أميرات الخط العربي

رحاب وشيماء عبدالله

  • المعرض سيشهد الإعلان عن إطلاق مشروع (الخطاط القطري)
  • تسجيل رقم جديد في موسوعة غينيس بأكبر لوحة مذهبة في العالم

كتب – عمرو توفيق :

افتتح سعادة السيد أحمد بن عبد الله المري وزيرالأوقاف والشؤون الإسلامية صباح أمس معرض «أقلام» لفنون الخط العربي والزخرفة والتذهيب وذلك ضمن احتفالات الدولة ببدء تداول مصحف قطر ويستمر المعرض لمدة أسبوع وينظمه مركز قطر الثقافي الإسلامي «فنار» بمشاركة نخبة من كبار المبدعين في الخط العربي وأعمال التذهيب والزخرفة والرسم على الماء «الإبرو».
وقد حضر حفل الافتتاح عدد من المسؤولين في الدولة، بالإضافة إلى نخبة من الشخصيات الإسلامية البارزة على رأسهم الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، والشيخ محمد رشيد قباني مفتي الجمهورية اللبنانية، وعدد من العلماء والمتخصصين في دراسات القرآن وعلومه. ومن المقرر أن يشهد المعرض الإعلان عن تدشين معهد متخصص لإعداد وتأهيل براعم من الخطاطين القطريين الموهوبين، بالإضافة إلى محاولة دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية بأكبر لوحة مذهبة في العالم.
وقال محمد بن علي الغامدي مدير مركز فنار إن الهدف من معرض «أقلام» إبراز القيمة الجمالية للخط العربي والتأمل في عالم الزخرفة والتذهيب، حيث يعتبر الحرف العربي أغنى وأكمل مصادر الإبداع.
وقال: إن الخط العربي هو أب الفنون الإسلامية وأروعها، وسيتجلى هذا الجمال من خلال المعرض الذي سيتيح للزوار التعرف عن كثب على تطور مراحل كتابة مصحف قطر من الألف إلى الياء، ومشاهدة النسخ الأصلية للمشاركين في منافسة كتابة المصحف وصولاً إلى مرحلة الطباعة، وستعرض أعمال التذهيب الأصلية الخاصة بالمصحف، والنسخة الأصلية التي كتبت بخط الفنان عبيدة البنكي.
وأوضح الغامدي أن المعرض يضم جناحين الأول خاص بمصحف قطر ويروي قصته من البداية حتى الآن فيما سيشمل الجناح الثاني إبداعات الفنون الإسلامية في الخط والزخرفة والتذهيب.
ولفت إلى أن المعرض سيشهد الإعلان عن إطلاق مشروع «الخطاط القطري» الذي يهدف إلى استقطاب المواهب القطرية فوق 12 سنة وتدريبها وصقلها بالتدريب على أيدي أهم الخبراء في هذا المجال، وتهيئتهم للمنافسة العالمية موضحًا أن الخطاط عبيدة البنكي صاحب المركز الأول والخطاط العراقي صباح الأربيلي صاحب المركز الثاني هما المشرفان على المشروع.
وأكد الغامدي حرص المركز على انتقاء أفضل الخبراء والمدربين ممن لديهم إجازة رسمية في الخط العربي حتى يجيزوا أبناءنا بعد التدريب والتأهيل، ما يساهم في قيام جيل من أبناء قطر يؤسس لفن الخط العربي، لذلك تم إعداد قاعة خاصة بالتدريب مجهزة بأفضل وأحدث الإمكانات والوسائل الحديثة ما يجعلها فريدة من نوعها على مستوى العالم ، مضيفا أن المعرض سيشهد محاولة تسجيل رقم جديد في موسوعة غينيس للأرقام القياسية بأكبر لوحة مذهبة في العالم، وذلك بنفس القياس الذي دخل به فنار الموسوعة العالمية، عن طريق رسم علم قطر في أكبر لوحة بفن الرسم على الماء (الإبرو) التي بلغ طولها 11.5 متر وعرضها متران.
ولفت إلى مراعاة التنوع في المشاركة من حيث نوع الفن والتنوع الجغرافي، حيث يشارك في المعرض 14 من أبرز المبدعين في العالم من تركيا وإسبانيا وبريطانيا ومصر والكويت والإمارات وسوريا والسودان والعراق، حيث يشارك كل واحد بنوع من الخطوط، وذلك بهدف التنوع والتعريف بهذه الأنواع والفروقات بينها.
وشدد على أن المعرض يهدف إلى تعريف الجمهور بالفنون الإسلامية الأصيلة وعلى رأسها الخط العربي والزخرفة والتذهيب، وهو ما يساهم في المحافظة على هوية الأمة وتاريخها الحضاري.
وذكر أن المعرض سيشهد العديد من الندوات للتعريف بفن الخط العربي وأنواعه ومراحل تطوره على مر التاريخ، مشيرًا إلى عقد ندوات باللغة الانجليزية في القضية ذاتها تستهدف غير العرب.
وأكد أن المعرض يعتبر وسيلة دعوية مهمة للتعريف بالحضارة الإسلامية وثقافتها وتاريخ المسلمين، وهو ما يجذب العديد من غير المسلمين ويساهم في تصحيح الصورة المشوهة عن الإسلام في أذهان الكثيرين.
وفي تصريحات للصحفيين على هامش المعرض أعرب الدكتور حسن محمد علي المدير العام لدار مصحف إفريقيا عن سعادته البالغة بإنجاز مصحف قطر ووصفه بالعمل المتفرد الذي خرج بصورة تليق بكتاب الله عز وجل، مضيفًا: ونسأل الله التوفيق لسمو أمير قطر لرعايته هذا العمل المتفرد الذي لم يسبق في تاريخ كتابة المصاحف، حيث خرج نتيجة مسابقة دولية تنافس فيها أبرز الخطاطين في العالم.
وشدد على ضرورة العناية بالقرآن الكريم سواء عن طريق الطباعة أو الحفظ أو الشرح والتفسير وفي النهاية العمل والتطبيق، مؤكدًا أنه مصدر العزة والقوة للمسلمين وهداية من رب العالمين.
وأشار إلى فخر المسلمين بمثل هذه الأعمال الكبيرة التي تحافظ على هوية الأمة وتراثها وثقافتها، موضحًا أن الخط العربي والقرآن الكريم يعتبران من أهم رموز الحضارة الإسلامية وثقافتها الأصيلة، متمنيًا أن يمثل توزيع المصحف فتحًا على الإسلام والمسلمين.
وأكد أن عناية قطر بالقرآن الكريم ليست مستغربة حيث كان لها السبق في رعاية دار مصحف أفريقيا وهي الدار الخيرية المعنية بطباعة وتوزيع المصحف الشريف في القارة الفقيرة، مشيرًا إلى أن أول حملة لمصحف أفريقيا كانت نهاية التسعينيات برعاية كريمة من صاحبة السمو الشيخة موزة حرم سمو الأمير، حيث تم توزيع ملايين النسخ منذ ذلك الوقت.
وأكد أن توزيع المصاحف يلبي شوق سكان القارة السمراء إلى كتاب الله تبارك وتعالى، حيث يعاني المسلمون هناك من ندرة المصاحف، وهناك قرى بكاملها لا توجد بها نسخة أو اثنتان من المصحف الشريف، كما يقوم البعض باقتسام النسخة الواحدة، وهناك نسخ تؤجر مقابل مادي.
من جهتها، قالت الخطاطة الإماراتية فاطمة سعيد إنها المرة الأولى التي تشارك فيها في معرض للخط العربي داخل دولة خليجية، واصفة المعرض بالرائع من حيث التنظيم وطريقة العرض.
وأوضحت أن فن الخط العربي لم ينتشر بين النساء بسبب بعض التقاليد التي تعوق حركة المرأة، بالإضافة إلى أن اتقان الخط العربي يحتاج إلى التفرغ التام والصبر والاحتكاك بالخطاطين من مختلف المدارس.
ولفتت إلى أنها تعتبر أول خليجية تحصل على إجازة رسمية في فن الخط العربي وذلك في النسخ والثلث، مؤكدة أنها لم تقف عند هذا الحد لكنها تحاول التطوير الدائم والتدريب، مشيرة إلى أن هذا الفن له بداية معروفة لكن ليس له نهاية حيث يستمر التطوير والتدريب باستمرار عمر الخطاط.
وأكدت أن إنشاء قطر لمعهد خاص بالخط العربي لتدريب الشباب خطوة مهمة جدًا، خاصة أن دول الخليج العربي تعاني من ندرة الخطاطين موضحة أن الخطوة تكتسب أهميتها كذلك من تزامنها مع بدء تداول مصحف قطر وكون الدوحة عاصمة للثقافة العربية.
من ناحيته أوضح صباح الأربيلي الفائز بالمركز الثاني في مسابقة مصحف قطر أنه شارك في المسابقة عن طريق صديق اتصل به وشجعه على المشاركة عام 2003 ، حيث لم يكن من المدعوين للمشاركة،
وقال: في البداية رفضت لأنني تركت ممارسة الخط لفترة طويلة خلال إقامتي في بريطانيا، ولم يكن لدي أوراق أو أقلام أو أحبار، لكن صديقي أرسل كل شيء، وبفضل الله كنت من الفائزين ووصلت إلى المراحل النهائية في التصفيات مع الاستاذ عبيدة البنكي الذي حصل على المركز الأول.
وأضاف: بصراحة شعرت بالحزن فكل منافس يريد المركز الأول، لكنه قدر الله، لكن المهم أن مصحف قطر كان فرصتي للعودة مرة أخرى إلى فن الخط العربي، والحمد الله لدي الآن مشاركات في معارض إقليمية ودولية كما اعتبر حصولي على المركز الثاني إنجازا في حد ذاته بسبب ابتعادي عن الخط وحتى لم أكن من المدعوين.
وأوضح أن النسخة التي كتبها تحت تصرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي تملك حقوق الملكية، ويمكن أن تطبعه في أي وقت.
وقال انه استقر في قطر قبل اسبوع للمشاركة في هذا المشروع النبيل، الذي يهدف إلى تدريب الشباب القطري على فنون الخط العربي وإنشاء قاعدة من الخطاطين المتميزين.
وقال إن الخط العربي يعتبر من أهم وسائل التعريف بالإسلام وحضارته وثقافته وتصحيح الصورة المشوهة لدى الأجانب عن الإسلام والمسلمين، خاصة أن اهتمام الغربيين بالفنون أكبر بكثير من العرب، لذلك تأثرهم كبير بالفنون الإسلامية، مشيدًا بمعرض أقلام واستقطابه لأبرز الخطاطين في فن الخط العربي.
من جهته أشار الخطاط التركي العالمي محمد أوزجاي إلى سعادته البالغة بزيارة الدوحة للمرة الثانية، لافتًا إلى أن الزيارة الأولى كانت للتباحث مع سعادة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية حول فكرة انجاز مصحف لقطر.
وأوضح أوزجاي أنه كان من المقرر أن يشارك في المسابقة لكنه لم يتمكن بسبب شرط الوقت الذي لم يتناسب مع ظروفه، حيث طلب منه انجاز المصحف خلال 18 شهرًا.
واعتبر أن مصحف قطر يعد إنجازًا كبيرًا، مهنئًا الشعب القطري أميرًا وحكومة وشعبًا، وخص بالشكر كل من بذل جهده في هذا المشروع الذي يستحق كل تقدير واحترام.
ولفت إلى أن مصحف قطر يتميز بالعديد من الجوانب الفنية على رأسها الطباعة الراقية جدًا حيث تتميز المطبعة التي نالت شرف الطباعة بالتخصص في الأعمال الفنية المميزة موضحًا أن التنافس الشريف بين الخطاطين في جميع مراحل المسابقة كان له أثر بالغ في خروج المصحف بهذا الشكل الجميل كما أتاحت فرصة كبيرة للخطاطين لتطوير قدراتهم وتنمية مهاراتهم.
وحول الفرق بين عبيدة البنكي وصباح الأربيلي أوضح أن البنكي يتميزبسهولة الخط ووضوحه أمام القارىء فيما يتميز الأربيلي بالجوانب الفنية العالية، مشيرًا إلى أن ذلك يعد من أهم أسباب فوزعبيدة بالمركز الأول حيث تقتضي طبيعة المصحف الاهتمام بتسهيل القراءة والبساطة، وهو ما حققه عبيدة حيث جمع قدرالإمكان بين سهولة القراءة وجمالية الخط.
وأكد أن الوقت كفيل بإثبات مميزات مصحف قطر وتفرده عن باقي النسخ الموجودة في العالم الإسلامي، مضيفًا: عندما يتعود الناس على المصحف وينتشر في العالم ستظهر مميزاته التي تفخر قطر وتعتز بها، مشيرًا إلى أن مسابقة مصحف قطر أظهرت العديد من المواهب العربية المميزة في فن الخط العربي.
وأوضح أن معرض أقلام فكرة مميزة جدًا تساهم في التعريف بفن الخط العربي، كما أن فكرة إنشاء معهد الخط العربي في الدوحة يعتبر من أهم الخطوات التي اتخذت في هذا المجال.
وأضاف: فالخط العربي فن أصيل وجزء من هويتنا فيجب أن نرعاه ونهتم به، فهو ليس مجرد خط ورسم، بل يحمل في طياته رسالتنا وعقيدتنا، وهو ما يميزه عن الرسوم والفنون الأخرى خاصة أنه تطور خلال أكثر من ألف سنة وحدث نوع من التراكم الجمالي الذي يندر توفره في أي فن آخر.
أما الدكتور محمد العوفي مدير مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، فقد وجه التحية والتقدير لكل من شارك في إنجاز مصحف قطر، وقال: نبارك لقطر أميرًا وحكومة وشعبًا على هذا الانجاز الكبير.
واعتبر مصحف قطر إضافة طيبة للجهود الكبيرة التي تقوم بها الدول الإسلامية، مضيفًا: فكل مسلم يتمنى أن يرى المصحف يطبع في جميع بلاد المسلمين الذين تجاوز عددهم المليار و400 مليون، فمهما طبع من المصاحف لا تفي بحاجة هذا العدد الضخم.
وأشار إلى أن معرض أقلام يعتبر من عوامل تشجيع المهتمين بالخط والزخرفة والتذهيب، وهي الفئة المبدعة التي ينبغي تشجيعها والأخذ بيدها وإبراز فنها وتعريف الأجيال بهذا الفن الإسلامي الرائع، موضحًا أنه يهدف من زيارة المعرض التعرف على أبرز المواهب والمبدعين في هذا المجال والاستفادة من تجاربهم.
وأوضح أن مجمع الملك فهد بلغ متوسط طباعته للمصحف الشريف نحو 13 مليون مصحف في العام، بالإضافة إلى العناية بترجمات معاني القرآن الكريم إلى نحو 50 لغة، فضلا عن تسجيل التلاوت بأصوات مشاهير القراء،والعناية بالروايات المشهورة مثل حفص وورش والدوري وقالون وغيرها.
وقال إن المجمع بصدد تنظيم ملتقى عالمي لأشهر خطاطي المصاحف في العالم والمهتمين بالخط والزخرفة والتذهيب، وسيكون خلال عام إن شاء الله.
ولفت إلى أن المجمع ما زال يطبع المصحف الذي خطه الخطاط العالمي عثمان طه لأنه يعد من أفضل الخطوط في العالم، مضيفًا: إذا وجدنا من يتفوق عليه سنفكر في طباعة نسخة جديدة.

المصدر: منتدي الراية
princesslines

shaymaandrehababdallah

  • Currently 630/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
138 تصويتات / 945 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,450,457