أميرات الخط العربي

رحاب وشيماء عبدالله

هو الخطاط القدير رحمه الله ((سيد إبراهيم ))

سيد إبراهيم عميد الخط العربي في مصر.
(سيد ابراهيم) خطاط مصري له رحلة طويلة مبدعة ورائدة توجت بمئات الإنجازات المتميزة في حقل الخط العربي الذي عشقه ومارس كتابته بكافة طرزه وأشكاله خلال ما يربو على سبعة عقود.

فقد ولد سيد إبراهيم في حي القلعة بالقاهرة عام 1897 وتوفي عام 1994. بدأت رحلته الحافلة بالإبداع مع الخط العربي منذ طفولته واستمرت حتى رحيله. تتألف عائلته من ثلاثة اخوة هم محمد الذي كان تاجراً للرخام وأحمد النحات المعروف الذي قام بتزيين حديقة الأندلس والحديقة اليابانية بمدينة حلوان بأعماله النحتية المتنوعة والمتميزة وقد شكلت ورشة الأخوين محمد وأحمد هذه المدرسة الفنيّة الأولى للأخ الأصغر سيد، حيث انبهر بإنجازات أخويه التي وفرت له فرصة نادرة وكبيرة، للترحال في جماليات الأعمال الفنيّة التي كانت تُنجز في هذه الورشة وبالتالي، تأملها وتغذية الخيال بسحرها.

بعد ذلك انتقل سيد إبراهيم لتأمل ودراسة روائع الفنون الإسلامية التي يحتضنها حي القلعة في القاهرة، خاصة منها الخطوط العربية التي لفت انتباهه منها خط الثلث المدون على سبيل أم عباس, كما تأثر كثيراً بالقصيدة المكتوبة بالخط الفارسي في مسجد محمد علي باشا، ومنها تعلم وأتقن قواعد ونظم هذا الخط وقد رافقه هذا التأثر والإعجاب بخطوط هذه القصيدة حتى مراحل متأخرة من عمره وقد قام بتزيين عدة مساجد في القاهرة بهذا الخط منها مسجد الحسين والسيدة نفيسة.

بدأ سيد إبراهيم رحلته الطويلة والشيقة مع الخط العربي في الكتّاب الذي كان يُشكّل المدارس الأولى لأطفال ذلك الزمن، وكان معظم المدرسين والمربين فيه من الشيوخ الذين يتقنون الخط العربي ويقومون بتعليمه للأطفال.

بعد مرحلة الكتّاب انتقل سيد إبراهيم إلى الأزهر الشريف الذي كان الخط العربي أبرز اهتماماته آنذاك، وهناك التقى بالشيخ مصطفى الغر الذي كان أحد أساتذة الأزهر فلقي منه الرعاية والتشجيع والاهتمام ما دفعه إلى البحث والتنقيب عن مصادر وكنوز الخط العربي ومخطوطاته والكتب التي تتحدث عنه وتعلم قواعده ونظمه.

وخلال فترة قصيرة تمكن من اقتناء مجموعة كبيرة منها، تلم بشؤون وشجون هذا الفن العربي الخالد الذي أحبه وتعلق به إلى درجة العشق، وقد تزامنت مرحلة البحث هذه، في حياة سيد إبراهيم بقيامه بحفظ القرآن الكريم وتعلقه بالشعر والأدب العربي عموماً.

بعد مرحلة التجميع والاطلاع والدراسة والتعلم تمكن من امتلاك ناصية هذا الفن وبرع في أنواعه كافة ما جعله يحقق شهرة واسعة، داخل مصر وخارجها وهذا الأمر جعل منه محط اهتمام كبير من قبل الأصدقاء والمعارف والمريدين والتلاميذ الذين أخذوا يتقاطرون إلى محترفه لينهلوا من علمه وخبرته.

وقد ظل مثابراً على القيام بهذا الدور حتى وصل إلى التسعين من العمر مع ذلك لم يقعده الكبر عن ممارسة عشقه للخط العربي إلا قبل رحيله بفترة قصيرة، حيث اضطره ضعف البصر، للتقاعد الفعلي عن ممارسة إبداعاته التي أهلته للحصول على لقب (عميد الخط العربي) وهناك من دعاه (سيد الخط العربي) دون منازع.

أبرز ما يميز الخطاط المبدع سيد إبراهيم اجتهاده الذاتي في تعلم الخط العربي وقواعده وأصوله واجتهاده في ممارسته له خلال ما يربو على سبعة عقود وأريحيته الكبيرة في استقبال مريدي هذا الفن وتلاميذه ومنحهم كل ما يطلبونه من معارف وخبرة وكان الجميع بالنسبة له، بمثابة أولاده، هذا الإحساس النبيل والطيب تجاه المواهب الشابة التي قصدته، للتعلم والتدرب، جعلت له تلاميذ كثر، في عدد كبير من الدول العربية والإسلاميّة، سواء منهم الذين قصدوه إلى محترفه في القاهرة، والأخذ منه بشكل مباشر، أو أولئك الذين تربوا على خطه، بمتابعته وتقليده من بعيد.

تناول الخطاط الرائد سيد إبراهيم في أعماله موضوعات عديدة، جلها مأخوذ من القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، والأقوال والمأثورات والشعر بعضها نفذه باللونين الأسود والأبيض، وبعضها الآخر بالألوان. كما قام بتطريز بعض أعماله، بزخارف نباتية وهندسية رائعة، كرست جماليات خطوطه وأبرزتها، خاصة خط الثلث الذي اشتهر به إضافة إلى براعته بخطوط النسخ والرقعة والديواني والفارسي والتركي.

من إنجازاته المشهورة في الخط العربي لوحة تعبّر عن إخلاص سيد إبراهيم لعمله، وأخرى كتبها لتلاميذه تقول: (عليكم بحسن الخط فإنه من مفاتيح الرزق) وأخرى تحمل العبارة التالية: (عدل ساعة خير من عبادة سبعين سنة)... وغيرها الكثير.

أخيراً نشير إلى أن الخطاط الإماراتي المعروف (محمد مندي) واحد من تلاميذ سيد إبراهيم وقد نفذ له لوحة تمثله عاكفاً على كتابة إحدى اللوحات وقد خرج من مداة القلم اسمه الذي كرره ليغطي مساحة اللوحة بكاملها. عمل الخطاط مندي في إنجاز هذه اللوحة ستة أشهر وقد أرادها لفتة وفاء وتقدير لأحد عمالقة الخط العربي المعاصرين.

المصدر: جريدة البيان المحلية من الإمارات.

إن شاء الله يعجبكم الموضوع وأتمنى للجميع كل الفائده .

 

<!-- / message -->
المصدر: منتدي المبدعين
princesslines

shaymaandrehababdallah

  • Currently 130/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
40 تصويتات / 446 مشاهدة
نشرت فى 18 فبراير 2010 بواسطة princesslines

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,426,725