(شبل المعارك) 

قصيدة في رثاء الشهيد:احمد بن زياد حجي 

بقلم الشاعر: طارق بن زياد حجي

يَاْ قَارِعَ الْأقمَاْرِ بَالأنواءِ *** مَاْلِيْ اَرَىْ شَمْسِي بِلا اضوائي؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مَاْلِي وللسُّحُبِ الْكَئِيْبَة بالسما؟ *** مَاْلِيْ وَمَاْ للْكَلْب في الْبَيْدَاْءِ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إخْضَوْضَرَتْ كُل الْغُصُوْن لِقِصَّتِي *** وَاَتَىْ رَبِيْعِي بَعْدَ كل شِتَاْئي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَتَلَحَّف الارْذَاْل مِن دِيْبَاْجِهِم *** نَاْمُو كَنَوْم عَجُوْزَةٍ شَمْطَاْءِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَوِسَاْدَتِي صَخْرٌ وَقَفْرٌ مَضْجَعِي *** اَمْا السَّمَاْء فَكِسْوَتِي وَغِطَاْئِي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اَبْكِيْكَ ام اَبْكِي الرّجُوْلَة يَا اَخِي؟ *** فَالحُزْن صَوْتِي والنحيب رثائي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اَرْثِيْك نَيْلَاً لِلشَّهَاْدَة عِنْدَمَا *** صِرْتَ الْبَهِيْجَ برُؤيَة الْحَوْرَاءِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شِبْلُ الْمَعَاْرِك حَاْزِمٌ مِنْذُ الصِّبى *** هو احمدٌ هو فَاْرِس الْهَيْجَاْءِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جَرَّحْتَ قَلْبي ياصَغِيْري فرقةً *** حَتْى ضلُوْعِي مَزَّقَت أحْشَاْئي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَلَرُبَّمَا صَقْرٌ تُحَلِّقُه السَّما *** يَهْوي كَشُهْبٍ غَاْئِراً في الْمَاْءِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حَتْى يَطُوْف الْبَحرَ مَوْجٌ هَائِجٌ *** سَكَنَ الْمُحِيْط بعِيْنه الدَّعْجَاْءِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن صَاْد إنْسِيٍّاً تَهَتُّك عِرْضُه *** كالسَّهْم يُرْمَى مِنْ عَلَى الْقَصْوَاْءِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مَاْ كَاْن هَم الصَّقْر صَيْدَ مَلِيْحَةٍ *** بَيْضَاْءَ جِلْدٍ فَاْتِنٍ مَلْسَاْءِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مِنْقَاْره كَالْاحْمَريِّ عَلَى الْعِدَا *** وَبِمِخْلَبٍ نَهْشَاً مِن الْامْعَاْءِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَضَعُوْكَ شِبْلً فَاْرِسً وَمُدَجَّجً *** وَتَسَفَّدُو في عُهْر ذِي الْحَسْنَاْءِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حَتْى اَتَاْك الطَّعْن مِن غَدْرِ الْعِدا **** مِن إثْرِههِ قَدْ طُعِّنَت اشْلَاْئِي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اما الْقبُوْر تَعَطَّرَت وَتَفَاْخَرَت **** وَتَكَحَّلَت بالْمِسْكِ وَالْحِنَّاْءِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مَاْلِي اَرَى اَرْضَاً تُعَانق جِثةً وَالجّسم جِسْمِي وَالدِّمَاْء دِمَاْئِي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا وَجْهَ بَدْرٍ لَسْتُ انسى نُوْرَهُ *** فِي كُل لَيْلٍ نَاْثِر الأَضْوَاْءِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يَاْرَبُّ إنِّي قَدْ غَلَوْتُ بأحْمَدٍ *** انْتَ الْعَلِيْمُ وَذَا الْبَلَاءُ بَلَاْئِي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يَاْ صُحْبَتِي إِنِّي غَدَوْت بوِحْدَةٍ *** دَمْعِيْ يَفيض الْعِيْن لِلشُّهَدَاْءِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قَابَلتُمُ جَيْشَ العَدُو مُصَفْحَاً **** لَمْ تَرْتَضُوا عَيْشَاً مِن الْإِيْوَاْءِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يَنْتَاْبُنِي شَوْقٌ إلِيْكُم كُلَّمَا **** هَمَسَتْ بِسَمْعِي صَهْلَةُ الْغَبْرَاْءِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَاَنُوْح كَالشُّعَرَاء مِثْل مُهَلْهِلٍ **** وَالشَّنْفَريِّ وَدَمْعَةَ الْخَنْسَاْءِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُطِرْتُم مِسْكَ الْعَبِيْرِ مُخَضْباً **** طُوْباً لَكُمْ اَنْتُم مِن الْغُرَبَاْءِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَتَصَبَّري اُمَّاْهُ ابناً احمداً **** فَهُوَّ الشَّهِيْدُ بِتُرْبَة الشَهْبَاْءِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هُوَّ شَهْدُ قَلْبِي وَ الدَّوَاءُ شَهَاْدةٌ *** تُشْفِيْكَ مِنْ ذُلّ الْعِدَا و الدَّاْءِ
*************
(ابن زياد)

المصدر: مجلة نسمات شعرية الإلكترونية
nsomansoma

مجلة نسمات شعرية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 31 مشاهدة
نشرت فى 7 نوفمبر 2015 بواسطة nsomansoma

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

38,994