الاعتراف بفضل الخالق لا الاغترار بجهد المخلوق
أعزائي الكرام :
ما أجمل أن يتأمل الخطاط في النعمة التي أنعم الله بها عليه ، حيث ألان له الحروف و طوع له الأقلام ، فأصبحت يده تجري بالخط الجميل ، كما يجري الماء ، بينما الكثير ممن حوله حرموا هذه النعمة !
و ما أقبح أن ينسب الخطاط ذلك الفضل إلى الذكاء و الجهد و الممارسة و التدريب فقط ، و هي أسباب لا غنى عنها ، و لكن الذي وهبك الخط الجميل قادر على سلبه منك !
و ما أشنع أن يرى الخطاط في موهبته سببا للتعالي على الآخرين ، عندما يرى أن ما وصل إليه من جمال الخط هو نتيجة جهده و عرقه و ذكائه كما قال قارون ( .. إنما أوتيته على علم عندي .. ) و نسي أن النعم تزول مالم يشكر الخالق عليها !
و كم رأينا شبابا كانوا يوصفون بجمال الخط ثم تعطلت موهبتهم ، فمنهم من أصابه عجز دائم فلا يقوى على الكتابة العادية فضلا عن الكتابة الخطية ، نسأل الله السلامة .
إن الخط الجميل من وسائل القوة التي نستعين بالله تعالى لتنميتها و زيادتها ، فيشعر الخطاط بضعفه و حاجته إلى التوفيق و البركة و القوة من الله تعالى فيدعو قبل كل عمل :
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر و لا تعسر رب تمم بالخير ..
<!-- / message -->
ساحة النقاش