لعل أبرز ما يميز رمضان في البحرين، تلك المجالس التي يقيمها الرجال في بيوتهم ويقومون بدعوة الأقارب والجيران والأصدقاء والزائرين للتجمع بعد صلاة التراويح، حيث يتذكرون الماضي وإحياء العادات والتقاليد التي يتميز بها الشعب البحريني عبر أجياله المتعاقبة، بالإضافة إلى مناقشة القضايا التي تهم الشارع. وهي جلسات للسمر والترفيه.
كما تتنافس الفنادق والمطاعم على اقامة الخيام الرمضانية التي تقدم فيها مختلف الأصناف الشعبية والشرقية والغربية وتشكل ملتقيات لعائلات المواطنين والمقيمين.
فالمجتمع البحريني يكشف خلال رمضان عن عاداته الأصيلة وتقاليده الراسخة التي تجسد قيم المحبة والتواصل الديني والاجتماعي، وتنم عن التجانس بين أفراد المجتمع البحريني حيث تقوم المؤسسات الخيرية في البحرين بدور كبير في هذا الشهر الفضيل ويتمثل ذلك في جمع التبرعات المالية والصدقات عن طريق صناديقها المنتشرة في المساجد والمراكز والأسواق التجارية. وهذه الأموال تنفق على الفقراء والمحتاجين محليا .
وتقوم الجمعيات أيضا بتنفيذ مشاريع إغاثية عبر إرسالها للأموال والمواد التموينية لكثير من أبناء الدول الفقيرة في شتى أنحاء العالم، خاصة في آسيا وأفريقيا.
ويتسم شهر رمضان بالتواصل عن طريق الزيارات على الرغم من أن البعض خاصة من الشريحة الشبابية وبعض الكبار يستبدلون تلك الزيارات بالذهاب إلى المجمعات والمراكز التجارية والمقاهي التي تعج بالحركة في رمضان. كما تتكاثر الخيام الرمضانية بشكل ملحوظ وتصبح مقار للسهرات والتجمعات لعامة الناس كتقليد عصري متبع في أيامنا هذه، وبديلا جاهزا عن جلسات البيوت والحكايات التي تسرد وتتداول بين الكبار والصغار.
ويحرص أهل البحرين أيضا على تأدية الصلوات في الجوامع والمساجد خاصة صلاتي الفجر والتراويح حيث يؤمها الكثير من الشباب وحتى الأطفال الصغار والنساء.
وهناك مسابقات مختلفة ومحاضرات وندوات دينية لم تكن موجودة في خيم منصوبة لهذا الغرض يتجمع فيها الأطفال والشباب بينما في رمضان الماضي كان الأطفال ينشغلون بممارسة الألعاب الشعبية مثل «الصعقير» و «الخشيشة» و«السكينة» و«الدحروى» وغيرها.
والذاكرة البحرينية لاتزال تحتفظ بملامح السنوات الماضية التي كان خلالها الناس يأنسون بزيارة بعضهم بعضا، وإقامة السهرات العائلية وفقا لرؤية اجتماعية أخذت عمقا واضحا في تقاليد مجتمعاتهم المحافظة.
فتلك السهرات العائلية كانت بمثابة متنفس ووسيلة لتوطيد الروابط الاجتماعية خلال الشهر الفضيل دون أن يشغلهم ذلك عن إحياء الشعائر الدينية المرتبطة بشهر الصيام.
وفي السنوات الأخيرة انتشرت الخيام الرمضانية بشكل كبير وأصبحت الفنادق من مختلف الدرجات والنجوم تضع في أجندتها الخاصة برنامجا منوعا تخص به خيمتها الرمضانية، لتنافس من خلالها خياما رمضانية أقيمت في فنادق أخرى.
ويجد الكثير من الناس متنفسا جيدا من خلال قضائهم الأمسيات وسهرات السحور في الخيام الرمضانية، إذ لا يكتفون فقط بتناول بعض الأطعمة والمشروبات التي تتسم بشهرة واسعة ويتم تقديمها خلال الشهر الفضيل، بل يستمتعون بالأحاديث بين بعضهم بعضا ويجترون ذكريات الماضي والزمن الجميل ، ويرون أن الخيام تشكل فرصة للالتقاء مع الأصدقاء خاصة بين الشباب لقضاء أوقات تسلية والحديث حول آخر الابتكارات العلمية خاصة في عالمي السيارات والهواتف النقالة والأجهزة الالكترونية.
المصدر: جريدة البيان، غازي الغريري
نشرت فى 23 أغسطس 2011
بواسطة ramadaniat
رمضانيات
أقسام الموقع
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
156,734
ساحة النقاش