من العادات الخاطئة وللأسف من اكثر النصائح الخاطئة شيوعا
ضرورة شرب الماء بكميات كثيرة بحجة تنظيف الجسم من السموم
وتنظيف الكلى والمحافظة على نضارة الجلد والبشرة
وهنا يشرح جورج أوشاوا تأثير هذا الفكر الخاطىء
بضرورة تناول سوائل كثيرة أو شرب ماء كثير بدون داعى
من منطلق أن ذلك مفيد للجسم ومُنظف للكلى ... فيقول :
لابد أن نعرف أن الكلى ليست أنبوبة صماء يتم صرف الماء منها
بشكل ميكانيكى عن طريق إدخال سوائل كثيرة جديدة
لكى تقوم هى بالصرف الكامل لها وتنظيف نفسها بذلك
فى الحقيقة الكلى ليست صماء ولكنها عبارة عن أنسجة مرنة ومسامية
هذه المرونة والمسامية تمكنها من ترشيح وطرد السوائل
وإعادة الإمتصاص مرة أخرى ... مثل الإسفنجة
فإذا أدخلنا إليها سوائل كثيرة تنتفخ لتمتصها
وهنا تضيق المسام الدقيقة الموجودة بها وتنكمش
مما يؤدى إلى عدم مرور كل السوائل التى تم تناولها إلى الخارج
ولكن يمر فقط جزء من هذه السوائل
والجزء الأخر الفائض يتم تخزينه فى الجسم خاصة فى الساقين
وإذا حدث لا قدر الله إنسداد لهذه المسام لأى سبب
مثل زيادة الكرياتينين فى الكلى من كثرة الإفراط فى تناول اللحوم
والمنتجات الحيوانية الأخرى
عندئذ يحدث إنسداد فى الكلى
فلا تسمح بمرور السوائل وتتدهور بشكل كبير
وقد تصل للفشل الكلوى
هذا فضلا عن أن زيادة السوائل فى الجسم
وعدم القدرة على التخلص منها يؤدى إلى
اجهاد القلب
ويكون السبب فى حدوث كل التضخمات لأعضاء الجسم
من تضخم للقلب او الكلى او الرئة ....
كما يؤدى إلى معظم أمراض العظام والأمراض الجلدية
وذلك بتطبيق مبدأ الأنثى والذكر الخاص بنظام الكون
لذلك يجب تقليل كمية المشروبات وحجم السوائل
المستهلكة فى اليوم على كافة أنواعها
ومن المُلاحظ
أنه من السهل تقليل كمية الطعام عن تقليل كمية المشروبات
وحجم السوائل التى يستهلكها الإنسان ؟
لأن جزء منها يتم تناوله بسبب العادة
مثل تناول الشاى والقهوة والمشروبات الغازية والعصائر
أو بسبب إجهاد وقصور فى طاقة الكلى
ويتم الشرب فقط عند الشعور بالعطش
ولكن إذا كان الشعور بالعطش مستمر ودائم
فيجب مراجعة حالة الكلى
هذا من وجهة نظر الماكروبيوتيك بخصوص الإفراط فى شرب الماء
اما من وجهة نظر الدراسات والأبحاث المعملية الأخرى
فقد وجدوا أن الإكثار من شرب الماء لا يُحسن الصحة !!!
وهذه دراسة جديدة صادرة عن جامعة بنسلفانيا الامريكية
خرجت لتنصح كل إنسان بشرب الماء فقط عندما يشعر بالعطش
وألا يشعر بأي قلق علي صحته اذا لم يشرب لترين أو اكثر
من الماء يوميا وذلك وحده كاف للحفاظ على صحة جيدة
وإعتبر الباحثون الذين قاموا بالدراسة
أن ثمة نقصاً في الأدلة العلمية حول منافع الإكثار من شرب الماء
ولايوجد أي سبب علمى لتبرير النصيحة الشهيرة
حول ضرورة شرب لتر ونصف من الماء يوميا
وقال ستانلي جولدفارب الذى قاد فريق البحث :
أنه ليس صحيحا أن الاكثار من الماء مفيد للكلى
ويزيد من كفاءة ادائها لوظائفها الطبيعية
والواقع أنه قد يؤدى إلي خفض قدرتها على القيام بوظيفتها الطبيعية
وأما بالنسبة لفائدة الماء فى الإقلال من الوزن فأشار جولدفارب
إلى أن التجارب لم تثبت ما يشير إلى ذلك
وكذلك الأمر فيما يتعلق بتحسين البشرة
وكل ما خرجت به الدراسة هى نصيحة مؤداها
((إشربوا الماء عند الشعور بالعطش ... وليس أكثر))
ساحة النقاش