الاهتمام بعملية إنشاء المزرعة ضرورة حتمية , حيث أن الخطأ في إنشائها لا يمكن تداركه إلا بعد تحمل تكاليف تكون بالقطع باهظة , بالإضافة إلى عدم إمكانية تحويل المنشأة لتحقيق هدف آخر غير الهدف الذي أقيمت من أجله أو تحويره . لذلك يجب أولا التعرف على الدراسات الواجب معرفتها في هذا الخصوص وما يتبع ذلك من مشاكل قد نتطرق لها بالمستقبل .
- الدراسات الواجب معرفتها : 1- مقدار رأس المال المستثمر في البناء : وهو العنصر الهام في عملية إنشاء المزرعة حيث أنه يحدد نوع وحجم المزرعة وتكون الحاجة إلية لتوفير السيولة النقدية اللازمة للإنشاء والتشغيل والإنتاج وهي تشمل : - قيمة التكاليف الثابتة من مباني وقيمة أرض ,,,, وغيرها . - قيمة التكاليف المتداولة "المتغيرة" – الأدوات – الأعلاف . - قيمة الخدمات وتشمل الأعمال الصحية . - قيمة التشغيل وتشمل أجور العمال – النقل – التسويق . - قيمة التخزين وتشمل : الأرصدة الموجودة في المخازن من الأعلاف . - وأخيرا قيمة الاحتياطي العام وهو عادة ما يكون 10% من المصروفات الفعلية لمواجهة الظروف الطارئة والكوارث والحوادث .
2- تحديد خطة العمل بالمزرعة : وهو بمعنى الهدف من وراء إقامة المزرعة وأي الأنواع من الإنتاج الذي ينوي المربي إنتاجه , وقد يفكر المزارع في جعلها متخصصة في نوع واحد من أنواع التربية والإنتاج المختلفة أو قد تشمل أكثر من نوع وبتحديد هذا الهدف يبدأ المزارع في وضع خطته اللازمة لاختبار أي نوع من نظم الإسكان تكون مناسبة لغرض الإنتاج ثم دراسة التكاليف اللازمة لإتمام عملية البناء وتوفير المستلزمات الإنتاجية المطلوبة وطرق الحصول على الجيد منها بالسعر المناسب لها, يتلو ذلك دراسة منوال العمل بالمزرعة وطريقته وأنواع وأعداد الطيور المرباة وطريقة الحصول عليها من مصادرها الموثوق بها , ويأتي بعد ذلك دراسة مدة التنفيذ ونظام الإدارة والأشراف وبرامح التمويل والتسويق .
3- إمكانية التوسع المستقبلي : يجب أن يضع المزارع في اعتباره أن المزرعة تقبل النمو المستمر نتيجة تحقيق رغبات السوق مع الحاجة لإشباع رغبات أكثر نتيجة نجاح المشروع خاصة عند إنتاج منتجات ذات جودة عالية تشتهر بها المزرعة في حيز السوق عند بدء إنتاجها , ويستلزم ذلك البدء في إقامة وحدة واحدة تتلوها وحدات وذلك بعد تغطية الوحدة لتكاليفها وتحقيق الربح , ويشترط في ذلك توفير المساحة الكافية اللازمة لعمليات التوسع بالإضافة إلى العمل على توفير الوسائل اللازمة للإنشاء والتجهيز حال التفكير في التوسع , ويتوقف ذلك على مساحة الأرض وقيمتها , بمعنى في حالة ارتفاع قيمة الأرض يكون ذلك داعيا على اعتبار الوحدة الأولى من الإنشاء متمثلة في الدور الأول . ويكون التوسع في الجانب الرأسي على نفس المساحة , على عكس ذلك تمام في حالة انخفاض الأرض المقام عليها المشروع , حيث يكون التوسع الأفقي هو المفروض وهكذا وفي جميع الحالات بالنسبة للأدوات والعمالة ,,,,, وغيرها.
4- دراسة مواد البناء المتوفرة في المنطقة : أو في المناطق القريبة وعمل دراسة مقارنة لأسعار هذه المواد وصفات هذه المواد التي سوف تستخدم في الإنشاء .
5- الظروف البيئية والمناخية للمنطقة التي ستنشأ عليها المزرعة .
6- نوع العمالة والخبرات المتوفرة بالمنطقة : وهذه يتوقف عليها اختيار المواد والمعدات والتجهيزات اللازمة في عملية الإنتاج , وهذا العامل الأخير من العوامل التي يجب وضعها في الاعتبار الأول , وأن تولى عناية خاصة عند إقامة المشاريع الخاصة بالدواجن , خاصة في البلاد النامية التي تعتمد أساس على استيراد التقنية الحديثة من الدول المتقدمة دون أن توفر لمثل هذه البلدان الخبرات التي يمكنها من استخدام وصيانة هذه المعدات والأجهزة بالكفاءة الموجودة مما يؤدي في النهاية إلى عدم تحقيق هذه المشاريع للأهداف الإنتاجية التي أنشأت من أجلها , وبالتالي عدم تحقيق الأرباح المتوقعة . وبعد ذلك يجب أن نعرف أن مزرعة الدواجن poultry farm هي المساحة من الأرض صغيرة كانت أو كبيرة خصصت لتربية الدواجن , أو قيام صناعة أو أكثر من صناعات الدواجن عليها , وفي هذا الإطار يوجد نوعين من المزارع : مزارع متخصصة spccialized farm وهي عادة ما تكون متخصصة في إنتاج نوع معين من أنواع الدواجن أو قيام صناعة معينة من إنتاج الدواجن , وهناك نوع آخر هو المختلط mixed farm وهي مزارع يكون إنتاجها أكثر من نوع أو يكون عليها أكثر من صناعة كأن يكون مثلا لتربية الدجاج اللاحم والبياض أو ثنائي الغرض ,,,, وهكذا.
- خصائص مزارع الدواجن : إن خصائص مزارع الدواجن يجب إن تعطي للمربي والمزارع والمسئول في حقل الدواجن الدراية والمعرفة التامة والكاملة عن هذا المجال ومن ذلك صغر ثمن الوحدة في المزرعة , حيث أن ثمن الدجاجة في المشروع قليل , وكذلك رأس المال في هذا المجال يكون محدود, ومن أهم الخصائص التي تميز الدواجن عن بقية الأنواع الأخرى من المزارع سرعة دورة رأس المال كذلك دقة الأعمال وتميزها وكذلك قلة المنشآت وعدم تعقيدها , حيث أنها لا تحتاج إلى أيدي عاملة مدربة , كذلك استمرارية العمل في مزارع الدواجن , حيث أن العمل في هذا الاتجاه لا يتوقف بل يستمر على مدار السنة كذلك كفاءة التمويل الغذائي وكذلك المنتجات عادة ما تكون سريعة الفساد والتلف وسرعة انتشار الأمراض الوبائية بين الدجاج .
- العوامل المؤثرة على إنشاء المزارع : 1- اختيار الموقع : ويجب عند اختيار الموقع مراعاة ما يلي : أ- الموقع يكون قريب من أماكن التسويق أو المدن الكبيرة لتسهيل عملية وصول الإنتاج في ظروف مناسبة واختصار الوقت . ب -كذلك يكون بعيدا عن المزارع الأخرى بمسافة لا تقل عن 1/2 (نصف كيلو) وكذلك أماكن السباحة ومجاري الأنهار وغيرها . ج- يفضل كذلك أن يكون أن يكون قريب من الطرق الرئيسية حتى لا يكون هناك تكلفة في عملية تعبيد الطرق وتأخر وصول المنتج . د- يجب أن يتوفر في الموقع مصادر للمياه النظيفة والكهرباء والهاتف لتقليل عملية التكاليف لعمل هذه الواجبات , كذلك مساكن العاملين تكون داخل نطاق المزرعة . وكذلك عدم الابتعاد عن مصادر الأعلاف والكتاكيت والمجالات التجارية . وفي النهاية يجب الأخذ بالاعتبار الموقع الطبيعي من ناحية جفاف الأرض وعدم ارتفاع رطوبتها وأن تكون مرتفعة عن سطح الأرض نوعا ما وكذلك أن تكون في منطقة جوها معتدل وآمنة من الحيوانات البرية والطيور الجارحة وخالية من الأمراض وتكون بعيدة عن اتجاه الرياح .
- المباني وشكل إنشائها : - تحديد نوع المباني ( مقفولة – مفتوحة ) واتجاهها وهل ستكون التربية عادية (أرضية) أو بطاريات أو غيرها . - عدد الطيور المراد تربيتها في كل عنبر ومدى استيعاب هذا العنبر للإعداد . - نوع الطيور المرباة "" دجاج – بط – سمان – وغيرها "" . - أن تكون الفكرة واضحة بالنسبة للأجهزة والأدوات والمعدات التي سوف يتم تركيبها داخل العنبر . - معرفة مواقع ومساحات المخازن والمباني السكنية والإدارية وكذلك المسافة بين كل منها والمسافة بين كل عنبر وآخر . - وفي النهاية يفضل عمل سور يحمي المزرعة من أي اعتداء عليها سواء كان بالسياج أو بالرمال أو الأشجار أو مسلح من البناء أو الشبك أو أي نوع كان حسب الإمكانيات والقدرات .
- مباني الدواجن : عندما يفكر المربي في بناء عنبر للدواجن فإن أمامه الاختيارات التالية : 1- عنبر مفتوح : وهو عنبر ذو شبابيك بطول جداري العنبر , والسقف يكون إما خرساني حيث يمكن للمربي بناء أكثر دور أو يكون من الأسبتوس وهو أقل تكلفة من السابق , ولكن لا يمكن بناء دور فوقه , ومهما كانت برودة الجو فأنه إذا أحكم قفل الشبابيك بالعنبر فأن الحرارة الناتجة من الطيور نفسها تكفى لتدفئتها طالما لا يوجد بالعنبر كتاكيت صغيرة السن تحتاج إلى تدفئة صناعية . 2- عنبر مقفول : عنبر ليس له شبابيك يتحكم في تهويته صناعيا وعلى ذلك يمكن القول بأن العنبر المقفول هو عنبر مكيف الهواء. وهو يستخدم في التربية المكثفة وفي المناطق شديدة الحرارة أو البرودة والمباني إما تكون سابقة التجهيز أو مباني تقليدية . والأولى هي مباني عبارة عن هيكل حديدي يحدد شكل الجدران والسقف ثم يركب على هذا الهيكل ألواح تحتوي على مواد عازلة ليكتمل شكل الجدران والسقف , والمباني التقليدية هي التي تبنى بالطوب ويكون الهيكل خرساني .
- العوامل التي تحدد مدى اختيار المربي لنوع العنابر : 1- كلما كان رأس المال محدود فالبيت المفتوح ذو الأسقف الأسبتوس يلجأ لها المربي . 2- لو كان ثمن الأرض مرتفع يلجأ المربي للمباني الخرسانية حتى يتمكن من بناء أكثر من طابق . 3- لو كان الغرض هو تربية بداري تسمين يكتفي بالعنابر المفتوحة . 4- لو كان الغرض هو تربية بداري تسمين بدرجة مكثفة يلجأ إلى المباني المقفلة . 5- يمكن استعمال المباني المقفلة والمفتوحة في تربية الدجاج البياض . 6- المباني الجاهزة أسرع في الإنشاء ولكنها أكثر تكلفة . 7- جميع مزارع المملكة العربية السعودية يجب أن تكون مقفلة لظروف البيئة .
- أولا : البيوت المفتوحة : يجب مراعاة العوامل الآتية عند الشروع في بناء العنابر : أ- اتجاه العنبر : يجب أن يكون اتجاه العنبر متعامدا مع الرياح الموسمية حتى تهب على أحد جوانب العنبر . ب- عرض العنبر : إذا كان العنبر متعامدا مع اتجاه الرياح يمكن أن يصل عرض المبنى إلى 12 م أما إذا كان العنبر غير متعامد مع اتجاه الرياح يجب أن يصل عرض العنبر 8-10 م فقط نظرا لضعف التيارات الهوائية وعدم قدرتها على الوصول إلى الجوانب البعيدة للعنبر. وإذا زاد عرض العنبر عن 12م أو كان العنبر غير متعامد تمام مع اتجاه الريح أو كان في منطقة ضعيفة التهوية فإن الحلول الآتية يمكن أن تتبع للإقلال من مشاكل التهوية : 1- بناء السقف على شكل جمالون حتى يقلل من تأثير أشعة الشمس على سقف العنبر.لأن نصف مساحة السقف تسقط عليها أشعة عمودية والنصف الآخر تسقط علية بزاوية حادة فيكون تأثيرها الحراري أقل نسبيا . 2- عمل السقف على شكل جمالون مع وجود فتحات للتهوية بطول السقف وبعرض حوالي 50 سم مفتوحة الجهتين أو مفتوحة في الاتجاه المعاكس لاتجاه الرياح فتعمل على تسرب الهواء الدافئ المتجمع في أعلى العنبر بدون إرجاعه ثانية للعنبر وعند تسربه يقل الضغط داخل العنبر فيحدث سحب للهواء الجديد من شبابيك العنبر الجانبية . 3- عمل السقف على شكل نصف دائرة ليساعد على تجميع الهواء الدافئ قرب السقف ويفضل عمل فتحات في السقف لتسرب الهواء الدافئ خارج العنبر. 4- إذا توفر التيار الكهربائي في مكان التربية يمكن تركيب مراوح في سقف العنبر يعمل على طرد الهواء الدافئ وأيضا تعمل على تحريك التيارات الهوائية داخل العنبر . ج- طول العنبر : أفضل طول للعنبر يسهل معه رعاية الطيور والإشراف عليها هو 80م وإذا زاد ذلك فيفضل أن تكون حجرة الخدمة في الوسط حتى ينقسم العنبر إلى قسمين يمكن رعايتهما بسهولة . د- الأساس والأرضية : تخطط الأرض تبعا لطول وعرض العنبر وسمك الجدران وعدد الأدوار وعليه يحدد عمق الأساس , ويفضل عمل ميول في الأرض لسحب مياه التطهير وإذا كانت التربية التي يقام عليها العنبر رطبة فيفضل تغطية الأرضية بطبقة من القار . هـ- الجدران : إذا كان السقف جمالون يكون ارتفاع الجدران من الناحيتين متماثلا في حدود ( 270-300سم ) على أن يكون الارتفاع في وسط العنبر في حدود( 320-350سم ) . وإذا كان السقف منحدر إلى أحد الجوانب فيكون ارتفاع الجدار الذي يقع ( 300سم ) من الناحيتين . وإذا كان السقف من الخرسانة المسلحة المستوية السطح فإن الجدران يكون ارتفاعها في حدود(300سم) من الناحيتين . و- فتحات الشبابيك : تكون قاعدة الشبابيك على ارتفاع ( 100-120سم ) من الأرضية وارتفاع الشبابيك في حدود (100-150سم) وعلى امتداد الشبابيك تركب ستائر من قماش سميك ترتفع أو تنخفض أمام فتحات الشبابيك تبعا للتيارات الهوائية الخارجية وتبعا لدرجة الحرارة الداخلية للعنبر . ز- السقف : مواد البناء المستعملة في السقف تختلف حسب نوع المبنى والتكاليف المقدرة للبناء ويجب أن يكون سقف الأسبستوس شديد الانحدار بنسبة 5% حتى لا تتجمع مياه الأمطار في تجاويف الألواح والمباني ذات الأسقف الخرسانية تتميز بأن عمرها أطول ودرجة عزلها أفضل .
- ثانيا : البيوت المقفلة : عند بناء البيوت المقفلة يجب مراعاة الآتي : أ- اتجاه العنبر : يجب أن يكون اتجاه العنبر في اتجاه موازي للرياح حتى لا تكون عملية طرد الهواء إلى خارج العنبر . ب- عرض العنبر : يفضل أن لا يزيد عن 12 م لكن أذا زاد عرض العنبر عن ذلك يجب تزويد السقف بمراوح إضافية أو عمل قنوات هوائية لتسحب أو تدفع الهواء إلى وسط العنبر . ج- طول العنبر : أقل طول اقتصادي للعنبر 40م وأقصى طول 80 م ولا تقل المسافة بين العنبرين عن 20م حتى لا تسحب المراوح في إحدى العنابر الهواء الفاسد المطرود من العنبر المجاور . هـ- الجدران : يتراوح ارتفاعها بين ( 220-270سم ) لأن كل ارتفاع يزيد عن حجم العنبر ويزيد بالتالي من تكاليف تدفئة أو تبريد الهواء الداخل للعنبر , والجدران ليس بها شبابيك إلا الفتحات الخاصة بتركيب المراوح أو مدخل الهواء أو فتحات الطوارئ التي تستعمل للتهوية في حالة انقطاع التيار الكهربائي فجأة وتوقف مراوح التهوية, ( وهي تمثل 5-8% من مساحة الأرضية ) والجدران أما مبنية بالطوب أو سابقة التجهيز . و- السقف : يكون غالبا مستويا , ويمكن أن يشمل السقف فتحات للتهوية أو فتحات للمراوح حسب نظام التهوية الخاصة بالعنبر . ز- الأبواب : عادة يكون للعنبر بابين أحدهما رئيسي يفتح إلى حجرة الخدمة وآخر خلف العنبر , يستعمل عادة للتخلص من السماد أو عند إدخال الطيور داخل العنبر , والأبواب يفضل أن تكون معزولة بمادة عازلة حتى لا يحدث من خلالها تسرب حراري . |
ساحة النقاش