في لحظة غروب هناك زائر ينتظر إذن القدر ..!!




فـَ هل أعددت له واجب الضيافة ؟

زائرٌ لا يهاب الملوك ولا يُمنع منه شيء
هو للمؤمن طوق نجاة يركبها .. ومورد سلامة يردها .. يفضي به إلى سعادة أبدية وحياة سرمدية
و هو للكفرة والجبابرة والظالمين كسرٌ لـِ ظهورهم و ذلٌّ لـِ رقابهم
ينقلهم من سعة الدنيا والقصور إلى ضيق القبور .. إنه





انقطاع تعلق الروح بـِ البدن ومفارقته والحيلولة بينهما وتبدل الحال .. وانتقالٌ من دار الفناء
إلى دار الخلد والقرار .. وهو حتمٌ لازمٌ لا مناص منه لكل حيّ من المخلوقات .





لا تمنع منه حصانة القلاع ولا ارتفاع الأسوار ؛ ولا يحول دونه الحجاب ولا ترده الأبواب
لا يحتاج إلى مقدمات ولا إلى استئذان فـَ إن الأمر
لحظة فقد يدخل النّفس ولا يخرج وقد يخرج ولا يدخل ..
قال تعالى :
{ كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ } _ سورة آل عمران _

{ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ } _ سور الأعراف _

فـ اعلموا أيها الكرام :
أنه بعد انقضاء الآجال تنتهي الأعمال ويُمسك اللسان ويزول العرفان و تُنشر الأكفان و يُفارق الإخوان
نُنقل إلى الأموات وتُصف علينا اللبنات أفلا نتذكر هادم اللذات ومفرق الجماعات ومنغص الشهوات
وقاطع الأمنيات وميتم البنين والبنات !!





وحين نذكر أنفسنا ومن حولنا بتلك الحقيقة فليس ذلك من باب اليأس أو التشاؤم
وليس دعوة للإنقطاع عن الحياة الدنيا و إعمارها
و إنما تذكيرٌ بـ كأس لابد لكل منّا أن يشربه
وحثيثاً إلى فعل الصالحات وترك المنكرات فـ تنتعش الحياة في القلب الغافل
بتذكر ما هو عنه لاهـٍ
فـَ يرغب في الآخرة ويدعوا إلى الطاعة وتهون عليه مصائب الدنيا
كما يمنع الأشر البطر من التوسع في ملذات الدنيا ويحثه على التوبة واستدراك ما فات
بـِ الإضافة إلى أنه يرقق القلوب ويدمع الأعين ويدعوا إلى التواضع وترك الكبر
و إلى مسامحة الإخوان وقبول أعذارهم ونبذ الفرقة والإختلاف فيما بينهم
لإدراكهم أن الحياة فانية
الليل مهما طال فلا بُد من طلوع الفجر ...... والعمر مهما طال فلا بُد من دخول القبر


كل ابن أنثــى و إن طالت سلامته ..... يوماً على آلة حــدباء مـحمول
فإذا حـملت إلى القبور جنـــازة ...... فــاعلم بأنك بعدها مـحمول




القبر هو ذاك المكان الضيق الذي ينتهي إليه أي إنسان عظيماً كان أم حقيراً فهو موطنه إلى عالم البرزخ
يراه الأحياء حفرة ضيقة توضع فيها جثث الموتى لكنها في الحقيقة عالم آخر
فقد تكون روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار
فيا ترى .. كيف ستكون الليلة الأولى في القبر ؟ حيث لا أنيس ولا جليس
ولا أم رحيمة ولا أب شفيق .. تلك الليلة بكى منها العلماء واشتكى منها الحكماء
وصنفت في هولها المصنفات .. فتزودوا ليومٍ لن ينفعكم فيه سوى صالح أعمالكم
ولن يتبقى لكم من كل ما في الحياة الدنيا سوى سمع خفق نعل من واراكم التراب
قال صلى الله عليه وسلم :
( يتبع الميت ثلاثة ؛ أهله وماله وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد ؛ يرجع أهله وماله ويبقى عمله )
وثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال _ عن الميت _ :
( إنه ليسمع خفق نعالهم إذا انصرفوا )





هو حقيقة قاسية رهيبة تواجه كل حي ؛ فلا يملك لها ردّاً ولا يستطيع أحد من حوله لها دفعاً
تتكرر كل
لحظة ؛ يواجهها الكبار والصغار ؛ الأغنياء والفقراء ؛ الأقوياء والضعفاء
والجميع يقف منها موقفاً واحداً فلا حيلة

المصدر: كلمتين
  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 67 مشاهدة
نشرت فى 24 سبتمبر 2011 بواسطة princess

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,727,668