أنت لست نابغة.......
ولم تحصل على تقدير ممتاز عند التخرج
ولم يسكن اسمك قط في قائمة الموهوبين دراسياً .. ؟؟
لا عليك هدأ من روعك .. أنا مثلك تماماً يا صديقي !!
وفوق هذا كنت وحتى وقت قريب أرى أن الأذكياء فقط هم السعداء ،
وأنهم لا غيرهم من يحق لهم الارتقاء الوظيفي ، والحصول على السيارة الفارهة
والمسكن الواسع ، والزوجة المخلصة الوفية !!
لكنني وبقليل تأمل وتدبر ، علمت كم كنت واهماً مخدوعاً .
فكم من نابغة ضاع نبوغه أمام ضعف همته ، وكم من عبقري وأدت عبقريته خسة الطموح .
كثيرون هم الأذكياء الذين تحاصرهم التعاسة ، ويقيدهم الخوف والرهبة .
وكم من متواضع في الذكاء ، لكنه بارع في تواصله مع الناس ،
متميز في إقامة جسور المودة والحب مع الآخرين ، يمتلك من الإصرار والعزيمة
ما يجعله لا يهدأ باله بعد أن يحقق ما يصبو إليه ، وهؤلاء - لا غيرهم -
هم الناجحون والسعداء حقاً .
تأملت في سير الناجحين فوجدتهم مختلفين في القدرات العقلية ،
فهناك النابغة وهناك متواضع الذكاء ، لكنهم يشتركون جمعياً في مجموعة صفات
أو عادات لا تتغير وهي المثابرة والكفاح والعزيمة والإصرار وتنظيم الوقت .
حينها تأكدت أن النجاح ليس انعاكساً للموهبة وإنما هو بالالتزام بمنظومة الصفات سالفة الذكر .
وما أكثر الموهوبين الفاشلين ، والأذكياء التعساء
وتأملوا تروا كيف أن الذكاء لا ينفع مع من لا يملكون سواه ،
وتأملوا أكثر لتتأكدوا أن قليلاً من الذكاء مع كثير من الكفاح يساوي الكثير والكثير .
أديسون الذي أضاء العالم يوقظ كل خامل كسول بقوله
( النجاح ليس نتاج موهبة فذة ، إنه إن شئنا 99 % عرق جبين ، 1 % موهبة وإبداع ) ،
إن من يظنون أن الومضات الذهنية هي أصل النجاح والتفرد هم في الحقيقة واهمون ،
والذين يرجعون خيبتهم لتواضع ذكائهم ويلقون بفشلهم على صروف الدهر ،
ويهربون من العمل والجهد هم أيضاً واهمون .
أضف إلى ذلك مسألة في غاية الأهمية وهي
أن الدرجات التعليمية لم تعد تحدد مستقبل الإنسان ،
ففي دراسة قام بها هوارد جاردنر - من جامعة هارفارد الأمريكية - عارض فيها بشدة أن
يكون معامل الذكاء IQ هو المؤشر المعتمد في نبوغ المرء وذكائه ،
وقال بأن الذكاء الذي نعرفه هو نوع واحد فقط من منظومة أسماها ( الذكاءات المتعددة )
والتي تحتوي على أحد عشر نوعاً من الذكاء منها
( البصري - الحركي - اللفظي - الاجتماعي - الجسماني ...) وأكد على أن موزارت
الموسيقي العبقري كان ضعيفاً من الناحية الأكاديمية لكنه كان رائعاً من الناحية الفنية ،
فهل يمكننا أن ننعته بقلة الذكاء ؟ !.
وفي دراسة جرت في الولايات المتحدة الأمريكية ثبت من خلالها أن الربح والفعالية
لا يتم تحصيلهم فقط من خلال الشهادات العلمية أو التميز الدراسي .
ذكر هذا الأمر بريان تراسي في كتابه - Getting Rich your own Way-
وقال ثبت أن الذكاء الاجتماعي - وهو القدرة على التواصل الجيد مع الناس
هو أكثر أنواع الذكاء تحقيقاً للربح والفاعلية في الولايات المتحدة الأمريكية ،
يأتي بعده الذكاء التجاري - وهو القدرة على رؤية الفرص لخلق منتجات أو خدمات
يريدها الناس ويحتاجونها ويمكن أن يتم بيعها مع تحقيق ربح معين -
وهذان النوعان من الذكاء لا يمكن قياسهما عبر مختبر أو معامل الذكاء.
هذه الأبعاد والأطروحات الجديدة للذكاء أعطت المجال للمرء أن يفتش جيداً عن مساحة
من التفوق والتميز ، ليس فقط في المجال الدراسي أو العلمي والذي عشنا دهراً من
الزمن نؤمن أنه فقط هو طريق النجاح ، وإنما عن طريق طرق أخرى وآفاق جديدة ..
من الآن لا تقل لست ذكياً ، ولا تتعلل بالشهادة العلمية ، أو المؤهل الدراسي .
فما دمت تمتلك الفكرة والعزيمة والإصرار اللا متناهٍ ، فأنت تمتلك الكثير ...
ولاحظ جيداً
- أن إبليس كان ذكياً ولكن شهوته غلبته فضاع
- محمد علي باشا ليس متعلم ولكنه من أفضل القادة لمصر
- أينشتين لم يكن متفوق في دراستة ثم حصل لى نوبل
- سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة لم يكن معهم شهادة جامعية ولكنهم قادوا الدنيا
- قيادات مصر والوطن العربي منذ 30 عام كلهم شهادات عليا ودكتوراه ولكنهم أضاعوا البلاد
__________________
انتبهوا فأنا هنا أنا لا أقلل من دور العلم والتعليم
ولكن الشهادة الجامعية وحدها هي ليست العلم وأيضاً هي ليست المقياس للذكاء
فما أفضل أن يكون العلم والمهارة والإصرار والعزيمة
وتأكدوا جيدا أنكم كلكم قادة ومتميزون
ولكن اذا تدربتم وتعلمتم واكتشفتم نقاط قوتكم
_____________________
مع خالص تحياتي
د/ فتحي سعيد
استشاري الصحة النفسية وتطوير الذات
kalemat kalemat
أقسام الموقع
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع