أبوظبي تدعم مسابقة دولية في فن الخط العربي أبوظبي- أعلنت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث عن دعمها للمسابقة الدولية لفن الخط العربي التي ينظمها مركز الأبحاث والفنون والثقافة الإسلامية بتركيا المعروف بـ "إرسيكا"، والتي تأتي هذا العام تخليداً لذكرى خطاط بلاد الشام في القرن العشرين محمد بدوي الديراني.. وذلك في إطار التعاون القائم بين هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ومركز "إرسيكا" في عدد من المجالات الفنية والثقافية ذات الصلة. وأكد محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن الهيئة تهدف من وراء دعم مسابقة المركز التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، إلى الحفاظ على قيم وأساليب فن الخط الإسلامي، وإحياؤه عن طريق تشجيع خطاطي الجيل المعاصر والأجيال المقبلة. وأشار إلى أن المسابقة تعمل على فتح الطريق أمام أعمال الخطاطين المسلمين حسب المناهج التقليدية المتعارف عليها، والمفاهيم المشتركة التي رسخها أعلام هذا الفن عبر القرون، بعيداً عن التأثيرات الخارجية التي تتنافى مع المفهوم الأصيل لفن الخط الإسلامي، وذلك لإيجاد أرضية مشتركة لأعمال الخطاطين في البلاد الإسلامية من ناحية، ومن ناحية أخرى إيجاد ذوق وتذوق مشترك لمسلمي العالم في فرع هام من فروع الفنون الإسلامية. ومن جهته ذكر عبد الله العامري مدير إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أن فروع المسابقة، التي انطلقت دورتها الحالية العام الماضي، تشتمل على عشرة أنواع من الخط العربي، وهي: الثلث الجلي، الثلث العادي، النسخ، التعليق الجلي، التعليق "النستعليق"، الديواني الجلي، الديواني، الكوفي، الرقعة، المغربي. ويشترط في الأعمال المقدمة للمسابقة توفر مفهوم المنهج الأصيل للخط، واتباع القواعد التي رسخها أعلام هذا الفن على مرّ القرون في إعداد كافة اللوحات التي ستدخل المسابقة، ويجب أن تلاحظ حركة انسياب الحبر وحركة القلم على الورق، على أن يستخدم الحبر التقليدي في تنفيذ اللوحات. ويقتصر تقييم الأعمال المقدمة للمسابقة على أسس وقواعد فن الخط التقليدي. وأشار العامري إلى أنه تمّ رصد مبلغ قدره 124,500 ألف دولار أمريكي كجوائز للفائزين في المسابقة، التي تضم المصنفين بالصف الأول دولياً في الخط العربي، بإشراف اللجنة الدولية للحفاظ على التراث الحضاري والإسلامي. ومن المقرر أن تجتمع لجنة تحكيم المسابقة والتي تضم نخبة من أساتذة فن الخط في العالم الإسلامي، في شهر إبريل القادم للاطلاع على اللوحات والأعمال المقدّمة وتقييمها وفق المعايير المعتمدة، على أن يتم إعلان النتائج في شهر مايو 2010. يذكر أن المركز يعمل على ربط المسابقة باسم أحد كبار الخطاطين المبدعين ليحث المتسابقين على اقتفاء أثرهم وتخليد ذكرهم. وكانت ثيمة المسابقة لهذه الدورة باسم الخطاط محمد بدوي الديراني الذي يعد من أبرز أعلام القرن العشرين في بلاد الشام "1894-1967"، والذي بدأ تعلم فنون الخط من الثانية عشرة من عمره على يد مجموعة من أساتذة الخط مثل الأستاذ القاضي مصطفى السباعي تلميذ صاحب قلم، والخطاط يوسف اكاه ابن محمد أمين الشهير برسا والخطاط ممدوح الشريف. تميز بدوي بخط التعليق وفرض أسلوبه الشبيه بأسلوب صاحب قلم على خطاطي بلاد الشام، وتذوق خطه الخاصة والعامة، وسار الخطاطون على نهجه وانفرد بخط الثلث في أسلوب رسا وممدوح، وخالفهما واقتفى خطوات الخطاط شفيق وعزيز الرفاعي، وتمكن من جلي الثلث كما تشهد على ذلك كتاباته في جامع العثمان والروضة، والمنصور، والثريا، ولجنة مياه عين الفيجة ووزارة العدل ومجلس الشعب. درس الخط في مدارس دمشق, وتعلم على يديه نخبة من الخطاطين أبرزهم زهير المنيني، عبد الرزاق القصيباتي، عثمان طه، أحمد المفتى، محمود الهوارى. ومن الأدباء والشعراء الشاعر الكبير نزار قباني، والدكتور شاكر مصطفى، الأستاذ المحامي نجاة قصاب حسن، والإعلامي ياسر المالح وغيرهم. |
ساحة النقاش