يعتير أدب كل أمة هو مجموع تلك النصوص المبدعة بلغة هذه الأمة.

لذلك؛ فمن باب تعريف الماء بعد الجهد بالماء؛ أن نعرف الأدب الياباني بأنه هو مجموعة الأعمال الأدبية المكتوبة باللغة اليابانية.

وتاريخ الأدب الياباني يمتد إلي ما يقارب ألفي عام، تأثرت أوائل الأعمال الأدبية اليابانية بالثقافة الصينية، إلا أنه عبر الزمن تغير هذا النمط ليأخذ الأدب الياباني طابعا مميزاً له. وعندما بدأت اليابان بفتح أبوابها على الغرب في القرن التاسع عشر، بدأ الأدب الياباني بالتأثر بالأدب الغربي وكذلك التأثير فيه.

 

الشعر الياباني

واجه الشعر الياباني تحد صعب من الشعر الصيني في أوج حضارة حكم سلالة تانج الصينية، وقد أمضى الشعراء اليابانيون عدة قرون لاستيعاب التأثير الصيني ودمجه ضمن ثقافتهم ولغتهم، ليبدأوا تطوير تشكيلات وأنماط مختلفة من شعرهم الوطني. فعلى سبيل المثال؛ في قصيدة "قصة جني" ـ غالباً ما ـ يقرن الشعر باللغتين، لأن أكثر الشعر الياباني كان يكتب بالصينية. ولذلك؛ هناك من يري أن تعبير "شعر باللغة اليابانية" قد يكون أكثر دقة. ومن أنواع الشعر الياباني: "هايكو" ، و"رنجا".

 

هايكو

وهو أحد أنواع الشعر الياباني، وفيه يحاول شاعر الهايكو من خلال ألفاظٍ بسيطةٍ التعبير عن مشاعر جياشة أو أحاسيس عميقة. تتألف أشعار الهايكو من بيت واحد فقط، مكون من سبعة عشر مقطعاً صوتياً (باليابانية)، وتكتب عادة في ثلاثة أسطر (خمسة، سبعة ثم خمسة).

مثال:

المقاطع الصوتية باليابانية                                بالعربية

فو ـ رو ـ ي  كه ـ يا                             البركة القديمة

كا ـ وا ـ ضو   تو ـ بي ـ كو ـ مو             تقفز فيها ضفدعة

مي ـ ضو  نو  و ـ تو                                صوت الماء

ينحدر الـ"هايكو" من نوع آخر من الشعر القديم (القرن الـ8 م) هو الـ"رنجا"، وهو أكثر رونقاً وإرهافاً من الأول. وكان قد انتشر في البداية بين الأوساط المثقفة، وكانت أصول هذا الفن تعود إلى مباراة شعرية يقوم فيها شخص ما بإلقاء البيت الأول ـ أو "هوكو"، ويتشكل من سبعة عشر مقطعاً صوتيا (5-7-5)، على أن يقوم الباقون بتكملته ببيت ثان وهكذا.

منذ القرن الـ17 الميلادي وحتى الـ 18م، طور أصحابه ألفاظ ومعان جديدة. وأصبح فناً حقيقياً متميزاً يضفي جواً من الظرافة على مجالس أهل الأدب، ثم انتشر بين أوساط طبقات المجتمع. ومنذ انتشاره بين عامة الشعب، بدأ يفقد قيمته الشعرية، ثم أسقطت الأبيات الثانوية، واختصر إلى بيت واحد أساسي (هائيكائي نو هوكو).

 

قصة "جنجي"

تعد من الروايات الأولى والأشهر على الإطلاق في الأدب الياباني، وصاحبة الرواية هي (موراساكي شيكيبو) (973-1025). وتدور أحداث القصة حول شخصية (هيكارو نو جنجي) وهو شخص من النبلاء وينتمي إلى عائلة (ميناموتو)، ورغم أنه ابن أحد الأباطرة إلا أنه ولأسباب سياسية تم إبعاده من البلاط، ثم أسندت إليه مهام إدارية. تبدأ القصة في سرد الأحداث الرومانسية التي يتعرض لها البطل، كما تصور العادات والتقاليد السائدة في اليابان آنذاك. تبدو الرواية وكأنها كتبت بأسلوب خاص لم بعهد من قبل، و لعل السبب في ذلك راجع لكون الرواية قد كتبت لمهمة خاصة، وهي تسلية نساء البلاط، وقد تجلت لأول مرة كل عناصر الرواية الحقيقية في هذه القصة، الأحداث المتتالية في إطار زمني ثم الراوي الذي يشرح هذه الأحداث.

 

قصة الهائيكي

ملحمة تدور أحداثها في اليابان في فترة العصور الوسطى؛ وهي لمؤلف مجهول. وقد قام هذا المؤلف المجهول بتجميع العديد من الروايات والقصص الشائعة في ذلك العصر، والتي كانت تروى شفوياً، وقد استغرق العمل سنوات عدة ما بين 1190 و1221م. وبعد انتهاء التجميع قام المؤلف المجهول بتشكيلها حتى تكون وحدة كاملة مستمرة ثم صياغتها شعرياً، وقد انتهى من ذلك عام 1240م.

تدور أحداث القصة حول الصراع الدائر بين عشريتي الـ(ميتاموتو) والـ(تائيرا) للسيطرة على اليابان في القرن الثاني عشر للميلاد. ولفظ هائيكي هو القراءة الصينية للمقطع الصيني الذي يرمز لاسم عشيرة الـ(تائيرا) في الملحمة مجهولة المؤلف.

 

بوتشان

رواية كتبها (ناتسومه سوسيكي) في عام 1906م، وتعتبر واحدة من أكثر الروايات شعبية في اليابان، حيث يقرؤها معظم اليابانيين خلال فترة الشباب، وتتخذ من الأخلاق موضوعاً رئيسياً لها. فتقوم القصة على الخبرة الشخصية لبطل الرواية الذي يعمل كمعلم عند نقله للعمل في ماتسوياما؛ التي هي مسرح أحداث الرواية.

و(بوتشان) هو بطل الرواية، الذي ولد في طوكيو، وله روح (ابن طوكيو)، وهو من خريجي أكاديمية طوكيو للفيزياء، ثم أصبح مدرساً للرياضيات في المدرسة التي هي المسرح الرئيسي لأحداث الرواية.

 

البحر والسم

هي رواية للكاتب الياباني (شوساكو إندو) صدرت في 1958م، وحصلت على جائزة "أكوتاجاوا" ذائعة الصيت، وتدور أحداث الرواية حول تجربة لا إنسانية تجري في كلية الطب في فوكوكا خلال الحرب العالمية الثانية، حيث يجري أحد أطباء قسم الجراحة الأول في المستشفى الجامعي في فوكوكا تجربة على مجموعة من الأسرى الأمريكيين خلال الحرب العالمية الثانية عُرفت باسم "تشريح الأحياء". وتبدأ الرواية بمحاولة مريض فضولي التعرف على خلفية طبيبه المعالج، والأسباب التي تدفعه رغم مهارته إلى العيش في وحدة وعزلة، كما يحاول المريض تفهم أسباب نفوره النسبي من الطبيب البارع، ويتمكن من ذلك عندما يزور مدينة فوكوكا ويسمع فيها اسم طبيبه. بعدها يعود إلي الزمن التجربة بشكل متقاطع ومتوازٍ يحكي الأحداث قبل وبعد وخلال التجربة.

 

حزن و جمال

هي آخر رواية كتبها (ياسوناري كاواباتا) الذي نال جائزة نوبل للآداب عام 1968 قبل أن ينتحر في 12 أبريل/نيسان 1972م. وهي رواية شديدة الغنى، تمتزج فيها تأملات عميقة بنظرات لا تقل عمقاً إلى معنى خلود الفن والأدب، كما أنها تزخر بالوصف الساحر لحدائق اليابان ومناظرها، التي اعتبرها (كاواباتا) ـ بل وتعامل معها ـ كنظريات أثيرة حول الموت، والوحدة، والحب، والعشق، والجمال.

الشخصية الرئسية في الرواية (أوكي توشيو)؛ كاتب معروف؛ يعزم على الارتباط مرة أخرى بماضيه حين يزور كيوتو ـ مدينة يابانية ـ ليستمع فيها عشية رأس السنة لأجراس الأديرة التي تعلن انتهاء العام. وهو يأمل إذ يقوم بذلك، أن يلتقي مرة أخرى بعشيقته قبل ذلك بعشرين عاماً؛ (أوتوكو) والتي أصبحت رسامة مشهورة. و(أوتوكو) تقطن في كيوتو مع تلميذة لها تدعى (كايكو)؛ وهي فتاة ذات جمال ساحر، ووالتي تصمم على انتقام فريد يحبط كل محاولة لـ(أوكي) علي بعث ذلك الماضي.

 

باشو

اسمه الأصلي (ماتسوو مانوفوسا)، عاش ما بين سنوات 1644م و1694م، وهو معلم شعر الـ"هايكو" الأكبر بلا منازع، وكان ـ أيضاً ـ بارعاً في شعر النثر الياباني أو "هايبون". ويشكل مع كل من (شيكاناتسو مونزا ـ إيمون) و(إهارا شائيكاكو) أعمدة الأدب الياباني في الفترة التي عرفت بـ"قرن أوساكا الذهبي".

ينحدر (ماتسو) من إحدى العائلات المحاربة (ساموراي)، تلقى تربية تقليدية، وأصبح وهو في سن مبكرة تحت تصرف أكبر أبناء سيد المعقل الذي ينتمي إليه، استمر في خدمته حتى وفاة سيده الكبير في 1666م، ثم رحل إلى كيوتو ليتابع دراسته في الآداب. وفي عام 1681م؛ فضل حياة العزلة، فانزوى بالقرب من إيدو ـ طوكيو اليوم ـ في مكان أطلق عليه اسم "صومعة شجرة الموز" (باشو- آن) ـ باليابانية ـ ومنها استمد لقبه (باشو)؛ والذي يعني شجرة الموز. ثم قام بدراسة مذهب زن البوذي، وبدأ في ممارسة التأمل.

كرس "باشو" السنوات العشر الأخيرة من حياته للترحال والتأمل، فتنقل في أرجاء اليابان، كان يقطع تلك الرحالات بفترات طويلة يخصصها للتأمل. توفي أثناء إحدى رحلاته، وقام في الليلة الأخيرة بخط بيت "هايكو" على إحدى الأوراق:

"مسافر مريض..

 أجتاز في أحلامي..

 حقول الأعشاب الذابلة..""

رفض (باشو) أن يعلن انتمائه إلى أي من المدارس الشعرية، ولم يترك ورائه أي مصنف في هذا الفن. قام مريدوه بتجميع أهم أعماله، ومن أهمها المصنف المعروف باسم "الدرب الضيق في أقصى المعمورة" (1689م).

 

بنانا يوشيموتو

كاتبة اليابانية معاصرة، ولدت في طوكيو، في 24 يوليو/تموز 1964م. وهي (ماهوكو) ابنة (تاكاكي يوشيموتو) أحد أشهر الفلاسفة والنقاد اليابانيين. تخرجت (بنانا يوشيموتو) من كلية الآداب في جامعة نيهون، مًتخصصة في الأدب، ومنذ ذلك الوقت اتخذت لنفسها الاسم الأدبي (بنانا) المزدوج الجنس بشكل مقصود.

حظيت أول رواياتها؛ "مطبخ"؛ بنجاحٍ فوري منقطع النظير، وأعيد طبعها ستين مرة في اليابان، وصُنع فيلمان من القصة، أحدهما تلفزيوني، للتلفزيون الياباني، والآخر هو الأوسع انتشاراً، أنتجه "يم هو" في هونغ كونغ سنة 1997م. وفازت بجائزة "كاين" السادسة للكتاب المبتدئين في نوفمبر 1987م، وجائزة "أوميستوبام" للرواية الأولى، وجائزة "إيزومي كيوكا" الأدبية السادسة عشرة في 1988م.

من أشهر رواياتها رواية "وداعاً تسوغومي"، والتي أنتجت ـ أيضاً ـ كفيلم في 1990م، أخرجه (إيشيكاوا جن).

تتضمن أعمال (يوشيموتو) اثنتي عشرة رواية، وسبع مجموعات من المقالات، وتُرجم لها عملها الشهير "مطبخ"، وكذلك روايتها القصيرة "خيالات ضوء القمر" إلى العربية.

  • Currently 165/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
55 تصويتات / 486 مشاهدة
نشرت فى 5 نوفمبر 2009 بواسطة qudapy

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

13,668