بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين وآله أجمعين وبعد ,
فإن الله تعالى أراد لدين نبيه صلى الله عليه وسّلم أن يكون صالحاً لكل زمان ومكان غير أن الرسول الكريم نبه أمته أن يحذروا المنكرات التى ينكرها الشرع الحكيم أى لا يعترف بها فهناك البدع منها ما هو حسن ومنها ما هو سيىء وأصل البدع المحدثات وبالتالى فإن المحدثات منها ما هو حسن ومنها ما هو سيىء وإذا تطورت البدعه فإنها تصبح سنة ومن هذا المنطلق تكون السنه إما حسنه وإما سيئه فالسنه هى ما ثبت إسناده إلى مصدره وإستقر فى زمانه وأستمر بعد ذلك وحتى نفهم علاقة السنه بالبدعه وعلاقة البدعه بالمحدثه نضرب مثلاً بالعنب الذى نأكله طازجاً فلو أن رجلاً صنع من العنب خمراً يكون الخمر محدثاً وهذا الخمر أعجب شاربيه فصار عندهم بديعاً ومن هنا يطلق عليه محدثه بدعه فإذا عُرض الخمر على شرع الله فإن الشرع ينكره فيطلق عليه محدثه بدعه سيئه فإذا إستمر الخمر وتعاطاه الناس يسمى سنه سيئه لأن أصله بدعه سيئه وهو على أى حال محدث ولو أن رجلاً أخر صنع من العنب زبيب عندئذ يسمى الزبيب محدثاً من العنب إذا تناوله الناس وأعجبهم و صار عندهم بديعاً يسمى بدعه فإذا عُرض الزبيب على شرع الله فإن الشرع سيقبله ويقره ويعترف به فيكون عندئذ بدعه حسنه فإذا إستمر فى الأزمنه يسمى سنه ولكنه سنه حسنه لأن الشرع حسنه وبذلك نفهم قوله صلى الله عليه وسلّم من سن فى الإسلام سنه حسنه فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامه دون أن ينقص من أجورهم شىء ومن سن فى الإسلام سُنه سيئه فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامه دون أن ينقص من أوزارهم شىء ولا حول ولا قوه إلا بالله العلى العظيم .
رشــا سـلامـة
ساحة النقاش