نحو تطوير أساليب تقويم المعلم

<!--<!--<!-- <!-- /* Font Definitions */ @font-face {font-family:Wingdings; panose-1:5 0 0 0 0 0 0 0 0 0; mso-font-charset:2; mso-generic-font-family:auto; mso-font-pitch:variable; mso-font-signature:0 268435456 0 0 -2147483648 0;} @font-face {font-family:"Cambria Math"; panose-1:2 4 5 3 5 4 6 3 2 4; mso-font-charset:0; mso-generic-font-family:roman; mso-font-pitch:variable; mso-font-signature:-1610611985 1107304683 0 0 159 0;} @font-face {font-family:Calibri; panose-1:2 15 5 2 2 2 4 3 2 4; mso-font-charset:0; mso-generic-font-family:swiss; mso-font-pitch:variable; mso-font-signature:-1610611985 1073750139 0 0 159 0;} @font-face {font-family:AdvertisingBold; panose-1:0 0 0 0 0 0 0 0 0 0; mso-font-charset:0; mso-generic-font-family:roman; mso-font-format:other; mso-font-pitch:auto; mso-font-signature:0 0 0 0 0 0;} @font-face {font-family:Al-Mothnna; panose-1:0 0 0 0 0 0 0 0 0 0; mso-font-alt:"Times New Roman"; mso-font-charset:0; mso-generic-font-family:roman; mso-font-format:other; mso-font-pitch:auto; mso-font-signature:0 0 0 0 0 0;} /* Style Definitions */ p.MsoNormal, li.MsoNormal, div.MsoNormal {mso-style-unhide:no; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; margin-top:0in; margin-right:0in; margin-bottom:10.0pt; margin-left:0in; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} .MsoChpDefault {mso-style-type:export-only; mso-default-props:yes; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} .MsoPapDefault {mso-style-type:export-only; margin-bottom:10.0pt; line-height:115%;} @page Section1 {size:8.5in 11.0in; margin:1.0in 1.25in 1.0in 1.25in; mso-header-margin:.5in; mso-footer-margin:.5in; mso-paper-source:0;} div.Section1 {page:Section1;} /* List Definitions */ @list l0 {mso-list-id:146871458; mso-list-type:hybrid; mso-list-template-ids:-1853460474 67698695 67698691 67698693 67698689 67698691 67698693 67698689 67698691 67698693;} @list l0:level1 {mso-level-number-format:image; list-style-image:url("file:///C:/DOCUME~1/XPPRES~1.USE/LOCALS~1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png"); mso-level-text:; mso-level-tab-stop:.75in; mso-level-number-position:left; margin-left:.75in; text-indent:-.25in; font-family:Symbol;} @list l1 {mso-list-id:1019044031; mso-list-type:hybrid; mso-list-template-ids:558528092 67698695 67698691 67698693 67698689 67698691 67698693 67698689 67698691 67698693;} @list l1:level1 {mso-level-number-format:image; list-style-image:url("file:///C:/DOCUME~1/XPPRES~1.USE/LOCALS~1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png"); mso-level-text:; mso-level-tab-stop:.5in; mso-level-number-position:left; text-indent:-.25in; font-family:Symbol;} ol {margin-bottom:0in;} ul {margin-bottom:0in;} --> <!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin-top:0in; mso-para-margin-right:0in; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0in; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin;} </style> <![endif]-->

إن التقويم ناتج من الأهمية البارزة  لدور المعلم في العلمية التعليمية , ويرى المتتبع للتطور التربوي أن تقويم أداء المعلم سار في اتجاهات ثلاثة هي :

<!--البحث عن خصائص المعلمين كمعيار للكفاءة التدريسية سواء أكانت هذه الخصائص شخصية  أم ثقافية , أم مهنية .

<!--البحث عن العملية التدريسية باعتبارها عملية اتصال وتفاعل بين المعلم وتلاميذه ، ومعرفة   ما يتم فيها من سلوك المعلم والتلميذ سواء اللفظي أم غير اللفظي ، واعتباره أساس التعلم بمعناه الواسع ، وهو بذلك مؤشر صادق لكفاءة التدريس ، وبذلك ظهر الاتجاه المعروف باسم تحليل الأداء من خلال الملاحظة المنظمة لسلوك المعلم والتلميذ ، ومن أشهر المهتمين بهذا الاتجاه : موراك ، وفلاندرز ، وبراون ، وأدسكار .

<!--البحث عن نتائج التعليم باعتبارها المؤشر المهم في تحديد كفاءة المعلم ، ويركز هذا الاتجاه على العائد ( المخرجات ) ، وتحتل اختبارات التحصيل مركز الصدارة كأدوات للتقويم عند أصحاب هذا الاتجاه.

         إن عملية تقويم أداء المعلم عملية شاقة ، فهي ليست مجرد تجميع للمعلومات ، والشواهد الخاصة بأداء المعلم ، وإنما تتضمن أيضا التحليل العلمي الرصين لتلك المعلومات ، والشواهد في ضوء أهداف محددة سلفا .

          وتتلخص خطوات تقويم أداء المعلم في الآتي :

<!--تحديد مستويات الأداء التي يجب أن يحققها المعلم .

<!--تجميع المعلومات الخاصة بالأداء الفعلي للمعلم .

<!--تحليل النتائج التي أسفرت عنها هذه المعلومات الفعلية ، ومقارنتها بما يجب تحقيقه ، وتحديد مصادر الفروق .

ويجب أن تتم الخطوات السابقة في ضوء أساليب وطرق موضوعية معينة يتبعها المعلم سواء أكان " المدرس الأول " ، أم الموجه الأول ، أم زملاء العمل ، أم مدير المدرسة ، أم مسئول التعليم بالمدرسة ، أم لجان المتابعة ، أم التلاميذ أنفسهم ، أم المعلم ذاته ؛  لتنمية الجوانب الشخصية ، والمهنية ، والأكاديمية ، والاجتماعية للمعلم ، وهذه الأساليب هي : مقابلة المعلم ،اختبار كفاءة / مقدرة المعلم ،الملاحظة الصفية ،تقديرات التلاميذ ،نقد الزملاء ، تحصيل التلاميذ ، التقويم الذاتي ، مقاييس غير مباشرة     .

وفيما يلي عرض مختصر لأساليب تقويم أداء المعلم :

1-    مقابلة المعلم :

يستخدم هذا الأسلوب عادة في بداية تعيين المعلمين  ، أو عند إخبار المعلمين ذوي الخبرة بنتائج عملية تقويم أدائهم التدريسي ، وتبعا لهذا الأسلوب يوجه المقوم عددا من الأسئلة المتنوعة للمعلم ، ثم يحلل إجابته عنها ، وأسلوب المقابلة في حل ذاته لا يعد دقيقا ، وفعالا في جميع المعلومات حيث إنها تعتمد بشكل كبير على مهارات الشخص الذي يُعهد إليه بالمقابلة ، فإذا قام عدة أشخاص بمقابلة نفس المعلم ، فإن كل واحد منهم يخرج بانطباعات مختلفة تماما عن المعلم ، وهذا التباين ينشأ بسبب اختلاف الأسئلة التي توجه إليه ، واختلاف الاهتمامات التي يتبعها كل واحد منهم ، ويؤكد عليها ، كما قد ينشأ هذا التباين نتيجة الاختلافات في تفسير ، وتقييم الاستجابات التي تصدر عن المعلم .

وقد أشارت بعض الدراسات التربوية ذات الصلة بتقويم أداء المعلم أن أسلوب المقابلة يُعطي معدلات مرتفعة لأداء المعلم ، كما أثبتت أن معامل الارتباط بين نتائج تقويم المعلم تبعا لهذا الأسلوب ونتائج الأساليب الأخرى لتقويم أدائه يُعدُّ ضعيفا .

وهذا يعني أنه لايمكن الاعتماد كلية على أسلوب المقابلة لمعرفة الجوانب المعرفية والمهنية والاجتماعية للمعلم .

2-    اختبار كفاءة / مقدرة المعلم :                

وفيه يجيب المعلم عن أسئلة اختبار يقيس كفاءات الذاتية ( الأكاديمية ، الكفاءة في التدريس ، والكفاءة الاجتماعية ) .

وقد أشارت بعض الكتابات التربوية ذات الصلة بتقويم أداء المعلم إلى أن معامل الارتباط بين نتائج هذا النوع من الاختبارات ، وبين نتائج تقويم أداء المعلم تبعا للأساليب الأخرى يعد ضعيفا ، ويعزى ذلك إلى أنه لا يوجد اختبار يمكنه أن يقيس بكفاءة كل من إلزام المعلم المهني تجاه تلاميذه ، وقابلية المعلم لاتخاذ القرارات السليمة في الوقت المناسب داخل الحصة ، والمسئولية الاجتماعية للمعلم تجاه تلاميذه . ومن عيوب هذا الأسلوب أنه غير ثابت في قياسه للكفاءة الذاتية للمعلم ، إلا أنه يستبعد فيه التحيز الذي ينجم من المقابلة الشخصية ، كما أن نتائجه قابلة للتبرير إلى حد ما .    

3-    الملاحظة الصفية :

   تعد الملاحظة الصفية أكثر أساليب تقويم أداء المعلم شيوعا ، وتشير نتائج الدراسات التي أجريت في مجال إعداد المعلم أن الملاحظة المنظمة التي تستخدم  فيها بطاقات الملاحظة تعد من أكثر الأساليب موضوعية لتقويم الأداء التدريسي للمعلم ، فهي تتيح ملاحظة سلوكه التدريسي مباشرة داخل حجرة الدراسة ، وفي أثناء تعلم التلاميذ ؛ حتى يمكن معرفة الجوانب الإيجابية والسلبية في أدائه مما يساعد على تطوير برامج إعداده ، وتدريبه في أثناء الخدمة .

ويوجد نظامان يمكن استخدامها في بناء بطاقات ملاحظة أداء المعلمين في أثناء التدريس وهما :

أ‌-       نظام القوائم سابقة الإعداد Sign System  :

          ويستخدم هذا النظام في ملاحظة أداء المعلم في أثناء التدريس عن طريق تحديد أنماط السلوك التدريسي مسبقا أي قبل بدء عملية الملاحظة في ضوء تصور الأداء ، ثم رصد ما يحدث منها داخل حجرة المدرسة ، بحيث تحدد وتصاغ هذه الأنماط في شكل عبارات سلوكية تتضمن الأفعال التي تصدر عن المعلم في أثناء التدريس ، ولذلك تصمم بطاقات خاصة تحتوي على عبارات تصف السلوك المتوقع من المعلم في أثناء عملية التدريس .            

ب‌-  نظام التصفيات أو المجموعات Category System  :

ويستخدم هذا النظام في بناء بطاقات ملاحظة أداء المعلم في أثناء التدريس ، ففيه يرصد تكرار الأداء الذي يصدر عن المعلم ، والتلميذ في أثناء التدريس ، ويعتمد في ذلك على بطاقات خاصة يصنف فيها أداء المعلم ، والتلاميذ إلى أنماط نوعية بالإضافة إلى رصد السلوك المشترك ، ويهدف هذا النظام إلى تحديد نمط الأداء الذي يتميز به المعلم في التدريس حتى يسهل تعرف إيجابياته وسلبياته قياسا على معايير محددة .

وذكرت بعض الكتابات التربوية ذات الصلة بموضوع تقويم أداء المعلم أن تقويم الأداء التدريسي للمعلم يتطلب أن ننظر إلى التدريس في سياقاته المتعددة ، وبطريقة دينامكية ، وأن تعدد جميع مصادر المعلومات عنه ، ومن ثم فإن أسلوب الملاحظة الصفية بمفرده لا يعطي صورة كاملة لما يفعله المعلم في الفص.

4-    تقديرات التلاميذ :

وفيه تستخدم تقديرات التلاميذ في تقويم أداء معلميهم من خلال تطبيق بعض استطلاعات الرأي ، عن طريق الاستبانات المفتوحة ، أو المقيدة .

وأشارت بعض الدراسات التربوية أن التقديرات التي يصدرها المتعلم عادة عن معلمه تتأثر بالتكوين الإدراكي لكل منهما ، وبما يحمله من اتجاهات وقيم ، وقد يكمن الفرق الأساس بين المعلم والمتعلم في هذا المجال في كون المعلم - وبحكم دوره التعليمي داخل حجرة الدراسة - أكثر قدرة من المتعلم على ترجمة اتجاهاته وقيمه إلى سلوك فعلي في حجرة الدراسة ، فيحكم على تلاميذه في ضوء تفضيلاته القيمية ، ويتفاعل معهم على هذا الأساس. 

5-    نقد الزملاء :

     تبعا لهذا الأسلوب يقوم زملاء العمل من المعلمين بملاحظة أداء بعضهم البعض من حيث فحص خطة الدرس ، ومتابعة المهارات التدريسية في أثناء الحصة ، وأساليب المعلم لتلاميذه . 

           ويعد أسلوب نقد الزملاء من أكثر أساليب التقويم نفعا ، لأنه يكشف مجالا واسعا من أنشطة التعليم التي يتبعها المعلم ، إلا أنه يستغرق وقتا طويلا ، ومن الممكن أن يحدث تضارب بين وجهات نظر الزملاء تجاه من يقومون بتقويم أدائه .

              وقد أشارت بعض الدراسات التربوية ذات الصلة بموضوع تقويم أداء المعلم إلى أن نقد الزملاء وتقويمهم لبعضهم البعض قد أدى إلى تحسن ملحوظ  في كل مما يلي :

أ‌-      تحصيل التلاميذ .

ب‌- اتجاهات المعلمين بين بعضهم البعض ، ونحو تقويم الأداء بصفة عامة .

      ج- العلاقات الإنسانية بين المعلمين .

6- تحصيل التلاميذ :

وفيه تستخدم نتائج اختبارات التلاميذ الإحصائية ـ وهي تلك الاختبارات التي تقيس ما حصّله كل تلميذ في فترة زمنية معينة ـ كدليل على سلوك المعلم التدريسي مما يساعد على تقويم أدائه ، ويتم ذلك في ضوء ترتيب التلاميذ ، أو الفصول الدراسية طبقا لمعايير معينة .

وترى بعض الدراسات التربوية ذات الصلة بموضوع تقويم أداء المعلم أن الاختبارات التحصيلية إذا ما طبقت على التلاميذ تحت شروط معينة ، فإن نتائجها يكون لها ارتباط إيجابي بسلوك المعلم التدريسي داخل حجرة الدراسة.

ومن سلبيات هذا الأسلوب أنه غير صادق ، فمن الممكن أن ترتبط نتائج الاختبارات التحصيلية ببعض المتغيرات كذكاء التلاميذ مثلا ، أو مستوى طموحهم مما يؤثر على نتائج الاختبارات التحصيلية أكثر من ارتباط ذلك بسلوك المعلم التدريسي معهم .

7- التقويم الذاتي :

يُعد هذا الأسلوب أحد أهم المصادر لجمع المعلومات عن أداء المعلم ، حيث إن المعلم يكون على وعي بآماله وتطلعاته واهتماماته وإنجازاته والأمور المتعلقة به أكثر من وعي الآخرين بها ، ويتطلب التقويم الذاتي محاسبة النفس ، واكتشاف الأخطاء ، وتقدير العواقب والنتائج ، والتخطيط لعمل أفضل ؛ كما يتطلب هذا الأسلوب من التقويم أيضا نضجا عقليا ونفسيا واجتماعيا ؛ لأنه ليس من اليسير على غير الناضج أن يعترف بأخطائه ، ويلوم نفسه عليها ابتغاء التحسين ، والوصول إلى الأفضلإلا أنه لا يمكن الاعتماد على هذا الأسلوب بمفرده في اتخاذ بعض القرارات المسئولة كالترقية ، أو الفصل ، أو التعيين ، أو النقل .

8- مقاييس غير مباشرة :

هناك بعض الأمور التي لا تستخدم بشكل مباشر ، وبصورة جادة في تقويم أداء المعلم وهذه الأمور تؤثر على تحصيل التلاميذ ، وعلى مدى تقبلهم النفسي  للمعلم مثل حماس المعلم في أثناء الحصة ، ومرح المعلم ، وقدرة المعلم على إصدار أحكام موضوعية في الوقت المناسب في أثناء الحصة ، وموضوعية المعلم ، ودقته ، ومرونته في التعامل مع التلاميذ.

وقد أشارت بعض الكتابات التربوية ذات الصلة بموضوع تقويم أداء المعلم إلى أن مشكلة تقويم أداء المعلم تكمن في أننا نقوّم أداء المعلم في ضوء معايير سلوكية محددة سلفا لنحكم بها على مدى امتلاكه لمهارات تدريسية معينة ، أو مدى توظيفه له بصورة سليمة في أثناء الموقف التعليمي ، وهذا غير منطقي ، حيث إن المعلمين الأكفاء المبتكرين من الممكن أن يتعاملوا مع الموقف التعليمي بأساليب غير تقليدية ، لا يمكن التنبؤ بها ، ولا تفسيرها ، ولا تخضع في بعض الأحيان لتلك المعايير السلوكية.                     

ومن المشكلات التي تواجه عملية تقويم أداء المعلم وقوع المقوم في بعض الأخطاء ، التي تؤثر على القياس الكمي الدقيق لأداء المعلم ، مما يتعذر في ضوئها إصدار حكم موضوعي عن أداء المعلم.

 

 

 

 

المصدر: نحو تطوير أساليب تقويم المعلم : إن التقويم ناتج من الأهمية البارزة لدور المعلم في العلمية التعليمية , ويرى المتتبع للتطور التربوي أن تقويم أداء المعلم سار في اتجاهات ثلاثة هي : البحث عن خصائص المعلمين كمعيار للكفاءة التدريسية سواء أكانت هذه الخصائص شخصية أم ثقافية , أم مهنية . البحث عن العملية التدريسية باعتبارها عملية اتصال وتفاعل بين المعلم وتلاميذه ، ومعرفة ما يتم فيها من سلوك المعلم والتلميذ سواء اللفظي أم غير اللفظي ، واعتباره أساس التعلم بمعناه الواسع ، وهو بذلك مؤشر صادق لكفاءة التدريس ، وبذلك ظهر الاتجاه المعروف باسم تحليل الأداء من خلال الملاحظة المنظمة لسلوك المعلم والتلميذ ، ومن أشهر المهتمين بهذا الاتجاه : موراك ، وفلاندرز ، وبراون ، وأدسكار . البحث عن نتائج التعليم باعتبارها المؤشر المهم في تحديد كفاءة المعلم ، ويركز هذا الاتجاه على العائد ( المخرجات ) ، وتحتل اختبارات التحصيل مركز الصدارة كأدوات للتقويم عند أصحاب هذا الاتجاه. إن عملية تقويم أداء المعلم عملية شاقة ، فهي ليست مجرد تجميع للمعلومات ، والشواهد الخاصة بأداء المعلم ، وإنما تتضمن أيضا التحليل العلمي الرصين لتلك المعلومات ، والشواهد في ضوء أهداف محددة سلفا . وتتلخص خطوات تقويم أداء المعلم في الآتي : تحديد مستويات الأداء التي يجب أن يحققها المعلم . تجميع المعلومات الخاصة بالأداء الفعلي للمعلم . تحليل النتائج التي أسفرت عنها هذه المعلومات الفعلية ، ومقارنتها بما يجب تحقيقه ، وتحديد مصادر الفروق . ويجب أن تتم الخطوات السابقة في ضوء أساليب وطرق موضوعية معينة يتبعها المعلم سواء أكان " المدرس الأول " ، أم الموجه الأول ، أم زملاء العمل ، أم مدير المدرسة ، أم مسئول التعليم بالمدرسة ، أم لجان المتابعة ، أم التلاميذ أنفسهم ، أم المعلم ذاته ؛ لتنمية الجوانب الشخصية ، والمهنية ، والأكاديمية ، والاجتماعية للمعلم ، وهذه الأساليب هي : مقابلة المعلم ،اختبار كفاءة / مقدرة المعلم ،الملاحظة الصفية ،تقديرات التلاميذ ،نقد الزملاء ، تحصيل التلاميذ ، التقويم الذاتي ، مقاييس غير مباشرة . وفيما يلي عرض مختصر لأساليب تقويم أداء المعلم : 1- مقابلة المعلم : يستخدم هذا الأسلوب عادة في بداية تعيين المعلمين ، أو عند إخبار المعلمين ذوي الخبرة بنتائج عملية تقويم أدائهم التدريسي ، وتبعا لهذا الأسلوب يوجه المقوم عددا من الأسئلة المتنوعة للمعلم ، ثم يحلل إجابته عنها ، وأسلوب المقابلة في حل ذاته لا يعد دقيقا ، وفعالا في جميع المعلومات حيث إنها تعتمد بشكل كبير على مهارات الشخص الذي يُعهد إليه بالمقابلة ، فإذا قام عدة أشخاص بمقابلة نفس المعلم ، فإن كل واحد منهم يخرج بانطباعات مختلفة تماما عن المعلم ، وهذا التباين ينشأ بسبب اختلاف الأسئلة التي توجه إليه ، واختلاف الاهتمامات التي يتبعها كل واحد منهم ، ويؤكد عليها ، كما قد ينشأ هذا التباين نتيجة الاختلافات في تفسير ، وتقييم الاستجابات التي تصدر عن المعلم . وقد أشارت بعض الدراسات التربوية ذات الصلة بتقويم أداء المعلم أن أسلوب المقابلة يُعطي معدلات مرتفعة لأداء المعلم ، كما أثبتت أن معامل الارتباط بين نتائج تقويم المعلم تبعا لهذا الأسلوب ونتائج الأساليب الأخرى لتقويم أدائه يُعدُّ ضعيفا . وهذا يعني أنه لايمكن الاعتماد كلية على أسلوب المقابلة لمعرفة الجوانب المعرفية والمهنية والاجتماعية للمعلم . 2- اختبار كفاءة / مقدرة المعلم : وفيه يجيب المعلم عن أسئلة اختبار يقيس كفاءات الذاتية ( الأكاديمية ، الكفاءة في التدريس ، والكفاءة الاجتماعية ) . وقد أشارت بعض الكتابات التربوية ذات الصلة بتقويم أداء المعلم إلى أن معامل الارتباط بين نتائج هذا النوع من الاختبارات ، وبين نتائج تقويم أداء المعلم تبعا للأساليب الأخرى يعد ضعيفا ، ويعزى ذلك إلى أنه لا يوجد اختبار يمكنه أن يقيس بكفاءة كل من إلزام المعلم المهني تجاه تلاميذه ، وقابلية المعلم لاتخاذ القرارات السليمة في الوقت المناسب داخل الحصة ، والمسئولية الاجتماعية للمعلم تجاه تلاميذه . ومن عيوب هذا الأسلوب أنه غير ثابت في قياسه للكفاءة الذاتية للمعلم ، إلا أنه يستبعد فيه التحيز الذي ينجم من المقابلة الشخصية ، كما أن نتائجه قابلة للتبرير إلى حد ما . 3- الملاحظة الصفية : تعد الملاحظة الصفية أكثر أساليب تقويم أداء المعلم شيوعا ، وتشير نتائج الدراسات التي أجريت في مجال إعداد المعلم أن الملاحظة المنظمة التي تستخدم فيها بطاقات الملاحظة تعد من أكثر الأساليب موضوعية لتقويم الأداء التدريسي للمعلم ، فهي تتيح ملاحظة سلوكه التدريسي مباشرة داخل حجرة الدراسة ، وفي أثناء تعلم التلاميذ ؛ حتى يمكن معرفة الجوانب الإيجابية والسلبية في أدائه مما يساعد على تطوير برامج إعداده ، وتدريبه في أثناء الخدمة . ويوجد نظامان يمكن استخدامها في بناء بطاقات ملاحظة أداء المعلمين في أثناء التدريس وهما : أ‌- نظام القوائم سابقة الإعداد Sign System : ويستخدم هذا النظام في ملاحظة أداء المعلم في أثناء التدريس عن طريق تحديد أنماط السلوك التدريسي مسبقا أي قبل بدء عملية الملاحظة في ضوء تصور الأداء ، ثم رصد ما يحدث منها داخل حجرة المدرسة ، بحيث تحدد وتصاغ هذه الأنماط في شكل عبارات سلوكية تتضمن الأفعال التي تصدر عن المعلم في أثناء التدريس ، ولذلك تصمم بطاقات خاصة تحتوي على عبارات تصف السلوك المتوقع من المعلم في أثناء عملية التدريس . ب‌- نظام التصفيات أو المجموعات Category System : ويستخدم هذا النظام في بناء بطاقات ملاحظة أداء المعلم في أثناء التدريس ، ففيه يرصد تكرار الأداء الذي يصدر عن المعلم ، والتلميذ في أثناء التدريس ، ويعتمد في ذلك على بطاقات خاصة يصنف فيها أداء المعلم ، والتلاميذ إلى أنماط نوعية بالإضافة إلى رصد السلوك المشترك ، ويهدف هذا النظام إلى تحديد نمط الأداء الذي يتميز به المعلم في التدريس حتى يسهل تعرف إيجابياته وسلبياته قياسا على معايير محددة . وذكرت بعض الكتابات التربوية ذات الصلة بموضوع تقويم أداء المعلم أن تقويم الأداء التدريسي للمعلم يتطلب أن ننظر إلى التدريس في سياقاته المتعددة ، وبطريقة دينامكية ، وأن تعدد جميع مصادر المعلومات عنه ، ومن ثم فإن أسلوب الملاحظة الصفية بمفرده لا يعطي صورة كاملة لما يفعله المعلم في الفص. 4- تقديرات التلاميذ : وفيه تستخدم تقديرات التلاميذ في تقويم أداء معلميهم من خلال تطبيق بعض استطلاعات الرأي ، عن طريق الاستبانات المفتوحة ، أو المقيدة . وأشارت بعض الدراسات التربوية أن التقديرات التي يصدرها المتعلم عادة عن معلمه تتأثر بالتكوين الإدراكي لكل منهما ، وبما يحمله من اتجاهات وقيم ، وقد يكمن الفرق الأساس بين المعلم والمتعلم في هذا المجال في كون المعلم - وبحكم دوره التعليمي داخل حجرة الدراسة - أكثر قدرة من المتعلم على ترجمة اتجاهاته وقيمه إلى سلوك فعلي في حجرة الدراسة ، فيحكم على تلاميذه في ضوء تفضيلاته القيمية ، ويتفاعل معهم على هذا الأساس. 5- نقد الزملاء : تبعا لهذا الأسلوب يقوم زملاء العمل من المعلمين بملاحظة أداء بعضهم البعض من حيث فحص خطة الدرس ، ومتابعة المهارات التدريسية في أثناء الحصة ، وأساليب المعلم لتلاميذه . ويعد أسلوب نقد الزملاء من أكثر أساليب التقويم نفعا ، لأنه يكشف مجالا واسعا من أنشطة التعليم التي يتبعها المعلم ، إلا أنه يستغرق وقتا طويلا ، ومن الممكن أن يحدث تضارب بين وجهات نظر الزملاء تجاه من يقومون بتقويم أدائه . وقد أشارت بعض الدراسات التربوية ذات الصلة بموضوع تقويم أداء المعلم إلى أن نقد الزملاء وتقويمهم لبعضهم البعض قد أدى إلى تحسن ملحوظ في كل مما يلي : أ‌- تحصيل التلاميذ . ب‌- اتجاهات المعلمين بين بعضهم البعض ، ونحو تقويم الأداء بصفة عامة . ج- العلاقات الإنسانية بين المعلمين . 6- تحصيل التلاميذ : وفيه تستخدم نتائج اختبارات التلاميذ الإحصائية ـ وهي تلك الاختبارات التي تقيس ما حصّله كل تلميذ في فترة زمنية معينة ـ كدليل على سلوك المعلم التدريسي مما يساعد على تقويم أدائه ، ويتم ذلك في ضوء ترتيب التلاميذ ، أو الفصول الدراسية طبقا لمعايير معينة . وترى بعض الدراسات التربوية ذات الصلة بموضوع تقويم أداء المعلم أن الاختبارات التحصيلية إذا ما طبقت على التلاميذ تحت شروط معينة ، فإن نتائجها يكون لها ارتباط إيجابي بسلوك المعلم التدريسي داخل حجرة الدراسة. ومن سلبيات هذا الأسلوب أنه غير صادق ، فمن الممكن أن ترتبط نتائج الاختبارات التحصيلية ببعض المتغيرات كذكاء التلاميذ مثلا ، أو مستوى طموحهم مما يؤثر على نتائج الاختبارات التحصيلية أكثر من ارتباط ذلك بسلوك المعلم التدريسي معهم . 7- التقويم الذاتي : يُعد هذا الأسلوب أحد أهم المصادر لجمع المعلومات عن أداء المعلم ، حيث إن المعلم يكون على وعي بآماله وتطلعاته واهتماماته وإنجازاته والأمور المتعلقة به أكثر من وعي الآخرين بها ، ويتطلب التقويم الذاتي محاسبة النفس ، واكتشاف الأخطاء ، وتقدير العواقب والنتائج ، والتخطيط لعمل أفضل ؛ كما يتطلب هذا الأسلوب من التقويم أيضا نضجا عقليا ونفسيا واجتماعيا ؛ لأنه ليس من اليسير على غير الناضج أن يعترف بأخطائه ، ويلوم نفسه عليها ابتغاء التحسين ، والوصول إلى الأفضلإلا أنه لا يمكن الاعتماد على هذا الأسلوب بمفرده في اتخاذ بعض القرارات المسئولة كالترقية ، أو الفصل ، أو التعيين ، أو النقل . 8- مقاييس غير مباشرة : هناك بعض الأمور التي لا تستخدم بشكل مباشر ، وبصورة جادة في تقويم أداء المعلم وهذه الأمور تؤثر على تحصيل التلاميذ ، وعلى مدى تقبلهم النفسي للمعلم مثل حماس المعلم في أثناء الحصة ، ومرح المعلم ، وقدرة المعلم على إصدار أحكام موضوعية في الوقت المناسب في أثناء الحصة ، وموضوعية المعلم ، ودقته ، ومرونته في التعامل مع التلاميذ. وقد أشارت بعض الكتابات التربوية ذات الصلة بموضوع تقويم أداء المعلم إلى أن مشكلة تقويم أداء المعلم تكمن في أننا نقوّم أداء المعلم في ضوء معايير سلوكية محددة سلفا لنحكم بها على مدى امتلاكه لمهارات تدريسية معينة ، أو مدى توظيفه له بصورة سليمة في أثناء الموقف التعليمي ، وهذا غير منطقي ، حيث إن المعلمين الأكفاء المبتكرين من الممكن أن يتعاملوا مع الموقف التعليمي بأساليب غير تقليدية ، لا يمكن التنبؤ بها ، ولا تفسيرها ، ولا تخضع في بعض الأحيان لتلك المعايير السلوكية. ومن المشكلات التي تواجه عملية تقويم أداء المعلم وقوع المقوم في بعض الأخطاء ، التي تؤثر على القياس الكمي الدقيق لأداء المعلم ، مما يتعذر في ضوئها إصدار حكم موضوعي عن أداء المعلم.
  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 1216 مشاهدة
نشرت فى 21 يونيو 2010 بواسطة radifawzi

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

3,343