اقرأ .. وتعلم .. واعمل ( قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ) .

العلم والثقافة والعمل هم قيمة الحياة ... وبدونهم لا قيمة للحياة ...ولنسخر ذلك لخدمة الدين

قال عبد الله بن آدم : حاورت الشيطان الرجيم، في الليل البهيم، فلما سمعت أذان الفجر أردت الذهاب إلى المسجد.

فقال لي : عليك ليل طويل فارقد. 

قلت : أخاف أن تفوتني الفريضة . 

قال : الأوقات طويلة عريضة . 

قلت أخشى ذهاب صلاة الجماعة . 

قال : لا تشدد على نفسَك في الطاعة . 

فما قمت حتى طلعت الشمس . فقال لي في همس : لا تأسف على ما فات ، فاليوم كله أوقات . وجلست لآتي بالأذكار ، ففتح لي دفتر الأفكار . 

فقلت : أشغلتني عن الدعاء . قال : دعه إلى المساء . 

وعزمت على المتاب . فقال : تمتع بالشباب . 

قلت : أخشى الموت . قال : عمرك لا يفوت . 

وجئت لأحفظ المثاني ، قال : رَوّح نفسك بالأغاني . 

قلت : هي حرام . قال : لبعض العلماء كلام . 

قلت : أحاديث التحريم عندي في صحيفة . قال : كلها ضعيفة . 

ومرت حسناء فغضضت البصر ، قال : ماذا في النظر ؟ 

قلت : فيه خطر . قال : تفكر في الجمال ، فالتفكر حلال . 

وذهبت إلى البيت العتيق، فوقف لي في الطريق، فقال : ما سبب هذه السفرة ؟ 

قلت : لآخذ عمرة . 

فقال : ركبت الأخطار، بسبب هذا الاعتمار، وأبواب الخير كثيرة، والحسنات غزيرة . 

قلت : لابد من إصلاح الأحوال . 

قال : الجنة لا تدخل بالأعمال . فلما ذهبت لألقي نصيحة، قال : لا تجر إلى نفسك فضيحة . 

قلت : هذا نفع للعباد . فقال : أخشى عليك من الشهرة وهي رأس الفساد . 

قلت : فما رأيك في بعض الأشخاص ؟ قال : أجيبك عن العام والخاص . 

قلت : أحمد بن حنبل ؟ قال : قتلني بقوله : عليكم بالسنة، والقرآن المنـزل . 

قلت : فابن تيميـة ؟ قال : ضرباته على رأسي باليومية . 

قلت : فالبخـاري ؟ قال : أحرَق بكتابه داري . 

قلت : فالحجـاج ؟ 

قال : ليت في الناس ألف حجاج، فلنا بسيرته ابتهاج، ونهجه لنا علاج . 

قلت : ففرعـون ؟ قال : له منا كل نصر وعون . 

قلت : فصلاح الدين، بطل حطين؟ قال : دعه فقد مرّغنا بالطين . 

قلت : محمد بن عبد الوهاب؟ 

قال : أشعل في صدري بدعوته الالتهاب، وأحرقني بكل شهاب . 

قلت : فأبو جهـل؟ قال: نحن له إخوة وأهل . 

قلت : فأبو لهـب ؟ قال : نحن معه أينما ذهب . 

قلت : فلينين ؟ قال : ربطناه في النار مع استالين . 

قلت : فالمجلات الخليعـة؟ قال : هي لنا شريعة . 

قلت : فالـدشـوش ؟ قال : نجعل الناس بها كالوحوش . 

قلت : فالمقاهــي؟ قال : نرحب فيها بكل لاهي . 

قلت : ما هو ذكركم؟ قال : الأغانـي . 

قلت : وعملكـم؟ قال : الأمانـي . 

قلت : وما رأيكم في الأسـواق؟ قال : علمنا بها خفّاق ، وفيها يجتمع الرفاق . 

قلت : كيف تضل الناس؟ 

قال : بالشهوات والشبهات والملهيات والأمنيات والأغنيات . 

قلت : وكيف تضل الحكام؟ 

قال : بالتعطش للدماء، وإهانة العلماء، ورد نصح الحكماء، وتصديق السفهاء . 

قلت : فكيف تضل النساء؟ 

قال : بالتبرج والسفور، وترك المأمور، وارتكاب المحظور . 

قلت : فكيف تضل العلماء ؟ 

قال : بحب الظهور، والعجب والغرور، وحسد يملأ الصدور . 

قلت : فيكف تضل العامّـة ؟ 

قال : بالغيبة والنميمة، والأحاديث السقيمة، وما ليس له قيمة . 

قلت : فكيف تضل التجّـار؟ 

قال : بالربا في المعاملات، ومنع الصدقات، والإسراف في النفقات . 

قلت : فيكف تضل الشباب؟ 

قال : بالغزل والهيام، والعشق والغرام، والاستخفاف بالأحكام، وفعل الحرام . 

قلت : فما رأيك في إسرائيل؟ 

قال : إياك والغيبة، فإنها مصيبة، وإسرائيل دولة حبيبة، ومن القلب قريبة . 

قلت : فالجاحظ ؟ قال : الرجل بين بين، أمره لا يستبين، كما في البيان والتبيين. 

قلت : فأبو نواس؟ قال : على العين وعلى الرأس، لنا من شعره اقتباس . 

قلت : فأهل الحداثـة؟ قال : أخذوا علمهم منا بالوراثة . 

قلت : فالعلمانيــة ؟ 

قال : إيماننا علماني، وهم أهل الدجل والأماني، ومن سمّاهم فقد سماني .

قلت : فما رأيك في الدعاة؟ 

قال : عذبوني وأتعبوني وبهدلوني وشيبوني يهدمون ما بنيتُ، ويقرؤون إذا غنيتُ، ويستعيذون إذا أتيتُ . 

قلت : فما فعلتَ بقـارون ؟ 

قال : قلت له : احفظ الكنوز، يا ابن العجوز، لتفوز، فأنت أحد الرموز . 

قلت : فماذا قلتَ لفرعـون ؟ 

قال : قلت له : يا عظيم القصر، قل : أليس لي ملك مصر، فسوف يأتيك النصر.

قلت : فماذا قلتَ لشارب الخمر؟ 

قال : قلت له : اشرب بنت الكروم، فإنها تذهب الهموم، وتزيل الغموم ، وباب التوبة معلوم . 

قلت : فماذا يقتلك؟ 

قال : آية الكرسي ، منها تضيق نفسي، ويطول حبسي، وفي كل بلاء أمسي . 

قلت : فمن أحب الناس إليك؟ 

قال : المغنّون، والشعراء الغاوون، وأهل المعاصي والمجون، وكل خبيث مفتون . 

قلت : فمن أبغض الناس إليك؟ 

قال : أهل المساجد، وكل راكع وساجد، وزاهد عابد، وكل مجاهد . 

قلت : أعوذ بالله منك، فاختفى وغاب، كأنما ساخ في التراب، وهذا جزاء الكذاب ..

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 19 مشاهدة
نشرت فى 30 أغسطس 2015 بواسطة quoran-58770

عبد الشافي أحمد عبد الرحمن عبد الرحيم مطبعة الإسراء بالمساعيد محمول / 01114069166

quoran-58770
عبد الشافي أحمد عبد الرحمن عبد الرحيم - مطبعة الإسراء بالمساعيد محمول / 01114069166 ** 01090908766 »

تسجيل الدخول

التصفح

عدد زيارات الموقع

2,708