ليس كل ما سمّاه صاحبه دراسة علمية هو حقيقة كذلك؛ فحتى "العلوم" الزائفة تقدّم نفسها بصفة علوم. والمشعوذ الدجّال يُعرّف عن نفسه بوصفه خبيراً فلكياً! وقد تُصادف كلاماً انطباعياً أو "صف حكي" متنكراً بهيئة "دراسة علمية" . لذلك نقدّم لك عشر مواصفات لا بدّ منها لتكون دراسة ما هي فعلاً دراسة علمية حقيقية:
1. أن يُجريها ويكتبها شخص (أو أكثر) متخصص في المجال أكاديمياً، أو ضليع فيه حقاً. لا أن يكون هاوٍ أو متطفل دجّال أو مدعٍ أو متعدٍ على (كار) ليس له.
2. أن تكون هنالك مشكلة تتطلَّبُ حلاًّ أو فجوة أو سؤالاً دقيقاً محدداً يتطلب إجابة.
3. أن تضيف جديداً للحقل العلمي الذي تنتمي إليه. وليس تجميع أو اجترار لما هو موجود سابقاً.
4. أن تبدأ من حيث انتهت الدراسات السابقة؛ فتستفيد منها لتكملها، لكن لا تكررها إلا إذا كان هناك أخطاء في دراسات سابقة تصوّبها أو أن الفاصل الزمني أو اختلاف المكان جعل من المفيد إعادة دراسة المشكلة. فإن لم يكن هناك دراسات سابقة فهذا ميزة قوة للبحث؛ لأنّ الأصالة فيه ستكون ساطعة.
5. أن تستند إلى بيانات صحيحة دقيقة وموثوقة وحديثة، تُجمع بأدوات بحثية مناسبة كالاستبانة أو المقابلة أو الملاحظة أو التجربة العلمية أو المصادر الرصينة، مع ضمان الصدق والثبات في الأدوات.
6. أن تجري الدراسة وفق المنهجية العلمية، والمعايير البحثية الأكاديمية الرصينة المتعارف عليها، كتوثيق كل المراجع، واستخدام لغة أكاديمية، واستخدام منهج بحثي مناسب، مع البعد عن التحيّز والأهواء والمغالطات العقلية.
7. أن يتحلى الدارس بأخلاقيات الباحث العلمي؛ وهي الأمانة والنزاهة والموضوعية والتواضع.
8. أن يتم عرض إجراءات البحث بدقة وتفصيل كافٍ بحيث يمكن لباحث آخر التأكد من صحة النتائج.
9. أن يصل البحث إلى نتائج، أي إجابة محددة للسؤال البحثي (حل المشكلة).
10. أن يخضع البحث للتحكيم والمراجعة من أقران متخصصين، مشهود لهم، في المجال؛ لتصويبها أو رفضها أو إجازتها ونشرها. وإجازتها تعني قبولها إن كانت رسالة أو أطروحة، ونشرها في مجلة علمية محكَّمة رصينة، لا مفترسة، إن كانت ورقة بحثية.