أميرات الخط العربي

رحاب وشيماء عبدالله

يعد الخط العربي واحدا من أهم إنجازات الحضارة الإسلامية في مجال الفنون الجميلة التي قدمتها للبشرية، تجلت فيه عبقرية الفنان المسلم، واستطاع توظيفه في أبدع صورة على جدران المساجد والمدارس، وعلى المشكاوات والأواني النحاسية، والسجاد. وتشهد الآثار التي وصلت إلينا حاملة هذا الفن البديع على ما وصل إليه من رقي وإبداع.

وقد عني الأتراك العثمانيون –خاصة- بفن الخط العربي عناية عظيمة بعد أن انتقلت إليهم الخلافة الإسلامية، فتقدم على أيديهم، وبلغ درجات عالية من الجمال. وكان الخلفاء العثمانيون يحتفون بالخطاطين ويجزلون لهم العطاء ويوفرون لهم كل أسباب الإبداع، وحسبك أن تعلم أن خطاط السلطان كان يتقاضى 400 جنيه عثماني ذهبا كل شهر!

بل إن بعضا من الخلفاء العثمانيين هوى الخط وبرع فيه، مثل السلطان سليمان القانوني، والسلطان محمد خان الثالث، والسلطان مصطفى خان الثاني، والسلطان أحمد خان الثالث الذي كان بارعا فيه وبخاصة النسخ والثلث والجليل، وقد كتب عدة مصاحف بخط يده، أهدى منها مصحفين شريفين للروضة المطهرة، وتحتفظ دار الكتب المصرية بمجموعتين من خطه.

وقدم الأتراك عددا من أعظم الخطاطين من أمثال: يساري أفندي، ومصطفى راقم، وممتاز بك، والحافظ عثمان، وعبد الله زهدي، وعبد العزيز الرفاعي، وحامد الآمدي. وكتب هؤلاء وغيرهم من الخطاطين الأتراك عشرات المصاحف وآلاف الأدعية والسور القرآنية، التي تشهد على ما قدموه من خدمة جليلة لهذا الفن الجميل.

إلا أن حال الخط العربي مع العثمانيين تغير بعد سقوط الخلافة العثمانية على يد كمال أتاتورك؛ حيث أمر باستبدال الحرف اللاتيني بالحرف العربي في الكتابة التركية ليقطع صلة الأتراك بالثقافة العربية الإسلامية فأهمل بذلك الخط العربي وضعفت مكانة الخطاطين.

المصدر: منتدي إسلام أون لاين
princesslines

shaymaandrehababdallah

  • Currently 415/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
103 تصويتات / 2267 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,450,457