بسم الله الرحمن الرحيم

و الصلاة و السلام على سيد ولد آدم أجمعين

محمد صلى الله عليه و سلم

و على آله و صحبه الكرام الأبرار الطيبيين







* قبول الأعمال *



لكى يكون عمل المسلم من طاعات و عبادات مقبولا" عند الله فلابد من توافر

شرطان أساسيان فى العمل ..

و هذه قاعدة ذهبية أصيلة يتعين على كل مسلم معرفتها ,,

و هذان الشرطان هما :-

1- أن يكون العمل خالصا" كله لله.

2- أن يكون العمل موافقا" لسُنة النبى صلى الله عليه و سلم.


و معنى ذلك أن العمل إذا كان خالص كله لله و لم يكن موافق للسُنة فإنه لا يُقبل.

و إذا كان العمل موافق للسُنة و لكنه غير خالص كله لله فإنه أيضا" لا يُقبل.

و لهذا فلابد من توافر الشرطان معا".

فلابد من الإخلاص لله فى العمل بحيث يجب عدم إشراك شيىء

أو أحد مع الله أثناء القيام بالعمل.

و لابد أيضا" من أداء العمل كما بينه النبى صلى الله عليه و سلم

و بالمواصفات و الشروط التى حددها .


و لذلك فليس من حق أحد أن يبتكر أو يخترع أو يبتدع

فى العبادات أو الطاعات طرق جديدة لم يأتى بها

النبى صلى الله عليه و سلم لأن الوحى قد انقطع بموته صلى الله عليه و سلم.


و من اعتقد خلاف ذلك فهو كافر بقول أهل العلم

(مع توافر شروط التكفير و انتفاء موانعه التسعة)

و ذلك مثل الشيعة الروافض (قاتلهم الله) الذين يعتقدون أن الوحى لم ينقطع

بموت النبى صلى الله عليه و سلم و أنه ما زال يتنزل على أئمتهم.

و أن جبريل عليه السلام كان يأتى السيدة فاطمة بعد موت أبيها صلى الله عليه و سلم

و كان يبلغها وحى الله بينما عليا" رضى الله عنه جالسا" بجوارها يكتب.

هكذا يزعم الروافض اخزاهم الله فى الدنيا و الآخرة.
* السيئات الماحية للحسنات *



يقول الله عز و جل (إن الحسنات يذهبن السيئات)

فهذه هى القاعدة ,, أن الحسنات تمحو السيئات.

و لكن هناك استثناء خطير من هذه القاعدة يغفل عنه الكثير من المسلمين ...

و هو أن بعض السيئات تمحو الحسنات بل و تأكلها كما يأكل الذئب الحمل.

و مثال ذلك :-


1-الشرك و الرياء

فالشرك و الرياء يحبطان العمل و يمحوان الحسنات

قال الله عز و جل (و لقد أوحى إليك و إلى الذين من قبلك لأن أشركت ليحبطن عملك)

و كما أوضحت آنفا" أن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا" كله لوجه الكريم.


2- الحسد

يقول المعصوم صلى الله عليه و سلم (الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب)


3- الغيبة

هى أيضا" تمحو الحسنات لأنك إذا اغتبت أحد فإنه يأخذ من حسناتك بقدر ما اغتبته.


و تحضرنى هنا فائدة أود ذكرها و هى أن البعض يخلط بين الغيبة و النميمة

و يعتبرهما شيئا" واحدا" ,,, بينما الفارق بينهما كبير رغم أن كلاهما معصية

فالغيبة هى أن تذكر أخاك بما يكره فى غيابه

و النميمة هى نقل الكلام بين الناس بهدف الإيقاع بينهم


و تحضرنى هنا واقعة حدثت مع الحسن البصرى عليه رحمة الله ,,

حيث قال له شخص إن فلانا" قد اغتابك

فأرسل الحسن غلامه بطبق من التمر إلى ذلك الرجل

و قال لغلامه (قل لفلان إن الحسن يشكرك على حسناتك التى أهديتها له)


4- المَن

يقول الله عز و جل (لا تبطلوا صدقاتكم بالمن و الأذى)

فالمن على الناس بالمعروف يبطل العمل و يمحو حسنات هذا العمل


و الواقع إن السيئات الماحية للحسنات هى كثيرة ,,

و لكن تلك هى أبرزها و أشهرها و التى يقع فيها الكثير من الناس إلا من رحم ربى.
* منهج الشيطان *



إعلم انك إذا استقمت على طاعة من الطاعات فإن الشيطان لن يتركك.

و إبليس اللعين له منهج و له مداخل يدخل منها للشخص الطائع و منها :

1- الملل

فقد يجعلك تمل من المداومة على الطاعة

و الإنسان سريع الملل و الضجر بطبعه إلا من رحم ربى


2- التدرج

إذا فشل الشيطان فى أن يجعلك تمل من الطاعة ,,

فإنه يحاول ثنيك عن فعل هذه الطاعة و لكن بالتدريج ,,

فثلا" إذا كنت مواظب على صلاة الجماعة

فلا يقول لك الشيطان أترك الصلاة و لكن يأتى و يوسوس لك و يقول :

أنت تصلى الفجر فى جماعة كل يوم فترفق بنفسك حتى تستطيع الإستمرار

و لا داعى لصلاة الفجر فى جماعة

فإن أطعته يأتى لصلاة الظهر ثم باقى الصلوات حتى تجد نفسك تصلى الفروض كلها فى البيت

بعد أن كنت مواظبا" على الجماعة

فهو يأتى لك بالتدريج و خطوة خطوة

فإن أطعته فى خطوة انتقل للتى بعدها

لذلك قال الله عز و جل (لا تتبعوا خطوات الشيطان)

و لم يقل (لا تتبعوا الشيطان)


3- تزيين المفضول عن الفاضل

فهناك أعمال تكون أفضل من أعمال فى وقت معين

و هذه يُسميها الفقهاء (عبادة الوقت)

حيث تكون بعض الطاعات أفضل من غيرها فى وقت معين

فمثلا" بعد صلاة الفجر فإن الذكر أفضل من تلاوة القرآن

و التفضيل مرتبط فقط بهذا الوقت.

و هنا يأتى لك الشيطان اللعين و يأمرك بفعل طاعة معينة لكى يصرفك عن فعل طاعة أخرى

ثوابها أكبر لك فى الوقت الذى أنت فيه ,,,

كلام عجيب و غريب ,, الشيطان يأمر بطاعة؟؟؟!!!!!!

نعم يأمر بطاعة ليصرفك عن فعل طاعة أخرى تفيدك اكثر فى الوقت الذى أنت فيه بالذات.

و كما قلت فالأمر متعلق بوقت بعينه تكون أنت فيه ....


مثال ذلك ,,,

يقول النبى صلى الله عليه و سلم :

(الدعاء بين الأذن و الإقامة لا يُرَد)

يعنى الدعاء بين الأذان و إقامة الصلاة مقبول و مُستجاب بإذن الله

لأن هذا الوقت هو موطن من مواطن إجابة الدعاء.

و لأن الشيطان الخبيث يعلم أن الدعاء مُستحاب فى هذا الوقت بعينه

فهو يأتى لك و أنت فى المسجد بين الأذان و الإقامة و يقول لك (أذكر الله)

أو (إقرأ فى المصحف)

فكل ذلك أهون عند الشيطان من تدعو دعوة و يستجيبها الله لك

فربما تدعو الله أن يعتق رقبتك من النار فيعتقك فى تلك اللحظة

و يكتب لك جوار من النار

و الحقيقة أنى أرى هذا المشهد بكثرة فى مساجدنا بين الأذان و الإقامة

فمعظم الناس يمسكون بالمصاحف و يتلون القرآن و القليل منهم تجده منهمك فى الدعاء


و الواقع إن ذلك يُعد من أخبث المداخل الشيطانية على الإطلاق

و التى لا يعلمها الكثير من المسلمين إلا من رحم ربى


4- الإعجاب بالنفس و العمل

إذا فشل الشيطان فى ثنيك عن الطاعة عن طريق الملل أو التدرج أو تزيين المفضول عن الفاضل

فإنه فى النهاية يجعلك تُعجب بنفسك و تمن على الله بطاعتك

و يوسوس لك و يقول ما أورعك و ما أتقاك

و يجعلك تُنسب فضل الإستقامة على الطاعة لنفسك و ليس لله الذى وفقك للطاعة فتهلك

و تنسى أن استقامتك على أمر الله كان فقط بفضل الله و توفيقه

يقول الله عز و جل (و ما توفيقى إلا بالله)

و يقول (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء)



فإعلم أن الشيطان لا يمل أبدا" و لا ييأس أبدا" من جرك إلى المعصية

و كم من عُباد زُهاد تحولوا إلى فسقة فُجار و لا حول و لا قوة إلا بالله.

  • Currently 172/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
57 تصويتات / 740 مشاهدة
نشرت فى 27 يوليو 2009 بواسطة princess

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,747,129