كاميرات هجين جديدة.. تجمع بين اللقطات الساكنة والمتحركة
تحول الهواة إلى محترفين وتلتقط فيديو بجودة الصور التلفزيونية
انتقل المصور الفوتوغرافي التجاري فنسينت لافوريت مؤخرا إلى لوس أنجليس ليبدأ عملا مهنيا جديا كمدير للتصوير الفوتوغرافي في الأفلام السينمائية، ولكنه لن يستخدم كاميرا الفيديو في أثناء عمله الجديد هذا، بل يخطط بدلا من ذلك لتصوير كل اللقطات بواسطة كاميرا رقمية انعكاسية تعمل بعدسات مفردة (إس إل آر)، ألا وهي «كانون 5 دي مارك 11» (EOS 5D Mark 11)، التي تلتقط صورا ساكنة وفيديو. والعمل مع واحدة من كاميرات الهجين الجديدة هذه التي تجمع بين الصور الساكنة والفيديو (طُرحت كاميرتان من هذا النوع في السوق حتى الآن) هو واحد من أكثر الأمور الدراماتيكية التي حصلت حتى الآن في تاريخ الفيديو، كما يقول لافوريت الذي فاز سابقا بجائزة بوليتزر لدى عمله مع فريق التصوير في صحيفة «نيويورك تايمز». وأضاف أنه «عن طريق استثمار صغير يمكن التقاط الفيديوهات التي تبدو من الجودة كجودة الأفلام السينمائية التي تلتقط عن طريق المعدات المخصصة لذلك، التي تباع عادة بمئات الآلاف من الدولارات». ولكن للوصول إلى هناك ينبغي أن تكون مستعدا أن تبذل جهدا أكثر من الذي تبذله عادة عن طريق كاميرا الفيديو العادية، وإضافة المزيد من العدد والأدوات الغالية الثمن إلى معداتك، وأن تتعلم كيفية التقاط الفيديو بطريقة جديدة كلية.
* كاميرات هجين
* وبالنسبة إلى المستهلكين والمحترفين الذين يبحثون عن كاميرات «إس إل آر» رقمية جيدة متعددة الأغراض التي تلتقط صورا رائعة وفيديوهات عالية الجودة، يبدو أن شركتي «كانون» و«نيكون» تستطيعان تلبية مثل هذه المطالب. وكانت عملاقتا الكاميرات اليابانية هاتان قد شرعتا في هذا الاتجاه الجديد نحو كاميرات «إس إل آر» الهجين في العام الماضي عن طريق كاميرا «نيكون دي 90» (999 دولارا)، و«كانون 5 دي مارك 11» (2799 دولارا)، لكنهما سرعان ما خفضتا الأسعار بعد طرحهما كاميرا «نيكون دي 5000» (749 دولارا)، وكاميرا «كانون EOS Rebel T1i»، (799 دولارا). والأخيرة تلتقط فيديو عالي الوضوح بدرجة 720 p، 30 إطارا في الثانية، مقارنة بـ1080p، 30 إطارا في الكاميرا الأغلى «5 دي». أما فيديو «نيكون» فهو ذاته في كلا الطرازين، أي بدرجة 720p، 24 إطارا في الثانية.
* مميزات الكاميرات
* وكان بمقدور المستهلكين التصوير بالفيديو لسنوات عن طريق كاميراتهم «صوب والتقط»، والكثير منها تقدم نوعية جيدة. ومزية «إس إل آر» أن شريحة التصوير الإلكترونية فيها كبيرة، مما ينتج عنها فيديو واضح جدا، إضافة إلى ذلك فإنه بدلا من العدسات الرخيصة التي تقدمها كاميرات «صوب والتقط»، يمكن مع كاميرات «إس إل آر» اختيار الكثير من العدسات ذات النوعية العالية القابلة للتبديل. فإذا تحولت إلى عدسة ذات زاوية عريضة على سبيل المثال، يمكن استيعاب مشهد واسع أكثر سينمائية، أو إلى الـ«تيليفوتو» للحصول على مشهد قريب جدا.
ولالتقاط فيديو بكاميرا «إس إل آر» عليك اختيار وظيفة «المشهد الحي» (live view) الذي يقوم بإقفال مرايا الكاميرا وتجعلك تعمل مباشرة على شاشة البلور السائل (إل سي دي)، كما تفعل عادة مع كاميرات «صوب والتقط». ولكن محاولة التركيز عبر شاشة «إل سي دي» هي أكثر صعوبة لدى محاولة التقاط المشاهد الدقيقة، من طريقة «صوب والتقط»، خصوصا في الأيام المشمسة الساطعة التي تشكل تحديا حقيقيا.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن كاميرا «5 دي» و«تي 1» لها عشر مميزات تكبير في ظهرها للحصول على التركيز الصحيح، وبالتالي على دقة أفضل.
* أدوات ضرورية
* الحامل الثلاثي القوائم: إذا رغبت في الحصول على فيديو يبدو من صنع محترفين، فأنت بحاجة إلى أداة لا يستغني عنها المحترفون، وهي الحامل الثلاثي. واهتزاز الكاميرا يمكن ملاحظته أكثر في الكاميرات التي تلتقط صورا ساكنة، من كاميرات الفيديو المشيدة بمنظومات تقلل من الارتجاجات. علاوة على ذلك تقع أدوات الضبط والتحكم الخاصة بالتقاط الفيديو في كاميرات الصور الساكنة في ظهرها، وأي محاولة للوصول إليها في أثناء التصوير من شأنها التسبب في المزيد من الاهتزازات.
* مراقب الفيديو: يشير لافوريت إلى كيفية الدوران حول مشكلة الضوء الساطع في ما يتعلق بالتصوير الصعب عن طريق شاشة «إل سي دي»، ومن ثم محاولة تركيز المشهد، فيقول: قم باختيار مراقب صغير للفيديو، على الرغم من أن أغلبية الناس لا يفعلون ذلك. وهي تبدأ بسعر ألف دولار، والخيار لك هنا إذا رغبت في ذلك.
* الميكروفون: الميكروفونات الداخلية تكون عموما سيئة النوعية، فإذا رغبت في صوت جيد عليك بميكروفون آخر، ولسوء الحظ فإن كاميرا «5 دي» فقط مزودة بشق لوصل ميكروفون خارجي بها. أما كاميرات «ت 1» و«دي 90» و«دي 5000» فهي مزودة جميعها بميكروفونات داخلية صغيرة.
* ملامح أخرى
* التخزين: يمكن التقاط الفيديو وتخزينه مباشرة على بطاقات الذاكرة، ولكل نوع كاميرا وقت محدد لذلك، إذ يمكن التقاط 12 دقيقة من الفيديو بالنسبة إلى كاميرا «5 دي»، و18 دقيقة بالنسبة إلى كاميرا «تي 1»، وخمس دقائق بالنسبة إلى كاميرا «نيكون دي 90» و«دي 5000». ويمكن الاعتماد على بطاقة 8 غيغابايت العالية الأداء (30 إلى 50 دولارا)، كما يمكن التقاط الفيديو حتى 24 دقيقة بالنسبة إلى كاميرا «5 دي»، و36 دقيقة بالنسبة إلى كاميرا «تي 1». وإذا كنت تفكر في استخدام إحدى هذه الكاميرات لتصوير حفل زواج، أو تمثلية مدرسية مثلا، فقد لا يكون هذا الاختيار مثاليا ما لم تكن ترغب في تقبل العثرات الصغيرة، نظرا إلى أن مدة اللقطات قصيرة هنا وينبغي عليك الشروع في التصوير مجددا.
وقامت «كانون» مؤخرا بتحديث برنامج كاميرتها «5 دي» تلبية لمطالب الكثير من المصورين، إذ يمكن الآن ضبط درجة التعرض للضوء بالنسبة إلى الفيديو يدويا، وهو أمر كان في السابق أوتوماتيكيا. أما بالنسبة إلى كاميرا «تي 1» وكاميرات «نيكون»، فلا تزال عملية الضبط أوتوماتيكية.
والتقاط الفيديو بهذا الأسلوب يمثل تحديا فعليا، ولكن «هذه ليست كاميرات بسيطة»، كما يقول لافوريت، «فإذا كنت ذاهبا لقضاء عطلة ورغبت في شريط فيديو عادي، اجلب كاميرا فيديو عادية. ولكن إذا كنت مصورا راغبا في إضفاء مسحات فنية إلى لقطات الفيديو الخاصة بك، فهذه الكاميرات جديرة بالاعتبار، لأنك ستحصل على مادة شبيهة بما تراه على التلفزيون».
وكان لافوريت قد دخل إلى صناعة تصوير الفيديو عندما اختار كاميرا «5 دي مارك 11» في الخريف الماضي، وقد التقط فيديو مدته دقيقتان بعنوان «ريفيري» ليتأكد ماذا تستطيع هذه الكاميرا أن تفعل. والتقط هذا الفيديو في منتصف الليل عندما كان الضوء خافتا جدا، ومثل هذا العمل صعب جدا لو تم عن طريق كاميرا فيديو عادية، لكن لكون شرائح المستشعر في كاميرا «5 دي» هي أكبر بكثير، فقد أنتجت صورا شبيهة بالأفلام التي سحرت الناس. وبات فيلمه هذا من الأعمال الباهرة على الإنترنت، واستقطب نحو 3 ملايين مشاهد على موقعه «سمغ مغ» SmugMug في الأسبوع الأول فقط. وهذا الإنجاز الكبير دفعه إلى الانتقال إلى الساحل الغربي من الولايات المتحدة لممارسة مهنة جديدة.
ساحة النقاش