الممثل المعتزل ( وجدي العربي ) هو والد الطفلة ( بسملة ) التي تبلغ من العمر ( 7 سنوات )..


ترتدي الحجاب، تحفظ القرآن وتجوده، تعمل مذيعة في أحد برامج الأطفال، وتتمتع بشخصية اجتماعية محببة، فكيف استطاعت أن تتقن كل هذه المهارات في هذه السن المبكرة؟ هذا ما سنعرفه من والديّ بسملة في الصفحات التالية:


الدعوة إلى الله
تبدأ الحديث ( أم بسملة) وتقول: عندما تولدت لدينا النية بأن يكون لنا ذرية نوينا أن يكون هذا المولود هو الولد الصالح الذي أوصى به الله تعالى وعقدنا العزم على اتخاذ منهج السيدة مريم بنت عمران وتوجيه الله سبحانه وتعالى لأهلها في تربيتها وبدأت فعلاً بتخصيص ( ورد ) يومي يتكون من ( سورة مريم ) و ( سورة ياسين) لأقرأه على ابنتي وهي لا تزال جنيناً في بطني.. لأننا نريد أن نربي ونعد ابنتنا على الدعوة إلى الله .


وشعرنا بفرحة غامرة حينما رزقنا الله بابنتنا التي أسميناها ( بسملة ) وهي تصغير لكلمة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) وهي الكلمة التي يبدأ بها المسلم قراءة القرآن ويبدأ بها كل فعل في حياته ويرددها مرات عدة في اليوم والليلة.


تميزت بالحجاب
وتكمل الأم: عندما بلغت ابنتي سنة ونصف من عمرها بدأت حياتها كداعية صغيرة وكانت أولى مراحل هذه الدعوة هي ارتداء الحجاب الذي آثار الكثير من المقربين ضدي معتقدين أنني بذلك قد قتلت طفولتها، لكن هدفي الكبير ورسالة ابنتي في الدعوة كانا أبلغ رد في هذه السن، فقد خصصت كل وقتي لابنتي وكرست كل مجهودي لها، فعندما بلغت سنتين ونصف كانت تحفظ الآيات القرآنية القصيرة وبعض الأناشيد الإسلامية والأدعية، وتحب الاستماع لسيرة الأنبياء وتجلس إلى الكمبيوتر وتتحكم في (الماوس) إما لتلعب بعض الألعاب الإلكترونية أو لتستمع للأناشيد أو تشاهد المسلسلات الكرتونية الخاصة بالشخصيات الإسلامية.


مفتخرة
وعندما التحقت (بسملة) بالمدرسة كانت هي الوحيدة بين زميلاتها التي ترتدي الحجاب وكانت ترد على أسئلتهم عن سر ارتدائها الحجاب على رغم صغر سنها قائلة بثقة: " أنا أريد أن أصبح داعية إلى الله عندما أكبر، لذلك لابد أن أكون ملتزمة بالحجاب أولاً". ومن هنا كانت بسملة ولا تزال تشعر بالتميز على الرغم من أنها تمارس طفولتها باستمتاع وتحرص على اللعب مع زميلاتها وممارسة هواياتها الرياضية المفضلة كالجري والسباحة.. وبفضل الله كان أثر صحبة بسملة على صديقاتها كبيراً، فقد ارتدى عدد منهن الحجاب.


المذيعة الصغيرة
أما والدها الفنان المعتزل ( وجدي العربي ) فيشارك في الحديث قائلاً: عندما بلغت ابنتي الحبيبة الرابعة من عمرها بدأت تتشكل شخصيتها حيث حباها الله بطلاقة لسان وشخصية اجتماعية فضلاً عن أنها كانت تجود القرآن الكريم وتحفظ أجزاء كثيرة منه، مما لفت الأنظار إليها وظهرت كمذيعة في برنامج يقدم صورة سليمة للطفل المسلم المعاصر ويهدف إلى تنشئة أطفال مسلمين ملتزمين يحفظون القرآن والأحاديث ويحافظون على الصلاة ويعلمون أحكام دينهم، وفي الوقت نفسه يلعبون بالألعاب الإلكترونية والكمبيوتر، ويستخدمون الإنترنت، ويلتحقون بالنوادي، ويعيشون الحياة المعاصرة، ويتابعون أحدث التطورات العلمية في العالم.. بالإضافة إلى إرشادهم للسلوكيات والأخلاق الإسلامية للمسلم والإسترشاد بها من مواقف في حياة الصحابة عندما كانوا في أعمارهم..


موهبة وإبداع
ويستطرد الوالد قائلاً: " لمست في ابنتي موهبتها التي ورثتها عني في الظهور الإعلامي، فبدأت بتشجيعها لكي يكون لها دور أكبر في البرنامج، وقمنا باستحداث فقرات جديدة عن سلوكيات الطفل وآداب التصرف وتصحيح السلوك الخاطئ مثل : الحفاظ على الصلاة، وقول الصدق، وإتمام الواجبات، وفضل قراءة القرآن، وحفظ الأحاديث"، مما ساعد على إبراز موهبتها وإبداعها من خلال أدائها لبعض الفقرات التي دربتها عليها والدتها، والتي ساعدتها في حفظ الأحاديث والآيات التي تتضمنها الفقرات، وبفضل الله كان كل هذا بمثابة دروس لها تعلمها آداب ديننا الحنيف.


الرقيبة
ويضيف والدها قائلاً: كم أشعر بالسعادة تغمرني عندما تلعب (بسملة) دور الرقيبة على تصرفاتي فهي التي تحاسبني إذا تأخرت عن موعد الصلاة أو إذا نسيت قول دعاء دخول المنزل أو دعاء ركوب السيارة، فأشعر بأني أراقب الله تعالى في كل ما أعمل وكلما نظرت إليها أفتخر بأنني أقدم رسالة لخدمة الإسلام تتمثل في تربيتي لابنتي كداعية إلى الله.


نظام يومي
وعن تنظيم الوقت والاستمتاع به تقول ( أم بسملة ) : " ابنتي طفلة صغيرة لابد لها أن تستمتع بطفولتها وتعيش عمرها لذلك حرصت على أن تتوزع ساعات اليوم الواحد بين الفائدة والمتعة والعلم، فبعد إتمام الدراسة اليومية نخصص ساعتين لقراءة القرآن الكريم ومراجعة الآيات التي سبق حفظها ثم ساعة لقراءة الأحاديث الشريفة والأوراد اليومية، ومن ثم الجلوس إلى الكمبيوتر إما للعب أو مشاهدة أحد الأفلام الكرتونية.. وهكذا يكون ( يوم بسملة ) مليئاً بالعلم والنشاط.


نصيحة للوالدين
ويختتم الوالدان الحديث بقولهما: إن تربية الأبناء مهمة عظيمة أسندها الله للوالدين لأنهما هما الأحق في ذلك ولكي تكتمل التربية بقواعدها الصحيحة لابد من أن يصر الوالدان على سياسية واحدة لا تتلون ولا تتغير بتغير الزمن، ويحسنا انتقاء المدرسة والمحيط  الملائم والمناسب لبيئة المنزل والأسرة كي لا يقع الطفل في حيرة من أمره وتتداخل عليه الأمور فتزدوج شخصيته وتبدأ من هنا مشاكل الانحراف والانفصال عن الأسرة، ولا نقصد بذلك أن نعزل أبناءنا ونمنعهم من الاختلاط بمحيطهم، ولكن نغرس فيهم قيم ديننا الإسلامي ونقحمهم في التعامل مع جميع الفئات والبيئات تحت مظلة المراقبة والمتابعة، لأننا نريد جيلا إسلاميا متفتحاً معاصراً يتعامل مع العصر الحديث بوسائله الحديثة دون إغضاب لله تعالى.

 

 

                                رشــــا ســـلامـــة

  • Currently 147/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
49 تصويتات / 469 مشاهدة
نشرت فى 10 أغسطس 2005 بواسطة rashasalama

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

129,962