<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

 

 

 

الرسائل الحسان ...

      لأهل العصيان ...

       قبل شهر رمضان ...

 

 

أبو أنس شريف رمضان السكندري

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيرا..

أما بعد ..

بدأ العد التنازلي لاستقبال هذا الضيف العزيز الذي طال انتظاره ، وتتلهف النفوس شوقا للقياه ، لتعيش في رحاب ضيافته الغالية أجمل الأيام وأسعد اللحظات ، غير أنه لا يزال هناك الكثير من الغافلين عن هذا الضيف الغالي (شهر رمضان) وعن سمو قدره وعظيم مكانته ، فلا يزالون يسرفون على أنفسهم ، ويتخبطون في دهاليز العصيان وظلمات الشهوات ، إلى هؤلاء جميعا أكتب هذه الرسائل عسى الله أن ينفع بها ويجعلها تذكرة لمن يخشى .

 


الرسالة الأولى

إلى من يفطر عمدا بدون عذر شرعي في شهر رمضان

 

إلى كل من يفطر عامدا في شهر رمضان بغير بدون عذر شرعي أقول: ألا تعلم يا هذا ما أعده الله من سوء العاقبة لمن يفعل مثلك فعلتك المنكرة هذه...  فعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : بينما أنا نائم أتاني رجلان فأخذا بضبعي فأتيا بي جبلا وعراً فقالا : اصعد فقلت : إني لا أضيقه ، فقالا: إنا سنسهله لك فصعدت ، حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة ، قلت : ما هذه الأصوات ، قالوا : هذا عواء أهل النار. ثم انطلقا بي ، فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم ، مشققة أشداقهم ، تسيل أشداقهم دماً ، قال : قلت : من هؤلاء ؟ قال : الذين يفطرون قبل تحلة صومهم ..الحديث ) صحيح الترغيب برقم 1005.قوله : بضبعي : أي بعضدي. ، قوله : قبل تحلة صومهم : أي يفطرون قبل وقت الإفطار.

أعلم يا هذا أنك لو راجعت ما في صيام شهر رمضان من فضل لأحببت الصيام و لما تجرأت على أن تفطر ولو لحظة لما للصائم من فضل عظيم، فلا تبخل على نفسك بالتفقه في دينك والتعبد إلى ربك حتى تنجو من عذابه وتدخل جنته مع الصائمين من باب الريان .

يا هذا أليس عيب عليك وأنت مسلم وبالغ وعاقل أن ترفض طاعة سيدك الذي خلقك ووهبك كل ما أنت فيه من نعم وغيرك من الأطفال صغار السن يجاهدون حتى يصوموا لله تبارك وتعالى رغم أنهم غير مكلفين....

وأنت أنت إذا ما قال لك الطبيب لابد أن تأتي غدا صائما لإجراء تحليل معين أو نحو ذلك ..... ستأتيه رغم أنفك صائما ولا تستطيع مخالفة أمره ، فأيهما أحق بالطاعة أيها المسكين آلذين خلقك ويستطيع أن يدمرك تدميرا ولن يمنعك أحد من قبضته أم عبد فقير ضعيف مثلك ما هو إلا سبب سببه الله لشفائك ، فاتق الله وانو من الآن أن تصوم شهر رمضان كاملا لتحوز ما فيه من الفضائل وتنجو من عذاب الله .


الرسالة الثانية

إلى تارك الصلاة

 

عبد الله ... يا من أسرفت على نفسك وحرمتها لذة التقرب إلى الله والسجود لله والوقوف بين يديه والتلذذ بقراءة كلامه ...

ها أنت ذا تذهب إلى الخلق وتشكو إليهم حاجتك وما أنت فيه من مشاكل ومتاعب ... أيها المسكين تشكو من يرحم إلى من لا يرحم ، ألا يجدر بك أن تسجد بين يدي خالقك وتقترب منه وتبث إليه شكايتك وحاجتك قال تعالى (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ)- العلق19- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد . فأكثروا الدعاء) رواه مسلم 482.

يا عبد الله ... ها قد شحذ الطائعون همتهم لاستقبال هذا الشهر المبارك والإكثار فيه من الطاعات لأن أجر الطاعات فيه مضاعف ، وأنت لا تزال نائما عن طاعة ربك وخالقك ومولاك وتبارزه بالعصيان ... حري بك يا عبد الله أن تعود إلى ربك وتتوب إليه قبل أن تندم في وقت لا ينفع فيه الندم .

فابدأ من الآن واجعل شهر رمضان محطة للتزود بوقود الطاعة وانطلق نحو رضوان الله وجنته ولا يستهوينك الشيطان فيوقعك مرة أخرى في هذه الكبيرة العظيمة بعد أن ينقضي شهر رمضان وأعلم جيدا أن عاقبة تارك الصلاة وخيمة جدا كما جاءت بذلك النصوص الصحيحة كما قال تعالى :  {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً} -مريم59- ، وغي واد في جهنم بعيد قعره ، شديد حره ، تستعيذ منه أودية جهنم ، أعاذنا الله وإياكم من جهنم وعذابها .

 


الرسالة الثالثة

إلى العاق لوالديه

 

يا من سقط في هذه الهوة السحيقة –هوة عقوق الوالدين أو أحدهما- أعلم هدانا الله وإياك أن الله جل وعلا قرن بر الوالدين بطاعته في غير ما موضع من كتابه منها قوله تعالى {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً }-الإسراء23-

وقد أوصى الله الأبناء ببر الوالدين في خمسة مواضع من كتابه، وأوصى الآباء بالأبناء في موضع واحد فقط {يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ}-النساء11-

وأما عن فضل بر الوالدين في السنة فهو كثير جدا ومنه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "سألتُ النبي صلى الله عليه وسلم: أيُّ العمل أحبُّ إلى الله تعالى؟ قال: الصلاة على وقتها؛ قلت: ثم أيُّ؟ قال: بر الوالدين؛ قلت: ثم أيُّ؟ قال: الجهاد في سبيل الله".

و روى بن ماجة في صحيحه عن معاوية بن جاهمة السلمي (.... فقلت يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة قال: ويحك أحية أمك؟ قلت: نعم يا رسول الله، قال: ويحك إلزم رجلها فثم الجنة (.صححه الألباني –صحيح بن ماجه 2259-

فكيف تضيع هذا الفضل وغيره من الفضائل وتسقط في هوة العقوق ، بل إن الله أوصى الولد ببر الوالدين حتى وإن كانا كافرين فكيف بك وقد وهبك الله والدين مسلمين ، وحرم غيرك من أن يكون له والدين ينعم بدفئهما ورعايتهما وحبهما وعطفهما ، فاحمد الله واشكره على ما أنت فيه من نعمة ، وذلك بأن تكون أبر الناس بوالديه .

ها قد اقترب موسم الطاعات فلا تدخله بالله عليك إلا وقد جعلت والديك راضيين عن إلا فيما يغضب الله تعالى فإنه (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) -صحيح الجامع 7520-

ولا تعد إلى عقوقهما ثانية ولو بكلمة (أف) حتى تنال منهما دعوة صالحة عسى الله أن يكتب لك بها الفلاح في الدنيا والآخرة.

 


الرسالة الرابعة

إلى  المتبرجة

أيتها الجوهرة الغالية ...

اعلمي وفقنا الله وإياك لما فيه الخير أن أعداء الله إنما يريدوا أن يهلكوا هذه الأمة من قبلك ، فهم يعلمون جيدا أنك نصف المجتمع وتلدي للمجتمع النصف الآخر وتنشئيه حتى يكون ذخيرة المجتمع المسلم ، لذلك فهم يريدون أن يستخفوا بعقلك الغالي ، ويريدون أن يدمروا المجتمع بك ، فهم يريدون أن يجعلوك سلعة رخيصة يريدونك أن تباعي بثمن بخس دراهم معدودة وأن نكون فيك من الزاهدين ، فجهدوا في أن يزيلوا عنك شعار دينك ، ورمز عفتك ، وأن تعصي أمرك ربك بتبرج الجاهلية ، واختبئوا خلف شعارات ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب مثل (تحرير المرأة) وغيرها من الشعارات الباطلة ، فالغرب يريدونك أن تكون مثل نسائهم -عياذا بالله- يريدونك -أعزك الله- كالمزبلة يرمى فيه كل خبث ، وكما قال عثمان رضي الله عنه  (ودت الزانية لو زنى النساء كلهن)

وربك يريد لك العفة والطهارة لذلك فرض عليك الحجاب فقال جل وعلا {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} -الأحزاب59-

ونهاك عن التبرج فقال : {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} -الأحزاب33-

أختاه إذا ما ذهب أحد إلى -الجزار- ليشتري منه لحما فوجد هذا اللحم مكشوفا للأتربة وقد تجمع عليه الذباب ، فهل يا ترى سيشتري منه ؟ أم سيشتري من الآخر الذي حافظ على لحمه من الذباب والأتربة والقاذورات؟

أختاه هذا الجزار يخشى على لحم الأبقار وغيرها أعزك الله من القاذورات والذباب ، أفلا يجدر بك أن تحافظي على لحمك من الذئاب والكلاب .

دينك يريدك أن تكوني كالجوهرة .... فلو أن رجلا عنده جوهر هل سيجعلها في أي مكان مكشوف ، ويجعلها عرضة للأيدي العابثة ؟ أم سيجعلها في علبة جميلة رائعة تليق بها ثم يضعها في خزانة آمنة حتى تكون نقية محفوظة من الخبث والعبث .

فمن الآن أختاه تستري بحجابك الشرعي ولا تكون سلاحا في يد أعداء الله يقتلونا به كيفما شاءوا وها قد اقترب شهر رمضان فهل ستكونين مندوبة عن الشياطين المصفدة فتقومي بما يعجزوا عنه في هذا الشهر من إفساد الصيام على الصائمين ...أم إنك ستكونين كالجوهرة الغالية النفسية التي تطيع ربها وتكون حربا على أعداء الله وتخرج لنا الجيل الذي ينهض بأمتنا نحو المعالي ، رزقنا الله وإياك جنة الفردوس {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً}-النساء69-

واعلمي أن أعداء الله لن يكفوا عن محاربتك بعد أن تصيري عفيفة بحجابك لذلك اعتزي بحجابك وليكن لسان حالك

فليقولوا عن حجابي ...... إنه يفني شبابي
و ليغالوا في عتابي .... إن للدين انتسابي
لا وربي لن أبالي ........ همتي مثل الجبال
أي معنى للجمال .... إن غدا سهل المنال

 


الرسالة الخامسة

إلى المدخن

 

أخي المسلم ....

كفاااااااااااااااك حرقا لصحتك وزوجتك وأولادك وأموالك وإخوانك المسلمين ، أسألك بالله عليك ألم تعلم أن الله تعالي يقول {يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ}-الأعراف157-

ويقول أيضا {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً}-النساء29-

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار)

وأسألك أيضا

هل تصنف الدخان من الطيبات ؟ أم من الخبائث ؟
هل تسمي الله حينما تبدأ بشرب الدخان ؟ أو تحمده حينما تنتهي ؟
هل هناك مأكول أو مشروب حينما تنتهي منه تطأه بحذائك ؟
هل تشرب الدخان في بيت من بيوت الله ؟
هل حققت من الدخان كسب مادي أو صحي أو اجتماعي ؟
ما هو موقفك حينما ترى أحد أبنائك أو إخوانك يدخن ؟

أعلم هداك الله ....

أن هذه السيجارة غير أنها معصية لله إلا أنها تدمر صحتك وصحة من حولك كذلك ...

يقول الدكتور / كليفورد أندرسون : " لقد دلت الإحصاءات التي قامت بها جمعية السرطان الأمريكية أن الانقطاع يفيد ، ويقلل خطر الإصابة بالسرطان بمعدل النصف . . ومن المحقق أن الذين لا يدخنون هم أقل الناس تعرضاً للإصابة بهذا المرض  " .
ويقول الدكتور كنعان الجابي:" لقد مضى على معالجتي للسرطان 25 عاماً فلم يأتني مصاباً بسرطان الحنجرة إلا مدخن "

وجاء في تقرير الكلية الملكية للأطباء بلندن : " إن تدخين السجائر في العصر الحديث يسبب من الوفيات ما كانت تسببه أشد الأوبئة خطراً في العصور السابقة . . وجاء فيه أن 95% من مرضى شرايين الساقين هم من المدخنين "

وجاء في تقرير لأحد من مراكز البحوث الأمريكية : " إن التدخين يؤدي إلى أعلى نسبة وفيات في العالم بالمقارنة للحروب والمجاعات "

فيا سبحان الله .....

كيف يصر المدخن بعد كل هذا على هذه العادة القبيحة ..

أخي ما هي إلى أيام وتصوم إن شاء الله عن الحلال من الطعام والشراب والجماع ، فبالله عليك صم أيضا مدي حياتك عن ما حرم الله من تدخينك للسيجارة وغير ذلك ، واجعل من شهر رمضان مدرسة تربوية تربي فيها نفسك على ترك هذا الداء القبيح .

اعتمد على الله تعالى، واصدق في نيتك، وابتعد عن أماكن التدخين، وأكثر من شرب الماء والعصير، واستعمل السواك أو امضغ العلك –اللبان- إذا ما أحسست برغبة في التدخين، اذهب إلى الطبيب إن احتاج الأمر لذلك..

شفاك الله وعافاك، وجعلنا وإياكم من أهل طاعته.

 


الرسالة السادسة

إلى مدمن سماع الموسيقى و الغناء

 

أخي الحبيب...

لوثت أذنيك الكريمتين بالاستماع إلى ما يغضب الله ، ويقسو قلبك ، ويشغلك عن ذكر الله ، وقد فعلت هذا إما قتلا للفراغ والوقت ، أو حبا في سماع الموسيقى والأغاني ، وفي هذا شر عظيم عليك ..

أما تعلم أن وقتك هو حياتك وستسأل عنه أمام الله، لما إذا تضيعه فيما يضر ويغضب الله تبارك وتعالى، ثم بعد ذلك تهجر كلامه.

أخي أما علمت أنا الغناء حرام... أم أنك انسقت وراء كل من ينعق بأقوال لا خطام لها ولا زمام ممن يحلون اللهو والغناء بأدلة واهيات ... أخي أعلم أنك مسلم تحب الله ورسوله لذلك أقول لك هل تستطيع أن تستمع إلى الموسيقى والغناء في المساجد ؟ لماذا ؟ لأن الموسيقى والغناء حرام.

والدليل على أنه حرام

قوله تعالى: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ" (سورة لقمان: 6)
قال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما: هو الغناء، وقال مجاهد رحمه الله: اللهو الطبل (تفسير الطبري) وقال الحسن البصري رحمه الله: "نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير" (تفسير ابن كثير). قال ابن القيم رحمه الله: "ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء فقد صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود، قال أبو الصهباء: سألت ابن مسعود عن قوله تعالى: "ومن الناس من يشتري لهو الحديث"، فقال: والله الذي لا إله غيره هو الغناء - يرددها ثلاث مرات -، وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا أنه الغناء.

ومن السنة أيضا :-

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف، و لينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة" (رواه البخاري تعليقا برقم 5590، ووصله الطبراني والبيهقي، وراجع السلسلة الصحيحة للألباني 91). وقد أقر بصحة هذا الحديث أكابر أهل العلم منهم الإمام ابن حبان، والإسماعيلي، وابن صلاح، وابن حجر العسقلاني، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والطحاوي، وابن القيم، والصنعاني، وغيرهم كثير.

ويكفي هذا في بيان أن الغناء حرام قطعا ...

لذا أخي الكريم أقول لك وقبل أن يدخل علينا شهر الكريم وأنت لا تزال منخرطا في لهوك وعبثك هذا.. أقول شهر رمضان هو شهر الطاعات ومنها قراءة القرآن ، وأنت على يقين تام بأن القرآن هو خير كلام ، فانشغل بخير الكلام عن خبيث الكلام ، هدانا الله وإياكم إلى ما فيه صلاح البلاد والعباد.

 


الرسالة السابعة

إلى من يطلق بصره إلى ما حرم الله

 

أخي المسلم...

وهبك الله نعما كثيرة جدا ، وأنت مهما شكرت ربك على هذه النعم فلن تحصى شكر نعمة واحدة منها ، فكيف بك وأنت تستخدم هذه النعم فيما لا يرضى ربك ، ومن أجل نعم الله على العبد نعمة البصر ، فقد أعطاك الله هذه النعمة وحرم غيرك منها أفيكون شكرك له عليها هو أن تعصاه بها

يا عبد الله ....

يقول ربك جل وعلا {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} -النور30-

وكذلك فإن الأمر ليس قاصرا على الرجال فحسب بل إن نفس الأمر في الآية التالية للنساء أيضا  {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} -النور31-

وعن أبي سعيد الخدري عن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال :إياكم والجلوس في الطرقات قالوا يا رسول الله ما لنا بد من مجالسنا نتحدث فيها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه قالوا وما حقه قال :غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . رواه البخاري ج: 2 ص: 870 ( 2333) و مسلم ج: 3 ص: 1675 (2121)

 

وإطلاق النظر هو زنى العينين كما في الأثر (كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة : فالعينان تزنيان وزناهما النظر والأذن تزني وزناها السمع واللسان يزني وزناه المنطق واليد تزني وزناها البطش والرجل تزني وزناها المشي ، والقلب يتمنى ويشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه) مجموع فتاوى ابن تيمية رحمه الله تعالى .

 

وأعلم أخي أن إطلاق النظر إلى ما حرم الله النظر إليه من النساء مثلا ومنه مشاهد الأفلام والمسلسلات والمسرحيات وأغاني الفيديو كليب ونحوها ، والتي يتحرى القائمون على الإعلام الإكثار من بثها وانتقاءها لتكون أكثر جاذبية في رمضان لتشغل الناس عن طاعة الله وعبادته ، وإن تخللوها بمسلسلات يزعمون أنها دينية ....

فإن إطلاق النظر إلى هذا كله له عواقب وخيمة منها :

أنه باب من أبوب الزنا ومن أخطر وسائله وذرائعه الموصلة إليه ، أن النظر المحرم في بيوت المسلمين يبيح فقأ عين الناظر ، أنه يورث الغفلة وإتباع الهوى وانفراط الأمر، - وهي من أعظمها -أنه من أسباب فساد القلب ، تعلق القلب بالصور ودوام حسرته وعذابه.

فاحفظ أخي الغالي بصرك من هذا الخبث واعلم انك إن تركت ذلك لله عوضك خيرا منه، وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه.


 

الرسالة الثامنة

إلى صاحب اللسان الغث

 

أخي العزيز....

نعلم جميعا أن اللسان من نعم الله على العبد، والتي لابد للعبد أن يداوم على شكرها بأن يستخدمها في طاعة الله وألا يستخدمها في معصيته، ولكن هيهات...

كثير من الناس يستخدمون هذه النعمة أسوأ استخدام، ويغفلون عن أنهم سيحاسبون عن كل ما ينطقون به حيث قال جل وعلا {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} -ق18-

قال بن عباس رضي الله عنهما: [يكتب كل ما تكلموا به من خير وشر، حتى إنه ليكتب قولك: أكلت، شربت، ذهبت.. جئت رأيت.. حتى إذا كان يوم الخميس عرض قوله وعمله فأقر منه ما كان فيه من خير أو شر، وألقي سائره]

ويقول جل وعلا {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ{10} كِرَاماً كَاتِبِينَ{11} يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ{12}} -الانفطار-

وقال أيضا {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً} -الإسراء:36-

عن بلال بن الحارث المزني رضي الله تعالى عنه وأرضاه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت؛ يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت؛ يكتب الله له بها سخطه إلى يوم القيامة) والعياذ بالله، والحديث أخرجه البخاري في صحيحه.

وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها؛ يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب) والحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.

وفي حديث معاذ الطويل قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قال معاذ : قلت: بلى يا رسول الله! فأخذ بلسانه ثم قال: كف عليك هذا، قال: قلت: يا رسول الله! وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟! -بعض الناس قد يجهل أنه سيؤاخذ بكل كلمة تكلمها كانت خيراً أو شراً- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ثكلتك أمك يا معاذ ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟!) والحديث أخرجه الترمذي في سننه ، وقال: حديث حسن صحيح.

لذلك كانت جزاء أن من حفظ لسانه الجنة .....

وفي حديث سهل بن سعد رضي الله تعالى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة) والحديث أخرجه البخاري في صحيحه.

فانظر أخي الحبيب في أمر نفسك ودرب لسانك على أن ينطق بكل ما يرضي الله تبارك وتعالى وبخاصة في شهر رمضان المبارك فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله : كل عمل ابن آدم له إلا الصيام ، فإنه لي وأنا أجزي به ، والصيام جنة ، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني امرؤ صائم . والذي نفس محمد بيده ، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك . للصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح ، وإذا لقي ربه فرح بصومه). -رواه البخاري 1904-

فاحفظ لسانك من كل سوء، حفظك الله ورعاك، وهدنا وإياك لما في الخير .

 


الرسالة التاسعة

رسالة إلى الشباب

 

أخي الشاب المسلم الحبيب ...

أنت ذخر هذه الأمة وأملها وأنت ستكمل ما بدأه أسلافك فتفقه في دينك جيدا {وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ}-ص26-

ولا تجعل نفسك لقمة سائغة، وسلاحا في يد أعداء الله يبطشون بك، وأعلم أن الخير كل الخير في الإقتداء بخير قدوة {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} -الأحزاب21-

فأعداء الله يريدونك ضعيف الإيمان والبنيان، مرتعش اليدين، أجوف القلب، تافه الأحلام.....

ألم يأتك نبأ القنوات الفضائية المخصصة للفيديو كليب المليء بالغناء الماجن والرقص الخليع ونحوه.....

ألم تعلم بأنهم صمموا آلاف بل ملايين المواقع الإباحية وغيرها لهذه الأغراض....

لو لم تكن مهما لهذا الحد ما اهتموا بتدميرك وإبعادك عن دينك، إلا أنك غافل عن هذا جدا وكل يوم تبحث عن جديد تضيع فيه وقتك، سواء حلالا أم حراما.....

أخي ألم يأن ....

ألم يأت الأوان الذي تعرف فيه أن دينك في أمس الحاجة إليك وأن المسلمين مستهدفين من عدوهم نعم .. فهم يريدون هدم الإسلام  {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ} -التوبة32 – وهم لن يستطيعوا ذلك إلا بهدمك لأنك من ستتصدى لهم بعد فترة ليست بالطويلة ، فيا ترى هل تستطيع أن تقف أما عدوك وتزود عن دينك وعن أهلك ومالك ، وأنت بهذا الضعف والهوان ، أهذه الأيدي المرتعشة تستطيع أن تحمل سلاحا لتقف في صفوف القتال أمام أعداء الله ، وما نبأ فلسطين والشيشان وأفغانستان والعراق ولبنان و... و... عنا ببعيد ...

أليس كفانا غفلة إلى هذا الحد .... ألا يكفي تضيعا للأوقات...... أخي.. ألا تتفق معي أنه لابد أن نغير من أنفسنا حتى يغير الله حالنا {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ }-الرعد11-

إذا لما التأخر.... هيا بنا نسرع ولا نتلكأ حتى نرمم ما تكسر ونبني ما تهدم ونتمم البناء ليصير شامخا قويا متينا قادرا على التصدي لأي هجمة من هجمات الكلاب من أعداء الله .

وها نحن على عتبات شهر مبارك -شهر رمضان- فاجعل منه نقطة الانطلاق، وأخلص النية لله تبارك وتعالى .. جمعنا الله وإياكم مع سيد النبيين في جنته.

 


الرسالة العاشرة

إلى كل عاص مها كان ذنبه

 

أخي الحبيب.....

كل عام وأنتم إلى الله أقرب وعلى طاعته أدوم وإلى الخيرات أسبق ، ما هي إلا أيام أو إن شئت فقل لحظات ونستقبل هذا الضيف الغالي – شهر رمضان المبارك – فلابد أن نحسن استقبال ، وذلك بالتخلي عن المعاصي والتحلي بالطاعات ، فلنبادر إلى الله بالتوبة جميعا  { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } -النور31-

بل إن آخر نداء في القرآن لعباد الله المؤمنين يقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } –التحريم 8-

ولا تيأس أبدا فباب التوبة مفتوح على مصراعيه

{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } -الزمر53-

 

وأعلم أن التوبة تنفيذ لأمر الله تبارك وتعالى وأنها سبب لتكفير السيئات وسبب لدخول الجنة ، وسبب لفلاح العبد في الدنيا والآخرة كما في الآيات السابقة، وأن {اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}-البقرة222-

فلا تتأخر في توبتك واعلم (إن الله عز وجل يبسط يده بالليل، ليتوب مسيء النهار. ويبسط يده بالنهار ، ليتوب مسيء الليل . حتى تطلع الشمس من مغربها) -رواه مسلم 2759-

وانه الله جل وعلا يفرح بتوبتك ...

فلا تردد وابدأ من الآن ولا تتأخر ولو ثانية فأنت لا تدري متى تموت ولا أين تموت...

فبادر بالتوبة غفر الله لنا ولكم ولجميع المسلمين.

 

هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء.

نسأل الله تبارك وتعالى أن ينفع بهذه الرسائل وأن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه ، وأرجو من كل أخ فاضل وأخت فاضلة ألا يبخلوا علينا بدعوة صالحة ليقول له الملك إن شاء الله ولك بمثله .

 

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

 

 

كتبه /

أبو أنس شريف رمضان السكندري

الإسكندرية 20 شعبان 1427

 

المصدر: أبو بكر السكندرى الرسائل الحسان ... لأهل العصيان ... قبل شهر رمضان ... أبو أنس شريف رمضان السكندري بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيرا.. أما بعد .. بدأ العد التنازلي لاستقبال هذا الضيف العزيز الذي طال انتظاره ، وتتلهف النفوس شوقا للقياه ، لتعيش في رحاب ضيافته الغالية أجمل الأيام وأسعد اللحظات ، غير أنه لا يزال هناك الكثير من الغافلين عن هذا الضيف الغالي (شهر رمضان) وعن سمو قدره وعظيم مكانته ، فلا يزالون يسرفون على أنفسهم ، ويتخبطون في دهاليز العصيان وظلمات الشهوات ، إلى هؤلاء جميعا أكتب هذه الرسائل عسى الله أن ينفع بها ويجعلها تذكرة لمن يخشى . الرسالة الأولى إلى من يفطر عمدا بدون عذر شرعي في شهر رمضان إلى كل من يفطر عامدا في شهر رمضان بغير بدون عذر شرعي أقول: ألا تعلم يا هذا ما أعده الله من سوء العاقبة لمن يفعل مثلك فعلتك المنكرة هذه... فعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : بينما أنا نائم أتاني رجلان فأخذا بضبعي فأتيا بي جبلا وعراً فقالا : اصعد فقلت : إني لا أضيقه ، فقالا: إنا سنسهله لك فصعدت ، حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة ، قلت : ما هذه الأصوات ، قالوا : هذا عواء أهل النار. ثم انطلقا بي ، فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم ، مشققة أشداقهم ، تسيل أشداقهم دماً ، قال : قلت : من هؤلاء ؟ قال : الذين يفطرون قبل تحلة صومهم ..الحديث ) صحيح الترغيب برقم 1005.قوله : بضبعي : أي بعضدي. ، قوله : قبل تحلة صومهم : أي يفطرون قبل وقت الإفطار. أعلم يا هذا أنك لو راجعت ما في صيام شهر رمضان من فضل لأحببت الصيام و لما تجرأت على أن تفطر ولو لحظة لما للصائم من فضل عظيم، فلا تبخل على نفسك بالتفقه في دينك والتعبد إلى ربك حتى تنجو من عذابه وتدخل جنته مع الصائمين من باب الريان . يا هذا أليس عيب عليك وأنت مسلم وبالغ وعاقل أن ترفض طاعة سيدك الذي خلقك ووهبك كل ما أنت فيه من نعم وغيرك من الأطفال صغار السن يجاهدون حتى يصوموا لله تبارك وتعالى رغم أنهم غير مكلفين.... وأنت أنت إذا ما قال لك الطبيب لابد أن تأتي غدا صائما لإجراء تحليل معين أو نحو ذلك ..... ستأتيه رغم أنفك صائما ولا تستطيع مخالفة أمره ، فأيهما أحق بالطاعة أيها المسكين آلذين خلقك ويستطيع أن يدمرك تدميرا ولن يمنعك أحد من قبضته أم عبد فقير ضعيف مثلك ما هو إلا سبب سببه الله لشفائك ، فاتق الله وانو من الآن أن تصوم شهر رمضان كاملا لتحوز ما فيه من الفضائل وتنجو من عذاب الله . الرسالة الثانية إلى تارك الصلاة عبد الله ... يا من أسرفت على نفسك وحرمتها لذة التقرب إلى الله والسجود لله والوقوف بين يديه والتلذذ بقراءة كلامه ... ها أنت ذا تذهب إلى الخلق وتشكو إليهم حاجتك وما أنت فيه من مشاكل ومتاعب ... أيها المسكين تشكو من يرحم إلى من لا يرحم ، ألا يجدر بك أن تسجد بين يدي خالقك وتقترب منه وتبث إليه شكايتك وحاجتك قال تعالى (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ)- العلق19- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد . فأكثروا الدعاء) رواه مسلم 482. يا عبد الله ... ها قد شحذ الطائعون همتهم لاستقبال هذا الشهر المبارك والإكثار فيه من الطاعات لأن أجر الطاعات فيه مضاعف ، وأنت لا تزال نائما عن طاعة ربك وخالقك ومولاك وتبارزه بالعصيان ... حري بك يا عبد الله أن تعود إلى ربك وتتوب إليه قبل أن تندم في وقت لا ينفع فيه الندم . فابدأ من الآن واجعل شهر رمضان محطة للتزود بوقود الطاعة وانطلق نحو رضوان الله وجنته ولا يستهوينك الشيطان فيوقعك مرة أخرى في هذه الكبيرة العظيمة بعد أن ينقضي شهر رمضان وأعلم جيدا أن عاقبة تارك الصلاة وخيمة جدا كما جاءت بذلك النصوص الصحيحة كما قال تعالى : {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً} -مريم59- ، وغي واد في جهنم بعيد قعره ، شديد حره ، تستعيذ منه أودية جهنم ، أعاذنا الله وإياكم من جهنم وعذابها . الرسالة الثالثة إلى العاق لوالديه يا من سقط في هذه الهوة السحيقة –هوة عقوق الوالدين أو أحدهما- أعلم هدانا الله وإياك أن الله جل وعلا قرن بر الوالدين بطاعته في غير ما موضع من كتابه منها قوله تعالى {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً }-الإسراء23- وقد أوصى الله الأبناء ببر الوالدين في خمسة مواضع من كتابه، وأوصى الآباء بالأبناء في موضع واحد فقط {يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ}-النساء11- وأما عن فضل بر الوالدين في السنة فهو كثير جدا ومنه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "سألتُ النبي صلى الله عليه وسلم: أيُّ العمل أحبُّ إلى الله تعالى؟ قال: الصلاة على وقتها؛ قلت: ثم أيُّ؟ قال: بر الوالدين؛ قلت: ثم أيُّ؟ قال: الجهاد في سبيل الله". و روى بن ماجة في صحيحه عن معاوية بن جاهمة السلمي (.... فقلت يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة قال: ويحك أحية أمك؟ قلت: نعم يا رسول الله، قال: ويحك إلزم رجلها فثم الجنة (.صححه الألباني –صحيح بن ماجه 2259- فكيف تضيع هذا الفضل وغيره من الفضائل وتسقط في هوة العقوق ، بل إن الله أوصى الولد ببر الوالدين حتى وإن كانا كافرين فكيف بك وقد وهبك الله والدين مسلمين ، وحرم غيرك من أن يكون له والدين ينعم بدفئهما ورعايتهما وحبهما وعطفهما ، فاحمد الله واشكره على ما أنت فيه من نعمة ، وذلك بأن تكون أبر الناس بوالديه . ها قد اقترب موسم الطاعات فلا تدخله بالله عليك إلا وقد جعلت والديك راضيين عن إلا فيما يغضب الله تعالى فإنه (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) -صحيح الجامع 7520- ولا تعد إلى عقوقهما ثانية ولو بكلمة (أف) حتى تنال منهما دعوة صالحة عسى الله أن يكتب لك بها الفلاح في الدنيا والآخرة. الرسالة الرابعة إلى المتبرجة أيتها الجوهرة الغالية ... اعلمي وفقنا الله وإياك لما فيه الخير أن أعداء الله إنما يريدوا أن يهلكوا هذه الأمة من قبلك ، فهم يعلمون جيدا أنك نصف المجتمع وتلدي للمجتمع النصف الآخر وتنشئيه حتى يكون ذخيرة المجتمع المسلم ، لذلك فهم يريدون أن يستخفوا بعقلك الغالي ، ويريدون أن يدمروا المجتمع بك ، فهم يريدون أن يجعلوك سلعة رخيصة يريدونك أن تباعي بثمن بخس دراهم معدودة وأن نكون فيك من الزاهدين ، فجهدوا في أن يزيلوا عنك شعار دينك ، ورمز عفتك ، وأن تعصي أمرك ربك بتبرج الجاهلية ، واختبئوا خلف شعارات ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب مثل (تحرير المرأة) وغيرها من الشعارات الباطلة ، فالغرب يريدونك أن تكون مثل نسائهم -عياذا بالله- يريدونك -أعزك الله- كالمزبلة يرمى فيه كل خبث ، وكما قال عثمان رضي الله عنه (ودت الزانية لو زنى النساء كلهن) وربك يريد لك العفة والطهارة لذلك فرض عليك الحجاب فقال جل وعلا {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} -الأحزاب59- ونهاك عن التبرج فقال : {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} -الأحزاب33- أختاه إذا ما ذهب أحد إلى -الجزار- ليشتري منه لحما فوجد هذا اللحم مكشوفا للأتربة وقد تجمع عليه الذباب ، فهل يا ترى سيشتري منه ؟ أم سيشتري من الآخر الذي حافظ على لحمه من الذباب والأتربة والقاذورات؟ أختاه هذا الجزار يخشى على لحم الأبقار وغيرها أعزك الله من القاذورات والذباب ، أفلا يجدر بك أن تحافظي على لحمك من الذئاب والكلاب . دينك يريدك أن تكوني كالجوهرة .... فلو أن رجلا عنده جوهر هل سيجعلها في أي مكان مكشوف ، ويجعلها عرضة للأيدي العابثة ؟ أم سيجعلها في علبة جميلة رائعة تليق بها ثم يضعها في خزانة آمنة حتى تكون نقية محفوظة من الخبث والعبث . فمن الآن أختاه تستري بحجابك الشرعي ولا تكون سلاحا في يد أعداء الله يقتلونا به كيفما شاءوا وها قد اقترب شهر رمضان فهل ستكونين مندوبة عن الشياطين المصفدة فتقومي بما يعجزوا عنه في هذا الشهر من إفساد الصيام على الصائمين ...أم إنك ستكونين كالجوهرة الغالية النفسية التي تطيع ربها وتكون حربا على أعداء الله وتخرج لنا الجيل الذي ينهض بأمتنا نحو المعالي ، رزقنا الله وإياك جنة الفردوس {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً}-النساء69- واعلمي أن أعداء الله لن يكفوا عن محاربتك بعد أن تصيري عفيفة بحجابك لذلك اعتزي بحجابك وليكن لسان حالك فليقولوا عن حجابي ...... إنه يفني شبابي و ليغالوا في عتابي .... إن للدين انتسابي لا وربي لن أبالي ........ همتي مثل الجبال أي معنى للجمال .... إن غدا سهل المنال الرسالة الخامسة إلى المدخن أخي المسلم .... كفاااااااااااااااك حرقا لصحتك وزوجتك وأولادك وأموالك وإخوانك المسلمين ، أسألك بالله عليك ألم تعلم أن الله تعالي يقول {يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ}-الأعراف157- ويقول أيضا {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً}-النساء29- ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار) وأسألك أيضا هل تصنف الدخان من الطيبات ؟ أم من الخبائث ؟ هل تسمي الله حينما تبدأ بشرب الدخان ؟ أو تحمده حينما تنتهي ؟ هل هناك مأكول أو مشروب حينما تنتهي منه تطأه بحذائك ؟ هل تشرب الدخان في بيت من بيوت الله ؟ هل حققت من الدخان كسب مادي أو صحي أو اجتماعي ؟ ما هو موقفك حينما ترى أحد أبنائك أو إخوانك يدخن ؟ أعلم هداك الله .... أن هذه السيجارة غير أنها معصية لله إلا أنها تدمر صحتك وصحة من حولك كذلك ... يقول الدكتور / كليفورد أندرسون : " لقد دلت الإحصاءات التي قامت بها جمعية السرطان الأمريكية أن الانقطاع يفيد ، ويقلل خطر الإصابة بالسرطان بمعدل النصف . . ومن المحقق أن الذين لا يدخنون هم أقل الناس تعرضاً للإصابة بهذا المرض " . ويقول الدكتور كنعان الجابي:" لقد مضى على معالجتي للسرطان 25 عاماً فلم يأتني مصاباً بسرطان الحنجرة إلا مدخن " وجاء في تقرير الكلية الملكية للأطباء بلندن : " إن تدخين السجائر في العصر الحديث يسبب من الوفيات ما كانت تسببه أشد الأوبئة خطراً في العصور السابقة . . وجاء فيه أن 95% من مرضى شرايين الساقين هم من المدخنين " وجاء في تقرير لأحد من مراكز البحوث الأمريكية : " إن التدخين يؤدي إلى أعلى نسبة وفيات في العالم بالمقارنة للحروب والمجاعات " فيا سبحان الله ..... كيف يصر المدخن بعد كل هذا على هذه العادة القبيحة .. أخي ما هي إلى أيام وتصوم إن شاء الله عن الحلال من الطعام والشراب والجماع ، فبالله عليك صم أيضا مدي حياتك عن ما حرم الله من تدخينك للسيجارة وغير ذلك ، واجعل من شهر رمضان مدرسة تربوية تربي فيها نفسك على ترك هذا الداء القبيح . اعتمد على الله تعالى، واصدق في نيتك، وابتعد عن أماكن التدخين، وأكثر من شرب الماء والعصير، واستعمل السواك أو امضغ العلك –اللبان- إذا ما أحسست برغبة في التدخين، اذهب إلى الطبيب إن احتاج الأمر لذلك.. شفاك الله وعافاك، وجعلنا وإياكم من أهل طاعته. الرسالة السادسة إلى مدمن سماع الموسيقى و الغناء أخي الحبيب... لوثت أذنيك الكريمتين بالاستماع إلى ما يغضب الله ، ويقسو قلبك ، ويشغلك عن ذكر الله ، وقد فعلت هذا إما قتلا للفراغ والوقت ، أو حبا في سماع الموسيقى والأغاني ، وفي هذا شر عظيم عليك .. أما تعلم أن وقتك هو حياتك وستسأل عنه أمام الله، لما إذا تضيعه فيما يضر ويغضب الله تبارك وتعالى، ثم بعد ذلك تهجر كلامه. أخي أما علمت أنا الغناء حرام... أم أنك انسقت وراء كل من ينعق بأقوال لا خطام لها ولا زمام ممن يحلون اللهو والغناء بأدلة واهيات ... أخي أعلم أنك مسلم تحب الله ورسوله لذلك أقول لك هل تستطيع أن تستمع إلى الموسيقى والغناء في المساجد ؟ لماذا ؟ لأن الموسيقى والغناء حرام. والدليل على أنه حرام قوله تعالى: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ" (سورة لقمان: 6) قال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما: هو الغناء، وقال مجاهد رحمه الله: اللهو الطبل (تفسير الطبري) وقال الحسن البصري رحمه الله: "نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير" (تفسير ابن كثير). قال ابن القيم رحمه الله: "ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء فقد صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود، قال أبو الصهباء: سألت ابن مسعود عن قوله تعالى: "ومن الناس من يشتري لهو الحديث"، فقال: والله الذي لا إله غيره هو الغناء - يرددها ثلاث مرات -، وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا أنه الغناء. ومن السنة أيضا :- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف، و لينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة" (رواه البخاري تعليقا برقم 5590، ووصله الطبراني والبيهقي، وراجع السلسلة الصحيحة للألباني 91). وقد أقر بصحة هذا الحديث أكابر أهل العلم منهم الإمام ابن حبان، والإسماعيلي، وابن صلاح، وابن حجر العسقلاني، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والطحاوي، وابن القيم، والصنعاني، وغيرهم كثير. ويكفي هذا في بيان أن الغناء حرام قطعا ... لذا أخي الكريم أقول لك وقبل أن يدخل علينا شهر الكريم وأنت لا تزال منخرطا في لهوك وعبثك هذا.. أقول شهر رمضان هو شهر الطاعات ومنها قراءة القرآن ، وأنت على يقين تام بأن القرآن هو خير كلام ، فانشغل بخير الكلام عن خبيث الكلام ، هدانا الله وإياكم إلى ما فيه صلاح البلاد والعباد. الرسالة السابعة إلى من يطلق بصره إلى ما حرم الله أخي المسلم... وهبك الله نعما كثيرة جدا ، وأنت مهما شكرت ربك على هذه النعم فلن تحصى شكر نعمة واحدة منها ، فكيف بك وأنت تستخدم هذه النعم فيما لا يرضى ربك ، ومن أجل نعم الله على العبد نعمة البصر ، فقد أعطاك الله هذه النعمة وحرم غيرك منها أفيكون شكرك له عليها هو أن تعصاه بها يا عبد الله .... يقول ربك جل وعلا {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} -النور30- وكذلك فإن الأمر ليس قاصرا على الرجال فحسب بل إن نفس الأمر في الآية التالية للنساء أيضا {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} -النور31- وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :إياكم والجلوس في الطرقات قالوا يا رسول الله ما لنا بد من مجالسنا نتحدث فيها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه قالوا وما حقه قال :غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . رواه البخاري ج: 2 ص: 870 ( 2333) و مسلم ج: 3 ص: 1675 (2121) وإطلاق النظر هو زنى العينين كما في الأثر (كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة : فالعينان تزنيان وزناهما النظر والأذن تزني وزناها السمع واللسان يزني وزناه المنطق واليد تزني وزناها البطش والرجل تزني وزناها المشي ، والقلب يتمنى ويشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه) مجموع فتاوى ابن تيمية رحمه الله تعالى . وأعلم أخي أن إطلاق النظر إلى ما حرم الله النظر إليه من النساء مثلا ومنه مشاهد الأفلام والمسلسلات والمسرحيات وأغاني الفيديو كليب ونحوها ، والتي يتحرى القائمون على الإعلام الإكثار من بثها وانتقاءها لتكون أكثر جاذبية في رمضان لتشغل الناس عن طاعة الله وعبادته ، وإن تخللوها بمسلسلات يزعمون أنها دينية .... فإن إطلاق النظر إلى هذا كله له عواقب وخيمة منها : أنه باب من أبوب الزنا ومن أخطر وسائله وذرائعه الموصلة إليه ، أن النظر المحرم في بيوت المسلمين يبيح فقأ عين الناظر ، أنه يورث الغفلة وإتباع الهوى وانفراط الأمر، - وهي من أعظمها -أنه من أسباب فساد القلب ، تعلق القلب بالصور ودوام حسرته وعذابه. فاحفظ أخي الغالي بصرك من هذا الخبث واعلم انك إن تركت ذلك لله عوضك خيرا منه، وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه. الرسالة الثامنة إلى صاحب اللسان الغث أخي العزيز.... نعلم جميعا أن اللسان من نعم الله على العبد، والتي لابد للعبد أن يداوم على شكرها بأن يستخدمها في طاعة الله وألا يستخدمها في معصيته، ولكن هيهات... كثير من الناس يستخدمون هذه النعمة أسوأ استخدام، ويغفلون عن أنهم سيحاسبون عن كل ما ينطقون به حيث قال جل وعلا {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} -ق18- قال بن عباس رضي الله عنهما: [يكتب كل ما تكلموا به من خير وشر، حتى إنه ليكتب قولك: أكلت، شربت، ذهبت.. جئت رأيت.. حتى إذا كان يوم الخميس عرض قوله وعمله فأقر منه ما كان فيه من خير أو شر، وألقي سائره] ويقول جل وعلا {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ{10} كِرَاماً كَاتِبِينَ{11} يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ{12}} -الانفطار- وقال أيضا {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً} -الإسراء:36- عن بلال بن الحارث المزني رضي الله تعالى عنه وأرضاه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت؛ يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت؛ يكتب الله له بها سخطه إلى يوم القيامة) والعياذ بالله، والحديث أخرجه البخاري في صحيحه. وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها؛ يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب) والحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما. وفي حديث معاذ الطويل قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قال معاذ : قلت: بلى يا رسول الله! فأخذ بلسانه ثم قال: كف عليك هذا، قال: قلت: يا رسول الله! وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟! -بعض الناس قد يجهل أنه سيؤاخذ بكل كلمة تكلمها كانت خيراً أو شراً- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ثكلتك أمك يا معاذ ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟!) والحديث أخرجه الترمذي في سننه ، وقال: حديث حسن صحيح. لذلك كانت جزاء أن من حفظ لسانه الجنة ..... وفي حديث سهل بن سعد رضي الله تعالى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة) والحديث أخرجه البخاري في صحيحه. فانظر أخي الحبيب في أمر نفسك ودرب لسانك على أن ينطق بكل ما يرضي الله تبارك وتعالى وبخاصة في شهر رمضان المبارك فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله : كل عمل ابن آدم له إلا الصيام ، فإنه لي وأنا أجزي به ، والصيام جنة ، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني امرؤ صائم . والذي نفس محمد بيده ، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك . للصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح ، وإذا لقي ربه فرح بصومه). -رواه البخاري 1904- فاحفظ لسانك من كل سوء، حفظك الله ورعاك، وهدنا وإياك لما في الخير . الرسالة التاسعة رسالة إلى الشباب أخي الشاب المسلم الحبيب ... أنت ذخر هذه الأمة وأملها وأنت ستكمل ما بدأه أسلافك فتفقه في دينك جيدا {وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ}-ص26- ولا تجعل نفسك لقمة سائغة، وسلاحا في يد أعداء الله يبطشون بك، وأعلم أن الخير كل الخير في الإقتداء بخير قدوة {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} -الأحزاب21- فأعداء الله يريدونك ضعيف الإيمان والبنيان، مرتعش اليدين، أجوف القلب، تافه الأحلام..... ألم يأتك نبأ القنوات الفضائية المخصصة للفيديو كليب المليء بالغناء الماجن والرقص الخليع ونحوه..... ألم تعلم بأنهم صمموا آلاف بل ملايين المواقع الإباحية وغيرها لهذه الأغراض.... لو لم تكن مهما لهذا الحد ما اهتموا بتدميرك وإبعادك عن دينك، إلا أنك غافل عن هذا جدا وكل يوم تبحث عن جديد تضيع فيه وقتك، سواء حلالا أم حراما..... أخي ألم يأن .... ألم يأت الأوان الذي تعرف فيه أن دينك في أمس الحاجة إليك وأن المسلمين مستهدفين من عدوهم نعم .. فهم يريدون هدم الإسلام {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ} -التوبة32 – وهم لن يستطيعوا ذلك إلا بهدمك لأنك من ستتصدى لهم بعد فترة ليست بالطويلة ، فيا ترى هل تستطيع أن تقف أما عدوك وتزود عن دينك وعن أهلك ومالك ، وأنت بهذا الضعف والهوان ، أهذه الأيدي المرتعشة تستطيع أن تحمل سلاحا لتقف في صفوف القتال أمام أعداء الله ، وما نبأ فلسطين والشيشان وأفغانستان والعراق ولبنان و... و... عنا ببعيد ... أليس كفانا غفلة إلى هذا الحد .... ألا يكفي تضيعا للأوقات...... أخي.. ألا تتفق معي أنه لابد أن نغير من أنفسنا حتى يغير الله حالنا {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ }-الرعد11- إذا لما التأخر.... هيا بنا نسرع ولا نتلكأ حتى نرمم ما تكسر ونبني ما تهدم ونتمم البناء ليصير شامخا قويا متينا قادرا على التصدي لأي هجمة من هجمات الكلاب من أعداء الله . وها نحن على عتبات شهر مبارك -شهر رمضان- فاجعل منه نقطة الانطلاق، وأخلص النية لله تبارك وتعالى .. جمعنا الله وإياكم مع سيد النبيين في جنته. الرسالة العاشرة إلى كل عاص مها كان ذنبه أخي الحبيب..... كل عام وأنتم إلى الله أقرب وعلى طاعته أدوم وإلى الخيرات أسبق ، ما هي إلا أيام أو إن شئت فقل لحظات ونستقبل هذا الضيف الغالي – شهر رمضان المبارك – فلابد أن نحسن استقبال ، وذلك بالتخلي عن المعاصي والتحلي بالطاعات ، فلنبادر إلى الله بالتوبة جميعا { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } -النور31- بل إن آخر نداء في القرآن لعباد الله المؤمنين يقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } –التحريم 8- ولا تيأس أبدا فباب التوبة مفتوح على مصراعيه {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } -الزمر53- وأعلم أن التوبة تنفيذ لأمر الله تبارك وتعالى وأنها سبب لتكفير السيئات وسبب لدخول الجنة ، وسبب لفلاح العبد في الدنيا والآخرة كما في الآيات السابقة، وأن {اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}-البقرة222- فلا تتأخر في توبتك واعلم (إن الله عز وجل يبسط يده بالليل، ليتوب مسيء النهار. ويبسط يده بالنهار ، ليتوب مسيء الليل . حتى تطلع الشمس من مغربها) -رواه مسلم 2759- وانه الله جل وعلا يفرح بتوبتك ... فلا تردد وابدأ من الآن ولا تتأخر ولو ثانية فأنت لا تدري متى تموت ولا أين تموت... فبادر بالتوبة غفر الله لنا ولكم ولجميع المسلمين. هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء. نسأل الله تبارك وتعالى أن ينفع بهذه الرسائل وأن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه ، وأرجو من كل أخ فاضل وأخت فاضلة ألا يبخلوا علينا بدعوة صالحة ليقول له الملك إن شاء الله ولك بمثله . وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . كتبه / أبو أنس شريف رمضان السكندري الإسكندرية 20 شعبان 1427
  • Currently 16/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 55 مشاهدة
نشرت فى 22 يوليو 2011 بواسطة omarkandel

ساحة النقاش

moaaz kandel

omarkandel
موقع دينى ثقافى تعليمى ملك لكل مستخدميه »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

16,134