قالت المعالجة النفسية والأسرية الدكتورة وداد العيسى ان بناء تقدير مرتفع للذات لدى المراهقين يعد بمنزلة مضاد حيوي يحميهم من الانحرافات السلوكية. وأضافت العيسى لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم ان كثيرا من الانحرافات التي يعانيها المراهقون مثل تعاطي المخدرات أو التدخين يكون نتيجة انخفاض في تقدر الذات. واوضحت أن المراهق الذي يكون لديه تقدير مرتفع للذات يحافظ على نفسه من مثل هذه الآفات كما أن ثقته بنفسه تمنعه من أن يسمع ويصدق من يحاول أن يدخله في هذا الانحراف السلوكي مضيفة أن كثيرا من المراهقين ممن يتشبه بالجنس الآخر يكون التقدير لذاته منخفضا. وقالت ان التقدير المرتفع للذات يعني شعور المرء بأنه "قادر على فعل أمر ما ومن أمثلة ذلك الحديث أمام الجمهور أو تحقيق أمر ما في حياته بمعنى قدرته على الاعتماد على نفسه". وأشارت الى ان ذلك التقدير يتشكل في مرحلة الطفولة من خلال تربية الوالدين والأهل ومن ثم يأتي دور المدرسة والمربين في تشكيل الشخصية مستغربة قيام الكثير من الأسر بتحطيم تقدير الثقة لدى أطفالها ومراهقيها كأن تقول لهم "انك لن تفهم أبدا أو أن تصف مدرسة الفصل التلميذات بأنهن في فصل الغبيات أو الكسالى". ودعت الأسرة الى أن تغرس في أبنائها تحمل المسؤولية حتى تبني الثقة لديهم بأنهم قادرون على فعل شيء ما وأنهم يستطيعون انجاز مهامهم ومسؤولياتهم في الحياة. ودلت العيسى على الأمارات والعلامات التي تدل على ثقة الأبناء بأنفسهم مثل قدرة المراهق على التعامل مع الآخرين ممن يكبرونه سنا وأن يعتقد المراهق في نفسه اعتقادات ايجابية أنه مقبول ومحبوب بما يعني أن نظرته لنفسه تعد مؤشرا على التقدير المرتفع للذات. واضافت ان من العلامات الأخرى للتقدير المرتفع للذات أن يكون لدى المراهق طموح يسعى الى تحقيقه مستقبلا بدلا من أن يقول "انني أريد أن أنجح في الدراسة فقط وأن أحصل على أي وظيفة كانت". وطالبت الأسرة بأن تغرس اتجاهات ايجابية في نفوس الأبناء تجاه ذواتهم بأنهم أكفاء وأن الأسرة واثقة بأنهم سيحققون نجاحات في حياتهم داعية الوالدين والمربين الى ان يفصلوا بين سلوك المراهق وذاته "فعندما يخطئ المراهق يتعين أن نفصل بين خطأه وذاته فنرفض الخطأ ولكن لا نرفض المراهق نفسه". وأوضحت ان مرحلة المراهقة مرحلة يحدث فيها تغيرات بيولوجية قد تقلل من تقدير الذات لدى المراهقين وهنا يأتي دور الأهل والمربين في التشجيع ورفع تقدير الذات لديهم.