الماء ضرورى لاقامة الحياه فلا حياه بدونه ولا تخلو اى عملية حيوية داخل جسم اى كائن حى من وجود نسبة من الماء لاتمام هذه العملية الحيوية بنجاح تام .
ويمثل الماء 75% من جسم الانسان والحيوان و 90% من التكوين النباتى ولا غنى عن الماء كما ذكرنا فى اتمام اى عملية حيوية للانسان والحيوان والنبات على وجه الحياه .
والماء الصالح للشرب المفيد للجسم يحتوى على مجموعة من العناصر الهامة والموجودة بنسب محددة بالماء على هيئة املاح ذائبة ضرورية لاكتمال اداء دور المياه لوظيفتها الحيوية وتختلف هذه النسب من مكان لاخر ومن بيئة واخرى فلقد وجد ان المسطحات المائية المستقبلة لمياه الامطار والتى تحف جريانها جبال صخرية وبيئة جبلية تختلف نسب ومقدار الاملاح الذائبة عنها وعن المسطحات المائية اللتى تستقبل الامطار المنجرفه اليها وقد مرت باودية وتربة طينية او رملية بنسب تتراوح مابين 50 : 1000ملجم /لتر ولا يعنى زيادة هذه الاملاح الذائبة برقى مستوى الماء بل العكس فاملاح الكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم والماغنسيوم هامة جدا ولا بد من ان يستخلص الجسم نسبته كاملة من هذه الاملاح من الماء لوجود هذه الاملاح على صورة بسيطة بالماء يسهل امتصاصها والتعامل معها الا ان زيادة هذه الاملاح عن نسب محددة من قبل منظمة الصحة العالمية الصادرة طبقا للمواصفات القياسية يمثل خطورة على صحة و حياة الانسان .
فعلى سبيل المثال وجد ان النسبة المثلى للفلورين بالماء 0.7 : 1.5 ملجم /لتر والفلوريد ضرورى جدا لمقاومة التسوس بالاسنان ولكن ارتفاعه عن المسموح به يؤدى الى سقوط الاسنان فى اعمار مبكرة فكل شئ يجب ان يكون بقدر معلوم دون زيادة او نقصان .
ونجد ان الماء الصحى يخضع لمواصفات قياسية عالية الدقة واى خلل قد يحدث فى التركيبة البنائية للماء تغير من الخواص الطبيعية او الكيميائية او البيولجية تجعله غير صحى وغير امن بل يضر فى الاستعمال ويفقد الصفة اللتى خلقها الله عليها اذ ان الماء هو السائل الذى يستخدم فى تنقية الدم فما بالك لوكان هذا السائل ملوث .
فعند تناول الماء للشرب فان الدم يمتصه مباشرة دون اى قنوات تنقية ويمر على جميع خلايا الجسد لتادية وظيفته الحيوية حتى يتخلص الجسد منه على صورته النهائية سواء على صورة عرق او بول فى دقائق معدودات وليترك مايترك وليفعل مايفعل اذا فالامر جد وخطير فلو دخل هذا السائل بصورة غير صحية فالنتيجة تلوث الدم .
واهمية الماء تتجلى واضحة اذاعلمنا ان نسبة الماء فى الدم 83% نسبة الماء فى المخ 90% نسبة الماء فى الرئتين 86% نسبة الماء فى الكلى والقلب 75% نسبة الماء فى الاسنان والعظام 10% وتقليل هذه النسب الى معدلات اقل قد يؤدى لمشاكل خطيرة قد تؤدى للوفاة ولقد من الله على الانسان بجهاز انذار مبكر للشعور بالعطش بمجرد خفض هذه الكمية بمقدار 0.8% والانسان الطبيعى يستهلك حوالى3 لتر من المياه لاتمام العمليات الحيوية ويجب تعويض ما يفقد بمياه صحيه خالية من التلوث.
فلو احتوى الماء على مواد عالقة اوشوائب كالرمل او الصدأ او الطين قد اكتسبها الماء من البيئة المحيطة والمحتك بها خلال رحلته ادت الى تغير الصفات الطبعية للماء من لون طعم رائحة اصبح الماء ملوثا من الناحية الطبيعية.
الماء سائل عديم اللون والرائحة وزنه الجزيئى 18 يغلى عند 100 5.م عند الضغط الجوى المعتاد ويتجمد عند درجة الصفر المؤوى ولو اعترى الماء ضغط او سخونة اوارتفاع فى درجة الحرارة نتيجة المصبات الصناعية اللتى تصب نفاياتها وصرفها الصناعى الناتج عن العمليات الصناعية المتعددة مما يوءدى الامر الى خلو الماء من الاكسجين الضرورى للكائنات الحية ومما يؤدى الى نفقها او تشوها ووصل الامر لتشوه اجنة بعض الكائنات الحية لوجودها فى بيئة مجاورة لمصبات صناعية كل ذلك يؤدى الى ان يصبح الماء ملوثا من الناحية الفيزيائية.
ولو احتوى الماء علىكائنات دقيقة من بكتيريا طحلب فطريات او طفيليات يؤدى ذلك الى ان يصبح الماء ملوثا من الناحية البيولجية.
وهناك ملوثات اخرى ومن اخطرها التلوث الاشعاعى اذ انه قد تجاور مسطحات المياه او مياه الابار نفايات من نواتج تفاعلات مدفونة بالارض بالقرب من هذه المصادر وهذه المشكلة تتمثل خطورتها فى عدم تغير المياه لاى من صفاتها الطبيعية ولكن التاثير الخطير يقع على اساس الاصابة لمستخدم المياه قد يؤدى لتشوه اجنة الحوامل .قدم وتهالك شبكات المياه الارضية ورداءة صناعتها اوتصنيعها من مواد غير مطابقة واهمال صيانة خزانات الاسطح المخزن فيها الماء وعدم صيانة وتجديد الشبكات الداخلية لمواسير العمارات باخرى مطابقة للمواصفات القياسية يؤدى الى مياه غير صحية.
بعض او كل هذه الاشكال من التلوث تجعل الماء غير آمن او غير صحى اوملوث وينتفى الغرض اللذى كانت منه الفائدة بضر يتناسب وحجم وطبيعة وتركيز الملوث .
ولا يفهم من ان الماء الغير صالح للشرب لا يعنى حتما ان يكون صالحا للرى الزراعى او حتى الاستخدامات الصناعية بل ان لكل شروط وحسابات قياسية دقيقة تؤدى لنفس عظم درجة الخطورة وهذه هى المخاطر اللتى قد تواجهها الاجيال القادمة ان تركت بلا حسم .
وهناك صورا اخرى من تلوث الماء فلك ان تتخيل ان حرق الانسان للقمامه المحتوية على بلاستيك ومازوت وكيماويات ومتراكبات عضوية سامة من مخلفات المستشفيات يخلف عن ذلك ادخنة وغازات متصاعدة وتختلط فى الاجواء العليا بنفس الطريقة اللتى تتصاعد معها غازات ثانى اكسيد الكبريت واكسيد النيتروجين واكاسيد الرصاص المتصاعدة من المصانع وتختلط مع السحب والرطوبة الموجودة بالهواء مكونة احماض مثل حمض الكبريتيك وحمض النيتريك وتمتص هذه الاحماض داخل السحب الممطرة وعند ارتطامها بالقمم تتساقط مع قطرات الماء وتجرى معه لتسلك طريقها معه لتسكن الابار او البحيرات او الانهار والجداول المائية وحتما تصل للانسان .
ويؤكد العلماء بان هاك علاقة وطيدة باصابة الانسان بامراض السرطان واستعمال مياه غير صحية او تناوله لمياه لم تمر بمراحل المعالجة السليمة اووصولها اليه دون معالجة وانتشرت امراض تهاجم الانسان والحيوان والنبات لم تكن معروفة من ذى قبل وقد يعترى التطور التقنى والتكنولجى اضافات سلبية وعلاقات مسببه للتلوث ومثال ذلك مصانع البويات والصابون والصبغات والبطاريات والكيماويات والبتروكيماويات المتراصة على ضفتى المسطح المائى ويتخلف عن هذه المصانع عناصر ثقيلة سامة مثل متراكبات الرصاص والزئبق والكادميوم وغيرها وتسبب امراضا خطيرة ينتج عن مركباتها تشوهات الاجنة التخلف العقلى للاطفال امراض الكلى والرئتين والسرطان والعقم وكذلك متراكبات كيميائية يصعب التعامل معها كالسيانيد والفينول عادة تصب هذه المواد السامة فى المصبات الصناعية دون مرور بمحطات معالجة خاصة جدا لهذا الغرض للتخلص منها او لتقليل تركيز هذه العناصر للحد المسموح به لتتمكن محطات مياه الشرب من معالجتها قبل الضخ فى شبكات التوزيع طبقا لما سجلته وزارة الييئة من مخالفات وصدر لها احكام وغرامات مالية وهذه مشاكل التلوث الصناعى .
ولا يفوتنا الدور الفعال الذى تطورت فية الميكنة الزراعية وندرة العمالة الزراعية التقليدية المدربة على الاداء بالطرق البسيطة دون اى تدخلات كيميائية فاصبح العامل الزراعى يستحى من كلمة فلاح ولقد تداولتها للاسف الافواه مرتبطة بالاهانة والتحقير فهجر العمل وافسد الارض ويحسبون انهم يحسنون صنعا واصبح يانف التعامل مع المسمدات الطيعية السهلة الامتصاص للنبات دون اضرار بالتربة والنبات واصبح يستخدم الاسمدة الكيماوية وبدل من انتقاء الدودة والافات باليد والتخلص منها بما لا يضر البيئة اصبح استعمال المبيدات الحشرية وباسراف ودون خبرة او توعية واصبح ضارا للتربة وللنبات وللانسان لما خلفه من فوسفاتات ونترات ويوريا ومركبات عضوية والجزاء من جنس العمل فدفع ضريبة خموله لتوفير الراحه ورفاهية واهمة بالمرض والفشل الكلوى والتليف الكبدى ولو فكر لانشد هذا ما جنته على التقنية وما جنيت على نفسى شئ وهذه مشاكل التلوث الزراعى .
وادى التطور المعيشى فى البيئة غير الواعية والمنسلخة من اعظم مهنة وهى غرث الارض بما ينفع الناس من استخدام نصف دائرة التطور دون اكتمال لدائرة التطور كاملة فمن الطبيعى ان تبنى المنازل لنتشبه بالحضر فاصبحت متلاصقة دون وعى وبعشوائية تامة وبعيدا عن المجهر السيادى والتنظيمى وانبتت الارض اعمدة من خراسان بدلا من اعواد النخيل واصبحت الدولة متخمة بجسد نبت فيها ولا تعرفه كزائر بلا استئذان ولايهمه مصير مايعمل فالقى بفضلاته هووحيواناته فى بالوعات كالتى بالمدينة ولكن لم تكتمل الدائرة الطبيعية فلتذهب الى الجحيم ولتلقى فى نهر الحياه .
والنتيجة صرف صناعى وصرف زراعى وصرف صحى فى مجرى الحياه ذلك النهر الذى يبلغ طوله 6690كم ومساحته 2.9 مليون كم ويمر بتسع دول افريقية هى مصروالسودان واثيوبيا وتنزانيا و كينيا وزائيرو بورندى ورواندا واوغندا هذا هو نهر النيل الذى جسد اعظم حضارة و قدسه القدماء وعظمته الانبياء وغازلته الشعراء ودنسته ايدى الاشقياء فكنا ننظر بافلامنا القديمة بما يقرب من مئة عاما ماضية وترتجف قلوبنا بمشاهد نهر النيل الخلابة وكنا نشعر بانه يفوح عطرا ونسيما وشفاء لكل عليل كنا نمعن فيه وقد شقته وهذبت رموشه عيون السماء وبايدينا صار رثاء فكان اجدادنا يشربون من الترعة ومن ماء النيل وما كان يسمح لاحد ان يعكر صفوته او يخدش حياؤه او ينتهك حرمته
ساحة النقاش