولتتعاملي مع المشكلة التي بين يديك دون الشعور بالذنب تجاه ابنتك.

كثير من مواقف الأبناء تبدو في ظاهرها استفزازية للآباء وتحت ضغوط الآباء ومشكلاتهم الخاصة لا يستطيعون التحكم في الموقف كما يجب؛ لذلك يخرج في صورة صراخ وغضب، وهنا يخرج الأمر تماما من بين أيديهم ولا يستطيعون التعامل مع الموقف أو المشكلة رغم إدراكهم لها.

وعندما يحدث ذلك يستطيع الابن استشعاره بسهولة ويدرك تماما أنه الأقوى في هذا الموقف، وهو تقريبا ما يحدث مع ابنتك، فلجوؤك للصراخ والعصبية في الموقف نفسه تستشعر من خلاله  فقدانك  للسيطرة، وهنا يأتي دورها مع هذا الضعف الذي لمسته فتفعل ما يحلو لها.

وفي هذه الحالة لابد أن يدرك الآباء السبب الخفي والدافع الحقيقي وراء هذه العصبية.. فهل هو القلق أم ضغوط الحياة أم مشكلات شخصية خاصة بالوالدين أنفسهما؟

اسمحي لي أن أقسم الأمر لشقين: جزء يتعلق بك، وجزء يتعلق بابنتك، وسأبدأ الحديث بما يتعلق بك:

1- اجلسي مع نفسك وابحثي عن سبب عصبيتك وغضبك في المواقف المختلفة التي تتعرضين لها مع ابنتك وسجلي هذه المواقف، وحاولي الوصول للدافع الخفي وراء هذا الغضب.

2- لمست في عباراتك أنك أم محبة لأبنائها، كما لمست كم أنك مضغوطة بشكل كبير؛ لذلك عليك بتنظيم الوقت، ولا تنسي نفسك بين هذه الأوقات، فأنت أيضا تحتاجين لوقت يخصك لتستعيدي بعده نشاطك وحيويتك مع أبنائك، فليكن وقتا لهواية تمارسينها أو للراحة التامة، أنت من تستطيعين أن تحددي ذلك بنفسك.

3- هيئي نفسك قبل وقت استذكار ابنتك، وحاولي ألا تشعري نفسك داخليا أنك مقدمة على عمل شاق ومرهق.. أعلم تماما صعوبة الأمر، لكن مع المران والرغبة التي أشعرها بداخلك لمساعدة ابنتك ستنجحين في ذلك.

4- كلمة السر هنا هي "نظمي الوقت" بقدر الإمكان بحيث يكون وقت نوم الصغار هو وقت مذاكرتها حتى لا تشعري بالضغط من جميع الاتجاهات.

أما بالنسبة لمشكلتك الأولى مع ابنتك، وهي كيف تتعاملين معها وقت المذاكرة وتشجعينها على الجلوس للاستذكار:

1- من غير المعقول أن تمكث للاستذكار خاصة وقت تدريبها على ذلك في جو مثير للعب والمرح، سواء مع إخوتها أو مشاهدة التلفاز؛ لذلك مهم جدا تهيئة المكان والوقت المناسب لمذاكرتها.

2- إذا تعذر نوم الصغار فليكن لكل منهم مهمة في ذلك الوقت، فهي تذاكر وآخر يلعب بلعبته التعليمية مثلا المناسبة لسنه وآخر في فترة إطعامه.. وهكذا.

3- ليس المطلوب منك المكوث بجوارها وقت المذاكرة؛ لأن هذا الأسلوب ضار جدا ويربي شخصية غير مسئولة، ولكن مهم أن تشعر باهتمامك ومتابعتك الجدية وأن هذه المذاكرة مهمتها هي، ولكنه أمر محبوب منك وعلى استعداد تام لتقديم أي مساعدة لها، وهو ما نسميه بالاستغراق الإيجابي مع الطفل.

4- حفزي ابنتك للمذاكرة، والأمر لا يحتاج التحدث معها بهدوء بقدر ما يحتاج لنبرة صوت يملؤه التحفيز والتشجيع للإنجاز.

5- استخدمي معها مبدأ الاتفاق المسبق مثل: (الكرتون بعد المذاكرة) وهنا هي دائما تعرف أنه لا مجال للمناقشة لمشاهدة الكرتون إلا بعد المذاكرة.

6- ممكن استثمار فترات الراحة البينية في المذاكرة باللعب مع إخوتها ووعدها بذلك.

7- تجزئة واجباتها واستخدام أسلوب التنافس بينك وبينها مثل: (سنرى من سينتهي أولا.. أنت من هذا الجزء أم أنا من عملي هذا في المطبخ؟).

8- دققي البحث والملاحظة والسؤال عن سبب تهربها من المذاكرة، فقد يكون السبب وراء تهربها من المذاكرة مشكلة في الانتباه أو التركيز.

وهنا يأخذنا الحديث عن تساؤلك الثاني الذي يخص ابنتك.. فلو اعتبرنا أن المشكلة الأولى تختص بك وبتعاملاتك معها بشكل ما، فهذه المشكلة تخص ابنتنا نفسها، وهي مشكلة ضعف الانتباه والتركيز، وأرجو أن تلاحظي الأمور التالية:

- ليس بالضرورة أن تكون الابنة تعاني من مشكلة في التركيز أو الانتباه، فقد تكون المشكلة مع المدرسة مثلا أو طريقة التعامل مع سرحانها أو عدم رغبتها في التركيز والانتباه لعدم وجود دافع يحفزها للإنجاز.

- أنصحك بداية أن تقومي بعمل اختبار للانتباه والتركيز كخطوة إجرائية أولى.

- أنصحك أيضا بالتحدث تفصيليا مع المعلمة وعدم الأخذ بحديث معلمة واحدة، فمهم جدا التحدث مع جميع المعلمات في محاولة لمعرفة أين المشكلة.. هل في المعلمة أم المادة أم طريقة التعامل؟

- إن شاء الله يكون انتباهها طبيعيا جدا، فقط تحتاج للتحفيز وخلق دافع للتعلم والتركيز معها وإشباع الاهتمام فقط، وهنا لابد من التحدث مع المعلمة لرسم طريقة للتحفيز والوصول لمفتاح ابنتنا وخلق الدافع للاستذكار لديها، وممكن أن تدربي ابنتك على ذلك من خلال:

1- التحدث معها وأن تجعلي لحياتها هدفا وأن المذاكرة هي وسيلة لتحقيق هذا الهدف.

2- مهم أن يحب المرء ما يفعل؛ لذلك أوجدي فيما تدرسه مواد للمناقشة المسلية معها، واستثمري ذلك في خلق دافع لمذاكرة هذه المواد.

3- استثمار المواد التحصيلية في المواقف الحياتية كالحساب والتاريخ والعلوم وعمل التجارب الممتعة عمليا وملاحظة الواقع.

جميل منك اختيارك لمدرسة جيدة لتعليم أبنائك، ولكن يبقى دور المعلم ودور المنزل في التحفيز والتشجيع وفهم قدرات الطفل جيدا، ولذا عليك:

- التزمي معها ببعض الأنشطة في المنزل لزيادة استيعابها وانتباهها مثل:

* العبي معها "لعبة الصور"، وهي عبارة عن عرض بعض الصور على ابنتك ثم اطلبي منها أن تذكر ماذا رأت.

* لعبة "ركبت الباص"، وهي أن يتحدث الأول ركبت "الباص" مع مها، ثم يقول الآخر ركبت "الباص" مع مها ومنى، ثم يعيد الثالث ركبت "الباص" مع مها ومنى ومنيرة.. وهكذا.

* لعبة "ماذا رأيت"، وهي سرد ترتيبي لأحداث اليوم أو أحداث رحلة أو أحداث موقف.

* عرض الكلمات واختيار المتشابه بينها.

* لعبة "الاختلافات في الصور" ومعرفة لماذا هاتان الصورتان مختلفتان وتوضح هذه الاختلافات.

- أثبتت الدراسات أن نسبة الاستيعاب والتركيز تكون أعلى في بداية ونهاية كل فترة مذاكرة، لذلك مهم جدا أن تكثري من فترات مذاكرة قصيرة يتخللها فترات راحة.

- مهم جدا التعرف على مدخل التعلم المناسب لابنتك بما يتوافق وقدراتها العقلية وسماتها الشخصية؛ لذلك مهم جدا البحث عن قدراتها المتميزة واستثمارها كمدخل للتعلم مثل: التعلم بالصورة والرسومات التوضيحية أو استخدام الموسيقى مدخلا للتعلم أو استخدام مثيرات سمعية.

المصدر: الانترنت
  • Currently 205/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
68 تصويتات / 1271 مشاهدة
نشرت فى 29 نوفمبر 2009 بواسطة razanonline

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

222,289