تغريد سليمان

موقع الإرشاد والصحة النفسية

نموذج التدخل السلوكي Behavioral Intervention Model:
ان الهدف الرئيسي لنموذج التدخل السلوكي هو زيادة انماط السلوك المرغوبة والتقليل من انماط اسلوك الغير مرغوبة، وذلك من اجل تحقيق مزيد من التوافق بين الافراد وبين بيئاتهم الاجتماعية، حيث امكن استخدام الخدمة الاجتماعية السلوكية مع كثير من المشكلات التي يتعامل متعها الاخصائيون الاجتماعيون، فعلي سبيل المثال تمارس أساليب التدخل السلوكي في المؤسسات التي تعمل مع الجانحين ومكاتب الخدمة الاجتماعية المدرسية. وقد قام هارتمان Hartman بدراسة تقيمية للتعديل السلوكي في مؤسسات الاحداث بولاية اوهايو الامريكية واستخدم ثلاثة اسس لتعديل عادات الجانحين وهي النمذجة Modeling والتدعيم Reinforcement والتشريط المضاد Conditional Counter. كذلك اوضح كامبريل 1981 طريقة استخدامه للأساليب السلوكية مع العديد من المشكلات التي يعاني منها الأطفال المهملين والجانحين وآبائهم Paye, (1997).
ووصف هربرت استخدام الاساليب السلوكية مع العديد من مشكلات الاطفال، وحدد كل من ثاير وهودسون (Thyer & Hudson, 1987). العلاقة بين التعديل السلوكي والخدمة الاجتماعية السلوكية كالتالي (الخدمة الاجتماعية السلوكية هي نموذج يستخدمه الاخصائيون الاجتماعيون يتكون من أساليب فنية تقوم على اساس تطبيقات نظريات التعلم والتي تتضمن الاشتراط الاجرائي والاشتراط الاستجابي) (Thyer, 1987)، حيث يرى الكاتبان ان الاخصائيين الاجتماعيين غير ملزمين باستخدام النموذج السلوكي ككل، ولكنهم يستطيعون استخدام بعض اجزائه التي تفيدهم في عملهم.
وتعتبر اساليب التعديل السلوكي من اهم الاساليب التي يمكن ان يستخدمها الاخصائي الاجتماعي اذا كان الهدف من تدخله المهني هو تعليم العميل نمط سلوكي جديد او تعديل نمط سلوكي قائم وغير مرغوب فيه. وعادة ما يوظف الاخصائي الاجتماعي اساليب التدخل السلوكيه عندما يحاول تقوية او اضعاف نمط سلوكي مستهدف. ويشير مفهوم السلوك المستهدف Target Behavior الي انماط السلوك المحددة اجرائياً والقابلة للقياس والتي تقع في اطار تركيز التدخل المهني. ونذكر من اهم هذه الاساليب ما يلي:

اسلوب التدريب السلوكي Target :Behavior
يتم من خلال هذا الاسلوب مساعدة العميل على تعلم انماط سلوكية جديدة للتعامل مع مواقف معينة. ويعتبر اسلوب التدريب السلوكي من الاساليب النابعة من العلاج السلوكي والتي تستهدف تعليم العميل كيفية التعامل مع بعض مواقف التعامل الخاصة مع الآخرين والتي يشعر بانه غير معد لها. ويساعد هذا الاسلوب على التقليل من معدل القلق وكذلك بناء ثقة العميل بنفسه عندما يصبح قادرا على التعامل مع مثل هذه المواقف. ويعتبر هذا الاسلوب شكلاً من اشكال لعب الدور الذي يعتمد على النمذجة والتدريب.
ومثل كل أشكال لعب الدور فان التدريب السلوكي يتيح للعميل فرصة اختبار انماط سلوكية جديدة في بيئة تتسم بالحماية (المؤسسة) بدون التعرض للفشل. فعلى سبيل المثال فقد يستخدم هذا الاسلوب لاعداد العميل لمقابلة مرتبطة بالحصول على وظيفة (حيث يتخذ الاخصائي دور صاحب العمل ويدير المقابلة مع المتقدمين للوظيفة). وعندما يقوم العميل بممارسة السلوك يقوم الاخصائي باعطائه ملاحظاته واقتراحاته والاساليب البديلة للتصرف.
ان من اهم حدود الاستفادة من هذا الاسلوب هو ان العميل قد يؤدي بنجاح ما قد تعلمه من سلوك جديد في وجود الاخصائي ولكنه قد يصبح غير قادراً على القيام بهذا السلوك في بيئة الطبيعية. واحياناً ما يفرض المواقف الواقعية للعميل مشكلات لم تكن متوقعة اثناء جلسة الممارسة.
أسلوب التعزيز Reinforcement:
يشير مفهوم التعزيز Reinforcement الي ان اي حادثة او نشاط من شانه ان يزيد من احتمال حدوث السلوك المستهدف بصورة اكثر تكراراً مما كان عليه في الماضي. وهناك شكلان من التعزيز هما التعزيز الايجابي Positive والتعزيز Negative. ويتضمن التعزيز الايجابي اضافة او تقديم او اعطاء شئ ما للعميل (مثل توجيه الانتباه نحو العميل - منحه هدية ما - اعطائه امتياز معين) يكون له تأثير مباشر في زيادة السلوك المستهدف.
يوجد نوعين من المعززات الايجابية هما المعززات الاولية Primary reinforces والتي تتضمن المكافآت الفطرية الطبيعية مثل الغذاء والشراب والدفء وغيرها، اما المعززات الثانوية Secondary فهي المتعلمة والتي ترتبط بالمعززات الاولية مثل النقود والملابس الجديدة والألعاب وغيرها حيث تعتبر المدعمات الاجتماعية (المدح والاهتمام والتهاني وغيرها) من المعززات الثانوية.
وعموماً فان كلا من أساليب التعزيز الايجابي والسلبي تزيد من احتمال تكرار أو شدة او مدة وقوع السلوك المستهدف. أما التعزيز السلبي فانه يتضمن إزالة بعض المثيرات الكريهة او غير المريحة للعميل نتيجة قيام العميل للسلوك المطلوب او التي تقف عائقاً امام قيام العميل بالسلوك المستهدف. وغالبا ما يخلط البعض بين التعزيز السلبي والعقاب بالرغم من ان الاثنين ليسا شيئا واحداً، فالعقاب يضعف من السلوك المستهدف بينما يقوي التعزيز السلبي هذا السلوك.
ان تقديم المعززات الايجابية للعميل من قبل الاخصائي الاجتماعي لا يتسم بالارتجال او العشوائية ولكن يتم من خلال برنامج منظم يسمى بجداول التدعيم التي


تنقسم الي نوعين:

جـداول منتظمة جــداول متقطعة


وتوضح الجداول المنتظة ان التعزيز يقدم للعميل بشكل مستمر عقب كل مرة يقع فيها السلوك المرغوب، اما الجداول المتقطعة فتوضح ان تقديم التعزيز يحدث اما بعد عدد المرات بشكل ثابت يتوقعة العميل او متقطع لا يتوقعة العميل (جداول النسبة)، او ان يقدم التعزيز بعد فترة من الزمن وليس بعد وقوع انماط السلوك المطلوبة اي بعد اسبوع مثلاً أو اسبوعين وهكذا، ويكون ذلك ايضا بشكل ثابت يتوقعه العميل او غير ثابت لا يتوقعه العميل (جداول الفترة). وهنا عندما يقوم الاخصائي الاجتماعي مساعدة العميل على اكتساب نمط سلوكي جديد فمن المفضل ان يبدأ بتطبيق الجداول المنتظمة حتى يتعود العميل على ممارسة السلوك ثم ينتقل بعد ذلك الي الجداول المتقطعة.
ان استخدام التعزيز في لاخدمة الاجتماعية السلوكية لا يتعدة مجرد اسلوب للتعديل السلوكي وليس هدفا في حد ذاته، حيث يستخدمه الاخصائي الاجتماعي لتشجيع العميل على القيام بالسلوك المرغوب. لذلك فان الاستمرار في تقديم المعزز بشكل منتظم او مستمر قد يوجد لدى العميل نوعا من الربط بين القيام بالسلوك والتعزيز وبالتالي لا يقوم بالسلوك الا إذا حصل على التعزيز المناسب، ومن هنا يجد الاخصائي انه من الضروري الانتقال من جداول التعزيز المستمرة الي الجداول المتقطعة وخاصة التي لا يتوقع العميل من خلالها وقت او مرات الحصول على التعزيز.
أسلوب العقاب Punishment:
يعتبر العقاب كاحد اساليب التعديل السلوكي الذي لا يعبر عن احداث الم للعميل ولكن بتعريف العميل بالنتائج السلبية التي لا يتعرض لها العميل بالنتائج السلبية التي يتعرض لها العميل نتيجة لقيامه بسلوك معين، ويقصد بالعقاب النتائج المعنوية وليس الاثر المادي بمعنى تعريض العميل للالم الجسدي، فيستخدم الاخصائي الاجتماعي هذا الاسلوب لاضعاف سلوك معين او التقليل من معدل حدوثه. الا ان هناك اعتبارات اخلاقية وقانونية تعيق استخدام الاخصائي الاجتماعي لهذا الاسلوب والتمادي فيه. وعادة ما تمنع معظم المؤسسات وبرامج العلاج استخدام اسلوب العقاب للعديد من الاسباب منها:
1) غالبا ما تكون نتائج العقاب قصيرة المدى.
2) من الممكن ان يصبح اسلوب العقاب اكثر خطورة عندما يستخدم مع العملاء الغاضبين او المحبطين.
3) ربما يقلل العقاب من احتمال وقوع السلوك المستهدف ويزيد من مخاوف العميل للاستجابة لمواقف الحياة الطبيعية.
4) ربما يعرض العقاب البدني الاخصائي الاجتماعي للمساءلة القضائية أو الاتهام بارتكاب جريمة.
أسلوب الانطفاء الاجرائي Operant Extinction:
يستهدف هذا الاسلوب التقليل من معدل وقوع الاستجابات غير المرغوبة والتي تم زيادة معدل وقوعها من خلال مدعم ايجابي معين حيث يتم ذلك من خلال انهاء العلاقة بين هذه الاستجابة وبين المعزز الايجابي الذي ادى الي حدوثها عن طريق وقف التدعيم عند صدور الاستجابة. ويعتمد هذا الاسلوب على فرضية ان السلوك الذي لا يجد تدعيماً فان ذلك سوف يقلل من فرص ومعدلات وقوعه وتكراره. ومن امثلة ذلك الطالبة التي يتسم سلوكها بالتهريج والسخرية داخل الفصل (استجابة سلوكية) لانها تجد تشجيعاً من زميلاتها يتمثل في الضحك والانتباه اليها عندما تصدر هذا السلوك (تعزيز). فاذا ما اردنا الغاء هذا السلوك او التقليل من معدل وقوعه فيمكن اقناع الطالبات بعدم الضحك او إعطاؤها الاهتمام عندما تقوم بهذا السلوك (سحب المعزز).
أسلوب تشكيل الاستجابة Response Shaping:
يستخدم هذا الاسلوب لبناء او تشكيل سلوك جديد من خلال التعزيز، حيث يتم ذلك بشكل تدريجي، عن طريق تجزئة السلوك الي وحدات صغيرة فيتم تعزيز كل وحدة ينجح العيمل في ادائها. فإذا أردنا مثلاً ان نكسب طالبة سلوك المشاركة داخل الفصل، فقد نبدا مثلا في سؤالها عن اي جزء لا تفهمه في الحصة (اعطاؤها الانتباه)، وعندم اجابتها على السؤال وتحديدها لنقطة معينة (منحها الفرصة للمشاركة)، ثم يبدأ المدرس الاجابة على سؤالها (تأكيد الاهتمام)، ثم يطلب منها التعقيب على هذه الاجابة او القيام باستخدام هذه الاجابة في موضوع آخر مماثل أو إعطاء أمثلة مشابهة (تعميم الانتباه وتأكيده). ونلاحظ انه يجب على الاخصائي ان يأخذ في اعتباره عند تطبيق هذا الأسلوب مايلي:
1) البدء بالوحدات السلوكية البسيطة ثم ينتقل الي الاكثر تعقيداً.
2) الا ينتقل الي اي وحدة سلوكية جديدة الا بعد التأكد من اتقان العميل للوحدة السابقة.
3) يجب ان يتناسب مستوى التعزيز مع مستوى صعوبة السلوك الذي أداه العميل.
4) ربما يعرض العقاب البدني الاخصائي الاجتماعي للمساءلة القضائية أو الاتهام بارتكاب جريمة.
أسلوب الانطفاء الاستجابي Response Shaping:
يستخدم الاخصائي الاجتماعي هذا الاسلوب عندما يرغب في تقليل مشاعر الخوف التي تنشأ عند العميل نتيجة لمثير شرطي كان محايدا في الاصل، ويتم ذلك من خلال تقديم المثير الاصلي بشكل متكرر دون الربط بينه وبين النتيجة مما يؤدي الي انطفاء استجابة للمثير تدريجياً.
مثال: طالب يهرب من الفصل بسبب ضرب مدرس الحساب له او اهانته. فالمثير هنا هو مدرس الحساب والاصل فيه ان يكون مثيراً لارتياح الطالب إذا كان يعامله معاملة حسنة او على الاقل مثيرا محايدا لا يثير استجابة الخوف لدي الطالب، ولكنه اصبح مثيرا شرطيا لاستجابة الخوف لتكرار سلوك الضرب او الإهانة منه. فإذا حاول الاخصائي الاجتماعي ان يقنع المدرس بالكف عن الضرب أو إهانة الطفل (اي تقديم المثير الشرطي - مدرس الحساب - عدة مرات دون المزاوجة بينه وبين الضرب أو الإهانة) فان استجابة الخوف سوف تتلاشى تدريجيا حتى تنطفئ ويكف الطالب من الهروب من الفصل في حصة الحساب.

 

 

<!-- / message --><!-- stamps hack --><!-- / stamps hack -->

   

<!-- controls -->
المصدر: منتديات الصحة النفسيه
  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 4705 مشاهدة
نشرت فى 24 مارس 2011 بواسطة psycolog

ساحة النقاش

أ/ تغريد سليمان

psycolog
يختص الموقع بكل ما يهم الصحة النفسيه لإنسان بأعتبارها قوام الحياه الصحيحه »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

147,205