<!--<!-- <!--

 

أساطير الدجال الاسرائيلية الزائفة

 

السلسلة الثانية

 

الباحث الاسلامي

الشيخ محمد حسني البيومي

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

قال تعالى في علاه :

{ إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من  ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفسدين } (61)

إنها نهاية في آخر مشوار النهاية الهزيمة الساحقة لإسرائيل ونيل غضب الله وإذلاله لهم في دولة النهاية .. ولهوان قضية الماشياح أوردنا قرائتنا لنكشف الهول المزعوم للدجال وأساطير .. وتكم قوته اللعين في تمام جهل العباد بقضيته .. فيستثمر تجربته الخداعية في تمرير كفره ودعواته الأساطيرية وفي هذه الفصل من كتابنا ، إنما أردنا كشف حالة الزيف والسحر عند الدجال .. وهذه المباحث هي جزء من عقيدتنا وأيديولوجيتنا الصراعية المقبلة .. استهدفنا من خلفها إثارة قضايا  ثقافة الوعي وهي أبجديات ثقافة الخليفة القادم .. والذي هو عليه السلام آت لكشف عرى الزيف وأساطير الدجل الوثنية ورد الاعتبار التاريخي لهوية الأمة المحمدية ..

ــ أولا : الدجال لا يحيي ولا يميت :

كشفنا في قراءتنا بالأدلة القرآنية المفسرة : أن الدجال السامري هو دهري وله علاقة بملف البداية والنهاية في الخلق وهو بالتالي : مثل إبليس اللعين أحد المنظرين .. وفي هذه الخبرة الطويلة وسنينها كان ينفذ خطى إبليس في دحض حركة النبوات ومعجزاتها كما أسلفنا .. فأول محاولة له في عهد موسى النبي عليه السلام ، وأفشلت وحكم عليه بالسجن والقيد في عرض البحر حتى موعد اليوم المحتوم ( إن لك موعدا لن تخلفه  )  : فالمحاولة الأولى كما الأخيرة ادعاءه بالإحياء والإماتة للبشر في صورة خداعية ودجل وزيف مكشوف لكل ذي عينين وبصيرة ، ولا يجد زبائنه إلا بين المتخلفين والجهلة . . جند له أتباع وأصول.. فكان الجن والشياطين أول أدواته المستخدمين وتجار عبادة الذات .. تكاملوا به واستمتعوا بغيه وشهواته لأغراض الكفر والحياة المادية !! فمن اعتقد بزيفه كفر ومن علق رموزه  ك . ف . ر  أسقطه في جهنم ..لأنه اعتقد بالسحر كفرا واتخذ مع الله ندا .. وأخطر ما في اللعبة القذرة هو استثمار قوانين الله في الخلق وعلى رأسهم :  الجن الشياطين .. في تنفيذ أدواره من البداية وحتى النهاية : فالجن كمخلوق وكما في القرآن مخلوق من ذرات النيران ( من نار السموم ) وهو ريح وليس بجسد ، يستجمع ذراته بعد تناثرها .. ينثر بين كل جزء منها خبثه وزوره .. . ولديه بقوة إلهية خلقية قدرات عجيبة في التناثر لهذه الذرات والقدرة على استجماعها وعنده القدرة على التشكيل والاختفاء عن العالم المنظور ؟ والدجال وكما المتمتعين في أعوانه يعتمدون في هذه المعادلة على الزيف والدجل وتنظيم شبكات الإفك والدعارة .. ينشرهم في أندية القمار والدعارة ومقرات الشرط والأمن يمسون أصحابها فيزيدهم غواية . فاحذروا يا أولي الألباب من خبث شيخ الضلالة المسيخ الدجال وألزموا خيار مهديكم خليفة الله القادم .. … وقد جاء في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : عن الدجال : " وإن من فتنته أن يقول للأعرابي : أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أن تشهد أني ربك ؟ فيقول : نعم ، فيتمثل له شيطانان على صورة أبيه وأمه ، فيقولان : يا بني اتبعه فإنه ربك " (62) " فيتبعه ومن ثم قال حذيفة : لو خرج الدجال في زمانكم لرمته الصبيان بالخزف ولكنه يخرج من نقص من العلم وخفة من الدين "

(63).. وهكذا ينشط الزيف السحري في أوساط قلة العلم وهيمنة الجهل وأجواء التخلف التي زرعها الحكام من عملاء الدجال واليهود !! وهكذا لعدم معرفة الجمهور بحقيقة الجن والشياطين وتراكيبهم فإنهم ينخدعون ويتبعونه فيكفروا بالله لأنه عند ظهور الدجال لا تقبل التوبة .. وكذلك تأتيه المرأة فتقول يا رب أحيي ابني وأخي وزوجي تعانق شيطانا وبيوتهم مملوءة بالشياطين . ويأتيه الأعرابي فيقول : يا رب أحيي لنا إبلنا وغنمنا فيعطيهم شياطين أمثال إبلهم وغنمهم سواء بالسن والسمنة ، فيقولون لو لم يكن هذا ربنا لم يحيي لنا موتانا . (64)

وهكذا يتشكل الجن الشياطين على هيئة أغنام وأبقار وعلى أشكال آباء وأمهات أو حسب الطلب .. وهذا كله بأمر سيدهم الدجال الذين اعتقدوا هم سلفا إنه ربهم وكفروا وكفر من انخدع بسحره وكفره . ولا توبة له بعد ذلك !! وبهذه القوة السحرية والوهمية يخدع الدجال المسلمين وخاصة النساء !! قطاع كبير منهم يجندهم لصالحه بسبب الجهل وقلة الدين . فقد وطد الدجال وعملاءه لذلك منذ زمن حيث جند من يسوقون له السحر بين النساء وفتن المجتمعات بسحره سلفا !!وقطاع كبير منهم يجندهم لصالحه بسبب الجهل وقلة الدين . فقد وطد الدجال وعملاءه لذلك منذ زمن حيث جند من يسوقون له السحر بين النساء وفتن المجتمعات بسحره سلفا !! وتضيف مجموعة الخوارق السحرية إلى هذا العنوان تأكيدا لأتباعه والالتزام بمنهجيته وثورة المضادة للأديان .. ونلفت الانتباه في قراءتنا إلى أنه في عصر الظهور ستحدث أخطر معجزة في الخلق وهو أن الله سيزيح الحاجز بين الجن والإنس في آخر الزمان ، وهذا هو أكبر الفتن والاختبارات للمؤمنين .. ولهذا سيجول الشياطين في الشوارع فلا يعرفهم الناس هل هم أنس أم جان !! إلا عندما يلمسوهم فيجدوهم ريحا وهواء !! ولهذا فإن الجن لديه القدرة كما أسلفنا في استجماع قوته في ذراته ومكوناته فيدخل وسط القبر أو في رمال القبر ويخرج من ثم للناس بهيئة إنسان متطابق مع صورة الأب والأم أو من يريدون فتنته ، والأمر سهل في قدراتهم فهم يعيشون آلاف السنين ويطوعون الجن الذين يسكنون المقابر والمناطق التي يحدث فيها الفتن ويعرفون الناس وأشكالهم و شخوصهم … وهنا نؤكد أن الفتنة كبيرة لأن السحر والدجل الذي يمارسه الدجال يعتمد على قوة العلم والقوانين الإلهية ؟ فهم لا يجيدوا والله إلا ركوب الموجه بلا فقه ولا اجتهاد !! لقد أعمى الله أبصارهم فلا يروا إلا كفرا !! فهو لا يحيي ولا يميت ؟ ولكن يعتمد على خداع الناس بالبدائل الشيطانية من الجن وعندما يظهر الجن للناس تبرز قوته وربما يحس بهم

 

الناس وبأجسادهم كالبشر تماما والله أعلم . فالمسألة تعتمد على التخيل والتشكيل وقوة الخداع الذي مارسها مشايخ الدجال المنتشرين بالسحر في الآفاق كما أسلفنا في المدخل … وهذه اللعبة الخداعية في الإحياء والموت إنما استهدف بها إقناع الناس بالنبوة البديلة لعيسى بن مريم عليه السلام ، وبعد ذلك يدعي أنه إلها فيصدقه الناس !! فمعاذ الله الملك الحق المبين أن يعطي الدجال قدرات لفتنة الناس وادعاء الربوبية فإنما هذا من زين الإسرائيليات المنتشرة في الناس وكتب التفسير أحيانا !!

{ يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا } وربما يخدع الدجال والمتعاونين معه من السحرة بأن يقول لهم : إني أصنع من هذا الطين طيرا بإذني .. بأن يكون ندا لله عز وجل وبديلا عن عيسى عليه السلام . في تجربته الإعجازية القادمة واللاحقة .. حيث ستتكرر معجزات كثيرة للنبي عيسى والمهدي عليهما السلام .. ولقد ذكرنا في كتابنا : المهدي عليه السلام  أن الله تعالى سيمنح خليفته المهدي المعظم في أرضه جميع الخوارق والمعجزات وأهمها معجزات إحياء الموتى وهي التي ستهز العالم .. والمسيح عليه السلام لا ينزل إلا بعد خروج الدجال ومعجزته الخطيرة هي قتل الدجال بحربته المقدسة السماوية ..وعليه سيخرج الدجال الملعون بخزيه فيجد الربيع منورا كما يقولون فلا يجد الدجال كما قلنا لا مجد ولا نياشين للباعة ..ولا نجوم ذليلة صعدت في زمن التطبيع بزيفه.. فلا يجد أمام ذاته وهو يسمع كل الأخبار عبر زبائنه من خيار أمامه.. فأما مواصله سحره المتهاوي و إما الانتحار !! فيختار الأولى وتأتيه الثانية بسكين المسيح على شوق وعطش !! ولهذا سينشط الدجال في خداع الناس بوسائله وقدراته .. فمثلا بوسائل الخداع بجمع الناس ويضع عجينا أو طينا ويقول لهم : سأرمي هذا الأنموذج في الهواء فيصعد طيرا !! ولكن الحقيقة تكمن في دجله وزيفه ، بأن يكلف شيطانا إذا قذف الرمل في الهواء أن يتشكل كطير فيطير في الهواء !! وهذا يعتمد على الخداع !! ولهذا فعلى المؤمنين أن يتسلحوا بالإيمان والقرآن ويتلونه في المواجهة فبياسين وفواتح القرآن وخواتيم الكهف وبدعوات النبي الأعظم صلى الله عليه وآله .. يكف الله عداوة الدجال عن بيوتكم وذريتكم .. اصطفوا مع طابور الحق وكونوا عبادا لله مع خليفتكم المهدي الموعود عليه سلام الله .. يسدد الحق خطاكم فهذا خيار الحق يا سادة المواجهة فأدركوا خطواتكم تجدون نبيكم الأعظم صلى الله عليه وآله جواركم في كل شارع وأزمة.. ولا تتجهوا منذ اليوم نحو علامات الخطر .. فالكاف كفرا لكم .. والفاء فسوق لمجدكم .. والراء رجوع ورذيلة  .. فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور .. دعوات نبيكم في علو المجد وعرش الرحمن ترعاكم ..اقذفوا دجال الأمم بالحجارة فقد جاء في توراة الله أن إسرائيل المسيخ تعذب بالحجارة .. إنها ثورتكم وانتفاضتكم .. فواصلوا روحكم نحو العلى والمجد غاية وأسقطوا بتقواكم أساطير الدجال الزيف ولا تجعلوا له علوا وقامة .. اتلوا أسماء الله تتلوا ملائكة الرحمن ذكركم فيبارككم الرب المتعالى .. أيها السادة هذا هو سيف الدجال يسقط في جنوب المجد وصواريخ الله وآل محمد الطاهرين تغطي وجه أ رض القداسة فتسقط وجوه الإساءة ...و بأسماء الله العظام يفسد دجله وزيفه وتسقط دعاويه الفاسدة .

ثانيا : يدعي الدجال أنه يتناول السحاب بيمينه ويسبق الشمس إلى مغيبها

وفي هذا ما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله : " أنه يتناول السحاب بيمينه ويسبق الشمس إلى مغيبها يخوض البحر إلى كعبه ، أمامه جبل دخان وخلفه جبل أخضر ينادي بصوت له يسمع به ما بين الخافقين : إلى أوليائي إلى أحبائي فأنا الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى وأنا ربكم الأعلى . كذب عدو الله ليس ربكم ألا أن الدجال أكثر أتباعه من اليهود وأولاد الزنا " رواه ابن المنادي عن علي عليه السلام

(65) ولمناقشة هذه المسألة نورد أيضا أن الدجال وسحرته لديهم قدرات في الخداع على العين والقرآن واضح في تجربة موسى عليه السلام والسحرة في قوله تعالى :

{ فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم . وجاءوا بسحر عظيم } الآيات

(66)

وسحر العين له في رؤيتنا مسألتين بهذا الخصوص :

أولا : سحر العين ذاتها بالجن والشيطان في جسده ويسيطر على بصره وعقله . وينطقه بلسان الشيطان أمام الناس والجمهور أنه فعلا يرى الدجال يتناول السحاب بأن يقرب الدجال له المنظر والرؤية فينطق أمام الناس بما يرى بعين الجن . وقد يكون هذا السحر على مجموعة تنطق بنفس المشاهد الخداعية . وهذه الطريقة معروفة ومعهودة في عصرنا من كثرة أعمال الجن والشيطان بالسحر وانتشار المشعوذين في الآفاق .. حيث أصبح لهم مشافي خادعة .. ودكاكين ومقرات مرخصة بالقانون :  قانون الدجال . والمسألة الأخرى كما ذكرنا قدرة الشياطين على التشكيل فيمتدون بقامتهم لعنان الفضاء وينفثون غشاوة جوارهم فيخيل للمشاهد أن الدجال وعصابته المزيفة يضعون يدهم على السحاب ..

ثانيا : قلنا أن الشياطين في عصر الظهور القريب جدا أنهم سينكشفون وآخرين لا ينكشفون والله أعلم فهذا علم علمنا إياه : العليم الخبير  .. وسيشهده الناس في القريب !! فمن الممكن استخدام الدجال والجن القوة الخاصة بالتصوير والنقل من التخيل العقلي إلى الصورة المنظورة ، فيشهدهم أي الجمهور منظرا للسماء تقترب ويمسها الدجال الكذاب بيده أو يصور لهم الشمس بقوة إشعاعية ذات قوة . وفي هذا أيضا سحر للنظر كما قال القرآن العظيم . فيقوم الدجال وجنوده ووفق قدراتهم بعكس نور الشمس الحقيقة إلى عيونهم سواء بطرق علمية أو بالمرايا ، وحتى يكتمل الزيف يحجبون عن عيونهم رؤية الشمس الحقيقية بأغلفة يضعونها بقوة علمية متقدمة !! والملاحظ أن الدجال لا يضع هذه المسألة على جمع من الناس حتى لا ينكشف زيفه كما حدث مع فرعون حينما آمن قومه مع موسى نبي الله عليه السلام { فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين } { وألقى السحرة ساجدين }

(67) ولكنه مارس خداعه على الفرد الواحد أو الأفراد القلائل … وعندما تسقط هذه المجموعة في زيفه وتسير في ركابه تكون قد كفرت بالله وأصبحت أيضا بوق دعاية للدجال .. ناهيك عن توظيف أشكال الدعاية المادية وهي عند الجن متقدمة .. بأنه يحيي ويميت ويسبق الشمس ويلمس السماء !! أي اعترافهم بالسحر والزيف أن لهم ربا غير الله عز وجل الخالق الباري المصور !! وينضمون لمسيرة آلاف الشياطين من الجن والإنس بمفاسدهم وانحطاطهم الأخلاقي والسياسي . أرأيتم كيف يصنع اليهود المجرمين في أوكار العملاء والجواسيس في السجون العبرية .. و غرف العار ، حيث يسقطونهم بالجنس والكفر حتى تصير هذه الأوكار أندية داخلية للواط والزنا …  فهدف الدجال في كل أوكاره وممالكه إذا هو إسقاط المجتمعات في الرذيلة والكفر ليوطئ الناس لعبادتهم له !! فلا مانع عند الدجال و وإبليس أن يتخذونهم آلهة وليمارسوا كل أشكال الدعارة الزائفة .. فهذه أجواءهم الهابطة ( قلنا اهبطوا فيها … الآيات ) وعندما نطرح هذا الوعي في قراءتنا الجادة الموجزة .. إنما نضع الوعي العقائدي في أطروحة المواجهة القادمة مع إسرائيل وزعيمها المسيخ الدجال القادم !!

وعندما سؤل المصطفى صلى الله عليه وآله عن إمارات الساعة قال : " .. نعم الخسف والرجف وإرسال الشياطين المجلبة على الناس "

(68)

، والرجف : هو الزلزال وقد أشرنا إليها – ومنه قوله تعالى { يوم ترجف الأرض والجبال } وأما : المجلبة .. قال ابن الأثير : يقال : اجلبوا عليه إذا تجمعوا وتألبوا ، وأجلبه : أعانه ، وأجلب عليه ، إذا صاح به واستحثه ( النهاية في غريب الحديث 1/282 )

(69) والحديث الشريف يكشف عن حركة المتعاونين مع الدجال . من الحكام والخونة والأتباع والسحرة … وهكذا وفي ظل : حركة الاستمتاع بين الجن والإنس وهي التي صعدت كحالة في ظل الجهل والإخفاق والسقوط الحضاري وزمن الهزيمة يعوض الجمهور أزماتهم بالهروب إلى أعمال الجن والسحر لإقناع ذواتهم بالأوهام ويعوضون مركب النقص في شخصيتهم بالذهاب مع أعوان الدجال من النساء والرجال !! يزيفوا لهم الحقيقة ويسقطونهم في الرذيلة فيصبح الاستمتاع جريمة وخيانة وسقوط مرحلة !! فالدجال لا يريد الناس في آخر الزمان عبادة العجل الذهبي فقد حصل على ذلك ولكنه يريد أن يعبدوه ذاته لطالما أن العقول قد تمنهجت سلفا على هذه الفطرية والقابلية لاستيعاب ألوهيم الزيف والتخلف ..فقدموه على حالة العقيدة والروح والثورة وأنموذج التحدي ؟! وفي الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن الأعور الدجال مسيح الضلالة يخرج من قبل المشرق في زمان اختلاف من الناس وفرقه … "

(70)

وهكذا يخرج في غفلة الناس .. : " إنه يخرج في خفة من الدين وإدبار من العلم فلا يبقى أحدا يحاجه في أكثر الأرض ، ويذهل الناس عن ذكره ، وأن أكثر ما يتبعه الأعراب والنساء "

(71)

وهم قطاع الجهل والتخلف في الجماهير !! ولهذا حذر الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم من الدجال وأوهامه ولو حتى بهدف حب الاستطلاع . فعن عمر أن بن حصين عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : " من سمع بالدجال فلينأ عنه ، فوالله أن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما بعث به من الشبهات ـ لما يبعث به من الشبهات "

(72) وقال صلى الله عليه وآله وسلم محذرا : " إنه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال ، وإن الله لم يبعث نبيا إلا حذر أمته الدجال " (73)

ثالثا : الدجال لا يبرئ الأكمة والأبرص ؟

: وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من هذه الدعوى التي يرفعا الدجال فيدعي أنه " يبرئ الأكمة والأبرص ويحيي الموتى ويقول للناس أنا ربكم  " (74)

وهذا في قطع المستحيل . اللهم إذا كان الذي يقيم عليه التجربة هو جني شيطان يدعي أنه فلان !! أو يلجأ الدجال إلى سحره بأمر الجن بمس بعض الناس من أعوانهم الذين سقطوا في مناهجهم – فيمنعون الإنس من الحديث ، ثم يتركون لسانه أمام الناس بعد أن يمكث مدة أمام الناس بأنه لا يتكلم وقد يكلف الدجال لهذا الغرض أناس وحالات للتجارب القادمة , فخدمةالدجال للأمم ليس تذكرة مجانية.. وإنما بثمن زهيد وهي تلاوة حروفه السافلة ك .ف. ر. ومخابرات الشين في بيت الدجال إسرائيل يسقطون المجاهدين بخدعة ويسقطونهم في الرذيلة ..  وقد رأينا في عصرنا أن الشيطان الجني قد  سيطر بالسحر على أفراد عدة ، وجعلوهم لا ينطقون ورزقهم الله أحد الصالحين الذين أعطاهم الله سرا وولاية فطردوا عنه الشيطان .. وهذا يمكن حدوثه في الفترة المقبلة . وهنا يحذر المؤمنين ملاحقة الجن والشياطين حتى لا يسقطوا في الزيف وينحازوا للثورة المضادة . ونقول بكفر كل من يذهب لهؤلاء الدجالين السفلة : " من سحر كفر "

رابعا : الدجال ليس معه جنة ولا نارا ولا أنهارا ؟!!

الجنة والنار هي من علم الله الغيبي وهي دار الجزاء والعقاب ولا علاقة   للأرض بها – لكن غفلة الناس وجهلهم في مشروع التحدي المواجه يجعلهم يسقطون ويدفعون ضريبة الجهل في دخول النار الحقة !! فالدجال يخدع الجمهور ويوهمهم أن الجنة والنار في   الأرض !! وأمام الجوع والحصار وقصف المخيمات يكون المخرج والسؤال للمخبر الصهيوني : أن تكون مع الدجال وتنحاز لمشروعه وكفره تنال الطعام والشراب !! لكن في الواقع لا تناله أبدا {وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الحجرات5 .. فالخروج في الحالتين هو إلزام الأمة بالقيادة المواجهة ...

والجوع هو مدخل الثورة ؟ يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآله :

" لأنا أعلم بما مع الدجال من الرجال ، معه نهران يجريان : أحدهما رأي العين ماء أبيض ، والآخر : رأي العين نار تأجج ، فأما ما أدركن واحدا منكم فليأت النهر الذي يراه نارا ، ثم ليغمض ثم ليطأطئ رأسه فليشرب فأنه ماء بارد وأن الدجال ممسوح العين اليسرى ، عليها ظفرة غليظة ، مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب "

(75) … إذا النهران في زمن الدجال يكونان وهما .. وهما من صنع وهم الدجال ،  فالدجال يا ساده لايجيد إلا صنع الوهم والخديعة ليسقط عباد الله في حبائل عدو الله ..وهو يعيش على ردات الفعل . فربما  يعطي الله للمهدي معجزات فيفجر له الأرض ينبوعا كما أعطى الله تعالى موسى النبي عليه السلام  . الدجال مستثمر لقوانين الله في الخلق والطبيعة ولديه العلم أكثر من عوام الناس ، ولذا وإنه وبمجرد علمه بما حدث من آيات الله يتجه فورا لاستثمار الحدث ويزيف على الناس بأوهامه الخداعية في استبدال الحقيقة بالزيف ؟ وهنا الابتلاء الإلهي يكون لمن يقبل زيف الدجال وجنته يكون جزاءه النار والعياذ بالله … والذي يدفعنا للقول بوجود أنهار هو قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

" فليأت النهر الذي يراه نارا " الحديث .. وأما السراب والآثار التي تظهر للناس بأنها نارا أو جنة فهذا هو الاختبار الإلهي للناس لأنهم نسوا وصايا نبيهم صلى الله عليه وآله. وتحذيراته من فتنة الدجال وسحرته لإيهام أعين الناس بالسحر وبالشيطان .. والشيطان لايبحث إلا عن فعل ايجابي ليسقطه والماسونية داءه وهي التي تتحرك بشباكها العنكبوتية الماكرة  وراءه .. والشيطان السيد الموهوم الزائف لا يتجلى ويرقص إلا خلف كل مصيبة ولا يصعد إلا على كل وعي ومحاولة ثورة ناجحة .. ولا يمكن أن يكون هناك أنهار زيف دونما أن تكون مع مهدي الله وخليفته عليه سلام الله أنهارا فهو يقف على أبواب مكة المشرفة يريد أن يسقط المحاولة المهدية الثورة .. عندما تسقط محاولته على يد  الشاب المؤمن من خيار أهل الأرض يومئذ يجئ مهرولا للقدس فيسقط صريعا .. مجنون يصارع الموت ويتهاوى بأزمته  على كل باب وقارعة... فإذا أراد المتقون أن يدخلوا نهرا فليذهبوا لخليفة الله يصنع لهم بأمر الرب نهرا من الجنة .. فهذا والله يا سادة الأمم زمن المهدي ومعجزاته الخالدة فلا يلهث الجهال وراء السامري وحامل العجل تاجا على رأسه .. أيها المتقون أحفظوا ذريتكم ونسائكم من فتة الصريع حتى لا تسقطوا معه في بحر الهاوية ... فالدجال سيدور الأرض ويحشد ما تبقى من سحرة اليهود الذين لم يصلهم سيف المعركة .. وهو يستغل ما صنعه من قرائن السوء على العباد فيوظفهم بخبرتهم لإيهام خير . فلا يستبعد أن يسيطروا وقتها على عقول الناس وأجسادهم أي سحر بالجملة !! وهذا في الأصل موجود فلكل مخلوق من الإنس على رأسه قرين من الجن وأغلب القرناء من الجن هم كافرين مسلطين على الجماهير بأمر الدجال وإبليس ؟!! لكن نجاح المحاولة وخيبتها متعلق بإيمان الناس وطهارة عقائدهم . وأول هذا الإيمان هو التمسك بالقرآن العظيم ووصايا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ففيهما تسقط محاولة الدجال في غواية الناس لأن فتنة الدجال هي أعظم الفتن في الأرض . والمعادلة الأهم هو أنه لا يكتشف الدجال إلا المؤمن التقي والصالح من المؤمنين فهو الذي يفك لغز كافر على جبهة الدجال وفيها يكتشف المؤمن زيف مشروعه وأوهامه !! وهو ما جاء في الحديث الشريف " يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب " ونار الدجال المرئية هي ( جنة وجزاء ) كما في قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  وآله وفي الحديث الذي رواه محمد بن جعفر  .. " ثم يخرج الدجال قال : قلت فبم يجئ معه ؟ قال : بنهر أو قال : ماء ونار فمن دخل نهره حط أجره ووجب وزره ومن دخل ناره وجب أجره وحط وزره "  (76)

وفي وجهتنا نرى أن معه ماء ونار وليس نهر جار!! لأن فيهما الخداع والوهم !!

" فمن أدرك ذلك منكم فليقع في الذي يراه أنها نار فإنه ماء عذب بارد " (77)

" فالنار روضة خضراء والجنة غبراء ذات دخان  "

(78)  فهو يصنع الزيف والبارئ المصور يحسن صنعة ويجعل خلفه للمؤمنين جنة ..وجاء في رواية أخرى " يسير معه جبلان : أحدهما فيه أشجار .. وثمار وماء وأحدهما فيه دخان ونار يقول : هذه الجنة وهذه النار "

(79)

.. ولكن الأصل هو العمل بالوصية الرسالية التي قدمها الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله : " من سمع بالدجال فلينأ عنه ، فوالله أن الرجل ليأتيه وهو يحس أنه مؤمن فيتبعه مما بعث عليه من الشبهات " (80)

.. فإن هذا الدجال والمزيف الخطير لديه من وسائل الخداع وأصول الزيف والحيل ما يخدع به العقول المؤمنة .. والأمر هنا لا يحتاج للمنطق العقلي !! لأنه يقف أمام فيلسوف عصره .. فعقلانية الدجال تسود كل العقول والتفسيرات والنظريات المادية .. فهو حامل لكل النظريات المادية والفلسفية ونظريات الجدل .. والأصل في كشف كلمة السر على جبهة ورأس المشروع المزيف ( كافر ) … هذا الانكشاف لابد له من روح مقدسة … "  فيكشفها الله للمؤمن حتى يعتقد كذبها وبطلانها .. وكلما قوي الإيمان في القلب .. قوي اكتشاف الأمور له .. وعرف حقائق بواطنها بخلاف القلب الخراب المظلم  " .. (81)

وهكذا يتواصل التحدي مع رأس معسكرات الكفر والرذيلة حتى تسقط عمامة الدجال المزيفة  !!  ..

.. " ثم يخرج الدجال ومعه نهر ونار ، فمن وقع في ناره وجب أجره وحط وزره ، ومن وقع في نهره وجب وزره وحط أجره  " (82)

خامسا : السماء لا تمطر بأمر الدجال ؟

يقول تعالى : { وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا } … السماء تمطر بأمر الله القادر القهار ومن اعتقد أن المسيخ الدجال ينزل المطر من السماء أو بأمر السماء فتمطر فقد كفر ..وحينها يسقط في دعاوي سحر الدجال .. فمن استوعب وصية نبيه فقد نجا .. وهذه هي الوصية .. "  أكثر ما يتبعه اليهود والنساء والأعراب، يرون السماء تمطر وهي لا تمطر والأرض تنبت وهي لا تنبت) (83)

.. هذه هي أوهام الدجال وخداعه لأعين الناس بالوهم … واغتيال العقل البشري .. "  تمطر ولا تمطر " والأرض " تنبت ولا تنبت " ... أي هنا كما بين رسول الله صلى الله عليه وآله.. مسألة خداعية أو كما نص القرآن في تجربة موسى عليه السلام  … { سحروا أعين الناس واسترهبوهم } أي أن الدجال وبنشره الإرهاب والديكتاتورية والقمع والتجويع يجعل السحر منهجا بسيف القوة ان ملك القوة !! ثم جاءوا بالدجل لاستكمال روح المؤامرة … وروح الثورة المضادة !! ثم يقول للأعراب : " ما تبغون مني ألم أرسل السماء عليكم مدرارا وأحيي لكم أنعامكم شاخصة ذراها ، خارجة خواصرها .. دارة ألبانها  " ؟؟ ويبعث معه الشياطين على صورة من مات من الآباء والإخوان والمعارف ، فيأتي أحدهم إلى أبيه وأخيه فيقول : ألست فلانا ؟ ألست تعرفني ؟ هو ربك فاتبعه … (84)

{وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَـاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَاء قِرِيناً }النساء

.. وكذلك يتواصل الدجال في رسم أصول الزيف .. بالزيف ؟؟ وهو ما يتضح في وصية نبي الأمة صلى الله عليه وآله وسلم  … "  ويبعث الله معه شياطين تكلم الناس ومعه فتنة عظيمة ، يأمر السماء فتمطر فيما يرى الناس ، ويقتل نفسا ثم يحييها فيما يرى الناس ولا يسلط على غيرها من الناس ، ويقول : أيها الناس ، هل يفعل هذا إلا الرب …"

(85) ؟؟ فالبعث هنا : ويكون الصانع شيطان والمصنوع شيطان .. والإحياء زيف أسطورة .. من أساطيره الوهمية ..

ولكن الدجال بدكتاتوريته وجبريته يأمرهم .. " بتكليم الناس " فهذا دليل إضافي على ما تحدثنا به وفصلناه .. بالانكشاف المتوقع لعالم الجن أمام عالم الإنس !! أي يحدث الحوار بينهما ويسير معهم " شياطين الإنس " صفا موحدا في الزيف .. في ظل فتنة عظيمة يزيفها وقوة دجلها وسحرها … ويأمر السماء فتمطر ؟؟ والرد في المقطع الثاني في الحديث النبوي … " فيما يرى الناس " وهو الشك في الرؤيا لا الخضوع للواقع .. فبالزيف السحري والخداعي …. يكون للدجال شأن وسيطرة ؟!! "  ويقتل نفسا ثم يحييها فيما يرى الناس "  … والموضوع فيه سر عظيم إلهي رغم الدعاوي الضالة … ( فالنفس يحييها الله ؟. وهو المحيي أو المميت ) لسر عظيم إلهي قادم .. كالصاعقة على رأس الدجال وجنوده ؟؟

والدعوى الزائفة في النهاية : أن الدجال أنه يحييها "  فيما يرى الناس " .. أي حسب ظن الناس واعتقادهم المزيف في الموضوع .. في رؤية بصر بلا بصيرة .. " وأن من فتنته أن يأمر السماء أن تمطر فتمطر ، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت "   (86)

وإذا فشلت محاولته في الإسقاط … لا ييأس ولكن يعيد المحاولة .. "  فيأتي القوم فيدعوهم فيكذبونه ، ويردون عليه قوله ، فينصرف عنهم ، فتتبعه أموالهم ويصبحون ليس بأيديهم شيء ، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيستجيبون له ، ويصدقونه فيأمر السماء أن تمطر فتمطر ، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت فتروح عليهم سارحتهم ، كأطول ما كانت ذرا وأمده خواصر وأدره ضروعا )  (87)

ولكن يبق السؤال كيف تمطر السماء ؟ وهل مطر الدجال هو وهم وخدعة أم واقعا ؟

وهذا يتحقق في مسألتين أيضا  :

الأول : هو سحري : أي بتأثير الشياطين بالتمويه على أعين الناس كما في الدعاوي الوهمية السابقة أو بالسحر أن يدخل الشيطان في عيون الموجودين في التجربة فيوهمهم وهذا الرأي أقل مستوى من الثاني لأنه يتطلب شيء حسي وهو الماء اقتراضا .. ولو افترضنا تحقيقه تقوم الجن برش الماء على الناس وهذا سهلا وفق إمكانياتهم الخيالية .

الثاني : هو إنزال مطر حقيقي لكن عبر استخدام الوسائل الصناعية وما يعبر عنه بالمطر الصناعي برش الغازات القادرة على تحويل الذرات الهوائية ومركباتها إلى ماء ، وهذا على المستوى التجريبي العلمي قد نجح في تجارب معاصرة . وبالعموم فإن الدجال في هذه التجارب لا يحققها إلا مرات فريدة وقليلة لأنها تأخذ وقتا وجهدا وهو يريد أن يجتاح العالم ؟ وإنما يعتمد على الدعاية والرأي . وإعلام الدجال وحكوماته الفاشية موجود سلفا عبر وسائل الأقمار الاصطناعية والإنترنت فالخبر ينشر في دقائق مثل حرب الدعاية والإشاعة وهذه وسائل للدجال في سيره بالناس نحو السقوط .. ولكن الأفضل هو التجنب لرؤية دجله وخوارقه السحرية وعلى الأمة أن تتحرك بحفظ عقيدتها وبيوتها من خطره ودجله حتى لا تقع في الكفر والردة !! فالموضوع موضوع عقيدة ودين وقبول وعدم قبول

فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }النور63

(88)

سادسا : الشياطين تستتبع الكنوز للدجال ؟

: في هذه الخطوة الملحقة نؤكد الدجال هو عدو الثروات … وعقيدة العجل الذهبي كما تؤكد بروتوكولات صهيون ونصوص الدجال .. هي فلسفة عقيدية تطبيقية الهدف من وراءها هو الذهب والمال والاحتكاكات الدولية ونهب أموال الجماهير… فهذه عقيدة المؤامرة ، ,لتحقيق هذه العقيدة لابد من استخدام كل الوسائل المعاصرة لنهب الأمم لإفلاسها وتجويعها لكي تصبح الجماهير عبيدا لليهود أو ما يطلق عليهم التلمود "  الجوييم  " فالجوع هو قرين الكفر وفيه قال الإمام علي عليه السلام :

" كاد الفقر أن يكون كفرا ولو كان الفقر رجلا لقتلته " !! إذا سياسة التجويع هي سياسة للدجال وحكوماته العميلة الظالمة … نأتي للموضوع في العنوان لنؤكد إمكانية حدوث هذه المسألة في تسخير الشياطين لنهب الأموال من البيوت بالقوة وتسليمها للدجال وهذا لا يكون إلا لدى القطاعات التي لا تؤمن بالدجال لكنها أخفقت في وسائل الحماية الربانية من خطر الدجال وعدم تحصين بيوتها بالقرآن وأسماء الله العظام أو بأسمائه إجمالا .. وخاصة اسم الله ( المؤمن الحفيظ ) ففيها سر الحفظ للبيت وأهله .. والوصية النبوية بقراءة فواتح الكهف أو نهايات سورة البقرة ، فبهذا السوار الإلهي لا يمكن للشياطين دخول البيت لأنه لعنه الله يهرب من بيوت المؤمنين لما يخرج منها من نور وهبه الله للمؤمنين ؟ ولكن الخطر كل الخطر في اللحاق بالدجال ومراقبة سحره فهي التي تضيع الدين وكذلك الحماية الربانية على المؤمنين .. وفي الحديث النبوي عن رسول الله صلى الله علية وآله روي أن : من فتنته أن " يمر بالخربة فيقول لها : أخرجي كنوزك فينطلق فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ، ثم يدعو رجلا ممتلئا بالسيف ضربه فيقطعه جزلتين كرمية الغرض ، ثم يدعوه فيقبل يتهلل وجهه يضحك "   (89)

والمقطع الأول من الحديث : يكشف الحديث أسرار الدجال وأوهامه – فالدجال لا يأمر الخربة ولا الجماد ولكن يخاطب الروح أي روح الشياطين الجن الذين يسكنون هذه الخرب أو المناطق الجبلية بالدخول للبيوت أو يكونون هم سكانها ويعرفون أسرارها ويعرفون ذهب الناس وأموالهم فيسرقونها والناس لا تراهم فيسلموها لموائد للدجال – فيعتقد الناس أنها فعلا جاءت له وحدها وأنه هو الذي أمرها . وهذا دجل خطير الهدف منه هو زرع فكرة القدرة للدجال وأنه الإله عند الجماهير وشرائحهم المتخلفة !! وهنا نشير أيضا أن بيوت المؤمنين لا يقدر الدجال على دخولها لا هو ولا شياطينه لأن بيوتهم يسكنها الجن المؤمنين الذين اتخذوها حصونا لحماية المؤمنين ، فالجن فيهم المؤمن وللكافر والتقي والجاحد ؟ والعالم والقاضي والمفتي ؟ فالتوكل على الله في حماية الذات هي الحماية من خطر الدجال كرجل دهري له شبكات من المافيا واللصوص ، فالدجال هدفه هو تركيع الناس لترك المهدي وعيسى عليهما السلام .. لأن وجوده في الأرض هو وجيزا ثم يذبح بسيف عيسى وجنود المهدي عليهما السلام في أبواب اللد بفلسطين .. وعلى جيل المؤمنين أن يجهزوا ذواتهم لمعركة خطيرة من التحدي مع دجل الدجال وجيوشه ، واليعاسيب : جمع يعسوب : وهو ذكر النحل والمراد هنا .. جماعة النحل لكنه يكني عن الجماعة باليعسوب وهو أيدها لأنه حتى طار تبعته جماعته ) (90)

والحديث يكشف عن حالة غير مرئية في أحد جوانبها . أي يأتيه الذهب والأموال على شكل جماعات وهو تعبير عن حملها إليه والمحمول بحاجة لحامل وهو الشياطين والدجال لديه قدرة بشياطين الإنس للدخول في بيوت المسلمين بقوة السلاح مثلا !! ولكنه يقوم الطريقة الأولى للخداع وإسقاط الجماهير بالمسائل الغيبية : أي غير المشهودة وهم جماعاته من الجن السحرة .. يحمل الشياطين هذه الأموال ويطيرون بها في الهواء ويخفون أنفسهم عن بصائر الناس فيحسبون المال تطير لوحدها !! ونؤكد في السياق أنه بسقوط الحاجز بين الجن والإنس في آخر عصر الظهور تكون مسائل خطيرة في حركة الخلق والكون فهذا زمن الخوارق والمعجزات .. فالأمر أن الدجال لا يملك إلا الوهم والخداع والسحر للجماهير واستغلال جهلها وقلة علمها تفكيك مجتمعاتها !!

وهو كما قال رسولنا المصطفى صلى الله عليه وآله : " هو أهون على الله من ذلك "

(91)

أي الدجال رجل حقير وعدو لدين الله وبالتالي هو أحقر من أن يعطى شيئا من الله ؟ ولحقارته وزيفه فهو يراهن كما أسلفنا على الغوغائيين والجهلة والعوام . وكما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله أن الدجال اللعين … " يخرج إليه غوغاء الناس " ... (92)

يخرج إليه الرويبضة .." قيل : وما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة "  (93)

" يخرج إليه التحوت من الناس " … (94)

.." قيل : وما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة "

" يخرج  إليه الفساق والأرذال "   .. (95)

سابعا : الشيطان يصنع للدجال إبل ومراعي ونبات :

وهذا العنوان يجيء في سياق دعوى الدجال بالحياة والموت للأشياء ؟!! وزراعة الأوهام عن طريق استثمار الشياطين لصالح الدجال .. وهو ما حذر منه نبي الأمة صلى الله عليه وآله وسلم  في قوله : " وإن من فتنته .. أن يأمر الأرض أن تنبت فتنبت حتى تروح مواشيهم من يومهم  ذلك أسمن مما كانت وأعظمه وأمده خواصر وأدره ضروعا … " (96)

والواضح من السياق أن الشيطان يوهم الناس أن لهم زروعا والمواشي تسير فيها نظر العين وليس لمكان الحس منها في شيء .. أي إذا لمستها لا تجدها شيئا ولكن المسألة هي الخداع للناس والعمل قبل ذلك لتهيئتهم لتصديق هذه الأوهام السحرية !! وقد يزرع الجن ويكون لهم مواشي وحيوانات .. وهذا فيه أسانيد لكن هذا من تركيبة عالم الجن أي أنها خلقت مثلهم من ذرات النيران " .. نار السموم  " تماما كما في الحياة في خلق الإنس .. والحيوانات والطيور والعوالم الملموسة هي من مركبات الأرض يعني الطين … ( خلقتني من نار وخلقته من طين ) الآية .. وفي السياق .. روي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : " تكون إبل للشياطين وبيوت للشياطين " .. (97)

وفي رواية أخرى .. " تكون إبل للشياطين ، وبيوت للشياطين ، فأما إبل للشياطين فقد رأيتها ، يخرج أحدكم بجنيبات ( إبل ) معه قد أسمنها ، فلا يعلو بعيرا منها ، ويمر بأخيه قد انقطع فلا يحمله ، وأما بيوت الشياطين فلم أرها " (98) وهذه الروايات ذات معنى واضح أن الشياطين تشكل ذاتها إبلا .. أو أكباشا !! وهذه قدرات في الجن على التشكيل ؟. فلو كانت مخلوقة ربانيا أو أضيف إليها إبلا وحيوانات متشكلة من الجن تبعا لعمل سحري فكلا الاحتمالين تخضع المشاهد للوهم والسحر العيني الذي ينتهي بالجهال والعامة إلى مستوى تصديق الدجال عليه لعنة الله ؟ والقرطبي ى يؤيد هذا السياق في قوله تعالى :

{وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً }الإسراء64 (99)

ولكن إذا  أمعنا الدقة في الحديث ( .. لا الجملة ) أي الإنسان لا يستطيع تحميلها الأمتعة . كما هو الحال عند  حيوانات الإنس لأنها مصنوعة إلهيا لتحمل عوالم الجن المخلوقة وفي ضوء هذا المدخل يتضح خيار الدجل والسحر والخداع .. وقد وصف نبي الأمة صلى الله عليه وآله وسلم هذه المنهجية .. وروى في الحديث .. على لسان الدجال في حينه .. " أرأيت إن أحييت لك إبلك !! ألست تعلم أني ربك ؟ فيقول بلى : أي الاستعداد جاهز لقبول الحالة .. فيتمثل له الشيطان نحو إبله ، كأحسن ما تكون ضروعا أعظمه سمنة "   (100)

… فتسير في مزارعها أيضا لتكامل الوهم على العقول !! والسؤال الذي يرده الجمهور .. ولماذا يعطيه الله – أي الدجال – هذه الإمكانيات لفتنة الناس ؟ والرد أن الله لم يعط الدجال آيات ولا معجزات ولكنه قول نبي الأمة صلى الله عليه وآله وسلم : " هو أهون على الله من ذلك " (101)

وهذا الرد يدفعنا من جديد بضرورة الوعي بإمكانيات الجن وخلقه ومركباته … وبعلاقة الجن الكفرة المباشرة بإبليس والدجال فهم جنوده وأدواته لإفساد الأرض والخليقة وهم بذلك الابتلاء الإلهي المراد في الأرض .. ولكن الله لايخلف وعده رسله وستتجه معادلة الإرادة الإلهية في النهاية في انتصار الحق بآل البيت عليهم السلام وهم الذين يهزمون الدجال ‍‍ والدجال يذبح في زمن دولة خليفة الله المهدي عليهم السلام .

ثامنا : الدجال لا يعطي الناس خبزا ولا ماء ؟!!

إن هذه المسألة هي من أخطر المسائل التي يستطيع الدجال حشد الأتباع له !! وهي استثمار كل جهوده .. فمنذ زمن رفع أعوان الدجال من الملحدين وأصحاب نظريات الكفر الشيوعي والاشتراكي شعارات : ثورة الخبز .. ثورة الجياع .. أي تبني قضايا الجوع ألم يشعلوا آلاف المظاهرات من أجل الجوع والخبز !! إن هذا يعطي مفهوما واحدا هو أن الدجال هو مستغل لأحداث الأمة وهو يتهم غيره بالتجويع لكنه هو المخلص !!

                      { الشيطان يعدكم الفقر } ..

                 مراجع المبحث في ختام الدراسات

المصدر: الباحث الاسلامي الشيخ محمد حسني البيومي
  • Currently 75/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
25 تصويتات / 201 مشاهدة
نشرت فى 28 ديسمبر 2009 بواسطة omatalzahraastudiescenter

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

7,512