تمر مصرنا الحبيبة بفترة عصيبة ليست سهلة تجعل الحليم حيراناً
أولاً: ولقد بحثت عن الكلمات التي تصلح أن تقال في مثل هذه الأيام، فتذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه).
فشعرت بأن الكلمة خطيرة وثقيلة وتبعاتها في مثل هذه الظروف ليست بالهينة، وهذا دفعني للتريث في موعد كلمتي هذه.
وأهدي هذا الحديث عن خطورة الكلمة لنفسي أولاً ولكل مصري إيجابي يريد أن يشارك في صناعة مستقبل بلده، وأرجو من كل مصري أن يراجع ويتذكر هذا الحديث قبل كل كلمة يخرجها من فمه هذه الأيام.
ثانياً: هؤلاء الشباب المصري في ميدان التحرير، بل وكل من خرج في كل محافظات مصر يريد بناء بلده وهذا حقه وواجبه، وهو شباب طاهر نقي دفعه حبه لبلده وحبه للحرية والكرامة أن يخرج ويضحي بنفسه من أجل الحق والخير لمصر، لذلك فإنني إنسانياً قبل سياسياً ألمني بشدة أن يتعرض هؤلاء الشباب الأطهار للاعتداءات التي شهدها ميدان التحرير(والميادين الأخرى) طوال الأسبواع الماضي. إن الضمير الوطني والديني والإنساني يوجب محاسبة من قام وأمر بذلك في أسرع وقت.
ثالثاً: نظرت في التاريخ لعلي أجد مشاهد تشبه المشهد الحالي في مصر لعلي أجد صورة مشابهة نستمدُ منها الخبرة والعبرة فيما هو قادم فوجدت صورة مشابهة لحد كبير في تاريخنا الإسلامي القديم، فعندما حدثت الفتنة الكبرى بين سيدنا علي بن أبي طالب وسيدنا معاوية بن أبي سفيان..
كان الفريقان يجتمعان للاتفاق على طرق سلمية حضارية لحسم الخلاف بينهما وما أن ينتهي الحوار ويتفرق الفريقان لتنفيذ ما اتفقا عليه، فإذا بأعداء استقرار الدولة يتحركون خفية بحادث قتل هنا واعتداء هناك لتأجيج الصراع بين الطرفين مرة أخرى بهدف انهيار الدولة.
أريد أن أوجه نظر جميع الأطراف الحرة الوطنية في مصر الآن أن هناك أيدي خفية تريد أن تؤجج الصراع بين المصريين لتهدم مصر وتفكك الدولة. إن ما حدث من محاولات للاعتداء على الممتلكات العامة التي هي أصلاً ملكاً للمصريين هو من محاولات هذه الأيدي الخفية لتشوية الثورة، فينبغي أن ندرك ذلك وأن نكون في منتهى الحذر من أن يزج بنا في اتجاه يضر مصر كلها.
رابعاً: لا يعنينا الأشخاص، فالأشخاص زائلون، وإنني لأتذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبوبكر وعمر عندما انكسر المسلمون في غزوة أحد فصاح الأعداء عليهم. أفيكم محمد (صلى الله عليه وسلم)؟ أفيكم أبوبكر؟ أفيكم عمر؟ وكان رد النبي الحاسم لا تجيبوهم، فالأشخاص زائلون والباقي هو المبدأ والحق والوطن، فأرجوكم، فلننسى الأشخاص ولنتعلق بالحق وبحماية مصر.
لا يعنيني اسم رئيس الحكومة، لكن يعنيني الصلاجيات المتاحة له وجدول الأعمال الذي سيلتزم به لتحقيق إرادة الشعب كله ومطالبه، ولتحقيق أمن واستقرار ونهضة مصر خلال الفترة التي سيتولى فيها الوزارة.
في النهاية نسأل الله عز وجل ونحن في أوائل أيام العام الهجري الجديد، أن يجعله عام خير وأمن وبداية نهضة للأمة يارب العالمين.
ساحة النقاش