الخدمة النفسية والارشاد النفسى الروحى الدينى

موقع متخصص فى الارشاد النفسى الدينى

<!-- news-table -->

الإرشاد النفسي الروحي (الديني) Counseling and spirituality

تمهـيد: يتزايد الإهتمام و الوعي في السنوات الأخيرة حول الإرشاد النفسي الروحي (الديني) أو العلاج النفسي الروحي. ولكن ماهو الإرشاد النفسي الروحي أو الديني و ماذا يمكن أن يقدم لنا هذا النوع من الإرشاد؟
تعتبر العملية الإرشادية في الإرشاد الروحي (الديني) كأي عملية إرشادية أخرى و لكنها تختلف بكونها تستخدم فنيّات دينية. و تهدف هذه العملية لمساعدة المسترشد على حل مشكلاته و تحقيق أهدافه و هذه الأهداف غالباً ما تكون ذات طابع ديني و ربما تكون أيضاً أهدافاً عقلية أو عاطفية أو حتى جسدية (Michigan couneling, 2008). إنه ومع تزايد و إنتشار حركة العصر الجديد المتمثل بالعلمانيين فإن الإرشاد النفسي الروحي (الديني) ما يزال له إهتمام بالغ و إنتشار أكبر في مختلف الثقافات والديانات. و أياً كان الهدف الذي يسعى المسترشد الى تحقيقه بمساعدة المرشد سواءٌ كان روحياً أو عاطفياً أو عقلياً فإن العملية الإرشادية في الإرشاد النفسي الروحي تقوم بالأساس على معتقدات و تعاليم ديانة معينة لتحقيق أهداف المسترشد من خلال الدين كأساس (michigan couneling, 2008).

إن الإرشاد النفسي الديني (الروحي) كأي نوع من أنواع الإرشاد يتطلب من المسترشد الإلتزام الصادق و النشاط داخل العملية الإرشادية و أن لا نتوقع بأي حال من الأحوال من المرشد أن يقوم بحل المشكلات وحده بدون أي تفاعل و إلتزام من المسترشد في الإرشاد النفسي الديني (الروحي), و ذلك للوصول الى الأهداف و أن يستطيع المسترشد أيضاً مواجهة المشكلات و الصعوبات التي تواجهه في المستقبل من خلال الإتصال مع الله في أي شكل من أشكال العبادة (michigan couneling, 2008).


تعريف الإرشاد النفسي الديني:
يعرف الإرشاد النفسي الروحي (الديني) بأنه مجموعة من الخدمات التخصصية التي يقدمها إختصاصيون في علم النفس الإرشادي لأشخاص يعانون من سوء توافق نفسي أو شخصي أو اجتماعي (Corey, 2005). و يهدف إلى مساعدتهم على تجنب الوقوع في مشكلات أو محن نفسية أو اجتماعية أو أسرية، وتقليل آثارها إذا وقعت، وتزويدهم بالمعارف الدينية والعلمية والمهارات الفنية لتحسين توافقهم النفسي مع هذه الظروف استرشاداً بالعبادات والقيم الدينية ، مثل : التقوى، والتوكل ، والصبر ، والإيمان ، والدعاء ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى استغلال فنيات وأساليب نظريات الإرشاد النفسي بأنواعها كوسائل معينة لمساعدة المسترشد على تحقيق النمو الذاتي وتحمل المسئولية الاجتماعية وتحقيق أهدافه المشروعة من الناحية الدينية في نطاق قدراته وإمكاناته (السهل, 2001).

أهمية الإرشاد النفسي الديني:
يمثل الدين أهمية كبيرة بما يمثله من جانب روحي وأخلاقي في الإنسان و يعتبر هو  حجر الزاوية في الإرشاد النفسي الديني، فهو يخاطب الروح بما يحمله من سمو ورفعة ، وما يحث عليه من أخلاق حميدة، وتمسك بالقيم والمثل العليا ، والإرشاد يبرز تلك الجوانب والأبعاد ، وتلك العلاقات التي تربط الإنسان بجوانبه المختلفة (Cahwell & Young, 2005).

و يستمد الإرشاد النفسي الروحي (الديني) أهميته من قسمين أساسيين: أهميته كإرشاد نفسي ، وأهميته كإرشاد ديني ، ويمكن توضيح ذلك كما يلي :
- القسم الأول : أهمية الإرشاد النفسي الديني كإرشاد نفسي :
يؤدي الدين جملة من الوظائف التي لا غنى عنها لكل من الفرد والجماعة ، وكونه عاملاً مهماً في حياة الإنسان النفسية ، وعنصراً أساسياً في نمو شخصيته ، وأعظم دعائم السلوك ، حيث يوفر قاعدة وجدانية تضمن الأمن والاطمئنان النفسي والاتزان الانفعالي، وتفاؤل وحب للحياة، وعدم النظرة إليها نظرة تشاؤمية، وتأكيد الهوية؛ لما يوفره الإحساس الديني من الإحساس بالسعادة والرضا والقناعة والإيمان بالقضاء والقدر، ويخفف من وطأة الكوارث والأزمات التي تعترض طريق الفرد، فيشعر الفرد بالاطمئنان وعدم الخوف أو التشاؤم من المستقبل، من خلال إطار علاقة الإنسان بخالقه، التي تعد موجهاً لسلوكه في شتى منـاحي الحياة، وفي كل مرحلة عمرية من حياة الإنسان (العيسوي, 2002).

وتتسم مرحلة المراهقة بنوع من اليقظة والنضج الديني، والحاجة إلى تعقل الدين والشعائر الدينية، وإن علم النفس وعلم الاجتماع قد أفردا فرعاً مستقلاً لتناول الظاهرة الدينية سميا : علم النفس الديني (The Pychology of Religiou) وعلم الاجتماع الديني (The Sociology of Religiou) على أساس أن الدين يعد تجسيماً لأعلى الطموحات الإنسانية باعتباره حصن الأخلاق، الذي يعد المصدر الأساسي لأمن الأفراد لتحقيق السلام الداخلي لهم (الهرماسي, 1990).

وأظهرت الكثير من البحوث والدراسات أن الدين يؤدي دوراً إيجابياً في الوقاية من أعراض الاضطرابات النفسية لدى المراهقين ؛ نظراً لارتباط ارتفاع مستوى التدين بالكثير من الجوانب الإيجابية لدى الأفراد، فيؤدي إلى صحة نفسية أفضل وقدرة أكبر على مجابهة الأمراض والتغلب على آثارها السلبية وسرعة الشفاء من الأعراض النفسية والقدرة على تحمل الضغوط الناتجة عن أحداث الحياة القاسية (Smith, 2003).

و لقد أشارت العديد من الدراسات كدراسة(Bergin, 1987)، ودراسة (Watong, 1989)، ودراسة أخرى قام بها (رشاد علي موسى, 1992) إلى وجود علاقة ارتباطيه موجبة بين التوجهات الدينية وتقدير الذات، و وجود علاقة ارتباطية سلبية مع كل من القلق و الاكتئاب، وأن الأفراد الأكثر تديناً أقل قلقاً واكتئاباً وأكثر تأكيداً لذواتهم (الحديبي, 2010).

ويؤدي الإحساس الروحي (الديني) إلى الشعور بالرضا والسعادة و الاقتناع والإيمان بقدرة الله ، الذي يعين الشخص ويجعله قوياً لمواجهة الضغوط، ويمنح اليقين و الوثوق والقوة لمواجهة الأزمات و المشاكل و التحديات التي تعترض له في مجرى حياته، فيكون له الملتجأ وقت الشدة، الذي يشعره بالأمان الكافي وعدم الخوف و البعد عن التشاؤم، لليقين بأن الله هو المسيّر للأحداث من أجل الأفضل دائماً، والذي يتحقق للفرد من خلال الصلاة، والشكر مما يوفر له أسمى صور الـدعم والطمأنينة (Frame, 2003).

ولذلك يذهب كل من Kipartrick, 1994)) و (ربيع عبد العليم, 1997)إلى أنه مع هذا الدعم تتناقض مشاعر الخوف والقلق، وخاصة قلق المستقبل، فيطمئن الفرد على مصيره المستقبلي؛ الأمـر الذي يسهم في تحقيق السـواء النفسي، لاعتباره بعداً أساسياً للشخصـية السوية (الحديبي, 2010).
وإن كل نظرية إرشادية، وحتى الإرشاد النفسي التكاملي أهمل أهم مؤثر في النفس الذي يسبب الوحدة والتكامل للإنسان، ألا وهو " الروح " ، وعلاقة الفرد بربه (الخراشي, 1999).

- القسم الثاني: أهمية الإرشاد النفسي الديني كإرشاد ديني:
إن التدين يحتل مكانة بارزة بين حاجات الأفراد، بكونه دافعاً فطرياً لدى الفرد لعبادة الله، وطلب العون و الحاجة من الله، وقد أعتبره (Allport) في دراسة له بأنه حاجة نفسية موروثة، فمعظم الناس عبر تاريخ البشرية يمارسون شكلاً ما من أشكال التدين، يمثل لهم محدداً لهويتهم (الحديبي, 2010).

لذا يشير (الريماوي ,1986) إلى أن الحاجة للتدين استعداد فطري عند الإنسان ، وهي حاجة ملحة نامية، يتعلم الفرد كيف يشبعها من خلال عمليات التنشئة الاجتماعية في البيت والمدرسة، وأن التدين الحقيقي الجوهري أفضل من التدين الظاهري في إشباع الحاجة إلى التدين، وينادي علماء علم النفس والطب النفسي والصحة النفسية بضرورة تنمية الحاجة إلى الدين وإشباعها للوقاية من الاضطرابات النفسية.

إن الإرشاد و العلاج النفسي الجيد و الفعال هو الذي يرتبط بثقافة المجتمعات ويتفهّم و يتفق مع معتقداتها و دينها وقيمها، ويساند نظرة الإنسان فيها إلى الحياة، وعلى المرشد أو المعالج النفسي أن يكون واعياً بخصوصيات ثقافة المسترشد و قيمِه و ثقافته و إن الدين يعتبر أحد أهم القيم الثقافية, حتى يرشده ويعالجه في إطارها (Patteron, 1986).

الفرق بين الإرشاد النفسي الديني و الوعظ الديني:
هناك فرق يبدو كبيراً بين الإرشاد النفسي الروحي (الديني) وبين الوعظ الديني. فالوعظ الديني فيه تعليم للشخص وتوجيه, غالباً ما يكون من جانب واحد، وهو كما نسمع في دور العبادة وفي البرامج الدينية في الإذاعة والتلفزيون مثلا. ويهدف الوعظ الديني إلى تحصيل و توجيه معلومات دينية منظمة فقط، أما بالنسبة للإرشاد النفسي الروحي (الديني) فهو يهتم بتكوين حالة نفسية متكاملة نجد فيها السلوك متماشياً ومتكاملا مع المعتقدات الدينية للمسترشد، مما يؤدي إلى توافق الشخصية والسعادة ويؤدي إلى الصحة النفسية, والمرشد النفسي يستطيع أن يقوم بالإرشاد النفسي الروحي، ولكنه لا يستطيع أن يقوم به وحدة (Eugene, 1995).



فنيات الإرشاد النفسي الديني:
أن اختيار المعالج النفسي أو المرشد النفسي للفنيات و الأساليب في عملية الإرشاد النفسي الروحي (الديني) يتوقف على شروط مهمة، وهذه الشروط هي:
1- أن يعرف المرشد أن استخدام أي فنية إرشادية إنما تساعد في تحقيق التعزيز الإيجابي للناحية الروحية للمسترشد.
2- أن يستخدم المرشد النفسي الفنيات الموجودة في الدين الذي يؤمن به، بالإضافة إلى الفنيات الأخرى، كفنيات التحليل النفسي مثلاً, أو فنيات العلاج السلوكي، أو فنيات العلاج المعرفي, أو العلاج الوجودي و غيرها.
3- الاندماج الديني (Religiou Involvement) أي المشاركة الدينية بين المرشد والمسترشد داخل العملية الإرشادية و التي تؤدي إلى العلاقة القوية وإزالة الفوارق بينهما ((Worthington,1993.

و يذهب البعض بالقول بأنه لا توجد فنيات محددة للإرشاد والعلاج النفسي الديني، ولكن المرشد النفسي يستخدم الفنيات التي يتميز بها الإرشاد النفسي الديني أو الموجودة في الإرشاد النفسي بشكل عام, فهو يستخـدم فنيات العلاج التحليلي، أو فنيات العلاج السلوكي مثلاً، أو فنيات العلاج المعرفي، و الديني. فالعلاج النفسي الديني هو علاج شامل لاتجاهات واستراتيجيات علاجية أخرى كثيرة، حيث يظهر له جانب تحليلي يبرز كيفية تناوله وتحليله لأسباب وأعراض الاضطراب النفسي لدى الشخص، مثل ما يقوم به المعالج أو المرشد النفسي الديني أثناء المقابلة الإرشادية في الكشف عن مكبوتات اللاشعور, وتعريفها وإخراجها إلى حيز شعور المسترشد لعلاجها، كما يحدد المعالج أو المرشد النفسي النمو الديني و القيم المؤثرة على المسترشد، وكيفية الإفادة منها في العملية الإرشادية، بالإضافة إلى امتلاكه جانباً إنسانياً يبرز في تعامله مع الإنسان كوحدة كلية شاملة، و في نظرته لصاحب الإرادة القوية والعقيدة الصحيحة على أنه مسئول عن اختياراته و أفعاله و أقواله، مما يجعله متمتعاً بالتوافق والصحة النفسية، بالإضافة إلى الجانب المعرفي المتمثل في تناول العمليات المعرفية العقلية وآليات التفكير الشامل، أما الجانب السلوكي في الإرشاد و العلاج النفسي الديني فيتمثل في استخدامه مبادئ وقوانين التعلم، وتعديل السلوك لمساعدته في التغلب على اضطراباته النفسية، بالإضافة إلى أساليب الترغيب والترهيب من وسائل الثواب والعقاب (العيسوي, 2002).

وقد أشار كلاً من مارتن و كارلسون (Martin & Carlon, 1988) إلى أن الصلاة تعد من أقدم الفنيات التي تستخدم في التدخلات العلاجية، وقد أُشير أيضاً إلى أن الصلاة هي فنية علاجية مناسبة لخفض القلق لدى الأفراد, فيتعلم الفرد منها الاسترخاء الذي يسهم كفنية للعلاج النفسي الروحي (الديني) في تخفيف أزمات الحياة الصعبة، وتكوين اتجاهات جيدة و مناسبة للتعامل مع ظروف هذه الحياة، والاقتناع بأن الأمر كله بيد الله (Corey, 2005).

مفهوم الارشاد النفسى الدينى من منظور إسلامي:
الإرشاد النفسي الديني عند (صبحي, 1988) هو أحد المساعدات الإرشادية التي تستخدم كأداة للتغلب على العقبات التي تقف في سبيل التوافق النفسي، و تحقيق الحاجات النفسية و الفسيولوجية لدى الأفراد بصفة عامة، والشباب بصفة خاصة, وذلك عن طريق الإفادة من محتوى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة كأحد المساهمات في تصحيح الأفكار والتصورات الخاطئة.

وقد أُشير أيضاً بأن الإرشاد والعلاج النفسي الديني هو أسلوب توجيه و استبصار يعتمد على معرفة الفرد لنفسه، ولربه، ولدينه، وللقيم والمبادئ الروحية و الخلقية، وهذه المعرفة غير الدنيوية المتعددة الجوانب والأركان تعتبر مشعلاً يوجه الفرد في دنياه، ويزيده استبصاراً بنفسه، وبأعماله، وطرائق توافقه في حاضره ومستقبله. وقد أشار هذا التعريف إلى عمليتي التوافق والاستبصار كهدفين مهمين للإرشاد والعلاج النفسي الديني (فهمي, 1987).

و لقد عرّف (زهران, 1999) الإرشاد والعلاج النفس الديني بأنه أسلوب توجيه وإرشاد وتربية وتعليم، يقوم على معرفة الفرد لنفسه ولدينه ولربه والقيم الروحية والأخلاقية. وأنه عـلاج نفسي تدعيمي، يوفـر نوعاً من الإرشاد الدعوي.

وعرّف أيضاً (مرسي و محمد, 1997) الإرشاد والعلاج النفسي الديني الإسلامي بأنه عمليات تعلم وتعليم نفسي اجتماعي, تتم في مواجهة بين شخص متخصص في علم النفس الإرشادي (مرشد), وشخص أخر يقع عليه التوجيه والإرشاد (المسترشد)، و يستخدم فيه فنيات وتقنيات وأساليب فنية ومهنية، ويهدف إلى مساعدة المسترشد على حل مشكلاته ومواجهتها بأساليب توافقية مباشرة، وإعانته على فهم نفسه، ومعرفة قدراته وميوله وتشجيعه على الرضا بما قسم الله له، وتدريبه على اتخاذ قراراته بهدي من شرع الله حتى ينشأ عنده طلب الحلال بإرادته، وترك الحرام بإرادته, ويضع لنفسه أهدافاً واقعية مشروعة، ويفيد من قدرته بأقصى وسعها في عمل ما ينفعه وينفع الآخرين، ويجد تحقيق ذاته من فعل ما يرضي الله فينعم بالسعادة في الدنيا والآخرة.

و كذلك عرّف (إبراهيم, 1980) الإرشاد والعلاج النفسي الديني بأنه عملية توجيه وإرشاد وعلاج وتربية وتعليم تتضمن تصحيح وتغيير تعلم سابق خطأ، وهو إرشاد تدعيمي يقوم على استخدام القيم والمفاهيم الدينية والخلقية، ويتناول فيه المرشد مع المسترشد موضوع الاعتراف والتوبة والاستبصار، وتعلم مهارات وقيم جديدة تعمل على وقاية وعلاج الفرد من الاضطرابات السلوكية والنفسية.
و حول هذا التعريف يرى (رجب, 2009) أن هذا التعريف يتضمن عدداً من النقاط المهمة، فقد أشار التعريف إلى تصحيح وتغيير التعلّم السابق الخاطئ واستبداله بالتعلّم الصحيح وهو مبدأ مهم من مبادئ النظرية السلوكية والعلاج المعرفي السلوكي، كما أشار التعريف إلى العلاج التدعيمي كأحد الاتجاهات العلاجية الحديثة، فضلاً عن إشارة التعريف إلى الاستبصار والوقاية كنقاط مهمة مميزة للإرشاد والعلاج النفسي الديني، فالإرشاد وقاية، والعلاج يهدف إلى الاستبصار. وبهذا المعنى يكون هذا التعريف قد أضاف وصفاً لعملية الإرشاد النفسي الديني من حيث : كيف تتم ؟ وأهميتها في وقاية الفرد من الاضطرابات السلوكية والنفسية.

وقد عرّف (خضر, 2000) الإرشاد النفسي الديني بأنه محاولة مساعدة الفرد لاستخدام المعطيات الدينية للوصول إلى حالة من التوافق تسمح له بالقدرة على ضبط انفعالاته إلى الحد الذي يساعده على النجاح في الحياة. و في تعريف آخر ترى (ياركندي, 2003) أن الإرشاد النفسي الديني هو استخدام مبادئ وأحكام الدين في توجيه سلوك الأفراد بحيث يتفق مع هذه المبادئ والأحكام. بينما عرّف (الأحمد, 1999) الإرشاد النفسي الديني بأنه مجموعة من الأساليب والمعارف والخدمات يقدمها أخصائيون في الإرشاد معتمدين على القرآن والسنة, بهدف تحقيق الصحة النفسية.

ويعرّف أيضاً (الحبيب, 2005) الإرشاد النفسي الديني بأنه طريقة من الطرق الإرشادية التي تستخدم فنيات الدين وقيمه ومفاهيمه في إصلاح عيوب النفس وإرجاعها إلى فطرتها السليمة التي فطرها الله عليها. و في تعريف آخر يرى (المهدي, 2005) أن الإرشاد النفسي الديني هو إرشاد روحي بمعناه الغيبي غير المحسوس بالإضافة إلى الاهتمام الملحوظ بالعلاج النفسي الذي أخضع للدراسة على صعيد العلم و التجربة أحياناً، وبذلك يجمع بين الأخذ بالأسباب واللجوء إلى خالقها.

كل هذه التعريفات عرضت للإرشاد والعلاج النفسي الديني كعملية لها أهدافها وفنياتها و مبادئها و مراحلها، ولكن لم تحدد أي الأديان، ولذلك يقصد الباحـث بالإرشـاد النفسي الديني الإرشاد النفسي الديني الإسلامي, لأن الإرشاد النفسي الديني يشتمل على كل الرسالات السماوية. حيث أعطى الدين الإسلامي تصوراً كاملاً عن النفس الإنسانيـة في صحتها ومرضـها، كما أنه الرسالة الخاتمة، التي جاءت لتناسب كل زمـان ومكان وللإنسانية عامـة. ويتضح من العرض السابق لمفهوم الإرشاد النفسي الديني من المنظور الإسلامي أنه ركز على أنه شكل من أشكال الإرشاد النفسي الحديث يستمد أساسياته وفنياته من الإسلام، وأنه ذو فعالية في تخفيف الاضطرابات النفسية، الأمر الذي يسهم في تحقيق الاتزان الروحي والاستقرار النفسي في نهاية المطاف (رجب, 2009). و يرى بأن العلاج النفسي الديني هو أحد أنواع العلاج النفسي المحددة المبادئ، و المفاهيم، و الأسس، و الخطوات، والفنيات التي تهتم بتوجيه المسترشد إلى الاهتمام بعلاج الاضطراب الذي يعانى منه وفق المفاهيم الدينية الصحيحة، و الأفكار السليمة التي تساعده على التوافق النفسي، و الاجتماعي، و الروحي (رجب, 2009).

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 2285 مشاهدة
نشرت فى 18 فبراير 2013 بواسطة psyedu67

ساحة النقاش

الخدمة النفسية والارشاد النفسى الروحى الدينى

psyedu67
الخدمة النفسية والارشاد الروحى الدينى »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

108,130