دلالة الكلمات
هذا موضوع يستحق أن نقف عنده وقفة متأنية عاقلة لتحديد دلالة الكلمات لننأى بأنفسنا عن حديث الجهلة والرعاع ممن لا يحترمون العلم واللغة، فكلمتي ( الخط ) و( الخطاط ) كلمتان تحملان عديدا من درجات المعنى لغويا. وما من كلمة عربية أمتهنت كما امتهنت هاتان الكلمتان ، وحط من شأنهما وتطاول النكرات عليهما ، كيدا من عند أنفسهم ، عمدا مع سبق الإصرار.
وسوف نفرد بحثا علميا في دلالة كل كلمة منهما تكشف جناية المتطاولين على اللغة وعلى الخط العربي علما وفنا.
الخط
الفرق بين الخط والكتابة
تحديد المصطلح هو البداية الصحيحة للبحث العلمي والتفكير الموضوعي ، وكلمة الخط محددة ودقيقة ولا تحتمل أن نصف بها شيئا آخر ، ويبدو مع بساطة ووضوح هذا المعني أننا لانحتاج لترديده ، ولكن الواقع يشهد بالاستخفاف بالعقول لغويا ، وأن استخدام اللغة في غير موضعها بغرض اكتساب قيمة للأشياء التي ليس لها قيمة هو الذي حط من شأن كلمة (الخط ).
وبعيدا عن التعمية ، فإن الخط هو علم وفن وأدوات ومواد كتابة ؛ إن تحققت فهو خط عربي ، وإن لم تتحقق فهو حرفة ومهنة ولا علاقة له بالمصطلح العلمي الدقيق - وكلامنا لمن له عقل -
فهو علم له قواعد علمية تضبط حروفه وصورها وأشكالها وقواعد اتصالها وانفصالها ومواضعها يحكمه في ذلك علم الإملاء
وهو فن يعبر فيه من يخط حروفه عن طاقته الفنية والابداعية في إطار القواعد العلمية الثابتة
مثال : حرف الباء تحته نقطة .
فلا يمكن أن نضع نقطتان مع شكل الباء المفردة (ب) أسفل الباء ( لاننا بذلك غيرنا شكل الباء إلى صورة ليس لها علاقة بالحروف العربية ولا باللغة العربية ؛ وفي هذه الحالة إما إنها جهالة جاهل أو سفاهة دعي !
مثال آخر : أحد الخطاطين الجهلة (غير المتعلمين ) كتب حرف الجيم (ج)وحذف تعريقته ووضع مكانها جسم الباء (ب)في تشويه ظاهر لشكل لا علاقة له بالحروف العربية ولا باللغة العربية؛ وهذه هي خطورة الخطاطين غير المتعلمين على هذا العلم وعلى الذوق السليم ، بل هي جريمة نكرة شنعاء إذا ماكتب بها آية من القرآن الكريم في هذه الحالة نحن أمام تزوير لكلام الله تعالى في القرآن الكريم، والعجيب أنه توجد بعض هذه التحريفات للحروف مدسوسة في بعض كتب الخط المطبوعة لخطاطين مجهولين فحسبنا الله ونعم الوكيل.
ساحة النقاش