أميرات الخط العربي

رحاب وشيماء عبدالله

 

اسرار الخط العربى

ان الخط هو لغة الكتب بالقلم ،وانه يقوى بالتمرين والممارسة.
اذ ليس لكل شخص قابلا ان يكون خطاطا ،لأن حسن الخط كامن فى بعض الناس ، وانه موهبة من الله تعالى لبعض الافراد ، لذا يكون استعداده الفطرى للخط اذا اشتغل به نراه ينبغ نبوغا باهرا دون ان يجد عناء ، و اما اذا لم يجد الظروف التى تظهره فيبقى مطمورا كما قيل ( الكنز الطمور فى الريف المهجور ).وأما من لم تكن له موهبة الخط و لم يكن له الاستعداد الفطرى لتحسين الخط فلا يمكن ان يصل الى مصاف الخطاطين مهما بذل من جهد و صرف من وقت .
وربما يكون حسن الخط وعدمه وراثة عائلية ، فقد تجد فى العائلة الواحدة ان معظم أفرادها خطوطهم جيدة و قد لا تجد ذلك فى عائلة اخرى .
و للخط فلسفة و اسرار عظيمة لا يفهمها الا من اشتغل فيه منها : -


ان الله وهب حسن الخط لمن استكمل خلقا و خلقا ، وحاشا من أتاه الله تعالى حسن الخط أن يكون جبارا شقيا .


لونظرت الى خطوط الرجال و النساء ، فإنك لا تجد فرقا ظاهرا ، والواقع انه يوجد هنالك فرق بينهما ، فإن كان خط المراة حسنا فإن رونق خطها و رشاقته أكثر من خط الرجل ، وأما كتابتها العادية فتكون ركيكة وفيها رقة ، بينما كتابة الرجل فيها متانة و هى الى الجودة اقرب .و الفرق بين كتابة الرجل و المرأة كالفرق بين صوتيهما و بين بشرتيهما .


تلعب نفسية الخطاط فى جودة الخط وعدم جودته من حيث الفرح و الحزن و الخوف و الغضب ،و الثبات و الاضطراب كذلك الجلسة الصحيحة ، فمثلا كتابة الجالس تختلف عن كتابته و هو قائما او راكبا، و كذلك تختلف باختلاف الاقلام و الاحبار و الورق .


من المستحيل على الكاتب ان يكتب كتابة مرتين فتكون احداهما مطابقة للاخرى مهما حاول ذلك او طبق قواعد الخط ، و هذا لا يعرفه الا اهل الخبرة فى اسرار هذا الفن الجميل ،خلافا لكتابة الالات الطباعية او الاختام .


ان بعض الخطوط لها مسحة جمالية يدركها الناظر اليها ببصيرته قبل بصره ، فان فيها جمال الجاذبية ما يأخذ بمجامع القلوب فلا تشبع العين من النظر اليها ، و من الخطوط ما ليس له تلك الجاذبية ، ولوانها كتبت حسب القواعد الخطية وأصولها و هذا راجع الى روح الجمال الفنى و الجاذبية المعنويةالتى مصدرههما ذوق الكاتب و خلقه

و الذى نفسه بغير جمال لا يرى فى الوجود شيئا جميلا



ان حسن الخط يكاد يكون مقصورا على الرجال دون النساء الا نادرا ، ولوتصفحنا تراجم من اشتهر من النساء فى الخط منذ بداية الاسلام الى يومنا هذا لوجدناهن قلة بالنسبة للخطاطين من الرجال ، و ذلك راجع الى قلة صبر المرأة على البحث و التدقيق، لضعف جسمها و لين عواطفها ورقتها ، بخلاف الرجل، فهو مظهر القوة و تحمل المشاق و الصبر على المكاره وبذل الجهد ومواصلة البحث .
كذلك تعرف المرأة بضعفها وشدة حيائها ونعومتها ومسكنتها ، فهى تمتاز عن الرجل بإدارة الشؤون المنزلية وتربية الاولاد .



لا يمكن للخطاط ان يكتب شيئا ما لم تكن له الرغبة فى نفسه للكتابة ، واذا طلب منه كتابة شىء ولم تتوفر لديه الرغبة فان الكتابة ستكون غير جيدة ، فالكتابة الجيدة تكون مع المزاج وهذا شأن كل عمل فنى .



لا يوجد فى العالم اثنان تتشابه خطوطهما فى جميع الحروف ، اذ لكل شخص شكل معين فى الكتابة و الضغط على القلم ، كما لا تتشابه بصمات اصابع شخص مع اخر و هذا ثابت علميا


كل هذه العوامل تجدها سرا من الاسرار العظيمة التى أودعها الله تعالى فى خلقه من البشر لعمارة الكون وضمان الحياة البشرية على الارض .

المصدر: منتدي المبدعين
princesslines

shaymaandrehababdallah

  • Currently 120/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
36 تصويتات / 1034 مشاهدة
نشرت فى 18 فبراير 2010 بواسطة princesslines

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,451,611