ضربة الحرارة، اصطلاح يكثر تداوله في أوساط مربي الدواجن و خاصة في فصل الصيف نظرا لما قد تخلفه موجات الحر من خسائر فادحة تفوق القدرة على التحمل.

في فصل الصيف حيث تصل درجات الحرارة إلى ما بين 40-50°م إضافة إلى أن بعض المناطق المطلة على البحر قد تصل الرطوبة النسبية فيها إلى 90 %، تتأثر كل قطعان الدواجن المرباة ضمن المداجن بحر الصيف و يكون هذا التأثر شديدا عندما تفاجأ بموجة الحر مما يسبب لها الإجهاد و قد تصاب بالصدمة الحرارية و التي يكون نتيجتها نفوقا مؤكدا تتجاوز نسبته 50 %.

  لذلك لابد من البحث عن حلول حديثة خلال فصل الصيف إضافة للأساليب التقليدية المعروفة لمواجهة هذه المشكلة و حماية الطيور و الحفاظ على إنتاجها.

من حيث المبدأ، لابد من التفريق بين اصطلاحين:

-         الأول هو ضربة الحرارة وهي نتيجة تعرض الطائر لحرارة الشمس المباشرة.

-         الثاني هو الاحتباس الحراري ويعني تعرض الطائر لحرارة عالية لمدة طويلة داخل بيت التربية.

الطيور الثقيلة: الأمهات و فراخ اللحم الثقيلة و الطيور المسنة هي الأكثر عرضة و تأثرا بضربة الحر فيما تعتبر الصيصان أكثر قدرة على تحمل الإجهاد الحراري و لكن إنتاجيتها تقل نتيجة للتجفاف الناتج عن الحر.

و يكون تأثير الحر اكثر عند الطيور المرباة في أقفاص و إنتاجها ينخفض بشدة و لن يبلغ القمة المخطط لها إضافة إلى تدني جودة البيض حيث تصبح القشرة رقيقة و سريعة الكسر و ينخفض وزن البيض و يصغر حجمه.

و نظرا لأهمية الموضوع، خاصة و أن درجات الحرارة أخذت في الارتفاع،  فإننا سنحاول دراسة مختلف جوانبه ابتداء بعرض الخصائص الفيزيولوجية للطائر ثم التطرق إلى أعراض ضربة الحر و طرق مواجهتها من الطائر       و على مستوى البناءات مع مختلف طرق التبريد و على مستوى التغذية و الماء و المواد الكيميائية المستعملة و الطرق الممكنة لتخفيض حدة الاحتباس الحراري.

 

I- طبيعة الطائر الفيزيولوجية 

 

يعتبر الدجاج من ذوات الدم الحار حيث أن له القدرة على المحافظة على درجة حرارة ثابتة نسبيا لأعضائه الداخلية إلا أن جسمه لا يحتوي على غدد عرقية و جلده يحتوي على طبقة دهنية مما يشكل إعاقة تحول دون تمكنه من التخلص من الحرارة الزائدة، الأمر الذي يزيد من تعقيد المشاكل التنفسية و مواجهة الحرارة العالية. و يفقد الطائر الحرارة من جسمه عن طريق الإشعاع، التوصيل، الحمل ( ملامسة الهواء البارد جسم الطائر )، تبخر المياه، التبرز و وضع البيض.

و عندما يزداد مقدار الحرارة التي ينتجها الطائر عن تلك التي يفقدها من خلال الطرق المختلفة للفقد، ترتفع درجة حرارة الجسم و عندما تصل إلى حد معين يموت الطائر نتيجة الإجهاد الحراري.

وليس للطائر من وسيلة لخفض درجة حرارته سوى الجهاز التنفسي مما يشكل أيضا عبئا إضافيا على الطائر وكلما كان الجهاز التنفسي للطائر أكثر سلامة كلما كان أقدر على تنظيم حرارته.

كما يتأثر الجهاز الدوري حين يزداد العبء على القلب و الأوعية الدموية كذلك الجهاز العصبي وماله من دور في تنظيم أجهزة الطائر حيث أن المخ يتأثر بالحرارة العالية وتتمدد أوعيته الدموية مما يؤثر على أداء الطائر.

 تعتبر الحرارة ملائمة للدواجن عندما تكون ما بين 18 و 20 درجة مئوية،  عند هذه المستويات يكون معدل التردد التنفسي 30 نفخة / الدقيقة و يكون الفقد الحراري نتيجة التنفس بمعدل 30 من مجموع الفقد و تتم المحافظة على الثوابت الفيزيولوجية ( الاس الهيدروجيني للدم، الحرارة الداخلية ) من دون الحاجة للتأقلم.

عندما ترتفع الحرارة المحيطة من دون أن تتجاوز قدرة الكائن الحي على التأقلم ( أقل من 30°م ) يتعرض الطائر لإجهاد حراري يتراوح ما بين المعتدل و العالي عنده مع خفض التكوين الحراري، فإذا ارتفعت درجة حرارة المحيط بشدة و تخطت قدرة الطائر على التكيف معها ( اكثر من 30 درجة ) فان عوارض صدمة الحر تبدأ بالظهور       و نلاحظ حدوث التغييرات التالية:

 

II -العلامات السريرية

 

 

كيف نعرف الطيور التي تعاني من الاحتباس الحراري ؟   تظهر هذه الطيور تغيرات سلوكية مصاحبة لتغيرات فيزيولوجية واضحة نستعرضها فيما يلي:

 

1- العلامات الظاهرية:

1-1 تغيرات سلوكية: 

1-     .يدفن الطائر جسمه في الفرشة و يبحث عن ألأماكن الرطبة.

2-     يحاول الابتعاد عن الطيور الأخرى.

3-     يقوم بتغطيس منقاره و الداليات و العرف بالماء.

4-     يتحرك إلى جهة الهواء الداخل إلى المدجنة.

5-     .يبعد أجنحته عن جسمه و يهدلها بحيث تكون نصف مفتوحة.

6-     يستلقي و يبسط أجنحته و ينفش ريشه.

7-     . مع استمرار الحالة، يتمدد الطائر و يدخل في طور الغيبوبة و إذا استمرت هذه المرحلة فإنها تؤدي إلى ألنفوق.

1-2 تغيرات فيزيولوجية:

1.     يرتفع معدل التنفس لدى الطائر و يبدو في حالة لهاث ( الفقد الحراري عن طريق التنفس )

2.     تزيد الترددات التنفسية العالية جدا من ضغط ثاني أكسيد الكربون في الدم و   يؤدي هذا إلى ارتفاع الاس الهيدروجيني للدم، و يعتبر هذا القلاء هالكا عندما يكون حادا جدا ذلك أن الاس الهيدروجيني للدم يجب أن لا ينحرف عن نطاق ضيق للغاية.

3.      صعوبة في التنفس عند الطيور التي تأثرت بشكل كبير بضربة الحر و تحدث حالات تشنج و نفوق ناجمة عن ارتفاع درجة قلوية الدم.

4.     يرتفع الإدرار البولي، وبالتالي يزداد استهلاك الماء.

5.     ينخفض استهلاك العلف ( انخفاض التكوين الحراري الهضمي )

6.     . يفقد الطائر وزنه حيث أن الطاقة يتم إنتاجها من المواد البديلة ( الدهون، البروتيدات ).

7.     إن خسارة المحاليل الكهربائية و الامتصاص السيئ للكالسيوم هما عواقب هذا التكيف الفيزيولوجي أما الثوابت الفيزيولوجية فهي تعدل بشكل بسيط جدا (حماض بسيط)، على الرغم من أن المضاعفات التقنية تعتبر مهمة، خصوصا إذا تكرر الإجهاد:  نمو متأخر، عرج، قشر بيض هش، فرش رطب.

8.     ترتفع حرارة الطير الداخلية بسرعة مما يسبب نفوقه بعد ما بين ساعتين و 12 ساعة بسبب دخوله بغيبوبة القلاء، اختناقه أو قصور قلبه.

 

2- العلامات التشريحية

إن أول الطيور الهالكة بسبب الضربة الحرارية هي الأكثر نموا، عادة ما يكون لجسمها مظهر محتقن نتيجة الصدمة الدموية التي تسببها المواد السامة المتراكمة، و يظهر تشريح هذه الطيور:

1-     أنزفة دموية تحت الجلد نتيجة انفجار الأوعية الدموية.

2-     احتقان عضلات جسم الطائر.

3-     تمدد الأوعية الدموية المغذية للمخ.

4-     احتقان الكبد والطحال و الرئة

5-     .جفاف بالقصبة الهوائية.

 

III- مواجهة المشكلة

نظرا لارتفاع نسبة النفوق الناجم عن الاحتباس الحراري و الخسائر المنجرة عنه، وجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة على مختلف المستويات لمواجهة آثاره و التخفيف منها. و تبدأ الإجراءات باختيار الطائر و تمر عبر المباني          و استعمال مختلف طرق العزل و التبريد بها كما تشمل التغييرات الخاصة بالعليقة و الماء مع استعمال مواد كيميائية فعالة. و فيما يلي استعراض لمختلف هذه الإجراءات:

1 – الطائر

إن الطائر جيد المصدر الخالي من المايكوبلازما و أيضا جيد التحضين هو الأقرب لأن يكون خاليا من المشاكل التنفسية و بالتالي يكون أكثر قدرة و كفاءة على مواجهة الاحتباس الحراري من الطائر المصاب بأمراض تنفسية حيث تقل كفاءة جهازه التنفسي عن تبريد جسمه.

2- المباني

2-1 الموقع:

 تشييد مداجن اكثر ملائمة للبيئة و اكثر تكيفا مع عوامل الطقس:

1.     اتجاه المدجنة من الشرق إلى الغرب لتجنب تعريض أضلاعها الطويلة إلى سقوط أشعة الشمس المباشر لفترات طويلة مما يخفض من كمية الإشعاع الحراري داخل المدجنة و بالتالي يلعب دورا مخففا لارتفاع درجة الحرارة أثناء موسم الحر إضافة إلى أن هذا الاتجاه يساعد على تحسين التهوئة داخل المدجنة.

2.        يستحسن زراعة الحشائش الخضراء من أشجار سريعة النمو و وفيرة الضلال و مرج أخضر حول بيوت التربية للتخفيض من انعكاس أشعة الشمس و لما لها من دور ملطف للهواء الداخل للمدجنة.

          

2-2: البناية:

2-2-1 تشييد المدجنة:

حدث في العقد الأخير تطور هائل في بيوت التربية حيث أصبحت أكثر ملائمة للمناطق الاستوائية    و الحارة     و الصحراوية، ويتمثل ذلك في:

1.      ارتفاع سقف المدجنة بين 4 و 5 أمتار منعا لحصول عملية الاحتباس الحراري داخل المدجنة و يجب أن يبرز السطح مسافة 1 إلى 1.5 متر عن الجدران مشكلا بذلك مظلة فوق النوافذ تمنع دخول أشعة الشمس مباشرة إلى داخل المدجنة.

2.      فتحة النوافذ بين 160 و 230 صم لتسهيل عملية التهوئة و التخلص من الغازات الضارة و بقاء الفرشة تحت الطيور جافة و يجب أن لا تقل مساحتها عن 10  %  من المساحة المغطاة.

3.      خلق دورة هوائية تحسن المستوى الحراري داخل المدجنة عن طريق المناور التي تقوم بعملية شفط الهواء الساخن من داخل المدجنة إلى الخارج و هذا يساعد على دخول هواء جديد من النوافذ.

 

  2-2-2 استعمال طرق العزل و التبريد:

أ- خارج المدجنة:

1.     استخدام مواد من الدهن العازل و العاكس للحرارة على الأسطح و الجوانب للتخفيض من امتصاص الحرارة داخل البيت.

2.     دهن الأسطح باللون الأبيض ( الجير ) يقلل عملية الامتصاص الحراري أثناء فترة الظهيرة كما يقلل كمية الإشعاع الحراري من الأسطح إلى داخل المدجنة.

3.     استخدام المواد العازلة من فراغات الجدران بكثافة أكثر كفاءة.

4.     استعمال القصب أو سعف النخيل كمواد عازلة لتغطية السقف.

5.     رش الماء فوق الأسطح يدويا أو باستعمال مرشات تثبت على السطح حيث يقوم الماء بتبريد الأسطح       و بالتالي خفض كمية الإشعاع الحراري إلى داخل المدجنة و يجب أن تمتد هذه العملية على طول النهار أي من شروق الشمس إلى غروبها و ليس أثناء فترة الحر فقط كي تكون ذات جدوى و لا تؤدي إلى نتائج عكسية.

6.     رش الماء حول المدجنة على شكل طوق محيطي و لمسافة مترين لتبريد الهواء قبل دخوله إلى المدجنة.

7.     تعليق أكياس من الخيش على بعد متر من النوافذ بالإفريز البارز من سطح المدجنة و رشها بالماء عند ارتفاع درجة الحرارة حيث تلعب دورا مهما في تلطيف الهواء الداخل للمدجنة و تخفف من التأثير السلبي للإشعاع الحراري.

 

ب - داخل المدجنة:

1.     إعادة تنظيم و تصميم مراوح الشفط و خلايا التبريد بشكل هندسي مختلف للمساعدة على زيادة معدلات التبريد داخل البيوت.

2.     زيادة الحجم الهوائي لكل طير داخل المدجنة ما يعني تقليل عدد الطيور في وحدة المساحة بنسبة 20 %.

3.     وضع مواسير للمياه الباردة في الأرضيات للتخفيض من تفاعلات و حرارة الفرشة نتيجة خروج الأمونيا مما ينعكس إيجابيا على حرارة البيت و زيادة المسطحات الباردة.

4.     تهوئة المدجنة عن طريق تركيب مراوح دفع على الجوانب و مراوح شفط على السقف حيث تعمل على خلق دورة هوائية داخل المدجنة.

5.     تبريد الهواء عن طريق استعمال أج

  • Currently 192/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
65 تصويتات / 4388 مشاهدة
نشرت فى 26 مارس 2006 بواسطة poultry

ساحة النقاش

د/ محمود سعيد

poultry
مدير ومؤسس موسوعة عالم الدواجن الالكترونية Mob: + 201224960635 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,284,917