رمضان مصباح

Wednesday, May 11, 2011

أستعير من الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي مطلع مرثيته لعمر بن جلون,التي ألقاها ,بنفسه,ذات أمسية شعرية بسينما الفوكس بوجدة؛ في سبعينيات القرن الماضي؛وقد كفكف بها ,وقنها,دموعا ؛لم تعد اليوم تذرف على أحد ؛كائنا من كان. كم تبدلت الأحوال .

يستهل عبد المعطي حجازي عمريته الطويلة بمطلع مباغت:

يستطيع عمر أن ينهض الآن ,بعيدا عن أعين المخبرين...

كانت سنوات رصاص لاأعادها الله ,ولو من ذهب.

ابن لادن أيضا يستطيع ؛وهو الآن ,في الإعلام الأميركي ,والعالمي, أكثر نهوضا وحضورا منه غداة الزحف جوا على منهاتن.

تتبعت ,ضمن هذا الحضور- وهو حضور يستعصي على أي حصار- طرائف رشحت من هنا ومن هناك, ومن فهمي المتواضع ؛ أشرك معي فيها القراء ,دون أن يكون القصد لا تجريحا ولا تندرا ,ولا بلورة لموقف؛لأن الإجماع المغربي واقع على التصدي لرياح الإرهاب ,من أي جهة هبت.

لقد وقفنا جميعا ضد أخوات كان التي عششت في آسفي ضدا على ساكنتها؛ و كسرت ميزان الخليل في قصيدة شعرية عنوانها:" أركانة".

  نامت نواطير سفي عن ثعالبها             فأكلن حتى بشمن الثعالب

أكبر أكاديمية عسكرية باكستانية تحتمي بابن لادن:

تشبه أكاديمية أبوت أباد بأكاديمية "ساند هيرست" البريطانية,من حيث المبنى؛لكنهما,من حيث المعنى والوظيفة,مختلفتان كلية:

تحتمي الأكاديمية الانجليزية ,وتحمي,مستندة الى الآليات الديموقراطية ,الراسخة ,والتي لا تزول بزوال الرجال؛ أما جارة ابن لادن فقد عاشت في كنفه – كزوجة سادسة أو سابعة- السنين ذوات العدد .

حماها دهرا ,وما حمته ليلة واحدة,ضعف فيها كأي انسان.

في دولة تزري بكل مذاهبنا الفقهية- حتى نبقى في اطار ما يغير به علينا إسلام المحيط,غير العربي  - وتفرخ مذهبا خامسا طالبانيا  ؛أعطى الأولوية لدك تماثيل بوذا, قبل بناء "الدولة الأفغانية" ؛رغم توسلات كل سياح العالم, قبل البوذيين؛وجمهور العلماء والفقهاء؛وأعطى الأسبقية لرجم الزانيات قبل تعليمهن ,حتى المحرمات الدينية.

وفي دولة هددت فيها " امرأة دولة" بأنها ستذبح ذبح الشاة ,وذبحت؛ لا يمكن حتى للأكاديمية العسكرية أن تركن الا لحماية رجل يؤمن بأن السن بالرأس,وله أكاديميات من نوع آخر في السهل والجبل.

عاشت في كنفه بعقد زواج سري ؛والآن يذهب بنا الإعلام كل مذهب إلا مذهب الحقيقة:

ان كنت تدري فتلك مصيبة     وانم لم تكن تدري فالمصيبة أعظم.

كم طول ابن لادن؟وبم يقاس؟

أورد موقع س ن ن العربي- 10.5.2011- طريفة لا تصدق لكنها حقيقة:

بعد أن أحيط أوباما علما بأن فرقة الاغتيال حينما لم تجد,بحوزتها, ما تقيس به طول الجثة طلبت من أحد أفرادها أن يتمدد قربها,للمقارنة (تصوروا أمريكيا يتمدد قرب ابن لادن:وارعباه)؛علق الرئيس الأميريكي, ساخرا:

خصصنا للرجل مروحية ثمنها ستون مليون دولار ,ولم نشتر شريط قياس.

بم يقاس طول ابن لادن؟

بقامة أميركيي أم بقامة أميركيا كلها؟

ألا يكون أفضل مقياس هو طول البرجين المعلومين؟

أما المقياس المجازي– وهو الخطير فعلا,لأنه يتمدد- فلا أراه ضروريا إلا إذا كانت أمريكا مكتفية بفرحتها الطفولية ,دون الانتباه إلى الكثير مما كان يشرعن  به الرجل غزواته؛ولا يخطؤه فيه إلا مكابر.

إن أفضل وسيلة لإسكات المطالبين بدم ابن لادن هي أن تمنحهم أميركا دية بحجم فرحتها,وبحجم ألمهم:

إحقاق الحق الفلسطيني , والانحياش إلى الديمقراطية العربية الصاعدة؛كما يريدها الشباب المعتدل ؛ديمقراطية تجب ما قبلها من أنظمة استبدادية .

لا بأس أن يتم إرغامهم على الديمقراطية,كما يرغم الصغير على الدواء.

من من حقه الاحتفال بعيد الاستقلال,اسرائيل أم فلسطين؟ لقد تبجح شيمون بيريز- في عيدها الغريب اليوم- بكون اسرائيل حولت أرض فلسطين القاحلة الى جنة؛ ساكتا عن جنان فلسطينية ,من تين وزيتون,جرفتها الآلة الصهيونية. أهكذا تبدأ مرحلة ما بعد ابن لادن؟

طلب قبرا فمنحوه بحرا:

"إكرام الميت دفنه" ؛هذا مطلب تنطق به الجثة ,دون سؤال عن عقيدتها ؛ودون الانتقام منها لجريرة اقترفتها الحياة ,إذ كانت فيها,وليس صمت الموت الأبدي ؛ونظرتها الفارغة إلى اللاشيء.

ضاقت الأرض , على ما رحبت ؛وديست اتفاقية جنيف ,التي أحاطت بكل ما يعرض لأسرى الحرب ؛بما في ذلك دفنهم وفق الجاري في ديانتهم .

دونكم الآن :

ها هو بحر العرب يرتبط في المخيال العربي,بل العالمي بابن لادن ؛ستتلاحق القرون ,ويتلاحق اشتغال المخيال ,والتاريخ , وهوليود أيضا  ,حتى لا يتذكر الناس غير بحر ابن لادن.

عندنا في, شمال المغرب مغارة, هرقل ولا نعرفها بغير هذا الاسم ,مع العلم أنها كانت موجودة قبله ,وربما حملت أسماء أخرى أفناها تجدد المخيال جيلا بعد جيل.

مررنا في بحر ابن لادن. زرنا بحر ابن لادن, سنقضي العطلة على شاطئ بحر ابن لادن.

. هكذا سنة الله في تسمية الأمكنة ,ولن تجد لسنة الله تبديلا.

ظهرت في وجدة ,أخيرا, سمكة من نوع" الراية", وعليها -مما بها من وشم طبيعي وزينة - اسم محمد

واضحا جليا؛ فأفتى المخيال الجمعي ,بأنه اسم المصطفى صلى الله عليه وسلم.هكذا يرددها الوجديون؛وهم يشترون الصورة الحدث, ويتداو لونها, ويوصي بعضهم بها بعضا."ديريها ف الصاك وما تفرطيش فيها" هكذا توصي أم ابنتها.

وجد - ربما من المتعاطفين مع ابن لادن- من  أخذ يردد بأن الشيخ تحول إلى سمكة ,وانتقل هذا الكلام إلى جريدة جهوية وكتبته, بالنبط العريض, في صفحتها الأولى..

ما زلنا في أسبوعنا الأول على " إلقاء ابن لادن في غيابات اليم"؛ والبقية تأتي.

هذا ديدن الأمريكيين ؛وقد صدق تشرشل حينما قال عنهم:

انهم يصيبون دائما, لكن بعد ارتكاب كل الأخطاء.

هل يعرف الأمريكيون قصة نبي الله يونس؟

كلف,عليه السلام, بالتبليغ ,ودعا قومه إلى الإيمان فأبوا. بعد إلحاح وإلحاح غاضبهم,ووعدهم بعذاب الهي  وشيك ,ثم هجرهم- دون إذن من ربه- ,ضاربا في البحر ضمن ركاب سفينة.

خيف العذاب ,وحصلت التوبة ,لكن أين يونس,حتى يسمع ويشهد على قومه؟

حل العذاب به هو؛أمرا الاهيا أفضى به ملقى في البحر ,وفي بطن حوت :ظلام في ظلام.

ندم ,دعاء, ثم استجابة: " لولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون".

ويعترف نبي الله يونس بن متى بخطئه:" لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" صدق الله العظيم.

لا قياس مع وجود الفارق ؛كما يقول الأصوليون ,لكن هناك تشابهات ما ؛ لا يملك العقل أن يزور عنها ؛ولكل مذهبه في فهمها. 

 

  • Currently 85/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
26 تصويتات / 404 مشاهدة
نشرت فى 12 مايو 2011 بواسطة ramdane3

ساحة النقاش

toooom73

والله كلامك جواهر ودرر يا رمضان

عدد زيارات الموقع

20,534