بسم الله الرحمن الرحيم
انتقلت الخلافة إلي بغداد وظهلر الخطاطون الضحاك بن عجلان واسحق بن حماد ، ومن تلاميذ اسحق بن حماد الخطاط إبراهيم الشجري الذي اخترع قلم الثلث واخترع أخوه يوسف الشجري قلم الرياسي(الإجازة حالياً)، ومن تلاميذ إبراهيم الشجري الخطاط الأحول المحرر الذي أخترع خطوطاً كثيرة منها المسلسل، ثم ظهر تلميذهم ابو علي ابن مقله ووصل إلي مرتبة وزير في الدولة ، وقام بتحسين أشكال الحروف أي أتم ما بدأ به قطبة المحرر من التحويل من الشكل الكوفي إلي الشكل الحالي ثم هندس الحروف وقدر مقاييسها وأبعادها بالنقط وخاصة الخط المسمي الآن بالثلث، وقام أخوه عبدالله بن مقله بتجويد خط النسخ.
وقد ظل العباسيون يرتقون بالخط حتي صارت له أكثر من عشرين نوعاً مما جعل ابن مقلة يحصر الأنواع ويستخلص منها ستة فقط هي :
الثلث والنسخ والتوقيع( أي الإجازة وهي بين الثلث والنسخ) ،والريحان والمحقق(والريحان شبية الثلث، والمحقق شبيه النسخ ، وكانا يكتب بهما المصحف الواحد )، ثم الرقاع(وهو خليط من الثلث وبه بعض أشكال الديواني والرقعة اللذان لم يكن قد تم عمل قواعد لهما بعد).
وقد كانت العراق متفوقة في العصر العباسي في مجال الخط العربي حتي سقوطها بغزو التتار عام 656هـ فانتقلت الخلافة وانتقل العلم والأدب والكتابة والخط بل كل شئ حسن إلي القاهرة وبقيت الخلافة في مصر حتي جاء العثمانيون .
ومن العثمانيين السلطان العثماني سليم الأول (918هـ - 926هـ)، وهو الذي حشد في عاصمة ملكة اسطانبول ل ـصحاب الدراية بالفنون من المصريين الذين قاموا بالنهضة الفنية هناك - فتألقت في ظل هذا الاستبعاد - فالفضل يرجع أصلاً للمصريين - وقام الأتراك بعدها بالاجتهاد واتقان الخط وتجويده.
ساحة النقاش