<!--[if gte mso 10]> <mce:style><! /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} -->

 

<!--[endif]-->

 

ثورة البر والعدل في زمن الخليفة السماوي القادم

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين .. والصلاة والسلام على نبينا قدسنا ووجهتنا [ محمد ] والذين معه

[  وأنوار العلى والملكوت أئمة الحق والنور ومن تبعهم من صحابة الحق المبين ] عنوان مدارستي وكلمتي هي في عمق هذا النور النازل أبد الدهر .. أشكر صاحب الوردة الرائعة وكلمته الزينبية الفاصلة فخير الكلام كلمة .. وخير الأمور في عشق النبي والآل هم الأمة الوسط .. وهو قول الحق تعالى :

{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } البقرة143 ..

والأمة المحمدية المرحومة قدريا هي امة الوسط البديلة لحالة الافساد والغلو في فهم الدين والقضية .. وما أجمل ما قال سيدنا علي عليه السلام :

[ ان خير شيعتي النمط الأوسط ]

فهذا هو منهج العدل والشاهدين .. والمتجهين باصباحة نورهم نحو القبلة .. وهي النبوة والعترة التي بمقام الكعبة المستورة.. التي تؤتي ولا تأتي .. القبلة أيها النبلاء  ورواد السادة .. وهم البوابة التي يأتي منها الداخلون وهي تمام قوله تعالى :

{  لَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }  :  البقرة189

[ عن سلمة عن الصنايجي عن علي قال :  يقول النبي الأقدس :

[  أنت بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتى فان أتاك هؤلاء القوم فسلموها إليك يعنى الخلافة فاقبل منهم وان لم يأتوك فلا تأتهم حتى يأتوك ]

[ ابن الأثير : أسد الغابة :  الجزء : 4 ، ص 31، الناشر : دار الكتاب العربي - بيروت =   العلامة المجلسي :  بحار الأنوار:  الجزء : 40 ، ص 78 ،  الناشر : مؤسسة الوفاء - بيروت ]

فهم الوسط في الأمم والعدل والقسط والخاتمة .. وهم البوصلة المحددة ، وكلية الغاية الموصلة نحو الرضا الالهي والغايات المرجوة  ، والمهدوف في الآية هو تحديد هوية المتجهين نحو الغايات القدسية بلباس المطهرين  فالرعية الموالية من جنس مادة القيادة الالهية .. وتجاوزهم هو ادعاء من الشطط والغلو ..

هم قبلتنا ومنهجنا كما ذكرت في دراستي الهامة والمنشورة على موقعي الحوزة ، وموج البحر بعنوان : [ الاال وجهتنا ومنهجنا .. ] فهم عليهم السلام الذين لم يبدلوا تبديلا ومواليهم حتى آخر الزمان هم الأبدال المعسكرون في خندق  ثقافة الخليفة .. وهذا هو تأويل الامام علي أمير المؤمنين في تصنيف حركة الموالين بين المتوسط والمغالي .. وهنا اختار لنا الرسول صلوات الله عليه وآله وسلامه الخندق الوسطي الذي كان في التكوينة النورانية لأهل الولاية العادلين ..

[ ان خير شيعتي النمط الأوسط ] وعلينا أخوتي ألا نكون ملكيين أكثر من الملوك .. وأئمتنا وأجدادنا أهل ولايتنا وبوصله الوجهة والقبول ، وأهل الصراط وأصحاب الجنة الحقيقيون .. واللعن ليس هوية الوسطيين بل الثورة العادلة والتحضير لها هو الخيار الأمل بعلو نور آل محمد عليهم ..وثقافة العدل لا تقوم بالمطلق على تجاوز ثقافة العادلين .. شكرا للكلمة والوردة .. والمختصر في بيت الشعر المسجل بوهج النور فيه الكفاية هذه الليلة عن التفصيل ..

بورك في كلماتكم ويدا بيد نحو الثورة الالهية القادمة ..

والسلام عليكم ورحمة الله ..

حضور رباني وقدسي من عالم الجلال سيبقى متواصلا ..

حتى تشرق الأرض بنور ربها .. ويضع الله الميزان والكتاب .

ظلالها النورانية ...      متحققة في سلطان الله الأبدي ..قال تعالى :

{وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ }الزمر69 ....

والقضاء الحق هو خليفة الله الالهي القادم الذي  كما جاء في الهد القديم :

[  يسوس الناس بعصى ] وهي سيف القوة والعدل ..وفي سفر دانيال : يقول عليه السلام  :

[ وَبَارَكْتُ الْعَلِيَّ وَسَبَّحْتُ وَحَمَدْتُ الْحَيَّ إِلَى الأَبَدِ، الَّذِي سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ، وَمَلَكُوتُهُ إِلَى دَوْرٍ  فَدَوْرٍ. ] [ دانيال : 4: 34 ]

وهي سلطان الله الأبدي العادل وفي القرآن رسمه وتوصيفه في قوله تعالى :

{ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } آل عمران18 ..

فلا يمكن اجتماع العلم الالهي  في حكومة القسط إلا بقائم لهذا القسط .. وقائما بالقسط و بالعلم والشريعة والقوة .. وهذا لم ولن يتحقق في  زماننا إلا بولاية الله وسلطانه الخاتم وهو قائد الأمة والعالمين المهدي عليه السلام حجة الله بالعلم على عباده .. وفي خطاب دانيال الالهي عليه السلام حدده في الخليفة المحمدي الخاتم فقال :

[ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. 14فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ  وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ. ] [ دانيال : 7 : 13 ، 14 ]

[  22حَتَّى جَاءَ الْقَدِيمُ الأَيَّامِ، وَأُعْطِيَ الدِّينُ لِقِدِّيسِيِ الْعَلِيِّ، وَبَلَغَ الْوَقْتُ، فَامْتَلَكَ الْقِدِّيسُونَ الْمَمْلَكَةَ. ] [ دانيال :   7 : 22 ]

وفي تفسيراتي للكتاب المقدس أن ابن الانسان هو خليفة الله المهدي عليه السلام ، والانسان هو النبي الأعظم في ملكوت الله كما عبر الانجيل عنه [ والقديم الأيام

[ أو في ترجمات أخرى [ الأزلي ] هو خليفة الله المهدي عليه السلام ] وهو ما عبر عنه القرآن الكريم ب [ العرجون القديم ]  قال تعالى :

{وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ }يس39

والعرجون القديم هو الشجرة القديمة المتشابكة بكثافة ، و جوهر التعبير عن حالة القدم .. ومنازل القمر هي  منازل أئمة وأقمار آل محمد عليهم السلام يبينون في زمن الظهور وتصعد سيرتهم عبر الأقمار السماوية والعلوية وفيها نبؤة خفية عن الأقمار الصناعية الحالية وقوة الإعلام العالمي .. وكيف ستذيع خبر المهدي السماوي وظهور النجم الثاقب .. ومقطع الآية كنوز في التفسير تفيد حركة العودة : وهي تعبير عن جوهر الاحياء الالهي لحركة المهدي عليه السلام وهو الخليفة الالهي الخاتم في شمس النبوة وقمر الولاية ..

فهو كما في الأسفار تتعبده الشعوب .. [ تتعبد به ]  وفي سفر دانيال عليه السلام :

[  27وَالْمَمْلَكَةُ وَالسُّلْطَانُ وَعَظَمَةُ الْمَمْلَكَةِ تَحْتَ كُلِّ السَّمَاءِ تُعْطَى لِشَعْبِ قِدِّيسِي الْعَلِيِّ. مَلَكُوتُهُ مَلَكُوتٌ أَبَدِيٌّ، وَجَمِيعُ السَّلاَطِينِ إِيَّاهُ يَعْبُدُونَ وَيُطِيعُونَ. 28إِلَى هُنَا نِهَايَةُ الأَمْرِ. ] [ دانيال : 7 : 27 ]

وفي القرآن [ ووضع الكتاب ] أي أرسى القانون الالهي بالشريعة المحمدية ليوم الحساب العسير مع كل المعادين للحركة الالهية المحمدية المتواصلة ، ولهذا سمي الخليفة الحجة [ بالمنتقم من أعداءه ] حسب الروايات ، وهو الذي يسوس الناس بالعدل الخاتم ..أي صعود نجم الثاقب على سلم الظهور في الخاتمية الالهية الوشيكة .. و [ قديسي العلى ] هم أل محمد المطهرين وأنصارهم الصالحين في آخر الزمان .. فهم أمة الله وشعب الله المختزن إلهيا لختام المسك الالهي ..

{خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ }المطففين26

انه ختام النور والسلطان القوي والرباني المبين ..وهو الذي أحصى الباري فيه علمه وسره كما في سورة يس .. ويعرفه النبي  أشعياء عليه السلام بحركة الانتصار الخاتم لسليل الزهراء وسلوتها عليه السلام : بقوله :

[ 1« أنصتي إِلَيَّ أَيَّتُهَا الْجَزَائِرُ وَلْتُجَدِّدِ الْقَبَائِلُ قُوَّةً. لِيَقْتَرِبُوا ثُمَّ يَتَكَلَّمُوا. لِنَتَقَدَّمْ مَعًا إِلَى الْمُحَاكَمَةِ. 2مَنْ أَنْهَضَ مِنَ الْمَشْرِقِ الَّذِي يُلاَقِيهِ النَّصْرُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ؟ دَفَعَ أَمَامَهُ أُمَمًا وَعَلَى مُلُوكٍ سَلَّطَهُ. جَعَلَهُمْ كَالتُّرَابِ بِسَيْفِهِ، وَكَالْقَشِّ الْمُنْذَرِي بِقَوْسِهِ. 3طَرَدَهُمْ. مَرَّ سَالِمًا فِي طَرِيق لَمْ يَسْلُكْهُ بِرِجْلَيْهِ. 4مَنْ فَعَلَ وَصَنَعَ دَاعِيًا الأَجْيَالَ مِنَ الْبَدْءِ؟ أَنَا الرَّبُّ الأَوَّلُ، وَمَعَ الآخِرِينَ أَنَا هُوَ». ] [ أشعياء: 41 : 1ـ3 ] ..

وفي دانيال :

[ وفتحت الأسفار ] وهي تعبير عن المحاكمة في القدس لكل المفسدين في الأرض وقرينها في القرآن الكريم  :

{ وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء } الزمر69 .

وبهذا التقديم نكون قد تواصلنا في السياق الملكوتي لحركة السلطان السماوي الالهي الوشيك القادم والنزول .. يسحق الظالمين ويرسي دولة العدل الالهية ومنظومة القيم العلمية والثورية الجديدة .. وعلى الأمة أن تستقبل خليفتها بثقافة الحب وليس ثقافة الخصومة .. وثقافة التسامح بديلا عن ثقافة الانتقام الذاتي ، والبديل التطهيري في مواجهة منظومة التجزئة والسحق والافساد

في امتنا .. وكما نشرت في مقولاتي وردودي على دراسة : الأبدال وجهتنا : أن أمة محمد والمهدي صلوات الله عليه وآله وسلم هي أمة واحدة  : لا أمتي : وخيار واحد لاخيارين .. وطريقة مثلى واحدة لا طريقتين ... وحدتنا هي مركزية ثورتنا وثقافة خليفتنا المقدس القادم والذي عليه السلام لا يحابي أحدا ..

يد بيد نحو إرساء مشروع ثقافة الخليفة القادم .. وهو محور حديثنا بمشيئة الله في الأيام القادمة ..

بارك الله فيكم وشكر سعيكم ودعائي بدعاء جدي الأقدس محمد صلى الله عليه وآله وسلم لكل من تابع مسيرة   الامام وثورته العدلية المقبلة ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

أخوكم :

الشيخ محمد نور الدين الهاشمي

فلسطين المقدسة

 

18 ذو القعدة 1430هجرية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: مركز أمة الزهراء للدراسات - فلسطين - غزة هاشم
  • Currently 88/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
29 تصويتات / 390 مشاهدة
نشرت فى 29 ديسمبر 2009 بواسطة omatalzahraastudiescenter

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

6,848