إحدى وعشرون نصيحة علمية لطلاب الماجستير والدكتوراه
تفضل أحد الكتاب - جزاه الله خيرًا - ببيان الأخطاء التي يقع فيها الباحثون عند كتابتهم لرسائل الماجستير والدكتوراه، وتحقيقًا للاستفادة مما كتَبه هذا الكاتب الفاضل، لزم إعادة صياغة هذه الأخطاء في صورة نصائح محددة مرتبة ومُرقمة، تكون بمثابة دليل إرشادي مُيسَّر يساعد الباحثين بصورة مباشرة على السير في الطريق الصحيح عبر المراحل المختلفة لعملهم في رسائلهم وذلك على النحو التالي:
1- الابتعاد عن استخدام أسلوب الأنا:
"ابتعد عن استخدام أسلوب الأنا وضمائر الملكية عند عرْض المعلومات، والنتائج التي توصلت إليها من خلال بحثك، فإنكار الذات مطلوب، وإن كان لا بد من إثبات أنك أنت الذي توصلت إلى هذه البيانات والنتائج، فلا تُكثر من استخدام كلمات: "أنا، ونحن، وأرى، وأعتقد، وأتصور"، ويُمكنك ذكرها بصورة ضمائر الغائب؛ كأن تقول: "توصَّل الباحث، ويرى الباحث، ويتَّضح من خلال البحث، ولقد توصلت الدراسة إلى..، ويبدو من خلال الدراسة، إلى غير ذلك من أساليب تحض على التواضع والأدب الجمِّ؛ لأن الحديث عن النفس غير محبَّب غالبًا للقارئ أو السامع، وليس معنى ذلك ألا تُبرز رأيك في حالة تعدُّد الآراء، فإبراز الرأي مطلوب، ولكن بطريقة مهذبة تبتعد فيها عن الفخر والرياء، وبلا إكثار وإفراطٍ".
2- الالتزام بقواعد استخدام اللغة والإملاء وعلامات الترقيم:
"لا تنسَ أن الكتابة باللغة العربية تحتاج إلى توضيح وتنظيم؛ حتى لا يحدث أي لبسٍ أو غموض، ويأتي ذلك التوضيح والتنظيم من خلال علامات الترقيم، ووضع كل علامة في مكانها الصحيح؛ لتوضيح المعنى المراد بالتحديد، وكذلك الحال بالنسبة لتشكيل الكلمات لإزالة اللبس وتيسير القراءة، خصوصًا بالنسبة للكلمات التي يمكن النطق بها بأكثر من وجه، واعلم أن الالتزام بقواعد اللغة والإملاء وعلامات الترقيم ضروري؛ حتى تظهر رسالتك بصورة مناسبة؛ ولذلك يجب مراجعة الرسالة لغويًّا وإملائيًّا من خلال أحد المتخصصين، "حتى ولو كان صاحب البحث متخصصًا في اللغة"؛ لأن الخطأ وارد، فهو إن لم يكن لغويًّا، قد يكون ناجمًا عن الكتابة أو الطباعة، وفي ذلك الأمر ينصح الباحثون بكثرة القراءة في كتب اللغة المختلفة من أجل تحسين الأسلوب، واختيار الألفاظ وروابط الفقرات بطريقة مناسبة"، (204- 208).
3- عدم ذكر مصادر المسلمات والأشعار والأمثال المشهورة:
"المسلمات من المعلومات والنتائج التي اشتَهرت على الألسن، وكذلك الأشعار المشهورة والأمثال، فإذا ذكرت في الرسالة، فلا يذكر مصدر اقتباسها، فهي واضحة ومشهورة".
4- تجنُّب استخدام أسلوب السخرية والتهكُّم:
"ابتعد عن أسلوب السخرية والتهكم على الآخرين، حتى ولو كانوا على خطأ، فالرسالة ليست مجالاً للهجاء والصراع مع أحد، أما إذا أردت نقْد أحد الآراء، فيجب أن يكون ذلك بأدب جمٍّ، وعدلٍ يبتعد عن الهوى، وفي الوقت نفسه قُم بمناقشة الرأي بلا تهيُّبٍ أو مجاملة".
5- تدعيم المعلومات بالأرقام:
"لا تكتب عبارات فضفاضة بلا قياس أو نسبة تُعضدها، واعلم أن الرقم مخُّ العلم، فلا تتحدث عن أي أمر بوصف عام بلا توضيحٍ بإحصائية أو رقم يعضده، فمثلاً لا تقل: إن نسبة الأمية في عالمنا العربي نسبة رهيبة جدًّا، دون أن تذكر كم تكون هذه النسبة".
6- عدم ذكر الألقاب إلا في حالة الضرورة:
"لا تذكر الألقاب في الرسائل العلمية إلا في حالة الضرورة؛ كأن يُزال بها لبسٌ أو غموض للشخصية، فعلى سبيل المثال إذا ذكرت نجيب محفوظ، فإن القارئ سيفهم أن المقصود هو الأديب المصري المشهور، أما إذا أردت نجيب محفوظ الطبيب، فلا بد من كتابة لقب الطبيب لمنع هذا اللبس، مع ملاحظة أن هذا اللقب يوضع مع الشخصية غير المشهورة للتفريق بينها وبين المشهورة، أما إذا كانت الشخصيتان مشهورتين، فإن اللقب يوضع مع الاثنين، وتذكر الألقاب كذلك في صفحة الشكر، أو أن تكون جزءًا من وثيقة أو اقتباس استعانت به الدراسة"، (227).
7- عدم تصدير الرسالة بأحكام ونتائج تَم التوصُّل إليها:
"لا تُصدر رسالتك بأحكام ونتائج يقوم بحثك على البحث فيها، ففي مقدمة الرسالة تذكر الأمور بلا أحكامٍ حتى تنتهي من البحث والدراسة، فتذكر الحكم والنتيجة في نهاية الدراسة".
8- ربط النتائج والتوصيات بأهداف وفروض الدراسة:
"عند كتابة النتائج والتوصيات في نهاية الرسالة، يجب مراعاة ذكرها وفقًا للأهداف أو الفروض التي قام عليها البحث وذُكِرت في مقدمة الرسالة؛ ولذلك ينصح بتقسيمها وفقًا لأهداف أو فروض البحث حتى يسهل توضيحها".
9- عدم تصدير الرسالة بصفحة إهداء:
"لا يوجد في الرسائل العلمية صفحة إهداء، فهي بحث يخضع للتحكيم، فلا تضع نفسك في مواضع الشكوك، فالإهداء صورة للتقرُّب من بعض الأشخاص أو الهيئات، ويمكن كتابة الإهداء بعد الانتهاء من مناقشة الرسالة وتحويلها إلى كتاب.
أما بالنسبة لصفحة الشكر، فلا مانع منها في الرسائل العلمية؛ حيث إنها اعتراف بالفضل ومساعدة الأشخاص والهيئات في إتمام البحث".
10- بيان المصطلحات في بداية الرسالة:
"إذا كانت الرسالة تضم عددًا من المصطلحات يجب إيرادها في بداية الرسالة؛ حتى يكون المطَّلع على الرسالة على علمٍ بها، وفي حالة وجود بعض المصطلحات ذات تعريفات عديدة، يجب تحديد التعريف الذي ستأخذ به في الرسالة، أو تقوم بوضع تعريف إجرائي تعتمد عليه في رسالتك، وكذلك الحال إذا كان المصطلح بلا تعريفٍ سابق، وقمتَ بوضع تعريفٍ له، فعليك توضيح ذلك"، (224).
11- استخدام المصطلحات الأجنبية في أضيق الحدود:
"لا تُكثر في رسالتك من المصطلحات الأجنبية إلا في أضيق الحدود، فليس مقبولاً أن تُردف كل كلمة أو مصطلح باللغة العربية بمقابله باللغة الأجنبية، فلا تلجأ إلى ذكر المصطلح الأجنبي إلا لمنع التباس أو غموض المصطلح العربي، أو أن يكون هذا المصطلح ليس له مقابل في اللغة العربية، أو أن يكون المصطلح الأجنبي مشهورًا أكثر من المصطلح العربي، كما يمكن ذكر المصطلح الأجنبي في حالة عمل قائمة بمصطلحات البحث، وتريد الربط بين المصطلحين، فلا مانع عندئذ من ذكر المصطلح الأجنبي"، (177).
12- تنويع صور كتابة المعلومة:
"على الباحث أن ينوِّع صور كتابة المعلومة، فلا يقتصر على إيرادها في صورة النص المكتوب، بل يمكن إبرازها بأحد الأشكال الإيضاحية المناسبة: "جداول، رسوم بيانية، رسوم تخطيطية، صور…"، مع ملاحظة أن هذه الإيضاحات تحتاج إلى مقدمة تشير إليها، ثم تفسير لما تحويه من إحصاءات، وما تضمنه من أرقام، وأخيرًا استخلاص النتائج منها".
13- الالتزام بضوابط الاقتباس:
"عندما تريد الإشارة إلى مصدر الاقتباس، فإن الرقم الذي يكتب ليربط الاقتباس بمصدره في الهامش، يكتب بعد اسم المؤلف إذا ذكر المؤلف في المتن، أما إذا لم يذكر اسم المؤلف، فإن الرقم يكتب في نهاية الاقتباس"، (210).
14- موقع ترقيم الجداول والرسوم البيانية:
"على الباحث أن يكتب رقم الجدول وبياناته أعلى الجدول، وكذلك الحال بالنسبة للرسم البياني، ويمكن تقسيم الجدول بين عدة صفحات بحسب حجمه، أما الرسم البياني، فيجب أن يكون كله في صفحة واحدة ولا يجوز تقسيمه".
15- حداثة المصادر:
"على الباحث أن يركز في اختيار مصادر بحثه على المصادر الحديثة، خصوصًا في الموضوعات العلمية التي تتجدد فيها المعلومات بسرعة، أما بالنسبة للموضوعات التاريخية، فإنها تعتمد على المصادر القديمة، وبخاصة المعاصرة للحدث الذي يتناوله موضوع البحث".
16- موقع الملاحق والجداول والوثائق والمخطوطات:
"الملاحق هي آخر أجزاء الرسالة، وفيها يذكر الباحث معلومات جديدة لم تذكر في البحث وظهرت بعد الانتهاء منه، أو يضع الباحث صورًا للوثائق أو المخطوطات، أو القرارات أو اللوائح التي ترتبط بموضوع البحث، ويمكن كذلك وضع بيانات البحث في شكل آخر كالجداول لتقريبها للقارئ، وأيًّا كانت الملاحق، فيجب أن تكون ذات ترقيم مستقل عن متن الرسالة، وأما قائمة المحتويات وقائمة جداول وأشكال الرسالة، فيكون ترقيمها مستقلاًّ في بداية الرسالة".
17- متضمنات صفحة عنوان الرسالة:
"يكتب في صفحة عنوان الرسالة بيانات الجهة الأكاديمية المقدمة لها الرسالة، "الجامعة والكلية والقسم" وعنوان الرسالة، واسم مقدمها، والدرجة العلمية التي يرغب في الحصول عليها، وأعضاء هيئة الإشراف، والعام الدراسي المقدمة فيه".
18- ترتيب محتويات الرسالة:
"ترتب محتويات الرسالة كالتالي: صفحة العنوان، صفحة الشكر، قائمة المحتويات، قائمة الجداول والأشكال التوضيحية، قائمة المصطلحات، مقدمة الرسالة وتتضمن: "خطة الدراسة، وأهدافها، وفروضها، ومنهج البحث وخطواته والدراسات السابقة والمثيلة"، فصول وأبواب الدراسة، خاتمة الدراسة: "النتائج والتوصيات، دراسات مقترحة، قائمة المصادر"، "ملاحق الدراسة".
19- استخدام المختصرات:
"هناك بعض الكلمات والعبارات لها اختصارات مشهورة مثل "ج م ع" جمهورية مصر العربية، "ق م" قبل الميلاد، "هـ" للتاريخ الهجري، "م" للتاريخ الميلادي وغيرها، فلا بأس من استخدامها ما دامت معروفة ومشهورة، أما إذا كان هذا الاختصار غير مشهور، أو من صُنع الباحث، فإنه يجب الإشارة إليه في الهامش، وإذا كثُرت هذه الاختصارات يُمكن بيانها في قائمة مختصرات في أول الرسالة".
20- قواعد كتابة الأرقام:
"الأرقام التي تكتب في صلب الرسالة التي لا تحتاج إلى التعبير عنها أكثر من ثلاث كلمات تكتب بالحروف؛ مثل: مائة، ألف، وخمسين، مائتين وسبعة وستين، ويستثنى من ذلك: أرقام الهاتف، وأرقام الصفحات في الكتب، والنسبة المئوية، والتاريخ، وأرقام المنازل والشوارع، وأرقام الإيضاحات "الجداول والصور والرسوم" والمبالغ المالية، فهذه تكتب بالأرقام للتيسير، وكذلك إذا زاد التعبير عن العدد بأكثر من ثلاث كلمات، فإنه تستعمل الأرقام، على أن توضع فاصلة بعد كل ثلاثة منها؛ مثل: 2,546، ومثل: 63,356,247.
ويكتب الكسر العشري بالحروف إذا كان وحده؛ مثل: ثُلث سكان مصر، وكذلك الحال إذا كان مع رقم مفرد؛ مثل: خمسة أمتار ونصف، أما إذا كان غير ذلك، فإنه يكتب بالأرقام"، (205).
21- كتابة وتقسيم المصادر:
"عند كتابة مصادر الرسالة يراعى ذكر ما اعتمدت عليه الدراسة فقط، فلا يثبت الباحث أية مصادر لم يستخدمها في دراسته، كما يجب تقسيم المصادر عند كتابتها بحسب شكلها إلى: الرسائل العلمية، مقالات الدوريات، أعمال المؤتمرات والندوات، الكتب المؤلفة، الكتب المترجمة، الأدلة، الوثائق والمخطوطات، إلى غير ذلك مما اعتمدت عليه الرسالة".