authentication required

 حواس الطفل
 

كان الآباء والأمهات وأطباء الأطفال أيضا يعتقدون بأن الطفل يخرج من رحم أمه وله قدرة قليلة لتحسس الأشياء التي حوله وإدراكها، إلاّ أن ذلك الاعتقاد قد تغير نتيجة للدراسات التي أجريت حول تطور دماغ الرضيع، وثبت أن المولود الجديد يستخدم حواسه الناشئة، ويملك القدرة على الإبصار والسمع والتذوق والإحساس، وكل تجربة إحساس كالرضاعة والهدهدة والنظر إلى ابتسامات والديه، تساعد في تحفيز تطور دماغ الطفل .

ويعتقد العلماء أن الكيفية التي يستخدم بها الطفل حواسه في الأشهر الأولى من حياته لها أثر بالغ في نموه مستقبلاً

بعد الولادة مباشرة يكون للطفل نظر محدود ، ويكون العالم أمام عينيه عبارة عن صورة باهته ضبابية، ويذكر

أطباء الأطفال أن المولود الجديد يستطيع أن يتبين فقط الأشياء المتناقضة، مثل الأسود والأبيض. كما يستطيع الرضيع أن يحتفظ بما تمكن من رؤيته

في هذا الصدد يقول الدكتور "فيليب كلمان" أستاذ علم النفس بجامعة كاليفورنيا : بعد (24) ساعة من مولد الطفل إذا جعلته ينظر إلى شريط فيديو يحتوي على وجه أمه ووجه آخر، فإن الطفل سينظر إلى الوجه المألوف لديه.


وخلال الأشهر الأولى ، يتحسن نظر المولود الجديد نتيجة لنضوج خلايا العين،

وبحلول الأسبوع الثامن يستطيع الرضيع أن يرى الألوان وبعض التفاصيل، أما في الشهر الرابع فتتكون لديه المقدرة للتركيز بالعينين معاً، وهذه المهارة ستعمق إدراكه الحسي الذي سيساعده ليتعلم الوصول للأشياء التي حوله.

وبحلول الشهر السادس يستطيع الطفل أن يرى الظلال والأشياء بأبعادها، وهذه المهارة الجديدة تساعده على الحبو، وباكتمال العام الأول من عمر الطفل سيصبح بصره ناضجاً ويرى بشكل سليم.

كيف تنمين مهاراته البصرية

يرى المختصون أن أفضل طريقة للوالدين لتحسين قوة إبصار أطفالهم التفاعل معهم، وفي ذلك يقول "ألبرت يوناس" الأستاذ بمعهد نمو الأطفال بجامعة مينوستا: "النظر إلى وجه شخص حبيب - كالأم مثلا - هو أفضل محفز لتطوير مستوى إبصار الطفل الرضيع".


كما أن الألعاب ذات الألوان المتناقضة، مثل الأبيض والأسود، تساعد في تحفيز مستوى إبصار الأطفال، وقد اكتشف أن صور الأشكال تحفز أجزاء الدماغ التي تتحكم في الإبصار، ولذلك لا تترددي في عرض الكتب المصورة على الأطفال.


تبدأ قدرة الطفل على السمع في النمو قبل أن يولد، وقد لاحظ العلماء بواسطة الموجات الصوتية أن الجنين يتفاعل مع الأصوات العالية في الأسبوع (24) من الحمل.

ويستطيع الرضيع عند مولده أن يتعرف على أصوات معينة، ويستطيع في الشهر الرابع من عمره تحديد مصادر الأصوات.

وينوه الأطباء إلى أن الضوضاء الشديدة يمكن أن تتلف إذن الطفل، لأن أجزائها رقيقة للغاية. لذا يوصون الوالدين بحماية أطفالهم من الضوضاء العالية،ومنحهم فترات صمت بعيداً عن التلفزيون والهاتف والضجة التي يحدثها إخوانهم.

ولدعم المهارات السمعية لطفلك اتبعي الآتي :
تحدثي واقرئي وأنشدي له، فأصوات الأشخاص البالغين تساعد في تحفيز دماغ الطفل، الأمر الذي يجعله أكثر استعداداً لتعلم اللغات في المستقبل. ووجدت الدراسات أن استماع الأطفال لإيقاع الكلمات التي تُنطق أمامهم يساعدهم في القراءة عند التحاقهم بالمدارس.

وعلى الرغم من أن طفلك لا يفهم حديثك إلا أنه سيتعلم إيقاع لغته الوطنية ونمطها.

يعتقد العلماء بأنّ حاسة الشم تبدأ في النمو بصورة أكبر بعد ميلاد الطفل، فبعد أسبوع من ميلاده يستطيع الطفل أن يميِّز رائحة أمه، فحاسة الشم من الحواس المهمة لارتباط الطفل الرضيع بأمه.

كما بيَّنت إحدى الدراسات أنّ الطفل يشعر بالسرور إذا اشتم رائحة ليمون.

ومن ناحية أخرى يستطيع الطفل عند ميلاده أن يتذوَّق الطعم الحلو والمر والحامض، ولكنه يفضل الطعام الحلو أكثر من غيره".

كما يستطيع المولود حديثا أن يتذوًّق طعم الملح، ويقول الأطباء "إذا قدمت لطفل حديث الولادة ماء مالحاً فإنّه لن يستطيع أن يشربه كما يشرب الماء العادي". ويتوقع الباحثون أن تنمو مستقبلات الملح في لسان الطفل بعد أربعة أشهر من ميلاده.


ويستطيع الوالدان معرفة حساسية الطفل بمراقبة ردود فعله لرائحة الأشياء وطعمها. وإذا كنت ترضعين طفلك فإنك ستلاحظين أنَّ نوع الطعام الذي تتناولينه يؤثر على مستوى رضاعة طفلك، وبعد أن يصل الطفل إلى مرحلة أكل الطعام فإنك تستطيعين معرفة أنواع النكهات التي يفضلها.

اللمس من أوّلى الحواس التي تنمو لدى الطفل حديث الولادة، وتبدأ في العمل بعد الولادة مباشرة، ويستخدم الرضيع اللمس لمعرفة البيئة التي حوله، واللمسة الرقيقة من أحد الوالدين لا تهدهد الطفل فقط، بل تساعده على النمو. "فاللمسة التربوية - كما يقول الأطباء - ستطلق هرمونات النمو، والأطفال الذين يحرمون من هذه اللمسة يتوقف عندهم عمل الجينات التي تتفاعل مع هذه الهرمونات". وبعبارة أخرى فإنّ هؤلاء الأطفال يتوقف نموهم، وسجلت هذه الظاهرة في دور الأيتام التي يقل فيها عدد العاملين.


وأكثر من ذلك فإنّ التدليك الناعم للطفل أثبت فعاليته في تقليل مستوى الهرمون الذي يسبب الضغط المسمى كوتيزول. واكتشف باحثون بجامعة "منيسوتا" أنّ الأطفال الذين يتلقون دلكاً بواقع مرتين في الأسبوع لمدة ستة أسابيع، سيكونون أقل حساسية ويستطيعون النوم بصورة أفضل من الأطفال الآخرين.

ويمكنك مساعدة طفلك في تنمية حاسة اللمس لديه، وذلك بجعل أصابعه تلمس مواد مختلفة ناعمة أو خشنة وغيرها.. ويمكن أن تستعملي يدك لتعبري

عن حبك، ويمكنك تهدئة طفلك بحمله، ليشعر بدفء جسمك واحتضانك الرقيق

 

رشا سلامة.

  • Currently 120/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
40 تصويتات / 322 مشاهدة
نشرت فى 16 يناير 2006 بواسطة rashasalama

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

129,797