أنواع الهداية

 

الهداية أربعة أنواع:

  1. الهداية الجِبلّية أو الفطرية: وهي الهداية بالفطرة التي فطر الله تعالى عليها كل الناس فالكل يؤمن بوجود الله تعالى بالفطرة. والله تعالى خلق كل مخلوق وهداه لطريقة معاشه ولا يستطيع أحد أن يدّعي أن الله تعالى لم يهده لطريقة معاشه فنرى الطيور تهاجر من بلد إلى آخر على شكل أسراب منتظمة في مواسم معينة فمن الذي هداها لطريقها؟ الله تعالى سبحانه وضع الموجِّه في عقول هذه الطيور. قال تعالى (والذي قدّر فهدى) أي أرشد إلى طبيعة الخلق والهداية الفطرية هي أن يعرف الكخلوق كيف يسعى لرزقه وكيف يعرف ربه الإله الواحد. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه" وهذه الهداية هي نعمة من الله تعالى لأنه لو لم تكن موجودة لعمّت ظاهرة التخلف العقلي ووجود المتخلفين عقلياً بين الناس إنما خلقهم الله تعالى حتى نعرف مقدارالنعمة التي أنعمها علينا أن هدانا للهداية الفطرية الجبلّية التي هي أول مراحل الهداية.

  2. الهداية الإرشادية: وهي الهداية التي بها يُرينا الله تعالى الطريقة التي يريدنا أن نتعبده بها، والله تعالى يهدينا هداية الإرشاد عن طريق الأنبياء والمرسلين (ووجدك ضالاً فهدى) أي علّمك كيف تصل إليه. فيجب أن نتعلم طريقة الطاعة التي يرضاها الله تعالى فلم يتركنا سبحانه نتخبّط عشوائياً وإنما أرسل الرسل والأنبياء وأنزل معهم الكتب ليبيّن لنا طرق العبادة والدعوة (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) (إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيرا) (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم) تهدي هنا بمعنى تُرشد إلى طريق الطاعة الذي يوصلنا إلى الله تعالى، (وهديناه النجدين) أي أرشدناه والله تعالى يُرشد الناس والانسان يختار فإن اختار الهداية يهديه الله تعالى الهداية التالية وهي الهداية التوفيقية (فمن شاء فليؤمن).

  3. الهداية التوفيقية: وهي عندما يوفق الله تعالى أهل الطاعة للطاعة والتي نحصل عليها بتوفيق من الله تعالى (وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلت وإليه أنيب) وهذه هي الهداية التي قال فيها تعالى مخاطباً رسوله الكريم محمد عليه الصلاة والسلام (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)، فالهداية هنا هداية توفيقية من الله تعالى للعباد فيوفقهم لطاعته (تهدي هنا بمهنى توفّق). يقول تعالى (يثبّت الله الذين آمنوا) ولا يثبّت العصاة وهذا من توفيقه لعباده المؤمنين أن يثبتهم بعد تحقق الإيمان. ولو أن الانسان يعبد الله تعالى ويستعين به يكون من المهتدين (إياك نعبد وإياك نستعين، إهدانا الصراط المستقيم) طلب الهداية في هذه الآية إنما هو طلب الهداية التوفيقية أي طلب التثبيت على الطاعة. (ولكن الله يهدي من يشاء) أي يوفّق ويثبّت على طريق طاعته من يشاء من العباد أن يسلك طريق الطاعة.

  4. هداية الله تعالى لأهل الجنّة أو الهداية الأخروية: عندما يضلّ الناس يوم الحشر وتُحشر الخلائق وتدنو الشمس من الرؤوس وتتساقط لحوم الوجوه من الوجل إذا بنور يسطع للمؤمنين فقط يدلهم على طريق الجنة وسط الظلمات (نورهم يسعى بين أيديهم) (يهديهم ويصلح بالهم ويُدخلهم الجنة عرّفها لهم) (وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله) فالهداية الأخروية هي هداية الله تعالى يوم القيامة للمؤمنين للدخول الى الجنة برحمة الله سبحانه وتعالى.

 

                                                                             رشــــا ســـلامــــة

  • Currently 120/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
40 تصويتات / 363 مشاهدة
نشرت فى 7 نوفمبر 2005 بواسطة rashasalama

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

129,930