<!--<!-- <!--[if gte mso 10]> <mce:style><! /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} -->
<!--[endif]-->
المخل إلى ثورة الدجال المضادة
وأساطير الزائفة !!
بسم الله الرحمن الرحيـــــم
الحلقة الأولى
الدجال .. السامري .. اليهودي .. هما صورة لحالة متكاملة من الدجل والزيف .. لكن .. الدجال – هو ارفع الأوسمة والمصطلحات التي تطلق على مسيخ اليهود وتاج الصهيونية والماسونية .. في صورة صراعية متجددة !! يجيء هذه المرة كوجهة زائفة ومنهج باطل مكرس.. قادما في زمن الانهيار العربي وصعود الأنظمة البوليسية وهي التي جاءت هي الأخرى بقرارات انقلابية من دوائر الاستخبارات الأمريكية وأنموذجا إلحاقيا لشرطة الدجال الوثنية الدولية .. قادما يجئ الدجال بمنهجه الفاضح لا بذاته.. وعملاؤه اليوم يلون مقاما فالدجل أصبح حالة ومنهج لكل المستكبرين وكل الخونة .. سربلهم الدجال من جزيرته المنكوسة لباس الذلة والمهانة .. وجعل لهم الكفر على قوارع كل الطرق منهج وغاية.. وحتى يكون للدجل أصول يلزم الدجال زبائن رخيصة تقبل الخزي والإنكسار والذلة !! يحولون له النصر هزيمة !! والهزيمة خسة وذله .. جاهزون له على كل مقاعد مباحث الأمن ورياسات كل حكومة باطله .. يصنعون له دول وحكومات رخيصة !! وبالطبع لن يقبل حاكم الزيف لهم إلا حكومة عوراء !! رباهم على عينه فهم حكومة زيفه .. ولطخ بالتطبيع والقبول بالعار وجوههم .. ليقول رئيس زبائنهم بالفخر بالتطبيع !! فحين يقبل زبائن الدجال الخائنين أن يكونوا حماة لذيول الدجال في إسرائيل .. يكون التاريخ قد فسر بالمقلوب تماما !! ليس هنيئا لحاكم إسرائيل الملعون من كل أنبياء إسرائيل
أن يكون هؤلاء المترخصون عملاء لهم فقد أذاقوهم ثوب المذلة !!
لهذا يجئ والماشياح متأخرا ليذبح حاخامات اليهود !! لأن فيهم من لازال يدرك أن الله موجود .. فكيف يكون الله أعور تنزه العلي بذاته... فحين يرون مظهرة يقذفون القيء على موائد الزيف !! هذا ليس ربنا !! وحين يتجه حاخامات اليهود للمهدي الموعود في قلب الشام فيخرج لهم التوراة الحقة فيؤمنون !! وعندما يؤمنون ... يجرد الماشياح وتلاميذه الوثنيين لهم السيف... وعلى أبواب الكنيست ينصب لهم المشانق !! هذا أيها التلاميذ والسادة واقع محتوم ... لهذا يخرج الدجال في غضبة يغضبها.. روما تسقط .. إسرائيل تسقط .. تلاميذ الدجال عند بوابات الفتح يؤمنون .. لهذا يجئ للقدس بعد الفتح ليجد المهدي عليه السلام إماما والمسيح الذي قتلوه زيفا مأموما .. الموازين تغيرت .. لهذا يخرج الله عدوه ذميما ليس في يده قوة إلا الزيف الموهوم أساطيره .. وحتى هذه تسقط .. لآن الزمن الأتي هو زمن الروح المفتوحة ... وفي القدس خلافة وروح نبوة وأمة .. حينها يدرك المؤمنون كل معاني التفسير والمصطلح أن القيامة تقوم على شرار الناس !! الدجال هو أشر الخلق غاية وتلاميذه الرعاع هم الذين يقفون وراء كل فتنة ورزيلة ... فكيف بحق الله يفهمنا مشايخ السلطان الأموي أن الدجال معه نار وجنة ؟!! والرسول الأعظم يقول شهادته : " انه لأهون على الله من ذلك " الحقير الذليل لا يجيد إلا الزيف والهابطون سلفا هم مادته وسقوط !! وحين يكون الملفوظين من شعوبهم الرخصاء مادته فلن يزيده ذلك إلا فسادا وخسة !!
لهذا يجئ خاتم المفسدين حين يجئ بسرعة الريح في ظل التيجان المزيفة لبقايا أقزام الحكام الخونة وهم الذي ألبسهم الدجال الماسوني تيجانا زائفة ... وضائع لمرحلة الإفساد الإسرائيلية النهائية والموطئة لحكومة الدجال !!
أيها التلاميذ وكل السادة : نعود للذاكرة لنؤكد أنه في كل الأحوال لابد للدجال من شرطة قمع لفرض حكومة الزيف والوهم !! وهؤلاء الأدوات في الحكومات الرخيصة هم إشارات على زمن قدومه ..فهم الواقفون على محطة الزيف .. وهم الذين وصفهم نبي الأمة بأنهم : الرويبضة .. التفه !! التحوت !! الذين يتقدمون في زمن السنين الخداعات توطئة لظهور بطلهم المزيف !! إذا نحن على أبواب سني الخداع .. وأكبر خدعة ووهم هو ( الدجال ذاته ) : المصطلح والغاية .. هو فتنة الأجيال . وعندما يرقبه زبائنه : يقولون : إنه لا يستحق عبادتنا له !! مشوه الخلقة .. عين ذميمة !! أفحح المشية.. عاجز في زمن العجزة .. إذا لماذا الضجة المفتعلة المؤسفة ..؟؟ انه قادم لا محالة .. يحمل وثنية التاريخ في وعي ثوب متجدد .. متجها نحو قدره ومقبرته الأخيرة .. رمزا لفتنة التاريخ والأجيال المفتونة بداء الديسكو والتخلف القهري !! تربع له جمع الطغاة والمفسدين والشياطين والأشرار في الأرض.. وسخر له عشاق الزيف وبطانة..الأمم ذواتهم الرخيصة .. بعد أن أسقطهم إبليس الرجيم في أوهامه الزائفة .. ليصعد صنوه الدجال السامري .. في ميلاد ذميم من بيضة فاسدة ..قال الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله : " إن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله وأن إبليس أتى العراق فباض فيها وفرخ "(1)
انه الميلاد الشيطاني الأسود العقيم !! أفرز إبليس بسراياه له كل زيف التاريخ ... وعقيدة العجل في دولة معاصرة.. جموع الحكام المستعربين يصطفون على قوارع شوارع الأوطان يصنعون له مجد زيف وغاية .. وفي النهاية يجيبهم بذات الصورة الرخيصة : أنتم أحقر من أن أدخر لكم رغيفا ودولارا .. هذه هي جنتكم المزيفة .. أما أنا السامري الدجال آتيكم .. فأعلن كجدي إبليس البراءة وصكوكها عندي جاهزة ..
لكن الغاية الإلهية من وراء الصورة البالغة التعقيد .. هو إحداث الفرز الإيماني عند المؤمنين كافة .. استعدادا لإغلاق الملف الأرضي بسيادة قانون القسط والعدل .. والذي لا يمكن إغلاقه محكما لا بذبح الدجال ذاته .. وهنا لزومية السكين .. في : الزمن السكيني الإبراهيمي .. أضحى ضرورة لازمة .. وليس أجدى من السكين والذبح لليهود غاية .. أعلم كما الذاكرة أن يهودا يعاري سيسجل ملاحظاته وتوصياته .. أقتلوا القلم وصاحبه فقد عاد.. ونقول بحول الأمجد لو قتلتمونا ألف مرة ومرة .. سيعيدنا العلي القدير لتلاوة مجد الذاكرة .. فعلى إسرائيل أن تؤمن قبل القادم .. فزمن التطبيع في نهايته والزمن هو زمن المهدي الوعود وآل النبي محمد صلى الله عليه وآله .. وسيتذكرون قولي حين لا تنفع الذاكرة ..
قلنا لكم أن في انتفاضة المجد الأولى : نحن أحقد أهل الأرض على كل هذه المساحة والذاكرة .. ولعودة الذاكرة .. ومع هذا التحدي الثوري المضاد لعقيدة الأمة المكنوز والتاريخي .. فقد وضح ربنا العلي القدير حقيقة هذا الزيف .. وبشاعة الصورة : الدجال فتنة الأجيال ؟ وفي نهاية المطاف يجد المكتشفون لهذه الحقيقة الزائفة .. بأنها ــ وهم مكشوف لأصحاب العقول ــ ولا يكون " أولي الألباب " أولياء .. إلا بصعود الإيمان وحركته الثورية الروحية .. إلى عمقهم وذواتهم .. وهذه هي صورة صراعنا المقبل مع زيف الدجال وسحره الواهم .. ومع كل وهن الصورة .. لابد من التوضيح أن " الدجال " : ديكتاتور ظالم .. وشرطته صورة عنه .. لكن العدالة سيف إلهي على الظلم . وعلى الظلم التاريخي أيضا .. هذه هي الصورة والمعجزة القدرية وراء خلق الإنسان لمواجهة حتمية النهاية والتجربة .. إنها اكتشاف الإرادة الإلهية بعد سقوط أقنعة الوهم ..
الدجـال : أيها السادة : رجل دهري تاريخي مستثمر لكل القوانين الكونية والسنن العلمية ، وهو مع كل هذا يملك من التجربة والخبرة التاريخية منذ ولادته .. وعبر آلاف السنين .. كان هدفه وهدفه في الأجيال هو زرع الفتنة !! وزراعة .. الوهم في زمن الوهن !! الدجال الآن أيها السادة يتقدم .. ووفق علم علمنا إياه العليم الخبير .. هو الآن يقف في آخر أساور قيده .. يملك الجهوزية للحركة ؟. لكن هذا المصطلح كان نتاجا أيضا لثورته الإفسادية المضادة .. وإذا كان كتاب الماسونية يعتبرون أن : إبليس : بوليسفر .. هو ربهم الظالم !! فإن الدجال أداته في تنفيذ سياسات الظلم عبر التاريخ .. وهو منظره الأيديولوجي القادر على صناعة كل الثورات المضادة .. في عالم العولمة والمادة !! والهدف هو إسقاط المعادلة الأرضية .. لصالح عبادة الذات !! ولهذا فإن تفكيكنا لرموز حركته الثورية المضادة تستلزم منا كأمة محمدية اكتشاف روحنا بثورة روحية جديدة .. وإيمان متجدد !! حينها يمكننا امتلاك أدوات فك رموز المعادلة .. الإيمان اليوم يعني الولاية الإلهية وحركة النور المعادلة .. والمهدي وعيسى النبي عليهما صلوات الله وسلامه.. وجهة النور المتوحدة.. وفي قلب القدس .. الرد في أعلى زمان التحدي .. ألم يتحدث نبي الأمة صلى الله عليه وآله أن الدجال على جبهته خاتمة : كــافر وبالحرف : ك . ف . ر ؟ الكاف كفر.. والفاء فسق ..والراء رذيلة
قال العلي في قرآنه :
{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } البقرة 268 لكن هذا الرمز .. والشيفرة السرية الربانية لا يكتشفها إلا من عاشوا بروحهم للثورة و لمن كان همهم زرع الشهادة في روح العقيدة : إيمان وثورة .. تعني التحدي القادر على كشف الزيف .. وإلا كان السقوط في الاختبار متوقع .. إذا فالمسألة كما أسلفنا في قلب الدائرة .. تتعلق بابتلاء إلهي يكتشف المتقون المؤمنون خنادقهم سلفا وقبل الدجال بمرحلة .. فالدجال طاغية وديكتاتور وساحر أيضا لا مثيل له في التاريخ .. لكن سيدرك الجمع أن أساطيره الزائفة صورة لوجهته القبيحة.. احتوى ملفه على مواجهة حركة الأنبياء والمرسلين عليهم السلام .. يحمل الكفر ورأس العجل بديلا وغاية ... يجئ محتويا ملفه على أساطير الماضي وكذب الكذابين ومنفذا لتعاليم ثابتة ... زرعت في الأجيال منذ أزمان عميقة .. ووفق خطط ومنظومات هي ليست نزهة !!
الدجال .. التطبيع .. السامري صورة متوحدة .. فقد زرع الدجال قوانينه ومناهجه في عولمة قديمة !! الى مساحة التاريخ في عولمة جديدة .. والدولار الماسوني حين يطبعه الماسون بعين واحدة يؤكد لكل الناهبين وقتلة الشعوب الحالة.. والبورصة الهابطة قيمة وتاريخ ووجهة.. أيضا تكتمل صورتها .. الساعة .. وفي كل مؤتمر أمام : مصطلح التطبيع يؤكد زبائن الدجال قيمة هبوطهم .. وتقف شرطة الدجال في عمق الأنظمة لفرض الصورة والمصطلح ولو بالقوة .. وكان الاغتيال وسيف القمع والبوليس ومقررات مؤتمر بال في سويسرا .. تتضح في قراءة واقع الزيف لحركة الدجال المنتظر .. في عالم تابع لزيف لا يعرف هو أيضا عمقه وحقيقته .. تماما وبنفس الصورة .. كما حكامنا الممسوخين سلفا .. لا يدركون حتى خطاهم !! وهذا هو ( مصطلح الوهم ) ..
لقد سحرهم الدجال وسحبهم من عمق التاريخ ورصيد الرؤية في أزمان سيادة الحاخامات الدجالين .. وفي كل خطوة لابد أن نكتشف الضرورة في المواجهة .. ولكن الغاية تتطلب أيضا القدرة على كشف رموز الحروف المزيفة ؟.. إذا لابد من الإيمان والروح في الحالة المقابلة ، وحتى نملك القدرة على إزاحة الطاغوت والظلم المعقد في التاريخ .. لابد لنا من روح جديدة .. إذ لابد من : روح الله القدس.. يمضي بنا في رسالتنا الجديدة .. فهذا أيها السادة الثوريون زمن روح القدس القادم .. يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملأها المسيخ المشوه وعملاؤه ظلما وجورا ..
السامري الثورة المضادة :
لابد لنا في العنوان المتجدد من قراءة أصول الثورة المضادة !! قال الجمع أن الدجال .. لم يذكره الله في القرآن توهينا له أو ازدراء .. ولكن هؤلاء المفسرون الذين عجزوا قليلا عن استيعاب القراءة القرآنية في وعي المواجهة ، كانوا يصطدمون بأقوال ووصايا النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم والتي أجمعت .. أن الدجال : هو فعلا فتنة الأجيال (" إنه لم تكن فتته في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال " والسؤال الآن وفي زمن تقدم الصراع المحتوم .. لحساب يروج فقهاء البلاط وهم أخطر من الدجال على جماهير الأمة : أن الدجال غير مذكور في القرآن !! وفيما ينكر الآخرون :أنه ليس موجود أصلا ؟؟ وهل أحاديث الدجال آحاد وضعيفة أم هم الآحاد الذين أضعفوا الحالة .. (2) وكيف تكون فتنة الأمم منذ آدم .. يعني منذ نزول إبليس للعالم الأرضي بعقيدة رفض السجود وألوهية المادة !! لا يذكرها القرآن .. رؤيتنا أن هذا الرأي أقل من أن يناقش حتى كرؤية !!.. لكننا في قراءتنا الجديدة .. أكدنا الحقيقة : أن الدجال هو رجل دهري عاش عمق التاريخ .. واتفق كل المسلمون بأن الدجال هو أحد المنظرين وهذا التسجيل يكفي للرد .. في المناقشة .. لكنه بخبرته وعلمه المادي المكنوز لغاية .. ولتحقيق غاياته كان الزيف والسحر وزرع الوهم هو أدواته عبر كل الأزمان والتواريخ .. وأخطرها قراءة مشايخنا المتخلفين !! لأجيال قادمة .. أن الدجال هو فتنة من الله للناس !! أو أن الدجال قد أعطاه الله نارا وجنة !! أو أن الدجال يأمر السماء فتمطر بأمره !! والرد .. أي إله عادل أعطى صفات ذاته لغير ذاته .. يعطي نقيضا له أدواته وقدرته .. لكي يعبد الناس ربا غيره !! أن الزيف بالحقائق والعجز في قراءة النصوص بعمق الروح وموفقية الرب . تضع المؤمنين في حيرة وهم يعبدون ربهم الملك الحق العدل المبين ؟. وعندما نقول " مبين : عني البيان الإلهي للناس بحقيقة ذاته وصفاته .. كما ( البيان والبينة ) في حقيقة مخلوقاته ... وفي قراءتنا وبين سطورها نؤكد .. أن هذه الفتنة .. إطلاقا لم يضعها الدجال ( المسيخ الكذاب ) المدعي لصفات المسيح ابن مريم !! كما المدعي في إعلان النبوة – الألوهية !! – إنما صنعها أمثال الجهلة والقراء الفسقة ومشايخ البلاط الأموي الذين باعوا عقائدهم لأذناب الدجال السفياني سلفا !! فالمعادلة إذا هنا أيها السادة واضحة المعالم .. هو توهين حالة الأمة وتمزيقها لصالح الطابور العبري المدنس !! وإذا كان أهل الدين الذين ربطوا مصالحهم بالسلطان منذ قرون لا يريدون أن يكونوا استمرارا لأنموذج الدجال أو السامري فليسقطوا معادلة : السفياني في أعماقهم وليكتشفوا لماذا ذبح أهل البيت وإمامهم الحسين بن علي في كربلاء ؟! ألم يكن هؤلاء المقدسين هم حملة القرآن وأهل القرآن ؟ . ألم يقولوا يا رسول الله أي شيء أخوف على أمتك من الدجال قال الأئمة المضلين " .(3)
.. فهم أسوأ من الدجال أنموذجا وأحط منه قدرا !! فقد جعلوا قتلة الحسين ابن رسول الله اجتهادا له أجر !! وأن الحسين بن علي خارج عن صف الإمام الدموي والأمة !! والآن : سيقول فقهاء بلاط الدجال .. لتبسيط الأزمة المعقدة وإسقاط أهل البيت عليهم السلام من التاريخ عنوة ( إنها ساعة شيطان ) ؟. وإذ بالساعة الشيطانية تتحول لمنهج سفياني معقد ... يفترش له الملايين وجهتهم !! هذه هي الصورة الإبليسة الموطئة للدجال .. وعند قدوم مهدي آل محمد عليه السلام يفتون جوار الحرمين بقتلة ... فهم عملاءه المستعبدين في قصور الظالمين ....إن هذا الظلام قد رسم سوءه على تاريخ الأمة .. مجلا بالسواد والهزيمة والعار والتبعية لكل العملاء .. والخونة على امتداد التاريخ والأمة !! هكذا أسقط المزيفون .. والطغاة الجمعيون .. معادلة العدل ؟ لرسم الخطى صعودا بمعادلة الإفساد الشري والظلم ، فهل اكتشف هؤلاء المزيفون دين الأمة .. إنهم أحذية قصيرة .. في أقدام الدجال هكذا كان الأمويون .. السفيانيون يهتكون عرض النبي صلوات الله عليه ويذبحون أهله.. فهؤلاء هم تلاميذ الدجال حقا .. لم يفعل الدجال ذاته فعلتهم !! إذا منهج الدم والزيف هو الوجهة الموحدة ..ولهذا يجئ السفياني الأموي خادما لكل الغربيين وعند إسرائيل الدجال يفترش وجهة.. السواد أيها الأحرار المنتظرين السيد المهدي وجهته واحدة ... و السامري الدجال لم يخرج بعد .. فقد قيده الله في متوسطنا البحري منذ زمن كرامة لنبيكم !! ولكن أدواته وصنائعه هم الموطئين لإفساده !! وزرعوا الأرض بالجهل والتخلف والقمع أدوات شرطتهم الملعونة .. سنكتشف أيها السادة عمق رؤيتنا بعيدة عن اختراق الإسرائيليات في تفسيراتنا للقرآن الأعظم .. فجدنا الأعظم نبي الأمة صلى الله عليه وآله وسلم.. لم يترك ساعة ولا لحظة في النبوة إلا ذكر الناس والأمة والصحابة بالدجال .. وفتنته .. حتى ظنوا كما تنقل كل الروايات وكتب السير أن الدجال بين أظهرهم !! وراحوا يهرولون بوصية نبيهم هنا وهناك لاكتشاف السر والمعادلة !! وفي الوقت الذي وقف نبيهم على منبره و دروسه يؤكد ما جاء به الصحابي الجليل تميم الداري عن الدجال !! .. لم يوقفهم هذا الإعلان عن البحث لفك رموز المعادلة .. فاصطدموا أجمعين بدجال .. أقزم من الدجال صاحب الفتن .. إنه ( ابن صياد ) !! الذي جاء هو أيضا ليرسم الوهم والزيف عن حقيقة الدجال القادم .. وكانت الرسالة المضادة قد اكتشفها النبي الأعظم .. اكتشفها وكشفها لجيل قرآني فريد يقظ يخشى على إيمانه والفتنة !! لكن ما لبث أن رحل النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله حتى كان الدين والعقيدة تفتق وتنتهك .. بأدوات السامري الدجال وتلاميذه.. إنهم ذراري بني قريظة وبني قينقاع ولابسي ثوب الخزر الجدد .!! هم بلا جدال الذين رباهم دجال الأمم منذ زمن بعيد على الحقد على كل الأديان والرسالات المقدسة .. وكان لتحقيق غاياته في هدم حركة الثورة والنبوة لابد من إزاحة أهل القرآن عن قلب الأمة !! وهكذا نفذ الدجالون سياسات سيدهم !! والآن حتى لا نسقط مرة أخرى في عمق المؤامرة .. لابد من الوعي بحركة القرآن والأصول .. لنكتشف عمقنا وأيضا عمق أصول الثورة والمواجهة .وإذا كان المسيخ الدجال بخبرته التاريخية كما أسلفنا هو المستثمر لقوانين الله في الكون لزرع الزيف والدجل ؟. فلماذا لا نستثمر قوانين الله في زرع بذور العدل والوعي والثورة .. وفي هذا السياق يكون مدخلنا لقراءة القرآن .. واكتشاف حقيقة الملك المسيخ الدجال وهو : السامري : اليهودي .. حامل لواء عقيدة العجل اللا ذهبي !! في روح وثن جديدة ....
يقول تعالى في محكم التنزيل :{ قال فما خطبك يا سامري ، قال : بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي } ، { قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس . وإن لك موعدا لن تخلفه . وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا ، لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا } (4)
… والآيات القرآنية تطرح التجربة الأولى الموسوية في مواجهة حركة الدجل الأولى والتي أعلن فيها السامري ولأول مرة : ... فيها عن ذاته – في حركة انقلاب ضد حركة النبوة ؟ : إنه الأنموذج التوحيدي الموسوي المعظم في مواجهة الأنموذج الوثني المزيف !! وكان هذا الانقلاب المبكر قد حشد له جنود بفضل حركة الزيف والخداع واستثمار القوانين والثوابت العلمية والروحية الإلهية .. إلى الحد الذي انشق بني إسرائيل إلى معسكرين : معسكر هارون ومعسكر الدجال .. هذا في غياب القيادة الإلهية التي اتجهت نحو الله المقدس ونحو النور والتنزيل والجبل .. وكان الهدف هو النبوة والرسالة !! وفيما كان إبليس جوار موسى النبي عليه السلام: يخاطبه جبريل عليه السلام : يا إبليس ما ترجوا من موسى عليه السلام وهو يتلقى عن ربه تعالى ؟؟ فكان الجواب الإبليسي : " أرجوا ما رجوت من أبيه آدم في الجنة !! وفي محاولة اليائس من ربه !! كان ولده السامري اليهودي الدجال يجر شعب إسرائيل المؤمن الى عقيدة الوثن ... الى عقيدة العجل الذهبي المزيف !! يحاولون ضمن شبكة المؤامرة .. جدلا التآمر على التنزيل .. وعقيدة التوحيد ودين الأمة .. فلندرك اليوم إذا لماذا قراءة حالة الزيف من بين براثن الوثن وعقيدة العجل .. والتي يروج لها عملاءه في إسرائيل .. وفي كل عواصم المطبعين لفكر الوثن .. ورافعي أعلام الماشياح السوداوي في كل العواصم !! ان حقبتنا هي حقبة سقوط كل الزيف ...
وهدف تأصيل قواعد هذه الثورة التوحيدية الأولى منذ البداية .. هوإثبات حقيقة النور من بين براثن الظلام ..
يقول القرطبي رحمه الله في الجامع لأحكام القرآن في تفسير الآيات : " أي ما أمرك وشأنك وما الذي حملك على ما صنعت ؟ قال قتادة : كان السامري عظيما في بني إسرائيل من قبيلة يقال لها سامره – ولكن عدو الله نافق بعدما قطع البحر مع موسى ، فلما مرت بنو إسرائيل بالعمالقة وهم يعكفون على أصنام لهم " قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة .. فاغتنمها السامري وعلم أنهم يميلون إلى عبادة العجل فاتخذ العجل – وكان هو عابد للعجل أصلا – فقال السامري مجيبا لموسى عليه السلام : بصرت بما لم يبصروا به : يعني رأيت ما لم يروا ، رأيت جبريل عليه السلام على فرس الحياة ، فألقى في نفسي أن أقبض من أثره قبضة ، فما لقيته على شيء إلا صار له روحا ولحم ودم ، فلما سألوك أن تجعل لهم إلها زينت لي نفسي ذلك " . ونضيف تعقيبا على التفسير : أن السامري كما جاء في الأحاديث هو من سلالة إبليس وهو صنوه . هو جني مثله ، وإبليس لعنه الله هو جده والذي يلهمه ويزرع في عقله أسس المؤامرة منذ البداية ؟! وهو الذي أعطاه هذه الفكرة الروحية لمعرفته لها في الجنة ومن خلال معرفته بالملائكة "(5). قال أمير المؤمنين عليه السلام : " لما نزل جبريل عليه السلام ليصعد بموسى عليه السلام إلى السماء أبصره السامري من بين الناس فقبض قبضة من أثر الفرس – وقيل : قال السامري : رأيت جبريل على الفرس وهي تلقي خطوها مد البصر فألقى في نفسي أن أقبض من أثرها فما لقيته على شيء إلا صار لحما ودما " فنبذتها " أي طرحتها في العجل الذهبي " وكذلك سولت لي نفسي " أي زينته نفسي لذاتي – وشيطانه هو إبليس جده ؟؟ اعتراف بحقيقة الزيف واستثمار القوانين الروحية الإلهية وهذا الاعتراف لم يكن بالوضوح إلا أنه يقف أمام التحقيق وخوفه من القتل " النبي موسى عليه السلام " – وقال ابن زيد : " سولت لي " أي حدثتني نفسي ... هذه هي بذرة أصول منهج الدجال ؟ وقوله تعالى :
{ قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس } أي قال له موسى عليه السلام : " اذهب من بيننا ولا مساس أي لا أمس ولا أمس" فنفاه موسى عن قومه وأمر بني إسرائيل ألا يخالطوه …قال الحسن : " جعل الله عقوبة السامري ألا يماس الناس ولا يماسوه عقوبة له ولمن كان منه إلى يوم القيامة ، وكأن الله عز وجل شدد عليه المحنة وجعل ذلك عقوبة له في الدنيا " .(6) أي والله أعلم منذ ذلك الوقت أعطي صفة ( المنظرين ) وتم عزله بإرادة إلهية إلى يوم الوقت المعلوم بسبب ممارسته لقضية الدجل والزيف على حركة النبوة وكان النبي موسى يبغي قتله لولا أتاه جبريل وأوقفه فعرف موسى عليه السلام أنه هو الدجال .. وفي قراءتي للنص القرآني " لا مساس " هو تعبير باتجاهين وقف العلاقة مع الناس والآخر : " المساس " هو كما نص القرآن بأن الجن يمسون الإنس أو يكون لهم قدرة حتى اختراق أجسادهم .. والسامري له قدرات عظيمة كمخلوق لكنه استثمر علمه كإبليس في زراعة الزيف والوهم على الناس .. وهذه القراءة والتفسير للنص القرآني الكريم هو لازمة منهجية للمواجهة مع الدجال القادم في الرحلة القادمة !! وهذا ما سنستوضحه في قراءتنا ..
يقول القاضي بن عطية الأندلسي في المحرر الوجيز:
عن نسب السامري وأصله : " إنه منسوب لقرية يقال لها سامره وهي معروفة اليوم ببلاد مصر ، وقيل اسمه موسى بن ظفر " (7)
وعن سعيد بن المسيب عن ابن عباس " رضي الله عنهما " قال : " كان السامري من أهل باجرما ، وكان من قوم يعبدون البقر ، فكان يحب عبادة البقر في نفسه وكان قد أظهر الإسلام في بني إسرائيل – نفاقا ودجلا – فلما ذهب موسى إلى ربه قال لهم هارون : أنتم قد حملتم أوزارا من زينة القوم آل فرعون وأمتعة وحليا فتطهروا فأنها نجس ، وأوقد لهم نارا فقال : اقذفوا ما كان معكم من ذلك فيها ، فجعلوا يأتون بما كان معهم من تلك الأمتعة والحلي ، فيقذفون به فيها ، حتى إذا انكسر الحلي فيها ، ورأى السامري أثر فرس جبريل ، فأخذ ترابا من أثر حافره ، ثم أقبل إلى النار فقال لهارون : يا نبي الله ألقي ما في يدي ، ولا يظن هارون إلا أنه كبعض ما جاء به غيره من الحلي والأمتعة فقذفه فيها ، وكان عجلا له خوار فكان البلاء والفتنة – فقال هذا إلهكم وإله موسى فعكفوا عليه وأحبوه حبا لم يحبوا شيئا مثله قط . يقول الله عز وجل { فنسي } : أي ترك ما كان عليه من الإسلام : يعني السامري " ــ يعني أعلن كفره ــ وكان اسم السامري موسى بن ظفر وقع في أرض مصر فدخل في بني إسرائيل . (8) وربما هو الذي أضل الفراعنة والناس بعبادة الأصنام التي كانت في هياكلها مثل العجل أيضا .. ولا غرابة في ذلك فقد اعتمد الفراعنة في تعييد الناس لذواتهم على " الكهنة " والكهنة هم السحرة ومعظمهم من اليهود المفسدين الذين اعتنقوا دين الفراعنة بفعل السامري !! بعد تركهم لعقيدة النبي يعقوب ويوسف عليهما السلام .. وبهذا السياق بقوة البصيرة والكشف عن الجن أثرا في رؤية الملك جبريل عليه السلام .. يقول القاضي بن عطية الأندلسي رحمه الله : " وقرأت طائفة ( بصرت ) بضم الصاد على معنى صارت بصيرتي بصورة ما – فهو أن المحتمل .. أن يراد من البصيرة والبصر .. وما زاده على الناس بالبصر وهو وجه جبريل عليه السلام وفرسه ، فكان هذا البصر قد أعطاه علما بخطوات الفرس " . وقرأ الجمهور ( فقبضت قبضة ) بالضاد منقوطة بمعنى : أخذت بكفي مع الأصابع .. الرسول : هو جبريل والأثر : هو تراب تحت حافر فرسه (9)
"… سبب معرفة السامري بجبريل عليه السلام وميزه له فيما روي أن السامري ولدته أمه عام الذبح فطرحته في مغارة ، فكان جبريل عليه السلام يغدو ويحميه حتى كبر وشب فميزه بذلك ) (10)
… ومن هنا كانت الفتنة لبني إسرائيل من السامري ( ما خطبك يا سامري ) : استفسار عن حالة الزيف السامرية .
يقول الزمخشري في الكشاف :
" خطب ، مصدر خطب الأمر إذا طلبه – قرئ ( بصرت ما لم يبصروا ) بالكسر ، بصر فرس الرسول ، فإن قلت : لم سماه الرسول دون جبريل وروح القدس ؟ قلت حين حل ميعاد الذهاب إلى الطور أرسل الله إلى موسى جبريل راكب خيزوم فرس الحياة ليذهب به ، فأبصره السامري فقال : إن لهذا شأنا عظيما فقبض قبضة من تربة موطئه ، فلما سأله موسى عن قصته ، قال : قبضت من أثر فرس المرسل إليك يوم حلول الميعاد ولعله لم يعرف أنه جبريل عوقب في الدنيا عقوبة لا شيء أطم منها وأوحش وذلك بأن منعه من مخالطة الناس منعا كليا " … " لن تخلفه " : أي لن يخلفك الله موعده الذي وعدك على الشرك والفساد في الأرض ينجزه لك في الآخرة … " لننسفنه " بكسر السين وضمها وهي بقراءة أمير المؤمنين علي عليه السلام , وهذه عقوبة ثالثة وهي إبطال ما أفتن به وإهدار سعيه … وهذا وعد من رسول الله صلى الله عليه وآله (11)
أن جعله منقلبا مبتورا في أعماله وإفساده إلى يوم القيامة أو حتى ذبحه وقتله في اليوم الموعود ؟! وهكذا غيبه الله في عرض البحر لا يعلم مثواه أو سجنه أحد من الناس ، ولم تبث أي رواية ما عدا الرواية المنقولة عن الصحابي الجليل " تميم الداري " رضي الله عنه ، عندما قابله في عرض البحر .. وهذه الحالة تصديقا لنبوءة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ....وأقواله في الدجال .. وهذا سنتناوله بعد .. لكن ما يهمنا في هذا السياق هو تحديد مهمات السامري الدجال بأنه مستثمر لقوانين الله في الروح وبركات سيد الملائكة... في زرع الأوهام والزيف وادعاء الألوهية المزيفة !! وبالتالي طرح نفسه أنه خالق للعجل وبث فيه الروح ؟ وهذا الدجل هو الذي سيستخدمه مع الأمة في عهد ظهوره قاصدا في إظهار خوارقه وأوهامه السحرية تحقيق هذه المآرب الشريرة .. ولهذا سنتناول في قراءتنا الموجزة .. لظواهر الدجال وأساطيره المزيفة التي تم التحضير لها منذ زمن .... وهي سياسته لكل زمن .. وكما للسحر أصول .. فأن للدجل أصول وغايات …
القرآن العظيم في مواجهة الدجال حتى النهاية :
يقول الله تعالى : { لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن الناس لا يعلمون ، وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء قليلا ما تتذكرون ، إن الساعة لآتية لا ريب فيها ولكن أكثر الناس لا يعلمون } : ( غافر 56 – 59 ) …
يقول القرطبي في التفسير :
" إن الذين يجادلون " : يخاصمون " في آيات الله بغير سلطان " : أي حجة " {إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }غافر56
– والمراد : المشركون ، وقيل اليهود : فالآية : مدنية .. قالوا : إن الدجال سيخرج عن قريب فيرد الملك إلينا وتسير معه الأنهار .. وهو آية من آيات الله فذلك كبر لا يبلغونه – فنزلت هذه الآية فيهم : أنه يخرج ويطأ البلاد كلها إلا مكة والمدينة وهو يهودي اسمه : " صاف " ويكنى أبا يوسف … قوله تعالى { فاستعذ بالله } قيل : مكن فتنة الرجال … فالآية الكريمة نزلت في اليهود .. { لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس } مبتدأ وخبر – قال أبو العالية : أي أعظم من خلق الدجال حين عظمته اليهود " (12)
وفي قراءتنا أكدنا أن الدجال ليس صاف " ابن صياد " .
.. يقول الإمام الطبرسي رحمه الله : { إن الذين يجادلون في آيات الله } نزلت في اليهود لأنهم كانوا يقولون سيخرج المسيح فنعينه على آل محمد وأصحابه فنستريح منهم ويرد الملك إلينا – عن أبي العالية .. " إن في صدورهم إلا كبر " : أي ليس في صدور إلا عظمة وتكبر على محمد صلى الله عليه وآله : " ما هم ببالغيه " : أي ما هم ببالغين تلك العظمة لأن الله تعالى مذلهم ، ولأن الله يرفع بشرف النبوة من يشاء – وقيل " ما هم ببالغيه " وقت خروج الدجال .. " فاستعذ بالله " : من شر اليهود والدجال ومن جميع ما يجب الاستعاذة منه .(13)
أما السيوطي رحمه الله في الدر المنثور : فقد دعم هذا التأويل في كشف مؤامرات اليهود .. قال في التفسير :
" أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم بسند صحيح عن أبي العالية رضي الله عنه قال: إن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآله فقالوا : إن الدجال يكون منا في آخر الزمان ويكون من أمره ، فعظموا أمره ، وقالوا : يصنع كذا …
" فاستعذ بالله " : فأمر نبيه أن يتعوذ من فتنة الدجال …
" لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس " يعني الدجال . وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب الأحبار رضي الله عنه : " إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان " قال : هم اليهود ، نزلت فيهم فيما ينتظرونهم من أمر الدجال ، وفي تفسير الآية : أخرج ابن المنذر عن ابن جريح رضي الله عنه قال : " زعموا أن اليهود قالوا : يكون منا ملك في آخر الزمان ، البحر إلى ركبتيه والسحاب دون رأسه ، يأخذ الطير بين السماء والأرض معه جبل خبز ونهر .. فنزلت
{ لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس } (14)
وهذا توبيخ لهؤلاء الكفرة والمتكبرين ، قال : مخلوقات الله أكبر وأجل قدرا من خلق البشر . (15)
الثورة الروحية في مواجهة زيف الدجال ..
ــ الدجال لا يحيي ولا يميت ؟!!
هذا العنوان الأول .. هو ذات المحاولة المكشوفة الخداعية السالفة .. فهو قادم من زمن هيمنة الإفساد وسينما هوليود وأفلام الخداع الموهومة للعقل .. وهي من صناعة مدنية الزيف الماسوني الهادف إلى تأهيل الأمم وإفسادها .. ولكن عندما يصل الخداع إلى مسألة الحياة والموت .. فقد دخل الدجال منعطفا لنهايته وذبحه .. والموعد ليس في واشنطن ولكن في الأرض المقدسة !!
الحياة والموت أيها السادة : هما مصطلحان للبداية والنهاية .. وفيهما قصة الخليقة وفي سرها المكنون يدخل الإعجاز الإلهي في أسماء الله ( المحي – المميت ) .. ففيها سر اكتشاف اللغز والقوة على المواجهة : " الله – المحي – المميت " هذان الاسمان هما صفات القوة لسر الروح …
{ ويسألونك عن الروح ، قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ..}
والقراءة الروحية في عمق هذين الاسمين العظيمين والتعرف على أسرارهما .. لابد من قراءة إيمانية وروحية متدفقة فذة حسب الأصول الإيمانية .. هذه الأصول هي ذات الثورة الروحية المتدفقة ..(16)
والتي خلق الله " الخالق البارئ المصور " الروح في عمقها وطياتها .. { ونفخت فيه من روحي } والنفخ في التفسير : هو عملية إحيائية للروح في الأجساد مع فارق مكنوناتها : الطين أو النار ؟
{قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ }ص76. إذا الموضوع متعلق بمسألة الخلق .. ولا يتم الخلق إلا بالروح !! " إن كل شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون لتسبيحهم .. ) الآية والتسبيح هنا جواب الشرط للزومية " الخلق " .. فإذا كان الرب تعالى جعل الروح سرا إعجازيا حتى في داخل مخلوقاته – لكن المنحة الإلهية لعباده في إعطاءهم سماته أو أسمائه أو حتى روحا من صفاته – فهي مسألة متعلقة بموضوع " الإصطفاء " .. وفي الحديث القدس المروي .. " لا زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت بصره الذي يبصر به – أي منحته روحا من اسمي البصير – وسمعه الذي يسمع به – أي منحته سرا روحيا من اسمي السميع – وقدمه التي يمشي بها – أي منحته قوة وسرا من اسم الله القوي – لضمان القدرة على تجاوز مئات السنين في السير في خطوة " . ثم ينتهي الحديث : " ثم جعلته ربانيا يقول للشيء كن فيكون " . وفي هذه النهاية سر الله في الروح – وهذه الحالة أيضا والأنموذج الفريد لا يصل إليها إلا الأنبياء عليهم السلام . أو المصطفين من الأولياء – وبالكلية فهي روحا من الله.
وسنضع هنا من قراءتنا الأصولية أنموذج النبي عيسى عليه السلام : روح الله .. حتى ننتهي إلى الرد على عنوان موضوعنا الأول " هل الدجال يحيي ويميت " والرد المبسط .. أمام هزء المعادلة .. أن من يمتلك القدرة على الإحياء والإماتة – يكون قادرا على إدارة الكون وسننه الأزلية !! وهذا ما يعجز عليه الخلق رغم معادلات الزيف والإدعاء .. والخطاب والرد المفتوح هو إلى النبي عيسى السلام .. ( يا عيسى ابن مريم ) : ( اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك )
( إذ أيدتك بروح القدس ) ( البقرة 110 ) .. والنعمة الثانية : { وإذ علمتك الكتاب والحكمة } ( البقرة 110 ) والتجربة الروحية الفريدة في الخلق وأنموذج التحدي للخلق " عيسى ابن مريم " عليه السلام وهو الحامل للسر الإلهي ذاته " الروح " وهو بالكلية الإعجازية " روح الله " – والتجربة الروحية تتكامل بين " الروح والعلم والحكمة " : أي في دفع الثورة الروحية لتحقيق الغاية الإلهية في المشروع الإحيائي للناس .. " أنظر كتابنا : الأزمة الروحية والثورة الروحية
وهذا المشروع هو بالكلية المطلقة " الدين " وفي النهاية روح الدين لابد أن يحملها الروحانيون الثوريون القادمون الذين يرفعون ثورتهم في الأمم ... وفي عمق الأمم .. نحن روح الله وسره .. وهذا أيضا هو أنموذج النبي عيسى عليه السلام .. وهو الذي أعطاه الله الروح وقدرتها الخاضعة للأمر الإلهي " كن فيكون " يقابلها " قل الروح من أمر ربي " وأمام الحالة العلمية البشرية يكون الرد العاجل "… وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " وفي مراحل المعجزات والخوارق التي حملها الله لروح المسيح بن مريم عليهما السلام .. هي التي حملت لرسالتنا عمق ملامح : الثورة الروحية . وأمام هذه القواعد الإلهية في هذه الثورة تأتي معادلة الزيف المواجه والمحاولة الزائفة .. وهي " ثورة الدجال المضادة " في الدجل والإدعاء للناس على قدرته لحمل هذه الملفات ، وهذا هو سر الأفلام الأمريكية في هوليود ومشاهدها التي وضعها الدجال ذاته ليطبع العقل البشري للقبول بالأوهام والحيل الخداعية وصورة الجريمة المنظمة !! وهذا ما سنفنده بعد قليل من السطور بمشيئة الله ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله
المكرمين وصحابته المنتجبين
الباحث الاسلامي
محمد حسني البيومي
11 ذو الحجة 1430 هجرية
ساحة النقاش